أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - أصابع وردية














المزيد.....

أصابع وردية


سعاد درير
كاتبة وشاعرة وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6662 - 2020 / 8 / 30 - 02:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد تَتَغَزَّلُ فراشةٌ بِرَحيق وَردة فَوَّاحة.. قد تَتَغَزَّلُ امرأةٌ بقارورةِ عِطر.. قد يَتَغَزَّلُ رَجُلٌ بِعِطر امرأة.. وقد تَتَغَزَّلُ شُعوب وأُمَم بِكِفاح إِنَاث هُنَّ أَخَوات وأُمَّهَات..
في التاريخ الإنساني أَمْثِلَة شاهدة على تَأَلُّق المرأة في مَعارك الحياة، إنها المرأة المدافعة عن حقّ الآخرين في الحياة، هي المرأة المنْصِفة للذات وللشعوب حين تَبْطِش بها يَدٌ جَبَّارة تُوثِر الهدمَ لا البِناء في زمنِ سَحْقِ الأبرياء ونَطْحِ الحقّ وطَحْنِ الكرامة في رَحَى الاستبداد والانتهازية العائدة بِنا إلى زمن الإقطاعيين والعبيد ذاك الذي يُذَكِّرُنا بِأَيَّام «كُونْطا كِينْتي»..
مَنْ لا يَذكر جميلة بوحيرد تِلك المرأة الجزائرية التي سُلِّطَتْ عليها الأضواء في زَمَن طغيان الظلام ذاك الذي كان يَعْمِد إلى نَشر قانون التَّعتيم لِتَرْكِ ألفُرصة للمُضَلِّلين حتى يَزجُّوا في سِجن الباطل بِمَنْ يُدافِع عن الحقّ؟!
مَن لا يَذكر النساء الْمَغَارِبِيات اللواتي كُنَّ يَحِكْنَ بِصَبرهنّ وكفاحهنّ وصُمودِهنّ زَرابي الغَد الذي ها نَحْنُ نَستمتِع فيه بدفءِ الحرية وأمانِ الحياة؟!
مَن لا يَذكر جِهادَ المرأة العربية وحِرصها على تَحصين قريتها الصغيرة بما كانت تَدسُّه في الرغيف الْمُهَرَّب مِن أسلحة تَسُدُّ رمقَ الجائع إلى الحرية؟!
إنهنّ النساء، صَدِّقْ يا صديقي، ولْتَشْهَد الإنسانية أنّ للنساء كُلَّ البطولة في حروب المطالَبة بِسَوْطِ العَدل لِجَلْدِ كُلّ مُتخاذِل سَوَّلَ له عقلُه القاصِر أن يُعْجِزَ طُلاَّبَ الحقيقة أو يَتَوانى عن أنْ يَتَّخِذَ مواقِفَ تاريخية لإعادة تَشغيل مُحَرِّك أَلْسِنَة السَّاكتين عن الحقّ..
فُتوحات المرأة تُجْهِض محاوَلاتِ قَمْعِها وتَكْيِيفها على التَّقَوْقُع والطاعة العَمياء، فُتوحاتُها تُلَقِّنُ مَنْ يَنْتَقِصُون مِن شأنها دَرْساً في فَنّ القِيادة وضَبْط تَوازُن الحقوق وتَسيير سفينة العَدْل وبِناء صَرح السَّلام..
إنها فُتوحاتُ المرأة العصامية تِلك التي لا تَسمح بأن يُبَيِّتَ لها ظالِمٌ النيةَ في النَّيْل مِن طُهْرِها وعِفَّتِها ونُبْلِها وشَرَفِها الذي يَعني لها شَرَفَ القبيلة والشعب والأُمَّة..
تَاريخ حافِل بالنجاح تَكتُبه المرأةُ بأصابع وَردية، ليس من لمعان لَون طَلاء الأظافر، إنما مِن عُمق الحُلم بِما حَفَرَه إيمانُها بأن «غدا يوم آخَر»، وبأن «لكل مجتهد نصيبا»، وبأن حروف الأمَل تقتلع جذور الألم، وبأن قوة عطاء المرأة في قلبها الذي يَسكنُه الحُبّ فإذا به يَكْفُر بِغَيْر السِّلم ويُقْسِم أَلاَّ يَسْتَسلم..
اِفْخَرْ، اِفْخَرْ بها يَا ابْنَ العربية.



#سعاد_درير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تتمرَّد تمرُّدَ دودة زاحفة في اتجاه فَمِكَ
- قطعة سُكَّر هي المرأة
- رسائل حالفة أَلاَّ تَنْطَفِئَ.. (نص مسرحي)
- خِبْرَة أنثى لا تَجهَل خريطة الوصول إلى قلب الرَّجُل وعقله
- اَلْمُلْهَمان ((نص مسرحي))
- بَطَلُ الرفْض الاجتماعي في ظِلّ المحرقة الكبرى
- عصافير المشاعر تُشَيِّع جنازة القلب المقتول رَكْضا ولهاثا
- حفرة الواقع الأشَدّ ضَيقا من احتمالات القفز
- أَعِدْ شِفاهَكَ إلى مكانها
- أَجْدِفُ بِعَصا الصمتِ
- أَلِابتسامة عَينَي الحُبّ أن تُقَبِّلَ ثَغرَ الحياة؟!
- اِمْلَأْ جُيوبَ قَلبِكَ
- كآبة تُسيلُ دماءَ الروح
- -حياة وردية-.. المُلهِمة
- فَلْتَذُبْ كَلِماتُكِ بين شَفَتَيْكِ
- أصابع الموت تُغازِل روح إدغار
- فاكهة التجلّي
- الرحلة الأخيرة إلى الكأس
- مِن أين لجواد الحُبّ أن يَعبر؟
- أصابع تستعد للقاء


المزيد.....




- تطور جديد بشأن -الرئيس التنفيذي- بعد فيديو عناقه موظفة في حف ...
- -يريد أن يأكل-.. فلسطيني يحمل طفله المصاب بطلقات إسرائيلية: ...
- بنعبد الله يقصف اخنوش ويصف حكومته بالغائبة سياسيا وتواصليا
- سوريا: اليوم السابع من القتال الدامي في السويداء رغم إعلان و ...
- حبس مصرفييْن ليبييْن بسبب الكسب غير المشروع
- ترامب مجددا: دمرنا المواقع النووية الإيرانية بالكامل
- تصاعد التوتر بين روسيا وأذربيجان يهدد -تعاون الحلفاء- ومستقب ...
- لماذا اتفاق السويداء هذه المرة يختلف عن سابقه؟
- ما وراء الخبر: هل سيصمد اتفاق السويداء؟
- متطرفون إسرائيليون يهاجمون عضو الكنيست أيمن عودة ويهتفون -ال ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - أصابع وردية