أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - نجيب عازوري ومشروع البديل العربي العقلاني














المزيد.....

نجيب عازوري ومشروع البديل العربي العقلاني


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6659 - 2020 / 8 / 27 - 01:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن البديل الواقعي والعقلاني والفعال لليقظة العربية في مواجهتها للمشروع اليهودي الصهيوني يفترض تذليل "الشقاق وعدم الانتظام والجهل والبؤس"، أي القضاء على التجزئة الداخلية بمختلف أشكالها ومستوياتها، وصنع النظام في حياة المجتمع والدولة، وإرساء أسس التقدم العلمي والصناعي، والعمل على ازدهار الاقتصاد والحياة الاجتماعية. ذلك يعني أن نجيب عازوري قد أدرك الحلقات الضرورية لليقظة القومية العملية من خلال تذليل التجزئة الدينية والطائفية، بوصفها المقدمة الضرورية لتنظيم المجتمع والدولة وتوسيع مدى ومضمون الشعور القومي عبر إرساء أسس الدولة الحديثة والاقتصاد المتطور والعلم النظري والعملي. من هنا تدقيقه وتحقيقه لفكرة الدولة المدنية الحديثة، باعتبارها الشرط الأول والأخير لنجاح ظاهرة اليقظة العربية الحديثة. من هنا يمكن فهم الأسباب القائمة وراء سعيه النظري الحثيث ومشروعه العملي السياسي الهادف إلى تذليل ثنائيات الدين والدنيا الخربة ومشتقاتها العديدة.
لقد حاول نجيب عازوري حلّ قضية الديني والدنيوي بمعايير الرؤية السياسية العقلانية للدولة الحديثة وشروط الإنتماء الثقافي الذاتي. من هنا أولوية بناء الدولة المدنية الحديثة التي تضم الشام والعراق والجزيرة. ومحاذاة ذلك بإنشاء دولة روحية مستقلة في الحجاز والمدينة المنورة. حاكمها هو خليفة المسلمين الديني. وبهذا نكون قد حصلنا على حلّ لفصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية في الإسلام من أجل خير الجميع، كما يقول نجيب عازوري .
وقد بنى نجيب عازوري رؤيته العامة هذه على أساس إستنتاج فكري سياسي استنبطه من تأمل تاريخ ومصير الدولة (الخلافة) العربية. فقد وجد "أحد الأسباب الرئيسية لسقوط الإمبراطورية العربية العظيمة هو تركز السلطتين المدنية والروحية والجمع بينهما في يد واحدة". وهي العبرة التاريخية الكبرى التي ينبغي الأخذ بها من أجل إرساء دولة حديثة وعصرية من طراز جديد، ومن ثم قادرة على تذليل المشروع اليهودي والصهيوني أيضا. ووضع ذلك في ما أسماه بمشروع "جامعة الوطن العربي" التي تريد، كما يقول عازوري، مصلحة الإسلام والأمة العربية من خلال:
• فصل السلطة المدنية عن السلطة الدينية،
• إقامة إمبراطورية عربية من الفرات إلى النيل،
• سلطة دستورية، والاعتراف بحرية المذاهب،
• احترام الحكم الذاتي في لبنان واستقلال إمارات اليمن ونجد والعراق،
• منح عرش الإمبراطورية إلى أمير العائلة الخديوية المصرية على أساس عدم الجمع بينها وبين مصر، لأن المصريون ليسوا عربا.
أما الدولة الروحية فتبنى على الأسس التالية:
• أن تكون الخلافة لأمير عربي منحدر من عائلة الرسول،
• وللخليفة دولة سياسية (الحجاز والمدينة المنورة)،
• وسلطته روحية على كافة المسلمين .
ولم يقف عند هذا الحد بل وحاول تطويع كل ما يمكنه إثارة الخلاف والشقاق الديني والطائفي بالشكل الذي يجعله رافدا من روافد الشعور القومي العربي. لهذا نراه على سبيل المثال يدعو إلى توحيد المذاهب النصرانية (العربية) من أجل القضية العربية الكبرى. وكتب بهذا الصدد يقول، بأن من الضروري توحيد المذاهب الكاثوليكية الشرقية الخمسة في دين واحد. كما نراه يطالب بأن تكون اللغة العربية لغة الكنسية الشرقية . ووجد في ذلك أمرا موافقا لطموحات الأمة العربية عبر تلاوة الصلوات بالعربية من أجل إبعاد اليونانيين واللاتينيين والسريان والكلدان وغيرهم. ووضع هذا المطلب والفكرة ضمن سياق أوسع عن إدراك القيمة الثقافية الكونية للغة العربية. فاللغة العربية بالنسبة لنجيب عازوري هي لغة القرآن والإسلام العالمي ، وأن النبي عربي، و"لغة السماء عربية" . وقبل كل شيئا آخر كونها العنصر الجوهري للفكرة العربية.
وبهذا يكون نجيب عازوري قد بلغ الذروة الأولية للفكرة القومية الحديثة في مستواها النظري والعملي، بوصفها اجتهادا حرا ومستقبليا. وكتب بهذا الصدد يقول، بأنه "يجب على الفكر الحر أن يكون حرا فعلا، وأن يكون مفهوما يستمد الحكمة من شعب تقدم في الحضارة هوايته ممارسة التسامح". وليس هذا الفكر الحر المستمد من "شعب تقدم في الحضارة" سوى الصيغة النظرية للمشروع العملي للفكرة القومية العربية الذي سعى نجيب عازوري لتأسيسه. فقد استطاع نجيب عازوري أن يرفع فكرة اليقظة العربية من مستوى الوجدان الأدبي والمعنوي إلى مستوى الفكرة النظرية والمشروع العملي السياسي. ومن ثم وضعهما ضمن سياق التاريخ الحديث ومستقبل التخطيط العقلاني للاحتمالات الفعلية الكامنة في الصيرورة الجديدة للعالم العربي والأمة العربية.



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب عازوري: العالم العربي والمسألة الشرقية
- نجيب عازوري حول الاثار التركية العثمانية والخطر اليهودي
- الفكرة القومية عند نجيب عازوري
- من أعلام التصوف : معروف الكرخي
- من أعلام التصوف : شقيق البلخي
- من أعلام التصوف: الفضيل بن عياض(2-2)
- من أعلام التصوف: الفضيل بن عياض(1-2)
- من أعلام التصوف : داوود الطائي
- من أعلام التصوف: إبراهيم بن ادهم
- فلسفة النفي العقلاني للراديكالية السياسية
- أفول الراديكالية والإرهاب - مخاض الحرية العراقية
- النفي العقلاني للراديكالية السياسية
- أوهام العقائد السياسية الراديكالية
- السياسة والمقدس أو التاريخ الفعلي والزمن الضائع
- الراديكالية العراقية : أيديولوجية الأزمة والتأزم
- الراديكالية العراقية – أيديولوجية الطريق المسدود
- العرب وفكرة الخلافة الذاتية عند محمد عبده
- الانسان في فلسفة عبد الكريم الجيلي (3-3)
- الإنسان في فلسفة عبد الكريم الجيلي(2-3)
- الإنسان في الفلسفة الصوفية لعبد الكريم الجيلي(1-3)


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - نجيب عازوري ومشروع البديل العربي العقلاني