أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي لعرش - نحو أدب مغاير














المزيد.....

نحو أدب مغاير


المهدي لعرش

الحوار المتمدن-العدد: 6657 - 2020 / 8 / 25 - 21:55
المحور: الادب والفن
    


Vers une littérature différente




هذا هو مفهومي الخاص عن الكتابة، عن طبيعة الأدب الذي أعتقد بأني أنتمي له، وعن دوره في الحياة المعاصرة. أنا أسميه بالأدب المغاير. إنه ترياق، ديناميت، ظاهرة متفردة في قتل الملل، ومعاداة التكرار والابتذال والتفاهة. أنا أكتب لأنني كنت وسأبقى دائما مجرد قارئ يقلد. ما أخطه أحيانا هو مجرد اقتراب تقني من شيء ما يمكن وضعه بجانب تلك النصوص التي أفضلها. كل كتابة هي قبل كل شيء اعتراف. نحن نكتب لنعترف. لنقر بعدم مشاركتنا في لعبتهم الاستعراضية. كل كتاب ننجزه دليل واضح نعلن به أمام الجميع، بأننا بعيدون، مغفلون، وسذج، لدرجة الانتشاء بألم ما نمر به، ما نراه، وما نتصيده من جمال في قاع الجحيم هذه.
ثمن الأدب الجيد مكلف جدا. لأنه يقتات على حياة الكاتب، وقته، جسمه، روحه، ودمه. الكاتب هو أجمل إنسان بشع. كائن مأساتي بالضرورة. اللغة عذاب والكاتب شهيد. الكاتب شهيد اللغة. كل كاتب يدرك بشكل بديهي أن سر الفن هو الأسلوب. الحرف هو الأسلوب والأسلوب هو الحرف. إذا كانت لديك جملة تتكون من خمسين حرفا، فأنت تملك خمسين أسلوبا لكتابة تلك الجملة. من السهل الحديث عن الأسلوب الذي لا يقهر، والكتابة الفنية التي تقترب من أن تكون كمالا إعجازيا. لكن ما أصعب الكتابة! ما أصعب أن تحقق شرط الكتابة الفنية العظيمة، والعميقة، البسيطة في عظمتها وعمقها. شرطها الصعب هذا هو خلق العقدة. العقدة هي ما يحتاج الكاتب لخلقه كي يحقق نصا يبهرنا بفرادته. لنتأمل ما قاله الكاتب الأمريكي تشاك بولانيك «لا أحتاج لعقدة في كل فصل، بل أحتاج لعقدة في كل جملة». نرى من خلال هذه العبارة كيف أنه يجب على الكاتب امتلاك رؤية تقارب مختلف الكليات العامة، والتفاصيل الجزئية الدقيقة كذلك للنص الذي ينوي كتابته.
الأدب المغاير لديه أيضا كتابه. تلك الكائنات اللغوية، شبه العدمية. التي لا تجيد سوى القراءة. يقرأون كل شيء. يقرأون كمن يحاول نسيان شيء ما للأبد. الأديب المغاير إما كاتب كبير أو حالم يعتقد أنه كاتب كبير. كل فعل يأتي به، كل حركة يؤديها، أمام الناس أو لوحده، يرى عيون الكون كلها تراقبه أثناء ذلك. أفعاله كلها، واختياراته، وأقواله، والصور التي يلتقطها لنفسه، والجمل التي يكتبها، كلها في اعتقاده ستبقى في التاريخ. من سيمنعه من الإيمان بذلك؟ لا أحد.
ما يميز الكاتب كما يقول ماجد هجلس هو أن كل ما يقوم به في الحياة، وكما الكتابة أيضا؛ يقوم بذلك دون أن يتخلى عن الكتابة نفسها. أعتقد أن ما يميز الكاتب كذلك هو ألمه. ألم الكتابة شيء أساسي في التكوين النفسي لأي كاتب. وهو يأتي نتيجة للتردد، وعذاب الشك بين الرفض والإنفتاح. كل كلمة جادة تركت مكتوبة، كان وراءها شعور عميق بالخيبة والأسى. ماذا بقي؟ كلمات، وكتب. هذه الكلمات والكتب يجب كتابتها بأناقة، بترو، وحذر. يجب كتابتها بأسلوب يعكس روح الكاتب وذاته وإيمانه. الكتابة بلا أسلوب هي مجرد تقليد آلي لفعل الكتابة. ارتجال قولي تم تدوينه. الأسلوب هو ما يمنع الكتابة من أن تكون دعوة للتطبيع مع الملل.



#المهدي_لعرش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآخرون هم الجحيم
- مجتمع الإنسان الحر
- المسألة الأمازيغية
- معشر الفسابكة
- الإسلام هو الحل
- وصف غرفة
- تمارين في الاقتباس


المزيد.....




- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى
- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...
- أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليو ...
- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي لعرش - نحو أدب مغاير