أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - ذكرى الكنعاني في الزمن الهجري الشاعر والمفكر أحمد حسين














المزيد.....

ذكرى الكنعاني في الزمن الهجري الشاعر والمفكر أحمد حسين


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 11:49
المحور: سيرة ذاتية
    


تصادف اليوم الثالث والعشرين من آب الذكرى الثالثة لرحيل الأديب والشاعر والمفكر والمثقف العضوي المشتبك، عاشق حيفا وكرملها ومنشدها المعذب، الكنعاني في الزمن الهجري، ابن مصمص وفلسطين الأستاذ أحمد حسين الحاج محمود اغبارية، صاحب المبدأ والموقف الوطني والثوري الجذري الثابت الأصيل، الذي لا يقبل المساومة، الملتزم بالأرض والإنسان معًا، والمتصدي على الدوام لمرتزقة الكلمة والفكر، الرافض للمرحلة والمتساوقين معها.
أحمد حسين من القامات الفلسطينية الثقافية العالية، وهو شاعر مقاتل ومثقف عميق، قدم العطايا الشعرية والنقدية والرؤى الفكرية والسياسية المغايرة، مشتبكًا مع الواقع، لم يسقط في اللحظة ولم تسقطه اللحظة، ولم ينل منه الاستلاب والمحو، وواجه كي الوعي الوطني بإرادة المثقف النقدي والعضوي العارف والواعي، وظل حتى اللحظة الأخيرة من حياته وفيًا لفكره وطروحاته وللأدب المقاوم الرافض لكل أشكال القهر والظلم والاستلاب، ولكل المشاريع الاستعمارية التي تستهدف تغييب الوعي ومصادرة فكر وثقافة المقاومة، وتصفية القضية الوطنية لشعبنا الفلسطيني المشرد والرابض تحت حراب المحتل، من كامب دافيد حتى اتفاق أوسلو المشؤوم والمجحف.
وبالإضافة لموهبته الادبية والشعرية الفذة والاستثنائية تمتع أحمد حسين بثقافة واسعة، ثقافة قرآنية وتوراتية، وعقلية تحليلية عميقة الأبعاد، وتوفر له حظ عالٍ من الأدب والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والثقافة العامة الشمولية، فكان واسع المعرفة والاطلاع على تراثنا العربي والثقافات العالمية، مولعًا بالمعري وابن رشد وفلاسفة العقل العربي، مما أغنى وأثرى كتاباته الأدبية والفكرية المتنوعة، وأكسبها زخمًا قل نظيره لدى الشعراء والأدباء، وطبعت أدبه بمسحة خاصة تجلت فيه حساسية لغوية مثيرة للدهشة، وحمل مشروعًا فكريًا وثقافيًا حضاريًا صلبًا ومتماسكًا، وتبنى خطابًا سياسيًا قوميًا مختلفًا. ونتيجة فكره الثوري المغاير والمختلف مع كل الطروحات والبرامج السياسية ظل أحمد حسين خارج الدائرة، مغيبًا ومحاصرًا من قبل الكثيرين من الساسة وتجار الكلام.
امتاز أحمد حسين بأسلوب شعره القريب من الواقع والحدث السياسي، ولم يكن فقط شاعرًا سياسيًا بل كتب الكثير من قصائد الحب والغزل والرثائيات الجميلة في العديد من المعارف والأصدقاء ورفاق الدرب، مستمدًا أفكاره من خياله الشعري المجنح الخصب. واتسم بجمال جملته الشعرية وتراكيبه اللفظية وكثافة لغته الشعرية الفريدة المتميزة، وتشكل دواوينه الشعرية أحد التجارب الإبداعية المهمة، ونقطة مفصلية هامة ليس على مستوى الادب الفلسطيني فحسب، وغنما على مستوى العالم العربي.
وفي شعره نجد نبرة كنعانية شديدة الحساسية والحدة واستلهامًا للتراث الأسطوري الكنعاني.
تمتع احمد حسين بخيال لغوي رحب، وقدرة ذكية على تطويع الكلمات واستخدام الحوار المسرحي وتقنياته المختلفة داخل النص الشعري، الأمر الذي زاد قصائده وهجًا وألقًا، وأكسبها مزيدًا من الدراما التي تتعدد أصواتها ونبراتها.
يكفي أحمد حسين، الشاعر والمثقف والإنسان المناضل والمحارب المشاكس فخرًا، أنه لم يسقط في زمن الهزائم والسقوط، ولم يحد عن البوصلة، فلم يخذلنا مرة، وظل متشبثًا بمواقفه وأفكاره ومعتقداته التي آمن بها حتى آخر رمق في حياته.
طوبى لأبي شادي أحمد حسين، وله المجد والخلود، وسيبقى خالدًا مخلدًا في الذاكرة الوطنية والثقافة الفلسطينية المقاومة، بإرثه الشعري ومنجزه الفكري وخطابه السياسي الرافض للمرحلة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع قصة - الظبي المسحور - لكاتبة الأطفال زينة فاهوم
- عدد جديد من - الإصلاح - الثقافية
- تحية لبديعة أبو زينة خليفة، مديرة مكتبة - ابن زيدون - العام ...
- ما المخرج للأزمة اللبنانية الراهنة ..؟!
- حُزنُ المدينةِ
- تطبيع على المكشوف
- آمال رابي شاعرة وكاتبة لها مستقبل
- لبنان إلى أين بعد انفجار المرفأ ..؟!
- ورحل الروائي والإعلامي الفلسطيني نافذ أبو حسنة
- في ذكراه .. محمود درويش القصيدة التي لا تنتهي
- هل من خلاص ..؟!
- سلامًا لبيروت
- في رثاء شاعر العودة هارون هاشم رشيد
- عناقيد حُبّ
- الفنون في المواجهة
- تموز وذكرى الأدباء والعظماء
- صدور عدد تموز من مجلة - الإصلاح -
- وجعُ الغيابِ
- فاضَ جُرحي
- أفِلَ النجمُ


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - ذكرى الكنعاني في الزمن الهجري الشاعر والمفكر أحمد حسين