أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - الحروب وبناء الدول القادمة اقتصادية














المزيد.....

الحروب وبناء الدول القادمة اقتصادية


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6654 - 2020 / 8 / 22 - 14:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن تاريخ البشرية عرفت أشكال مختلفة من الحروب والصراعات وكذلك تجمعاتها السياسية -ما تسمى في يومنا هذا بالدولة الوطنية- فبدءً من تكوين الدولة الأولى العائلية القبلية وصولاً للدول والإمبراطوريات الدينية وانتهاءً بالدول القومية مع حركة النهضة الأوربية ومفرزاتها وحروبها، فإن المتغير في نشوء تلك الدول وصراعاتهم وحروبهم كانت الشعارات والأيديولوجيات، بينما الثابت هو المصالح المادية والمعنوية من اقتصاد ونوذ سياسي حيث ورغم كل الصراع الديني بين المسيحية والإسلام وقضايا الخلاف في التعاليم اللاهوتية وتفسير ظواهر الكون ومسائل الدعوة والتبشير، إلا أن الصراع الحقيقي كان على المصالح والتحكم في المعابر المائية للحفاظ على طرق التجارة وكذلك فرض الضرائب والرسوم على الآخرين؛ بمعنى كان دائماً الاقتصاد هو الأساس في تلك الصراعات، لكن إن كان قديماً يتم تغليف ذلك بأيديولوجيات وشعارات ونظريات فلسفية لاهوتية دينية أو قومية أثنية أو سياسية إشتراكية وذلك في مراحل سابقة، ألا أن اليوم باتت تطرح شعاراتها ونظرياتها الاقتصادية؛ أي لم تعد هذه الحكومات تشن حروبها الاقتصادية تحت مسميات دينية أو قومية، بل تعلن صراحةً؛ إنها تصارع الآخرين لأجل مصالحها ومصالح شعوبها!

وكمثال عما سبق فها هو أردوغان؛ الرئيس التركي ورغم كل تبجحه التقوي وإدعاءاتها الدينية الإسلامية والدفاع عن حقوق المستضعفين -في سوريا و ليبيا أوغيرهما- يعلن كل مرة؛ بأن تركيا لن تفرط بحقوقها في “الوطن الأزرق” وهو تعبير تركي عن مصالحها في مياهها الإقليمية حيث ومؤخراً (قال أردوغان خلال افتتاح شركة للطاقة الشمسية اليوم الأربعاء، “بالوقت الذي مزقنا فيه معاهدة سيفر، التي كانت تهدف إلى محاصرة الأمة التركية وكبح جماحها، سنفعل الشيء نفسه ضد جهود تقييد مواردنا من الطاقة في المتوسط”) حيث (وفي اشارة إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، قال الرئيس التركي “مثلما رفضنا معاهدة سيفرس قبل 100 عام، لن تخضع تركيا للضغط باتفاقية مشابهة في شرق البحر المتوسط”. وأضاف أردوغان إنه “لا يمكن لأي قوة استعمارية أن تحرم تركيا من موارد الطاقة التي يقال إنها موجودة في المنطقة”. وكانت فرنسا أعلنت مؤخرا أنها ستنشر قطع حربية في شرق المتوسط، كما دخلت اتفاقية دفاع أمني مع جمهورية قبرص هذا الشهر حيز التنفيز ونشرت بموجبها طائرات حربية على الجزيرة المقسمة) وذلك بحسب ما أورده موقع “زمان التركية”.

وهكذا نلاحظ بأن اللعبة باتت مكشوفة وفاضحة حيث لا قضايا حقوق الانسان ولا ثورة من أساسها وكل ما قال ويقال عن دعم تركي للشعب السوري ليس إلا نوع من الضحك على الذقون، فهي -أي تركيا- تستخدم تياراً سياسياً إخوانياً لفرض أجنداتها ومصالحها على دول وشعوب المنطقة والرجل -أردوغان- واضح في خطاباته، لكن البعض وللأسف لا يريد أن يستوعب تلك الحقيقة أو بالأحرى هو مستوعب لها تماماً، لكن وبحكم ارتباط مصالحه الشخصية والفئوية أو الطائفية السياسية بمصالح تركيا، فهو يوافق على كل ما تفعلها الأخيرة بالمنطقة من حروب وصراعات لفرض واقع سياسي جديد تكون فيها تركيا دولة محورية تؤخذ مصالحها بعين الاعتبار وذلك بعد قرن من اسقاط الخلافة العثمانية وتهميش تركيا وهكذا فإن صراع اليوم وفي أكبر تجلياتها هي على منابع ثروات النفط والغاز وطرق إمداد تلك الطاقة للدول الأوربية وربما كان ذاك هو أهم سبب في احتلال تركيا لعفرين بالاضافة إلى الأسباب القومية والعنصرية لدى الأتراك ضد الكرد حيث كل الخوف أن تصبح كردستان وتحديداً البوابة العفرينية القريبة من البحر المتوسط، ممراً بديلاً عن تركيا في حال تعنتت في شروطها مع الروس والأوربيين.

وانطلاقاً من القراءة السابقة بخصوص تنافس الدول ومصالحها بمنطقة الشرق الأوسط، يمكننا القول: بأن صراع تركيا الأكبر هو مع هاتين الأخيرتين -أي الروس والأوربيين- وليس مع الأمريكان أو بالأحرى أن صراع المنطقة هو صراع شركات البترول العملاقة للتحكم بالأسواق العالمية وممراتها ومراكز ومواقع تخزينها.. والسؤال هنا؛ هل تعي شعوبنا وساستنا هذه الحقيقة وبأن تركيا تريد مصالحها لا مصالحنا وذلك مثل كل الدول التي تتصارع على جغرافيتنا وبالتالي نتفق نحن السوريين على ايجاد حلول وطنية ينقذنا جميعاً من هذه المقتلة والكارثة المستمرة منذ عقد من الزمن، إنه سؤال بعهدة الجميع!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيين “الكرد” روس أكثر من الروسيين!
- بيان الخارجية الروسي عدائي تجاه الكرد!
- روسيا مجدداً تلعب دوراً قذراً
- كردستان كانت وما زالت مستعبدة!
- حكاية صورة ومأساة شعب
- ماذا لدى الكرد ليكونوا بدلاء تركيا؟!
- أردوغان يسير على خطى هتلر وصدام
- التحرير سابقاً على التطوير والاستبداد أهون من الاستعباد!
- روجآفا أولاً؛ شعار يستحق أن نعمل لأجله معاً!
- تركيا.. هل بدأ العد التنازلي؟!
- أقوال ومعاني.. الشعوب تختار مصيرها!
- قراءة سريعة في بيان أستانا!
- نحن مهزومين ذاتياً كردياً قبل أن تكون الهزيمة على يد الأعداء ...
- الدولة الوطنية وفق “سرير بروكرست”!
- رسالة موجزة للأخوة من باقي مكونات سوريا وبالأخص الأخوة العرب
- ميديا وليس كردستان.. هل تقبلونها أيها الوطنيين فوق العادة؟!
- ملاحظات حول بيان المجلس الوطني الكردي بخصوص “الحزام العربي”
- تركيا وقضم جغرافيات الجوار!
- وحدة الموقف الكردي تأسيس لوحدة الموقف السوري
- أنت كردي أم آبوجي/بارزاني؟!


المزيد.....




- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - الحروب وبناء الدول القادمة اقتصادية