أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الدولة الوطنية وفق “سرير بروكرست”!














المزيد.....

الدولة الوطنية وفق “سرير بروكرست”!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 15:37
المحور: المجتمع المدني
    


يقول الكاتب عزيز الحدادي في مقالة له بعنوان؛ (ما معنى الدولة الوطنية) منشورة في موقع “القدس العربي” بتاريخ 5 فبراير 2020 وبخصوص الدولة الوطنية ما يلي: “لا شيء يمنع الدولة من هويتها الوطنية غير النزعة الطغيانية أي وحدانية التسلط بلغة ابن خلدون” ويضيف؛ (والحال أن الدولة الوطنية لا تكون في الطريق نحو التفكك إلى قبائل، إلا عندما تتخلى عن طبيعتها الليبرالية التي تؤمن بالتعدد الإيديولوجي الذي يقوم حول الحرية والفكر «فما يجعل عصرنا عصرا عظيما هو امتلاكنا الحرية والفكر» كما يقول هيغل، فحرية التفكير وحرية التعبير تشكلان ماهية الدولة الليبرالية التي تدافع عنهما إلى حدود التطـرف، ولعـل معنـى الـدولة الوطـنية هو نفسـه معنى الليـبرالية على مسـتوى حقـوق الإنسـان، فكلـما انزلقـت الـدولة في فضاء حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، كلما صارت دولة وطنية..). إنطلاقاً من التعريف السابق بين مفهومي الحرية الليبرالية والدولة الوطنية وإلغاء الهوية الوحدانية -مهما كانت طائفية دينية أو قوموية إثنية- من التسلط والهيمنة على الهوية الجمعية “الوطنية” هي التي تؤسس لترسيخ مبدأ الشراكة وتحقيق الدولة الوطنية المنشودة.

وبالتالي ومن خلال التعريف السابق يمكن القول؛ بأن الدولة الأوربية المعاصرة التي جاءت إبان حربين عالميتين أودت بحياة الملايين من البشر نتيجة صراعات الدولة والفكر القوموي العنصري وقبلها الصراعات المذهبية الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، فقد حققت شرطها التاريخي بحيث نجد اليوم مجتمعات ليبرالية مدنية معاصرة وبناء الدولة الوطنية الحديثة، فمثلاً بلد مثل سويسرا تجد فيها عدد من المكونات الثقافية اللغوية حيث هناك الألمانية والايطالية والفرنسية إلى جانب الرومانشية والذين لا يشكلون إلا 0،06% من مجموع سكان سويسرا ورغم ذلك تعتبر لغتهم وثقافتهم ضمن الثقافات الأربعة المعترفة بها في الدستور السويسري كلغات رسمية وطنية، لكن عندنا وللأسف فإن شركاؤنا في سوريا -وأقصد الكثير من النخب السياسية والثقافية العربية، إن لم نقل كلهم- يريدون منا أن نقبل ب(دولة وطنية) على مقاسهم بحيث لا تختلف كثيراً عن الجمهورية العربية السورية هويةً وثقافةً وحضارة، بل ربما حتى اسماً وليس فقط مضموناً وهوية؛ أي أن تكون دولة وطنية بهوية عربية -وهو نفي معرفي ثقافي لمفهوم الدولة الوطنية أساساً- حيث إنهم يرفضون حتى تغيير اسم الدولة وذلك من خلال رفضهم إلغاء (العربية) المضافة إليها ناصرياً-بعثياً (قوموياً)، بالرغم من إننا جميعاً نعلم؛ بأن عند التأسيس كانت تعرف بالدولة السورية.

وهكذا فإن الدولة الوطنية في مفهوم هؤلاء (الشركاء) ليس إلا أن نقبل ببعض الحقوق الثقافية في مناطقنا والمحصورة ربما في بعض المنتديات والجمعيات الثقافية التي تهتم بالتراث والفولكلور والزي الشعبي وبعض الرقصات والأغاني وفي أحسن الأحوال السماح لنا بتعلم اللغة الكردية من خلال معاهد وكورسات خاصة وربما وإن عطفوا وحنوا علينا أن يتم تعليم اللغة الكردية ضمن الصفوف الأولى وبساعات محددة وليست لغة رسمية إلى جانب العربية، كما نجد في سويسرا حيث يكون كتابة وإصدار وثائق ومراسيم البلاد باللغات الثلاث الرئيسية، كما يتم تدريسها وتعليمها بشكل إجباري لكل تلاميذها بحيث تكون لغة الكانتون الأساسية هي اللغة الأولى في التعليم وبعد عامين من الدراسة تدخل لغة ثانية من اللغات الثلاث الأساسية وتضاف اللغة الثالثة في المرحلة المتوسطة، طبعاً إلى جانب اللغة الانكليزية ومنذ البدء كلغة عالمية وبذلك يتقن أي سويسري لغات بلده الثلاث الرئيسية حيث اللغة الرابعة هي لغة محصورة داخل كانتون واحد من كانتونات سويسرا والبالغة عددها (26) ست وعشرون كانتوناً وهو كانتون صغير يسمى غراوبندن ومع ذلك فإن لغتهم -وهي لغة قديمة مثل الآرامية في سوريا ببلدة معلولا التابعة لريف دمشق- تعتبر لغة وطنية معترفة بها رسمياً.

بالأخير يمكننا القول؛ بأن مقياس وطنية البعض في بلداننا المشرقية -ومنها سوريا مقصد الحديث- يشبه مقياس قاطع الطريق اليوناني “بروكروست” حيث تقول الأسطورة؛ بأن كان له سرير يقيس عليه كل من يتم القبض عليه من قبله فيضعه على ذاك السرير، فإن كان أطول يتم قص رجليه أو رأسه وإن كان أقصر يتم مطه وشده لكي يصبح بمقياس سريره وذلك بعد أن يتقطع إلى أشلاء طبعاً .. وهكذا (الوطنيين) السوريين يريدون بناء دولة المواطنة في سوريا على ذاك المقياس، فإما أن يجعلوا الكردي عربياً أو هو مهاجر ويجب طرده إلى ما وراء الحدود، بالرغم من أن الذين خلف الحدود يقولون ويرددون نفس الإسطوانة وبأننا “لسنا السكان الأصليين” وإنما نحن بدو رحل أتينا من خلف الحدود .. وهكذا فالكردي لا وطن له وبالتالي لا مواطنة له ولا حقوق وطنية و”وجع دماغ”، فإما الترحيل والرحيل -ودون أن نعرف إلى أين- أو أقبلوا بهذه “الوطنية” التي على مقاسنا حيث نضعكم على سريرنا البروكروستي الجديد بنسخته العربية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة موجزة للأخوة من باقي مكونات سوريا وبالأخص الأخوة العرب
- ميديا وليس كردستان.. هل تقبلونها أيها الوطنيين فوق العادة؟!
- ملاحظات حول بيان المجلس الوطني الكردي بخصوص “الحزام العربي”
- تركيا وقضم جغرافيات الجوار!
- وحدة الموقف الكردي تأسيس لوحدة الموقف السوري
- أنت كردي أم آبوجي/بارزاني؟!
- افهموها يا بشر ويا بعض البقر؛ تلك النسب هي حصص الكرد فيما بي ...
- العمليات الحربية التركية الإيرانية رسالة للكرد والأمريكان
- هل بقي أحد ولم يعلن عن شوفينيته تجاه الكرد؟
- تركيا والعقلية الأمنية في مقاربتها للملف السوري!
- هل يحق للبارتي تمثيل ولادة أول حزب سياسي؟
- نحن الكرد لسنا إلا “دخلاء عملاء”!
- عفرين والحلول القادمة
- القضايا الكردية وعنصرية المثقف العربي
- العقلية المؤسساتية ما بين الكفاءة والولاء الأيديولوجي
- مراكز القوى واللوبيات الضاغطة
- تركيا ليست أقوى من الاتحاد السوفيتي
- الضحية إرهابي والقاتل بريء
- ذكرى وعبرة؛ الجيش السوري يساعد العراقي في محاربة الكرد
- الكرد وأزمة الهويات الوطنية


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الدولة الوطنية وفق “سرير بروكرست”!