أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - نحن الكرد لسنا إلا “دخلاء عملاء”!














المزيد.....

نحن الكرد لسنا إلا “دخلاء عملاء”!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 15:54
المحور: القضية الكردية
    


لفت انتباهي العبارة التالية في بوست للأخ “نوري شوقي كوراني” بخصوص بيان الشخصيات السورية التي ترفض التفاهمات الكردية الكردية حيث أورد على لسان أحد المعلقين قائلاً؛ “بالمختصر أحدهم في إحدى الردود يقول سوريا للجميع وما في شي للأكراد بسوريا”! إن العبارة السابقة ورغم اختصارها فهي تلخص ثقافة المنطقة وللأسف حيث اعتبار الآخر ملغياً تماماً في أيديولوجياتنا، فالعربي السوري يعتبر سوريا وطناً له وحده ليس فقط كجغرافيا سياسية، بل كذلك كحقوق وامتيازات ومكاسب وأن الآخر -وهنا الكردي تحديداً لبروز دوره السياسي في هذه المرحلة- ليس إلا غريباً مهاجراً وهو (العربي) الأصيل ابن البلد والآخرين دخلاء، بل وعملاء أيضاً حيث استقبلونا في بلادهم وجغرافيتهم نحن الكرد المهجرين المهاجرين من وراء الحدود والجبال وبعد أن آوونا بتنا نطالب ببلدهم وطناً لنا وبالتالي فمن الطبيعي أن نسمى بالدخلاء والعملاء وفق النظرية التي روّجت لها القوموية العربية بنسختيها الناصرية والبعثية وجاء الإخوان ليضيفوا على ذاك الخطاب العنصري القوموي قضية كفرنا وزندقتنا في تدوير وإعادة للتراث الإسلامي العنصري دينياً وقومياً!

وهكذا اكتملت دائرة الموت حول الكردي “الدخيل العميل” الذي يحاول دائماً “استقطاع جزء من الوطن وإلحاقه بدولة أجنبية” فبالتالي من الطبيعي وفق الخطاب المؤسس لأيديولوجيا قوموية بعثية متزاوجاً مع إرث ديني يكفر الآخر أن نكون “الزنادقة العملاء” بنظر هؤلاء (الوطنيين السوريين الأصلاء) وأن لا يكون لنا إلا الموت بحيث نجد توافقاً على هذه القضية من كل تلوينات السياسة في الثقافة العربية السورية، أي من اليمين لليسار ومن البعثي للإخواني حيث وللأسف كلهم يحملون نفس الثقافة أو ربما يمكننا القول؛ بأن تلك الثقافة العنصرية هي الأصل وما التسميات والأيديولوجيات المتعددة بين الليبرالي والاشتراكي والبعثي إلى الإخواني إلا تلوينات وتفريعات على الأصل وأي زخة مطر أو سياسة تذهب بتلك الألوان ليخرج لنا “معدنه الأصلي” وما هو كامن تحت القشور والألوان المتعددة ولذلك لا أستغرب أن أجد في بيان واحد كل تلك التيارات المتعددة حيث في نظر هؤلاء جميعاً، نحن الكرد، لسنا إلا مهاجرين لا يحق لنا شيء وإن كان لا بد، فإن صندوق البوية ينتظرنا أو كرسون بمطعم مع تقديري للمهنتين والعاملين بها.

ولذلك نجد كثيراً ترديد هاتين العبارتين في الخطاب السوري لكل تلك التيارات السياسية حيث في نظرهم لا يمكن للكردي أن يكون أكثر من ذلك ابتداءً من مفهومهم لمسألة الموالي وصولاً لمفاهيم الرفيق والمواطن، أما أن يصبح الكردي وزيراً ورئيساً ومشاركاً ومواطناً متساوياً في الحقوق فيعتبر ذاك نوع من الصدمة الدماغية لهم وما لا يتقبله العقل والمنطق -أقصد منطق الأشياء بحسب التأسيس الثقافي الأيديولوجي للخطاب العربي بشقيه الديني والقومي- قلت الديني وليس فقط الاسلامي لنؤكد على أن المسيحيين العرب في نظرتهم للكرد لا يختلفون عن المسلمين العرب وللأسف حيث الاثنان لهما نفس النظرة الاستعلائية وإن ميشيل عفلق أو خطاب الكثير من المسيحيين السوريين بخصوص الدور الكردي ورفضهم لهذا البروز والفاعلية في قيادة الحراك السياسي في سوريا والمنطقة -وبالأخص في المناطق الكردية أو كما يسمونها بمناطق ذات الغالبية الكردية- لا يأتي عن عبث، بل عن تأصل وتشارك سوسيوثقافي عربي مشترك يجتمع عليه الاسلامي والمسيحي، الشيعي والسني وما نجده في كل من سوريا والعراق تجاه الكرد ومشاركتهم السياسية في بلد ديمقراطي اتحادي فيدرالي إلا انعكاساً لتلك العقلية الشوفينية التي تجد في الكرد دخلاء وعملاء للغرب والأمريكان ويجب قتلهم جميعاً أو على الأقل أن يبقوا عبيداً لدى أسيادهم العرب.

للأسف هذه الفكرة؛ فكرة أن الكرد “دخلاء عملاء”، متجذرة في الثقافة العربية ولا يمكن أن تتغير بسهولة، كون هناك إرث ثقافي أيديولوجي يقف خلفه ليس فقط مع التيارات القومية الراديكالية خلال فترتي الناصرية والبعثية، بل تمتد حتى إلى الجذور السحيقة التي جعل من غير العرب موالي وعبيد في الثقافة الاسلامية وبالتالي سنحتاج لوقت ربما يكون طويلاً لتغيير تلك المفاهيم وإن ذلك يتطلب جهوداً مضنية من الجميع وبدايةً من الكرد؛ بأن يقدروا على الاستمرار في اثبات الذات كشريك سياسي فاعل وذاك يتطلب توحيداً للمواقف والصف من خلال امتلاك برنامج ورؤية سياسية يحدد المطالب ويقدم كمشروع وطني لحل كافة القضايا وعلى رأسها القضية الكردية وبالاعتماد على دعم الأصدقاء من القوى الدولية من خلال التأكيد على رعاية مصالحهم المتقاطعة مع مصالح شعبنا، كون لا أحد يقدم خدماته مجانياً للآخر ويبقى كذلك لبعض النخب الثقافية العربية التي تخلصت لدرجة ما من إرثها الثقافي العنصري، بأن تساهم في التأسيس لأسس حضارية ثقافية وطنية جديدة وذلك من خلال تقديم خطاب تنويري ولكن والأهم هو بقاء رعاية دولية لهذه الشراكات الجديدة في هذه البلدان التي تتأسس فيها حياة سياسية جديدة على أسس المواطنة والدولة الاتحادية الفيدرالية الديمقراطية حيث من دون الرعاية تلك سنتحول لميليشيات متصارعة متناحرة وكأننا في غابة وللأسف بحيث يعيد البعض لأذهاننا مقولة “رمي اليهود في البحر”، لكن هذه المرة سيكون رمي الكرد قبل اليهود!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفرين والحلول القادمة
- القضايا الكردية وعنصرية المثقف العربي
- العقلية المؤسساتية ما بين الكفاءة والولاء الأيديولوجي
- مراكز القوى واللوبيات الضاغطة
- تركيا ليست أقوى من الاتحاد السوفيتي
- الضحية إرهابي والقاتل بريء
- ذكرى وعبرة؛ الجيش السوري يساعد العراقي في محاربة الكرد
- الكرد وأزمة الهويات الوطنية
- لسنا بحاجة لأصنام جديدة!
- الجرح الكردي أو المشكلة الكردية مع الجوار القاتل
- ثقافة تدمير القبور
- طلعنا غجر أو ما لنا خبر!
- ما مصلحة الأمريكان في توحيد الصف الكردي؟
- لا معجزات وإنما مصالح وسياسات
- النفخ بالذات لا يجعلك عملاقاً / بعض كردنا يحتاج لمن يعرفه بح ...
- تركيا والموقف من الحوار الكردي
- عفرين بوابة الدولة الكردية القادمة إلى العالم!
- جيفري والكانتونات السورية الثلاث!
- كرد روجآفا والولادة السياسية الجديدة
- هل نصبح نحن الكرد الطفل الأمريكي الجديد -المدلل-؟!


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - نحن الكرد لسنا إلا “دخلاء عملاء”!