أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - تكرار الازمات الاقنصادية في العالم الرأسمالي














المزيد.....

تكرار الازمات الاقنصادية في العالم الرأسمالي


فرج الله عبد الحق

الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الثورة الصناعية وتحول نظام الإنتاج من انتاج ونظام اقطاعي إلى رأسمالي، تحول العامود الفقري للإنتاج من الأرض الزراعية إلى الآلة. وكما كانت الخلافات بين الإقطاعيين تحل بالحروب والغزوات استمر نفس الاسلوب في حل الأزمات بعد الثورة الصناعية. الذي اختلف هو أسباب الخلاف، فبينما كان السبب الأساسي في النظام الإقطاعي هو السيطرة على الأرض كمصدر لإنتاج الغذاء وضريبة الإنتاج الزراعي، أصبح السبب هو السيطرة على مصادر المواد الأولية، الطاقة والسبب الدي لا يقل أهمية عن السايقين هو السيطرة على الأسواق. هذا أدى للوقوع في أزمات اقتصادية متكررة ودورية كان أكبرها الكساد العظيم في السابق واليوم الأزمة الاقتصادية التي أخذت شكلها الحالي بحجة جائحة فايروس كورونا، وفي محاولة البرجوازية السيطرة على المصادر والأسواق، باستعمار الشعوب اصطدمت ببعضها في حروب إستعمارية صغيرة وكبيرة كان اكبرها الحربين العالميتين الأولى والثانية.
مكاسب البرجوازية لا تقتصر في السيطرة الفعلية على الأرض والشعوب المستعمرة أثناء حروبها بل كانت تشغل ماكنتها الإنتاجية، فالحرب لا تحتاج إلى السلاح فقط بل تحتاج إلى،أغذية ألبسة ألخ. الخ. ألخ، هكذا تقل البطالة من خلال تشغيل العمال في الإنتاج الحربي من جهة والوقود البشرى لهذه الحرب.
بعد التطور التكنولوجي والأتمتة في العالم تشكل فائض في الإنتاج، هذا الفائض لا يجد له أسواق لأسباب عدة منها التنافس بين البرجوازيات في دول العالم بتخفيض كلفة الإنتاج عن طريق الأتمتة من جهة والأجور المتدنية في دول شرق أسيا من جهة أخرى، فانتقل رأس المال الصناعي من المركز المالي"اروبا وأمريكا" إلى الأطراف "الصين، الهند، وجنوب شرق اسيا" مما أدى إلى زيادة البطالة في دول المركز.
هذا لم يؤثر على أرباح البرجوازية بل على العكس زاد من أرباحها حيث أن أسعار المنتج النهائي لم تنخفض على المستهلك بنسية انخفاض كلفة الإنتاج بل بقيت كما هي وازدادت في بعض الأحيان بشكل كبير بحجج غير مقنعة منها لأن المنتج هو للشركة س أو ص الأمريكية أو أوروبية الأصل، فقطع الغيار للسيارة الأوروبية تجدها بسعرين الأول بأسم الشركة المصنعة للسيارة والثاني باسم الشركة المصنعة للقطع بفارق كبير رغم انك تأخذ نفس القطعة، من هنا ومن أجل تحسين الوضع الاقتصادي في دول المركز تقوم اليوم حروب اقتصادية كالدئرة بين الولايات المتحدة والدول المنتجة للسلع في العالم، هذه الحرب تهدف إلى استعادة مركز الإنتاج إلى دول المركز، والتي لولا هذا التوازن العسكري والنووي الموجود حالياً قد يتحول إلى مواجهة عسكرية دموية، وما الحاصل في منطقة غرب أسيا اليوم لهو دليل على ذلك.
الأزمات الإقتصادية أخذت أشكال مختلفة منها أزمات الأسواق المالية، أما الأزمة الحالية هي أزمة فائض الانتاج التي تعني أن الإنتاج هو أكبر من حاجات السوق، هذا يؤدي إلى التنافس بين البرجوازيات والشركات المنتجة التي تحكم مختلف الدول لتسويق انتاجها وخدماتها الشبيهة، لنأخذ الهواتف النقالة مثلاً:-
دول المركز تصنع هذه الهوتف مستخدمة لمعظم قطع هذه الهواتف المصنعة في الدول المنتجة، لكن هذه الدول "المنتجة" تصنع هذه الهواتف بنفس المواصفات بأسمائها التجارية وبأسعار تصل إلى أقل من نضف السعر الذي تبيع فيه دول المركز هواتفها، أما في قطاع الخدمات فالصراع القائم اليوم حول نظام التشغيل 5ج يوضح حجم هذا التنافس في قطاع الخدمات.
السابق هو شرح مبسط لمفهوم الأزمة وهنا يجب البحث عن تأثير هذه الأزمة على الشعوب، فهناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، المباشرة منها هي البطالة والتضخم وانهيار ميزان المدفوعات، فالزيادة في الانتاج تؤدي إلى فائض في المنتجات الغير مصرفة مما أدى إلى تخفيض الانتاج واخراج جيش من العمال إلى البطالة.
زيادة الإنتاج أدى إلى المنافسة الغير شريفة بين مختلف البرجوازيات لتصريف منتجاتها، ومع وجود نفس مواصفات نفس المنتج بأسعار منافسة أصبح تصريف المنتج سواء في بلد الانتاج أو في الاسواق المستهلكة يتم بصعوبة وكلفة أكبر مما أدى لزيادة الإستيراد في الدول المنتجة وانخفاض التصدير فاختل ميزان المدفوعات وازداد التضخم، أما الغير مباشرة فهو ازدياد الفقر،التخلف وانتشار الافات الاجتماعية.
قلنا سابقاً أن البرجوازية تحل خلافها من خلال الحروب وقلنا أيضاً أن التوازن الدولي يحرمها من القيام بحرب عالمية وأنها تقوم اليوم بحروب اقتصادية، لكن هذه الحروب لا تحرك عجلة الانتاج بالشكل المطلوب لتجتاز أزمتها لذلك تتجه اليوم إلى اشعال النزاعات الأهلية وما الحاصل في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا هو أكبر دليل، هذه النزاعات والحروب لا تكفي لخروج البرجوازية من أزماتها لذلك أحذر هنا من حتمية حصول حروب اقليمية تحرق الأخضر واليابس في مختلف المناطق وعلى رأسها منطقة غرب أسيا التي وصلت فيها الأمور إلى طريق مسدود فالاتفاق النووي مع إيران في غرفة الإنعاش، والأزمة السورية ورغم النصر الحاصل لقوى المقاومة هي في مخاض عسير، والأهم ان اسرائيل العدوانية التي يحكمها العنصريين قصيري النظر مدعومين من ادارة امريكية تتسم بالعنصرية لدرجة الفاشية لا تستطيع الحياة تحت التهديد.



#فرج_الله_عبد_الحق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم يحن الوقت لصناعة ماكنة إعلامية شيوعية؟
- كورونا ومن المستفيد من هذه الجائحة
- الأحزاب الشيوعية وما يجري اليوم بداخلها
- مجموعة خواطر حول الوضع السوري على صفحتي على الفيس.
- لماذا زيارة أوباما للمنطقة و بهذه المرحلة؟
- بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني
- التطورات الأخيرة في المنطقة بعد اتفاق التهدئة في غزة
- نظرة أولية لاتفاقية التهدئة بين الفصائل الفلسطينية و إسرائيل
- فلسطين في خضم الصراعات
- وقفة تأمل
- ماذا يجري اليوم في مصر؟
- ما هي السلطة التي نريدها ؟
- كيفية اختيار العدو
- حل الدولة أم الدولتين
- التوازن الدولي الجديد في عالم اليوم
- بعض اليسار ألمتمركس و موقفه من ألأحداث في سورية
- ألوضع الاقتصادي في فلسطين، تخفيض العجز و السياسة الضريبية
- دينامكية الثورة رد على تعليق السيد علي
- العلاقة بين ألإسلام السياسي و الإمبريالية
- ربيع هذا أم خريف


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - تكرار الازمات الاقنصادية في العالم الرأسمالي