أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهرة الناردين - قراءة تفتحية للنص السردي -يغزو التلون غابات الكرز الأحمر- للشاعرة المتميزة: زهرة الناردين بقلم أيوب عمرو قاسم















المزيد.....

قراءة تفتحية للنص السردي -يغزو التلون غابات الكرز الأحمر- للشاعرة المتميزة: زهرة الناردين بقلم أيوب عمرو قاسم


زهرة الناردين

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 05:08
المحور: الادب والفن
    


الكرز الأحمر رمز للخير والبركة و تحتلّ أشجار الكرز مكانة مهمّة في ثقافة العديد من شعوب العالم. فهي رمز للخصوبة والجمال والتواضع. وهي تعبر عن الإحترام والصدق. والصينيون القدامى كانوا يعتبرون الكرز رمزا للخلود. فعندما هذه الشجرة المبهرة إزهاراً وإثمارا وذات دلالات قيمية يغزوها التلوّن، والتلوّن هنا دلالة على الظهور بغير لونها النمطي المعروف، ولا بمظهر أخر ينم عن حقيقة الحالة او يعبر عنها بصدق وشفافية، إنما التلون هنا تلون مصطنع ومقصود لإظهار حالة او إنفعال يراد له أن يظهر للعيان بشكل في حين أن الأمر في حقيقته واصله غير ذلك وله شكل مغاير تماما، هو الخداع ذاته هو الزيف، يغزو غابات الكرز الأحمر - الغابات هنا دلالة على استفحال الخداع ليعم الجميع كناية على تفشي الظاهرة في المجتمع او الجموع التي تعبر عنها الشاعرة بالغابات (يغزو التلون غابات الكرز الأحمر، يستوطن تعاريجه المتلعثمة، يلامس أفق الرعونة) يستوطن على وزن يستفعل إي يحدث الفعل بإرادة ودراية فيتغلل في الذات والتفاصيل (يستوطن تعاريجيه) تلك الذات موسومة بالإرتباك والتردد (المتلعثمة)كصفة ألمت بها نتيجة مدخلات عدة عبر التغيّر غير النمطي في العلاقات والسلوكيات في نفسها وفي كل الذوات الأخرى المتعايشة معا في ذات البيئة والمكان وذات الزمان. هذا التبدل غير النمطي أوجد هشاشة إجتماعية تسللت إليها شتى السلبيات وأوجد التلون المخادع الذي تغري ألوانه البراقة ومظهره المنمق النفوس الهشة الرخوه فيستوطنها دون هوادة (يلامس أفق الرعونة) يتسلل للمواضع والمناطق الرخوة هنا كناية على تهلهل الفرد وبالتالي المجتمع وتخلخله من الداخل وضعف حدوده الخارجية نتيجة قلة الثقافة والوعي والتكالب على الماديات وطغيانها عليه وضياع القيم والمبادئ التي تحصن الذات وتحميها من السلبيات التي تنخر تحصينانه دون أن يحس ويشعر إلا بعد استفحال الأمر هنا كلمة (تلامس) تمنحنا هذا المعنى معنى النخر دون وجع والتغلغل البطئ حتى نتعايش معه ويستفحل إمره..
( هواء أصفر طير ألوف البالونات) هنا أقف عند هواء اصفر ولماذا اصفر اللون الأصفر له معاني ودلالات عدة ومتناقضة ثقافية ونفسية فمنها الإيجابي ومنها السلبي وخاصة في السلوكيات، ولهذا مجيئه هنا له جانب سلوكي ليتماهى مع كلمة التلوّن ويعمّق الأثر الشعوري في ذات المتلقئ ويتمم الجانب البياني للصورة المتخيلة وهي تغوص بنا اكثر لتبين الاثر وأدواته بشكل رمزي قابل للتأويل والإنفتاح.. فمن جهة " اللون الاصفر يرمز إلى الثراء والإشراق ومن الألوان التي تبعث الفرح في قلب المتلقي ربما لكونه لون الذهب
والشمس. وبالمقابل اللون الذي يرمز إلى الخديعة، والغش، وكذلك المرض. فالابتسامة المتكلفة التي تكون دون شعور حقيقي بالفرح تسمى ابتسامة صفراء.. اللون الأصفر للوجه يدل على الحزن، والهم، والذبول، والكسل، وكذلك الموت والفناء، حيث إنّ هذه الدلالات ترتبط بشكلٍ أساسي بالخريف، وكذلك موت الطبيعة، والصحارى الجافة، بالإضافة إلى الاصفرار الذي يعتلي وجوه المرضى." ومن كل ذلك فإن إختيار هذا اللون من الشاعرة إختيار ذكي وموفق لأن أولئك المتلونين يبتغون من جهة تخذير الجموع بالمظهر البراق المخادع وغايتهم التغلغل والإخضاع وبالتالي تحقيق المآرب بطريقة إنتهازية غير شريفة.. إضافة إلى إقران الهواء بالاصفر يحيلنا إلى ذلك المرض الفتاك المعروف بالكوليرا وهو احد أسمائها، وهذا يجعلنا ندرك خطور مآل التلون الذي يفتك بقيم المجتمع ويقتل صدق والبراءة دون رحمة ( هواء أصفر طير ألوف البالونات) يتمدد (كذباً ليلفت الأنظار) بشكل يوحي بالبراءة والفرح (ويتغلغل مع كل تيار قطعة من سحابة). مع كل ذات هشة ورخوة، (يرفض الصحو التعاطي مع روائحه النتنة) نعم ليس كل الذوات ضعيفة وقابلة للتطويع، فالواعية الصاحية ترفض التعاطي مع الخِبث وتقاومه (يبعده في آخر مقصورة) محاولة لتحجيره في زاوية (طرقات مهترئة لا تصمد أمام أديم الصدق) هو إدراك لهشاشة ذلك السلوك واصحابة (فهي بلا درب) فما الدرب إلا ذلك الذي يحمل قيما ويغرس فضائل. (وحدها زاوية النقاء الحادة تزيل زيف ألوانه المرتعشة) هنا ارى أن الشاعرة إنتقلت من الحالة العامة بعد توصيف الداء وأوضاره تنتقل بنا إلى الخاص لكأنها تبتغي القول أن فغل المقاومة والصد ينبغي أن ينبثقان من الذات وإن كانت هنا تعبر عن ذاتها الخاصة في مواجهة حالة بعينها إلا أن الإسقاط على ذلك يجيز لنا أن نبسطها على كل ذات لتمنحنا اهمية الفرد ووعيه في عملية التصدي لكل ظاهرة سلبية والإصلاح يبدأ من ذات الفرد (وحدها زاوية النقاء الحادة تزيل زيف ألوانه المرتعشة) "زاوية النقاء" المضغة الصالحة في داخل كل منا موصوفةً بالحادة لأنها لا تقبل التأويل ووجهات نظر تبرر للزيف والخداع ومن هنا كانت حدية الزاوية كحدية راس السهم وحدها القادرة على إزالة الزيف وألوانه المرتعشة، دليل على إيمان قطعي بصدق القضية، وإنتصارها (لينشط النور في نفق النفاق الأخير)
(لينشط النور في نفق النفاق الأخير) حتما عندئد تحسم المعركة ويتوهج ضياء النور ليدمر ويزيل ما تبقى من غبش وتنتصر الحقيقة والصدق في معركته ضد النفاق والمنافقين، هنا تكشف لنا الشاعرة صراحة المعنى الحقيقي للتلون بأنه النفاق الذي بدأ ينتشر في مجمعنا ويتلون بألوان شتى تجعل العلاقات بين افراده مجاملات وتملق ورياء، (ليعلن انتهاء دورة تلك البالونات إلى نفايات على سواحل الوضوح الساطع الذي لا يغفل القمر.) هنا تعود الشاعرة لترسم لنا حالة خاصة ربما حسمت فيها علاقة مع ذات او ذوات متلونة (لتعلن إنتهاء دورة تلك البالونات إلى نفايات..) لتشعر بالإنشراح وعودة الفرح والضياء إلى ذاتها ويسطع (على سواحل الوضوح الساطع الذي لا يغفل القمر) هنا وجب التوضيح أن الحالة الخاصة للأديب وللشاعرة هنا هي حالة إنسانية لا نقدر أن نلبس حالة ما بأنها حالة خاصة على إطلاقها ولكن حتى لو جيز لنا فعل ذلك فإن مدلولاتها الإنسانية تطويها في العام وتجعل الخصوصية في الأدب محض تصور وإفتراض..
وأخيراً فإن النص برمته يدين حالة النفاق والمجاملات التي يشوبها الرياء وغيرها من تلك الظواهر السلبية التي تفشت للأسف في مجتمعنا وتظهر جليا في علاقاتنا اليومية وعلى صفحات التواصل الإجتماعي.. ظاهرة مرضية كغيرها الكثير التي تنخر فينا وتجعل ذواتنا قلقة مضطربة غير مستقرة..
...............
نص يغزو التلون غابات الكرز
يغزو التلون غابات الكرز الأحمر، يستوطن تعاريجه المتلعثمة، يلامس أفق الرعونة. هواء أصفر طير ألوف البالونات كذبا يلفت الأنظار، و مع كل تيار قطعة من سحابة. يرفض الصحو التعاطي مع روائحه النتنة، يبعده في آخر مقصورة طرقات مهترئة لا تصمد أمام أديم الصدق؛ فهي بلا درب. وحدها زاوية النقاء الحادة تزيل زيف ألوانه المرتعشة لينشط النور في نفق النفاق الأخير، ليعلن انتهاء دورة تلك البالونات إلى نفايات على سواحل الوضوح الساطع الذي لا يغفل القمر.



#زهرة_الناردين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوبة الشمس
- نوافذ الوجع
- رسالة ألف
- السرد التعبيري قصيدة النثر -النموذج -ما بعد الحداثة
- كثبان في طريق الذات ..
- أنصت لصمتك لتكتمل الشجرة بداخلي
- أحلام محطمة تحت المطر
- قصيدتان على ناصية السحاب
- نزق شهوة وحيرة مندسة
- وطن عبر وجه العيد
- السرد التعبيري و السرد الحكائي القصصي ...
- جرح ملتهب و بركة وحيدة ...
- النقد في السرد التعبيري
- البحر الأخضر ...
- رسل السرد التعبيري
- الأوراق الخضراء ...
- دعوة من ربيع ...
- تعري نص ...
- ديسمبر عام مضى ...
- لحن من طيور ...( سرد تعبيري )


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهرة الناردين - قراءة تفتحية للنص السردي -يغزو التلون غابات الكرز الأحمر- للشاعرة المتميزة: زهرة الناردين بقلم أيوب عمرو قاسم