أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مقدّم - في الوجه الحداثي للهيمنة: الإمبريالية الفرنسية مثالاً














المزيد.....

في الوجه الحداثي للهيمنة: الإمبريالية الفرنسية مثالاً


علي مقدّم

الحوار المتمدن-العدد: 6646 - 2020 / 8 / 14 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر كانون الأول من العام 2017، ومن ضمن جولة الرئيس الفرنسي إلى القارة الأفريقية، وقف ماكرون في جامعة واغادوغو في بوركينا فاسو في قاعة المحاضرات أمام مئات الطلاب (الذين خضعوا لإمتحانات حسن نية قبل السماح لهم بالحضور طبعاً)، وقف الرئيس "الشاب" لكي يتلو خطاب التنصل من الماضي الإستعماري لفرنسا، متوجهاً إلى عنصر الشباب بشعارات حداثية تحثهم على الإستثمار ببلادهم في مجالات عدة ومنها الطاقة. إنقطع التيار الكهربائي أثناء الخطاب، فعلّق ماكرون على الأمر قائلاً: "لست مسؤولاً عن إنقطاع التيار الكهربائي في جامعات بوركينا. إنها مهّمة رئيسكم". خرج رئيس بوركينا (كابوريه Kaboré) من القاعة على إثر هذه التفاهة، فعلّق ماكرون بعنجهيته المعهودة: "رئيسكم ذهب لكي يقوم بتصليح المكيّف في القاعة". هذا مثل بسيط من الطريقة الإستعلائية التي تعاطى بها خلال زيارته، طبعاً لم يتطرق  في خطابه لآليات الهيمنة الإقتصادية والثقافية التي تفرضها فرنسا على البلاد منذ عقود. حتى إنه تهرب من الإجابة على سؤال وُجه له من إحدى الطلاب في القاعة عن عملة الفرنك الأفريقي س.ف.أ CFA والتي تشمل 12 بلداً أفريقياً (المستعمرات الفرنسية القديمة) والتي يتم طبعها في بنوك فرنسا (من المتوقع أن يتم إستبدال عملة س.ف.أ بعملة إيكو ECO، وما هي إلا عملية إلتفاف على العملة القديمة تحت شعارات نيوليبيرالية لن تغير شيئاً من مضمون الهيمنة الإقتصادية) قائلاً أن فرنسا لا تجبر أحداً بالتعامل بهذه العملة. لم يذكر أيضاً أن لبلاده أكبر قاعدة عسكرية في واغادغو، تشكل غطاءاً إستراتيجياً لتواجد الجيش الفرنسي في الساحل الأفريقي ضمن عملية برخان، والتي تهدف إلى تأمين الحماية إلى الشركات الفرنسية في المنطقة كابويغ وبولوريه وغيرهم، وتؤمن عملية النهب الممنهج للموادالأولية وعلى رأسها اليورانيوم من النيجر.

زيارة هذا الرئيس الأخيرة إلى بيروت عقب الإنفجار في مرفأ بيروت، على إختلاف سياقها، إلا أنها تتضمن علامات مشابهة لكيفية تعاطي المستعمِر مع مستعمراته القديمة. فإعلانه عن مساعدات سيتم توجيهها مباشرةً للمنظمات الغير حكومية لأنه لا يثق بالطبقة السياسية الرسمية للبلاد، تُعتبر بأدنى المعايير إهانة واضحة وصريحة لعدد لا يُستهان به من مواطنين هذا البلد.

في لحظات حاسمة كالتي يعشيها لبنان والعالم الصراع الأيديولوجي يصبح واضحاً، صافياً لا ريب فيه. راقبوا معي المشهد: سنجد في كل بلد، من جهة، المهلل الذي ينتظر دوره للتعبير عن إمتنانه للعقلية الإستعمارية التي ستخلصه من الفساد والتخلف، أو "العقلاني" الذي يدعو لضرورة الحوار وللتفهم السيكولوجي للجماهير المهللة، ومن جهة أخرى سنجد الرافض لهذه المهزلة كالمتظاهرين في بوركينا الذين نددوا بالتواجد العسكري الفرنسي وبالسياسات الإمبريالية الفرنسية والذين منعوا من الدخول إلى الجامعة الذي يلقي بها خطابه، تماماً كالمتظاهرين في لبنان الذين طالبوا الرئيس الفرنسي بالإفراج عن الأسير المناضل جورج عبدالله القابع في السجون الفرنسية أثناء جولته التهريجية. هذا الرجل، على ما يمثل من أيديولوجية حداثية للإمبريالية الفرنسية، يحاول بشتى الوسائل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه المنظومة المهترئة.
ستكثر الخطابات المنددة بالفساد والمنادية بالإطاحة بكل الطبقة السياسية وما إلى هنالك من شعارات جميلة و"ثورية". لكن الواقع أراه من خلال البوارج الأجنبية التي ستصل إلى بيروت في الساعات المقبلة، هذه البوارج لن تكون لحماية المواطنين، ولا لمحاربة الفساد وإن تحمس لها بعض الشباب التائه. ما نشهده من أساطيل معادية على مرفأ بيروت هو الخوف من منطق إلى "ما بعد بعد حيفا"، هذا النهج لن يضعفه المنطق الطفولي "كلن يعني كلن". وللمعركة تتمة ...



#علي_مقدّم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية بكافة أشكالها: نظام موبوء
- المجتمعات العربية: أزمة ثقافية أم أزمة هيمنة؟
- ملاحظات حول نتائج الإنتخابات الأوروبية في فرنسا
- في نظرية الفوضى والحتمية التاريخية
- في المقاربات الليبرالية المبتذلة
- الدوامة المفرغة في حالة اللاحسم بين الأصولية الإسلامية والعل ...
- في إستمرارية الصراع التاريخي بين العقل والجهل في البنى العرب ...
- أسباب التدخل الإمبريالي الفرنسي في مالي
- مفهوم اللامقايسة في تاريخ العلم والمجتمع
- في المعايير الإنسانية


المزيد.....




- إسرائيل تعلن شن غارات جديدة على سوريا.. وتوضح الهدف
- -لحماية الدروز-..هل تصعد إسرائيل بسوريا؟
- سجن قاضية أممية في بريطانيا لأكثر من 6 سنوات بتهمة -استعباده ...
- مصدر مصري: إسرائيل تغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمنع د ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف عن المواقع المستهدفة في الغارات الأخير ...
- الخارجية الأمريكية توافق على عقد بقيمة 310.5 مليون دولار لصي ...
- إعلام: الولايات المتحدة تجهز عقوبات جديدة ضد روسيا قد يرفضها ...
- مرافعة تاريخية للجامعة العربية أمام العدل الدولية
- زعيمة حزب ألماني تتحدث عن خطأ ارتكبته أوروبا في قضية الأزمة ...
- إسرائيل تقرر استدعاء آلاف جنود الاحتياط وتوسيع العملية العسك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مقدّم - في الوجه الحداثي للهيمنة: الإمبريالية الفرنسية مثالاً