أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر جاسم - العوملة الرأسمالية والدولة الوطنية الديمقراطية















المزيد.....

العوملة الرأسمالية والدولة الوطنية الديمقراطية


فاخر جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة الرأسمالية والدولة الوطنية الديمقراطية
تثير موضوعة السلبيات الاقتصادية والسياسية للعولمة بصيغتها الرأسمالية على الدولة الوطنية في البلدان النامية، كثيراً من الاهتمام من الباحثين والمفكرين نظرا لتأثيراتها المباشرة على تخريب كثرة من الدول الوطنية ومنها عدة دول عربية، كما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان. ويستغل لهذا الغرض تعطش المواطن إلى الديمقرطية الحقيقة والتخلص من الاستبداد، فيجري الترويج من قبل أنصار الليبرالية الجديدة من المثقفين والسياسيين في كثرة من الدول الوطنية إلى الاستعانة بالقوى الخارجية.
إن الوقائع الفعلية للتدخل الخارجي لنشر الديمقراطية، أدت إلى نتائج عكسية بعيدة عن تمنيات الداعين للتدخل الخارجي لحل النزاعات الداخلية بين قيادة الدولة الوطنية الاستبدادية والقوى الوطنية المكافحة من أجل التغيير. وهذ ما يحاول الدكتور لطفي حاتم تناوله في كتابة الجديد، المعنون: العولمة الرأسمالية والدولة الوطنية الديمقراطية، الذي صدر مؤخرا. من اجل إعطاء ملموسية لرؤيته، قسم الباحث كتابه إلى ثلاث أقسام، الأول، يبحث فيه الرأسمالية المعولمة وبنيتها السياسية، والقسم الثاني، الدولة الوطنية والطائفية السياسية، والقسم الثالث، الرأسمالية المعولمة وكفاح اليسار الديمقراطي.
يبدأ الباحث االقسم الاول، بتحديد سمات المرحلة التاريخية للرأسمالية المعاصرة، بنقاط عدة من أهمها، الأولى منها، سيادة الليبرالية الجديدة، كفكر سياسي اقتصادي يجري الترويج له لخدمة المصالح الأساسية للشركات الاحتكارية والدول الرأسمالية الكبرى والثانية، كثرة من التناقضات الداخلية والخارجية تلازم التشكيلة الرأسمالية المعولمة، يحددها الباحث بالنقاط التالية:ـ
1. التناقضات بين العمل والرأسمال وتتجلى تلك التناقضات بالنزاعات الطبقية حول العدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للثروات الوطنية؛
2. التناقضات بين النزعة الوطنية لقوى اليمين المتطرف في الدول الرأسمالة الأوربية وميول العولمة الهادفة إلى بناء التكتلات الدولية الخاضة للسيطرة الأمريكية؛
3. تناقضات حادة بين الدولة الرأسمالية الكبرى والدول الوطنية حول السيادة الوطنية والتنمية المستقلة ومقاومة ميول التبعية؛
4. تناقضات بين الدول الرأسمالية الكبرى حول السيطرة على الأسواق والمواد الخام واستغلال العمل الرخيص في الدول الوطنية.
وتناول الباحث في القسم الثاني، موضوعات كثيرة، منها العولمة الرأسمالية والطائفية السياسية ومخاطر الطائفية السياسية على إثارة النزاعات الداخلية في الدول الوطنية، مستشهدا بدور الاحتلال الأمريكي للعراق في أحداث تغييرات في بنية الدولة العراقية لصالح بناء دولة المكونات الطائفية ـ العرقية وسيطرة الإسلام السياسي على السلطة مشيرا إلى ان هذه السيطرة ادت إلى اعاقة التطور الديمقراطية وبناء دولة فاشلة وهذا يرجع إلى عاملين، الاول، غياب الرؤية السياسي لدى احزاب الإسلام السياسي حول التنمية الوطنية والشرعية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة إلى إلى صراعات اجتماعية ـ سياسية، الثاني، تفضي سيادة أحزاب الإسلام السياسي الطائفي في الحياة السياسية إلى إعاقة تطور النزاعات الاجتماعية، بعد تحولها من صراعات طبقية إلى صراعات طائفية وحصرها بآليات ضبط أيديولوجية طائفية.
في القسم الثالث، يناقش الباحث موضوعات عن الرأسمالية المعولمة وكفاح اليسار الديمقراطي، وهنا يشير الباحث إلى الأسباب التي أدت لتراجع قدرة الدولة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي غيره من الدول الاشتراكية في تلبية الحاجات الأساسية للمواطنيين وبالتالي سهولة انهيار الاشتراكية بسبب غياب الدعم الشعبي لها، ويجملها بنقاط أساسية منها، سباق التسلح مع الدول الغربية الأمر الذي الذي كلف مبالغ كبيرة مما أدى إلى اعاقة نمو وتطور التشكيلة الاشتراكية، ومنها، نمو البيروقراطية في قيادة الأحزاب الاشتراكية بحيث أصبحت طبقة فوق الدولة والمجتمع وما ترتب على ذلك من ركود اجتماعي وسياسي عطل حركة تطور الحزب والدولة والمجتمع، وبالتالي اضعاف كيان الدولة الاشتراكية، وفتح الطريق امام تنامي النزعة القومية الانفصالية، الامر الذي أدى إلى توفير الظروف المناسبة للانقضاض على التجربة الاشتراكية. لقد تفاعلت العوامل السابقة فأدت إلى أزمة اجتماعية اقتصادية لا يمكن حلها بدون اصلاحات جذرية في طبيعة النظام، فاستغل التيار" الإصلاحي " ذلك لاسقاط التجرية الإشتراكية.
لقد أدى إنهيار التجرية الاشتراكية إلى تأثيرات سياسية وفكرية ومعنوية على التيار اليساري الإشتراكي في العالم ، خاصة في مضامين الفكر الاشتراكي، فيما يتعلق بالسلطة السياسية وكيفية تغييرها وطبيعة القوى القادرة على اقامة دولة العدالة والمساواة والديمقراطية، الامر الذي أدى كما، يقول الباحث، إلى البحث عن مضامين سياسية واجتماعية جديدة تعطي أجوبة لكثرة من الأسئلة المثارة منها، على سبيل المثال، هل قوى اليسار الاشتراكي قادرة لوحدها على صياغة التوجهات الفكرية والسياسية القادرة على مقاومة سياسية الرأسمالية المعولمة؟ هل تستطيع قوى اليسار الاشتراكي تحديد أساليبها الكفاحية بمعزل عن القوى والتيارات المناهضة لمشاريع الهيمنة الدولية على الدولة الوطنية؟ هل التحالفات الاجتماعية التي يدعو لها اليسار الإشتراكي قادرة على اقامة أنظمة العدالة والمساواة؟
ولكي تستطيع قوى اليسار الاشتراكي توحيد كفاح القوى الاجتماعية والسياسية المناهضة للعولمة الرأسمالية، عليها ان تبلور رؤية فكرية جديدة تتمثل بالتركيز على المهام الآنية الوطنية والديمقراطية والإبتعاد عن برنامج الثورات الاشتراكية، حسبما يرى الباحث، حيث يعزز هذا التوجة من إمكانية القوى الوطنية الديمقراطية للعمل على منع الدول الوطنية من التفكك وتجاوز الطائفية السياسية من خلال برنامج يعتمد على الركائز التالية:ـ
الاولى، الحفاظ على الدولة الوطنية باعتبارها الرافعة الأساسية للتحولات الاجتماعية وصيانة حقوق الإنسان وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.
الثانية، بناء الدولة الوطنية على قاعدة الديمقراطية، وما يتطلبه ذلك من رسم نهوج وطنية من قبل الأحزاب الوطنية تتضمن الكفاح من أجل تطور البلاد الاقتصادي والسياسي
الثالثة، تعزيز الوحدة الوطنية من خلال التفاهمات الطبقية والاجتماعية التي تقوم على الاستجابة للحقوق القومية والمذهبية لكافة مكونات التشكلية الاجتماعية، إضافة إلى تحقيق قدر معقول من العدالة في توزيع الثروات الوطنية.
الرابعة، ينبغي ان تستند التوازنات الاجتماعية على التعاون الوطني بين الطبقات الاجتماعية الوطنية المنتجة، عبر الغاء مبدا الأقصاء والتهميش لبعضها البعض.
الخامسة، التعامل مع الظروف التي تخلقها العولمة الرأسمالية من خلال اقامة العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

تأتي أهمية الموضوعات التي يناقشها الدكتور لطفي حاتم من راهنية الإشكاليات التي تواجه العديد من الدول الوطنية التي أما تحولت إلى دول فاشلة ينتشر فيها الفساد المالي والإداري، فاصبحت غير قادرة على تلبية الحاجات الأساسية لمواطنيها، على الرغم من الموارد الاقتصادية الكبيرة التي تملكها، أو دول رفضت اجراء الاصلاحات السياسية والاجتماعية فوقعت فريسة الحروب الأهلية، كما يجري في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها. حدث كل ذلك بفعل تدخل الدول الرأسمالية في النزاعات الاجتماعية الوطنية وتوجيهها بما يخدم الهيمية عليها. ورغم وضوح النتائج الكارثية التي نتجت عن التدخل الخارجي، ما زال ، تيار الليبرالية الجديدة، في كثرة من الدول الوطنية، الذي يدعي انه يعبر عن أهداف القوى الجديدة التي ترفض الأنظمة الاستبدادية، يدعو إلى الاستعانة بالتدخل الخارجي لاقامة الديمقراطية. إن هذه الرؤية تلتقي في الواقع العملي مع توجهات العولمة الهادفة إلى نقل البلدان العربية من التبعية السياسية ـ الاقتصادية إلى الإندماج بصيغة الالحاق تماشياً والمصالح الاستراتيجية للدول الكبرى، وهذا ما أكدته الوقائع الفعلية التي تدحض الحالمين بالديمقراطية التي تجلبها الدولارات والدبابة الأمريكية.
أن موضوعات الكتاب محاولة من الباحث لطفي حاتم، لتقصي تأثيرات التشكيلة الرأسمالية المعولمة على الدولة الوطنية الديمقراطية من خلال دراسة الوقائع الفعلية التي نتجت عن تدخل دول الرأسمالية الكبرى في الشؤون الداخلية للدول الوطنية واستخلاص رؤى فكرية يمكن أن تستفيد منها القوى الوطنية الديمقراطية الساعية إلى بناء دول وطنية قادرة على مواجهة مخاطر العولمة المعاصرة .
أخيرا، إن الموضوعات الكتاب التي تناولها الكتاب بروح علمية نقدية، تفتح حوارا علمياً أمام الباحثين والمفكرين والسياسين الساعين للبحث عن السبل الكفيلة بالوصول إلى ديمقراطية حقيقة تحافظ على السيادة الوطنية وتحقيق قدرا معقولا من العدالة الاجتماعية في بلدانهم.



#فاخر_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية المعولمة وفعالية المعايير الاخلاقية
- جدلية الصراع بين السلطة والدولة في العراق بعد 2003 القسم الث ...
- جدلية الصراع بين السلطة والدولة في العراق بعد عام 2003
- الماركسية: فلسفة للتغيير أم للتبرير؟ 2 2
- الماركسية: فلسفة للتغيير أم للتبرير ؟
- أكتوبر وحل القضية القومية
- العولمة الرأسمالية واعادة بناء اليسارالاشتراكي
- لماذ فشلت الاحتجاجات الشعبية في بناء أنظمة ديمقراطية؟
- الطائفية وانهيار الدولة العراقية الحديثة
- تأكل الشرعية الوطنية للدولة في الشرق الأوسط
- قراءة في ديوان - جذور الفجر- للشاعر عبد الإله الياسري اطلالة ...
- الاحتجاجات الشعبية العربية وآفاق تطورها الديمقراطي
- عبدالإله الياسري... وقوافل أحزانه ...
- تأثيرات الليبرالية الجديدة على السيادة الوطنية
- قانون الانتخابات الجديد يؤسس لدكتاتورية/ دولة المحاصصة تحلي ...
- دور الاحتلال الأمريكي في بناء الدولة الطائفية في العراق
- عبد الكريم قاسم:العلاقة بين السيرة الذاتية والمحاولة اليتيمة ...
- ندوة عن نتائج مؤتمر لندن حول الدستور الذي نظمته لجنة دعم الد ...
- الدين والسياسة في الانتخابات العراقية
- الحوار الوطني الشامل ودوره في تفكيك حدة الاستقطاب السياسي وع ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر جاسم - العوملة الرأسمالية والدولة الوطنية الديمقراطية