أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - محنة شريحة من فسيفساء الشعب العراقي














المزيد.....

محنة شريحة من فسيفساء الشعب العراقي


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 23:27
المحور: المجتمع المدني
    


اطلال وخرائب متناثرة هنا وهناك ، حطام شعب عائد بخطوات مترددة اكتاف مثقلة بذكريات تهد الجبال .. نفوس منكسرة ، استسلام من لا حول له ولا قوة...
رجال مغلوبون على امرهم قلوبهم محطمة يجرجرون ارجلا لا تقوى على حملهم .. عيون غائرة في المحاجر تنظر الى مصير مجهول ، وماض مرعب ومستقبل لا يبشر بخير يرجى.

اشباح نساء متعثرات الخطى خائفات يحملن الذل والهوان .. وجراح متقيحة تنزف بصمت ، وجع هلع وهزيمة ، نفوس مسحوقة .. ضياع ، بؤس ومستقبل ليس له هوية.

اطفال انتزعوا من صدور امهاتهم كانوا شهودا على ذبح اباء تعرضوا للجور والظلم .. كبروا على التعسف والاغتصاب ومشاهدة الدم والذبح .. وبيعهم وامهاتهم عبيدا يتنقلون بين اياد عفنة مجرمة سافلة.
اطفال يحتمون باذيال أمهات تعيش صراع الأمومة والعار، امهات تحتضن اطفالا ولدوا في الأسر، ينظر لهم الجميع بعيون حاقدة ، ليصبوا غضبهم على ثمرات جرائم مروعة .. ضحايا ليس لهم آباء في مجتمع ظالم لا يعرف الرحمة يطلبون الانصاف ممن لا انصاف لهم .

امهات تفترش الأرض عيونهن المتعبة شاخصة الى السماء ، محاطات بصور فلذات لم تزل بقايا دمائهم متناثرة على بقايا بيوت كانت بالأمس القريب عامرة باهلها الطيبين المسالمين الذين تحتضنهم طبيعة خلابة ومزارع وبساتين غناء .

ام تبحث عن ابنها في مقابر جماعية (تحفر التراب بأظافرها) لتفاجأها ببقايا ملابس وهياكل عظمية ، هذا كل ما تبقى من ابنها الشاب الجميل الذي كانت تأمل ان تزفه الى عروسه الممرغة بالتراب والتي تندب شرفها المسلوب .

ابادة جماعية ، تعذيب وقهر واغتصاب ، حدث جلل حـَـدَثَ عام 2014 قبل ست سنوات استهدفت فيه اقلية دينية ، وتم اعدام مايقارب 10000 رجل وصبي ، واختطاف ما يقارب 7000 شابة وطفل تعرضوا لأبشع الجرام .. جرائم يندى لها جبين الأنسانية خجلا ، ابادة وذبح وتعزيب واغتصابات ثم بيعوا في اسواق النخاسة .. ومن فرَّ منهم المئات الآلاف التي فرت على غيرهدى فتعرضوا الى الجوع والمرض والذل .. هلكت اعداد كبيرة منهم جوعا وعطشا .. خربت ديارهم وامحلت مزارعهم وبساتينهم وآبارهم ..غصت مدنهم بالمقابر الجماعية التي تزيد اعدادها عن 70 مقبرة لا زالت تحتضن رفاتهم المنكوبة لا ذنب لهم الا انهم اقلية دينية مسالمة ..مواردهم محدودة .. وتأثيرهم السياسي قليل ، فتغاضت عنهم وعن ماحل بهم والى الآن الحكومة،المحلية والإتحادية ...
بقايا مدينة اسمها سنجار في وطن مباح اسمه العراق وشعب مهمش منسي اسمه (الأيزيديين) شريحة من فسيفساء الشعب العراقي الذي يكمل بعضه البعض كانت سرجماله ورونقه التي سحقت ، شعب سحقته عصابة من السراق والحرامية فرشت عباءة الدين وبدأت بكنس ثرواته الكبيرة وتحويلها الى بنوك العالم والى الجارة العزيزة التي يدينون لها بالولاء والطاعة ، الجارة التي سرقت العراق واهله واحالته الى رماد منثور.
سنجار تستغيث بعد ان عاد اليها بعض من اهلها المنكوبين تستصرخ الضمير الانساني لينقذ البقية الباقية المحطمة .. التي تفتقر الى كل مستلزمات الحياة الكريمة المادية والمعنوية والعلاج النفسي
سنجار تستغيث واهلها المنكوبون يتجرعون المر والضياع بحاجة الى وقفة انسانية ممن لازال في قلبه بعض من ضياء ..
ترى من سيلبي النداء ويجير بقايا قلوب محطمة منكوبة....
-------------------------------------------------------------------------------------
3/ آب /2020
ســــــــــــــتوكهولم



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يالأسود رمش
- يا دار جاي اسألچ
- شمس تموز
- ما تغرگ مراسينه
- اسمع .. يالكاظمي
- هم .. شـــفـتـوا
- يا احمد يراضي
- وداعاً *الدكتورالمهندس حمدي التكمچي
- چم مره نموت...؟
- اشفافك رطب
- اليوم ذكرى حزينه
- لا .. يالكاظمي
- لاچنه رحنه اوجينه
- افتي .. يالقضاء
- وينه الشريف اليستحي
- رامز مجنون رسمي
- غَربل يالكاظمي .... مهداة الى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي
- *كلاوات يابنگ المركزي
- ابيات من الدارمي
- محنة كورونا


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - محنة شريحة من فسيفساء الشعب العراقي