محنة كورونا

ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 12:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

أيام صعبة قاسية يملأها الحزن يؤطرها الخوف والترقب ، غزت العالم ، والجميع بلا حول ولا قوة ، اعزاء يغادرون على عجل ، يتوسدون الأرض بهدوء دون وداع ، دموع حائرة وحيدة ونحيب مكتوم في شقق ضيقة كئيبة صامتة.‬

احباب في مستشفيات فقيرة بائسة ، يخشون ان تسحب أجهزة الاوكسجين القليلة منهم لتنقذ الأصغر عمرا ، اهي لعنة القدر ام ظلم الأنظمة الفاشلة والسياسيين الذين اعماهم سباق التسلح وغزو الفضاء ، متجاوزين الانسانية ، ناسين اوطانهم وشعوبهم.
رحلت العزيزة (سهام الشيخ يحيى) بسرعة تاركة خالي (مهدي العايش) رفيق عمرها
ملتاع حائر منكوب ، وتنتظر ان توارى الثرى ، في مثواها الأخير الذي سوف يكون
هادئا كهدوء رحيلها المفاجئ .
تركتِ يا أم وفاء غصة في روحي ، وجرح في قلبي الحزين ، واخذتِ معك فيض دموعي موشحة بذكرياتنا الكثيرة.

حبيبتي اختي (ابتسام) تصارع الفايروس وحيدة مع جهاز الأوكسجين في غرفة مغلقة في مستشفى اباح ان يسحب أجهزة التنفس من الأكبر الى الأصغر عمرا عند الضرورة ،
وكل ما نعرفه تقرير يومي عن حالتها...

ابتسام لؤلؤة العقد عيني اليمنى كوني قوية كما عهدناك ، صارعتِ اعتى الطغاة وانتِ صبية ، تميزتِ على اقرانك في فرع دراستكِ وانت شابة يافعة ، الجميع يشهد لك بنسبة النجاح الكبيرة لطلابك الممتنين دائما في امتحانات السادس الأعدادي العامة في اللغة العربية.
ابدعتِ في نقل صورة ظلم وجبروت الطغاة وممارساتهم الوحشية ومعاناة الشبيبة في قصر النهاية المشؤوم وملعب الادارة المحلية في كتاب (طوارق الظلام) الذي اعتمد كمصدر تاريخي لما حدث ، وانتِ مغتربة في السويد.
نعم ستنتصرين أيضا في النجاة وسوف تدونين معركتكِ مع (كوفيد 19 ) ليكون شاهدا للأجيال القادمة
اصدقاؤك ومحبيك يسألون عنكِ غاليتي وينتظرونك ، وانت الطيبة الجميلة المسامحة الكريمة التي لم تخذل يوما أحدا.

عودي سريعا حبيبتي فنحن ننتظر
----------------------------------------------
11/نيسان/2020
ســـــــــــــــتوكهولم

#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات