أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حاتم بريكات - جدلية القمع والظلم.














المزيد.....

جدلية القمع والظلم.


حاتم بريكات

الحوار المتمدن-العدد: 6632 - 2020 / 7 / 31 - 17:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أحياناً قد يقتنع شعبٌ ما بالديكتاتورية بشرط أن تقترن ببناء الدولة وتقويتها ورؤية الملموسات على الأرض والتأكد من فعاليتها، فطبيعة العمران البشري تقوم على النفع المادي ولا تكترث كثيرا بالطرائق، فالتاريخ يوضح أن الديكتاتوريات تسقط إذا لم تُغذى بالإنجاز وتسهيل حياة الناس مادياً (وليس مالياً بالضرورة).طبعاً دعك من الحجة الواهنة التي تقول أن الديكتاتوريات "دائماً" ما تقتل الإبداع وأن الإبداع هو نتيجة مقيّدة باسم ديموقراطية الدولة فلا أعتقد أن المشغول بالديون والمستحقات والضرائب وتأمين الحاجات أكثر استقراراً وقدرة على التأمل والابداع من الذي عاد إلى نفسه بعد أن تكفلت الدولة بجزء مهم من مشاكله.

يوجد في التاريخ ديكتاتوريات بَنَت دولاً ممتازة ومستمرة حتى اليوم كالصين وروسيا وغيرها، وقد يعتقد البعض لوهلة أن الحرية منفردة هي الحل الأمثل لجميع المشاكل، مع أن الحرية عملياً عبارة عن متطلب من ضمن عدّة متطلبات وليست وعاء يحوي جميع المتطلبات، وللأسف فإن التجارب بينت أن الحرية يمكن استخدامها بسهولة كطعم لصيد أحلام الناس واستغلال حاجاتهم كما يحدث في الكثير من الديموقراطيات الموجودة اليوم.

طبعاً هذا لا يعني الكفر بالديموقراطيات، بل على العكس فهناك ديموقراطيات ترسّخت ونجحت وعددها كبير بالمقارنة مع الديكتاتوريات، لكن هذا لا يعني أن الديموقراطية هي النظام الأنجح فترسيخ الظلم في الديموقراطيات أسهل بكثير داخل بيئة ترى الفرد مسؤولاً عن كل شيء حتى عن ضياعه، ودماره وكأنها تقول له: أنت حر حتى في اختيارك للضعف والمجتمع معفى من مساعدتك لأن القيم الفردية هي العملة المتبادلة هنا..!

على مستوى آخر يأتي أخطر اشتقاق من هذين المصطلحين (الديكتاتورية والديموقراطية) هو الأوتوقراطية؛ وهو وصف للدول القمعية التي تسوِّق نفسها على أنها ديموقراطيات، فهذه دول تعيش على الجدل العبثي بين الناس؛ عبث عنوانه هل نحن أحرار أم تحت القيد، ويستمر هذا الجدل إلى أن يصل الناس إلى حالة الملل والقبول بما تراه السُّلطة، طبعاً يتسلل لصوص السُّلطة من تحت هذا الجدل ليصلوا إلى مصالحهم بسهولة ودون معارضة واضحة المعالم.

إذن جوهر فكرة الدولة قائم على الضبط وتحديد الحريات وليس كما يروج اليوتوبيون بالتالي جميع الدول موجودة معظم الدول في شطر الديكتاتورية ولكن بمستويات متفاوتة، إذن أصل الإدارة هو الضبط والتميُّز في الإدارة باعتقادي البسيط يجب أن يدرك جيداً ويميز الفرق ما بين القمع والظلم.



#حاتم_بريكات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن الجديد..!!
- واكتملت الإجابة على سؤال (الربيع العربي) .
- لماذا يدافع (غير المتدين) عن الدين ؟
- خطة مواجهة التطرف في الأردن ... نقد بالبدائل .
- الشعبية المجانية ..!
- الحراك العربي على مقياس الثورة الفرنسية ..!!
- مجاملة -الجماعة- وواقع الأمن القومي الأردني
- -الحرب على الإسلام - من وجهة نظر الفكر الثوري العربي الحديث
- العلمانية حاضنة الفكر الديني السياسي !!
- البديل دائماً هو الإسلام السياسي...لماذا؟؟


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حاتم بريكات - جدلية القمع والظلم.