أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم بريكات - الحراك العربي على مقياس الثورة الفرنسية ..!!














المزيد.....

الحراك العربي على مقياس الثورة الفرنسية ..!!


حاتم بريكات

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 00:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المنطقة العربية اليوم بدأت بدفع ضريبة باهظة ، جاءت بعد قرون من الجدليات العقيمة و تقديس الأشخاص و خصام مع الأرض (بمعنى الوطن ) أمام انتماءات الدين و العرق , ففكرة الوطن لا تروق للعربي حتى لو أبدى عكس ذلك , فمردود هذه العلاقة يعود إلى فكرة الألفة مع الأرض بمعناها التجريدي من خلال السكن الثابت و ليس البيت المتنقل المرتبط بالعلاقة المصالحية مع الأرض ( الماء و الكلأ ) بحيث يفارق العربي أرضه لمجرد زوال عوامل الحياة , على عكس الغربي الذي بنا بيته الحجري الثابت مؤسساً لعلاقة وطيدة مع الأرض بعيداً عن المصالحية .
عزز حالة فقد معنى الوطن المذكورة آنفا , أحادية الحضور للمؤسسة الدينية التي طرحت نفسها كمخلص وحيد لمأزق (الضعف) لأبناء المنطقة ، من خلال حالة (خلوّ) الانتماءات لتصبح هي كل شيء لكل من يطلب التغيير سيما أن المقياس كان التوسع الجغرافي فقط ، دون النظر الى المنتج الحضاري الرديء لهذه المنطقة .
الضريبة المذكورة أعلاه قد تصل إلى آلاف القتلى والكثير من التدخلات من قبل الآخر وشعور عام بالظلم و بخيبة الأمل ، و قد تكون مصحوبة بتغيير عدة أنظمة سياسية لكل دولة و التغيير هنا عرَض و ليس نتيجة.
اليوم ليدنا دوافع قوية للتقدم نحو التحضر لا أتحدث عن مدة زمنية مضبوطة و أعني كلمة دوافع بدقة , لذلك سأحاول أن استخدم أداة قياس معروفة وهي الثورة الفرنسية كحدث اعتقد ان الاشتقاق منه سيكون مفيداً نوعا ما .
الفرنسيون استمروا في حالة الثورة و الحراك لمدة 10 سنوات تقريباً حتى حققوا دولتهم الحالية ،قياسا عليه فقد يحتاج العرب إلى أضعاف هذه المدة أو أكثر و هذا من الناحية الزمنية فقط نظرا لوجود مثبطات سوف احاول نقاشها خلال هذا النص, أما من الناحية الإجرائية فالثورة الفرنسية ترافقت مع (تجميد حاسم) لمؤسسة الكهنوت بدأ من المدارس و الجامعات و المؤسسات التقدمية الشعبية ، كما انتعشت تلك الثورة بأكسجين ثورة علمية موازية أجهضت كل أحلام الكاهن في العودة إلى السلطة ، وأعادت الأمور إلى حالة النقد الاجتماعي و البعد عن المسلمات .
ولأهمية الدور الذي تلعبه المؤسسة الدينية في الحالتين العربية و الاوروبية فيتوجب البحث في ذات المؤسستين من الداخل , فمؤسسة الكاهن الغربية كانت تستهدف المادة والسلطة ولكنها لم تتورط بماضيها ؛ نظراً لأن فكرة ( تدويل الدين ) هي فكرة عربية بامتياز فالإدارة عند الغربية تفاعلية واقعية مع التأكيد على بطلانها كمؤسسة , و التأكيد على أنها هي السياسي و الكاهن في نفس الوقت , أما العربية فهي بالإضافة الى ماديتها تملك إصرارا غريباً على استحضار الماضي عندما يكون الحديث عن إدارة الدولة التي يدور كل الحديث عنها اليوم , و تعمد هذه المؤسسة الى أسلوب (النمذجة) والذي يعتمد كلياً على النقل الحرفي الدقيق لنموذج سبق له النجاح بغض النظر عن تغير الظروف المعاصرة لمحاولة التغيير , كما وأن هذه المؤسسة لم تحكم لوحدها بل تشاركت مع السياسي في قمع العلم و النهضة الاجتماعية , بالتالي أًصبح هذا القمع مضاعفاً بالنسبة لنظيره الذي ظهر في اوروبا ، إذن هذا الحراك (موجود) هيكليا حتى اليوم و هو شيء جيد و لكنه يجلس في انتظار من يُؤمن بفكرة التضحية كخطوة أولى لكف يد الكاهن و السياسي و مساعدة الظهير العلمي على أخذ دوره.
لذلك سيكون من الصعب على الكثيرين أن يطلقوا تسمية (ربيع عربي) على تلك (التظاهرات) التي انتشرت على خارطة المنطقة العربية بل قد نتفق على تسميتها بداية متواضعة لطريق طويل يهدف الى التغيير , عزز هذه النظرية (سهولة تدخل الغرب) و الذي اثبت أن هذا الحدث ما زال في مراحله الاولى , الدعم الغربي تحول الى كاشف لمدى عمق الحالة حيث وقف وراء القوى الراديكالية محاولا فرض السيطرة على المنطقة.
اذن هناك تناظر قد يدعو الى التفاؤل بين الثورة الفرنسية و (بوادر الثورة العربية) , فالتفاضل يتعلق بالتثبيط وليس الالغاء , اذن الثورة مستمرة غالباً و لكن ما نحتاجه اليوم الاستمرار في وضع جميع التابوهات على الطاولة للنقاش ؛ الدين , الانظمة السياسية , و البنية الاجتماعية , و نركز على دمج للمؤسسة العلمية في جميع عمليات النقد و التحرك الشعبي و صناعة القرار فيكفي العلم أنه الجهة الوحيدة الذي لم تمسسه اهواء البشر .
اتماماً لعملية المقارنة أقول اسفاً أن التشابه في وجود الظلم و الديكتاتورية في الحالتين هو مصدر أمل صوب تغيير قد يكون حتى لو اضطررنا الى اهمال الفرق بين 1789 و 2011 ..!!!



#حاتم_بريكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجاملة -الجماعة- وواقع الأمن القومي الأردني
- -الحرب على الإسلام - من وجهة نظر الفكر الثوري العربي الحديث
- العلمانية حاضنة الفكر الديني السياسي !!
- البديل دائماً هو الإسلام السياسي...لماذا؟؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم بريكات - الحراك العربي على مقياس الثورة الفرنسية ..!!