أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - بعد بنى شنقول، هل الانسحاب من اتفاق المبادئ، يجدى؟!















المزيد.....

بعد بنى شنقول، هل الانسحاب من اتفاق المبادئ، يجدى؟!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى حلقة 26/7 من برنامج "الصورة الكبيرة" اقترح د. نايل الشافعى، "بناء على طلب الجمهور"، حل ثان، من وجهة نظره، لكارثة سد النهضة، لمن هو غير مقتنع بالحل الاول الذى اقترحه من قبل، حل بنى شنقول، والذى يتلخص فى مساعدة بنى شنقول على التحرر من الاستعمار الاثيوبى، ومن ثم هم يساعدوننا فى التخلص من سد النهضة!، لذا فمن هو غير مقتنع بالحل الاول يمكنه ان يتبنى الحل الثانى، وهو مطالبة الادارة المصرية بالانسحاب من اتفاقية اعلان المبادئ التى وقعتها مصر مع السودان واثيوبيا فى مارس 2015.
مجدداً، هل الانسحاب من اتفاقية اعلان المبادئ، اذا ما كان هذا ممكنا اصلاً، يجدى نفعاً؟!

قبل ان نناقش الحل الثانى، دعونا فى البدء ننتهى اولاً من الحل الاول:
لماذا حل بنى شنقول غير مجدى؟!
كما سبق ان مثلنا هذا الحل وشبهناه بمقولة التندر الشهيرة "كوهين ينعى ولده ويصلح ساعات" او بالمصرى "فرح جنب طهور"!، ان رهن كارثة وجودية آنية، بنضال شعب مضطهد يناضل من اجل التحرر فى ظروف شديدة التواضع، هى طريقة فى التفكير اقل ما يمكن ان يقال عليها انها طريقة من طرق التفكير الخيالى ..

ان التخطيط لسد النهضة الذى بدأت احدى خيوطه فى 1902 ومرت بمراحل عديدة حتى وصلت الى مرحلة بداية التنفيذ الفعلى فى 2012 والذى تقف وراؤه القوى اليمينية الحاكمة لعالم اليوم ممثلة فى البنك الدولى والساعية للانجاز النهائى لعولمة الشرق الاوسط الكبير الجديد بقيادة اليمين الاسرائيلى المقوى بممر تيران الدولى، غاز شرق المتوسط، صفقة القرن وشمال سناء، ماء النيل .. الخ، لا يمكن رهن مقاومة مشروع بهذا الحجم والقوة على شعب بنى شنقول الذى يناضل فى ظروف غير مواتية شديدة القسوة، ليحررنا نحن من الطوق الذى وضع فى رقبتنا منذ ان وقعنا على اتفاق اعلان المبادئ فى 2015!، ان نضالات الشعوب من اجل التحرر تستغرق عقوداً لن ينتظرها مشروع عولمة الشرق الاوسط، ذلك بعد ان تم انجاز المراحل الاساسية منه بتقسيم العراق، سوريا، اليمن، ليبيا، ولبنان فى الطريق، ومن قبلهم وبعدهم السودان. وبالتالى اصبحت مصر بحجمها وموقعها تأتى على رأس جدول الاعمال، لتقسيمها عن طريق تفجيرها من الداخل بتفعيل ازمات طاحنة على رأسها ازمة المياه "سد النهضة".

نأتى الان للاقتراح الثانى للشافعى والقاضى بدعوة الناس لمطالبة الادارة المصرية بالانسحاب من اتفاقية اعلان المبادئ، فى البدء وللامانة، ان هذا الاقتراح قد سبق ان طرحه الدكتور محمود وهبة عبر صفحته على الفيس بوك، عشرات بل مئات المرات طوال الاسابيع الماضية، ولم يأتى بصدى، ولم يكن له ان يأتى!.

عموماً، اولاً، لقد تجاوز الزمن والتغييرات على ارض الواقع هذا الاقتراح، لقد اصبح السد واقع على الارض وممتلئ ايضاً!، وحتى لو تم الانسحاب من الاتفاقية، (فرضاً) فهذا لا يعنى شيئاً فالسد على الارض، وبنى بناء على موافقة صريحة وموثقة وعلنية من الادارة المصرية على بناؤه (هو مش لعب عيال!)!.

ثانياً، ان كل العناصر التى جعلت الادارة المصرية توقع بالموافقة على بناء السد دون قيد او شرط، وهى فى كامل وعيها وادراكها، (وليس كما يروج عشاق الشرعية المسلوبة، من انها من اجل اعتراف الاتحاد الافريقى بشرعية نظام 3 يوليو واعادته لعضوية الاتحاد، بالطبع هذا هدف، ولكنه ليس السبب الجوهرى للموافقة على اتفاقية اعلان المبادئ، انها موافقة لملاك السد الحقيقين، حكام عالم اليوم، الذين يأمروا فيطاعوا من الجميع بمن فيهم الاتحاد الافريقى!)، كل عناصر الموافقة مازالت قائمة لم يحدث بها اى تغيير فى اياً من عناصرها، سواء تلك المتعلقة بالادارة المصرية ذاتها، او تلك المتعلقة بالملاك الحقيقين للسد!، وبذا تظل موافقة الادارة المصرية على الاتفاقية سارية، والتى تشتمل على حق اثيوبيا منفردة فى ان تقرر طرق تشغيل السد سنوياً، وايضاً، ان تقرر منفردة طرق اعادة تشغيله عند اى ظروف طارئة، فقط تخطر دول المصب، مجرد اخطار!، وان اى خلاف يتم حله عن طريق مبدأ حسن النية بين الاطراف الثلاثة فقط!.

الحل الوحيد الحقيقى، يتعلق بوظيفة السد وليس بجسده!
اذا ما كانت الوظيفة الحقيقة للسد هى وضع طوق حول رقبة الارادة المصرية، للتحكم فى القرار المصرى فى الحاضر والمستقبل عن طريق تركيب محبس "سد النهضة" على شريان حياة مصر، نهر النيل، لذا فان خطورة السد على مصر فى وظيفة السد وليس فى جسد السد، اذا المطلوب هو تغيير هذه الوظيفة، وتحويل السد من نقمة الى نعمة.

ان تغيير وظيفة السد حل مرتهن بالمجتمع المدنى وقواه الحية فى الدول الثلاث وليس مرتهن بالحكومات، ذلك من خلال اشكال متنوعة من التعاونيات فى مجالات الامن الغذائى، بين جمعيات اهلية او اتحادات او شركات خاصة، لاقامة مزارع تعاونية زراعية وحيوانية وداجنة .. الخ، مستلهمة تجارب حركات مماثلة مثل حركة "الفلاحين بدون ارض" البرازيلية، او حركة "اننا نستطيع" الاسبانية، او الحركة الوطنية للمصانع المُسترجعة من قبل العمّال، حيث تشكل التعاونيات من تجاربها، الثقافية البديلة، فمثلاً "منذ الأزمة الاقتصادية التي أفلست الأرجنتين في العام 2001، بدأ العاطلون عن العمل يشغلون، أكثر فأكثر، الشركات المُفلسة ويعيدونها للعمل دون أربابها. وإن تمكّنوا من الانتاج عبر ادارة الشركة بأنفسهم، بفضل قدرتهم على الانتاج وبفعل حركة تضامن واسعة، فهم يطالبون أيضاً بعمليات اصلاحية وسياسات عامة لدعم تعاونياتهم الجديدة".

"وتتساعد هذه التعاونيات لكي تصبح زبونة أو مموِّلة أو لتمنح قروضاً لبعضها البعض. ويتمّ استخدام انتاجها من قبل صناعات أخرى، قلّما يستخدمها المستهلك. يشكّل هذا الأمر سلبيّة: من المُستحيل النظر في عمليات بيع مباشرة في سوق متضامنة. ويرى الجامعيّ أنديس روجييري، المسؤول عن أحد أقسام كلّية الفلسفة التي تدعم الادارة الذاتية، بأنّ هذا الواقع يشكّل إعاقة: "ليس بإمكان الشركات المُسترجَعة، التي تبيع قطعاً للسيارات، البيع سوى لمُصنّعي السيارات. إلاّ أنّ هذه الشركات المتعدّدة الجنسيات ترفض التعامل مع التعاونيات، وخصوصاً الشركات المُسترجَعة. الحلّ الوحيد هو أن يتمّ البيع لشركة وسيطة تبيع المنتوجات بدورها الى الشركات المتعدّدة الجنسيات، لكنّ العمّال يخسرون نسبة مئوية من الأرباح من خلال هذه العمليات التجارية!".
"حق الانتاج قبل حق الملكية فى الارجنتين: احتلال، مقاومة، انتاج!"، سيسيل رايمبو.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=46468&r=0



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب تغيير وظيفة سد النهضة وليس هدمه! اوقفوا الاوهام، اوق ...
- عداء سلطة يوليو لمبادرات المجتمع المدنى! فرقة رضا نموذجاً. م ...
- تقييم 30/6 يبدأ من 25/ يناير! تعليقاً على مقال المناضل جمال ...
- محمد ناصر الذى كان!
- لا يمكن فهم -احجية- -سد النهضة- الا فى السياق العام!
- قانون قيصر ليس لحماية المدنيين من سفاح سوريا! مجرد دفعة قوية ...
- رسالة الى كل المحللين المحترمين اصحاب القلوب الرقيقة، الفخور ...
- تغيير العقيدة العسكرية للجيش الامريكى! ترامب يضغط، ووزير الد ...
- ان يأتى متأخراً، افضل من ان لا يأتى ابداً! عن شكر شخصى واجب، ...
- تمخض الجبل، فولد فأراً ! ملاحظات اولية على نتائج لقاء رئيس ا ...
- الانتهازية، تُجبر على إعادة مناقشة البديهيات! الحقوقى نجاد ا ...
- نحو استراتيجية هجومية: الصراع على السُلطة المدنية فى مصر!
- تحديث: انتباه: لن تنجح ثورة بمفردها!. -اللى اتلسع فى مصر، ين ...
- تحديث: خلطة -الهوية المشوهة- للسلطة المصرية! عسكرية / دينية ...
- تحديث: ثلث التنظيمات الإسلامية الاصولية فى العالم، خرجت من م ...
- تحديث: دستور مصر، دستور دولة دينية بامتياز!
- مجدداً، صندوق النقد ليس بنك تسليف!
- موسم كورونا، الموسم الامثل للصفقات المفاجأة! الخلاف على من ي ...
- عفواً المحمودان، وهبه وبكير، صندوق النقد ليس بنك تسليف! صندو ...
- السيسى موافق من حيث المبدأ، مختلف فقط، على جهة التنفيذ!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - بعد بنى شنقول، هل الانسحاب من اتفاق المبادئ، يجدى؟!