المشروع النهضوي العربي ( الجزء الأول )

محمد جابر محمد
(Mohamed Gaber Mohamed)

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في البدء أعتقد أنه يجب طرح عدد من الاسئله
ماهي حاله الفكر التنويري العربي حالياً ؟
هل هناك مشروع نهضوي حقيقي ؟ علي ماذا يتوقف وعلي ماذا نحتاج وماهو المطلوب ؟ .

هنا لا أتحدث عن مواكبه العرب للغرب فقط لان هذا أعتبره نوع من أنواع قيود العقل و أيضاً ستكون كلمات أُحاديه الجانب .
*(( لان العرب والمسلمين من ناحيه و الغرب من ناحيه اخري استفادوا من منجزات بعضهم البعض ،
فالعرب و المسلمون قد استعانوا، لبناء الدولة الأموية والدولة العباسية، بما انجزته اليونان وفارس
في العلوم والفلسفة والمنطق والتنظيم والإدارة والغرب قبلنا أيضاً استعانوا بمنجزاتنا من العلوم و الثقافه و الفكر ))*

ولكن أتحدث عن متي يتحرر العقل العربي من القيود شرقاً و غرباً ، و الوسيلة للتطور العربي فكراً

هل نستطيع الآن أن نرفع لافتة و ندون فيها كفانا إستهلاكاً وتبعية للغرب ونبدأ بفكر عربي تنويري ؟

ما ان تبحث و تطالع كتب التاريخ تجد صفحات من تاريخ العرب و المسلمين تجعلك
فخوراً و مبهوراً بالمراحل التي عاشها أجدادنا وكانت منارات في مختلف العلوم التطبيقية والإنسانية والرياضيات والموسيقى والفلك والترجمة

علم و معرفة استعان بها الغرب وفي ذات الوقت انشغلنا نحن بالصراعات السياسية و الطائفية


الأمة العربية والإسلامية دخلت الي عصر مُظلم حين دمّر المغول بيت الحكمة في بغداد عام 1258
و دمروا المخطوطات العربية و كتب الطب والفلك والرياضيات في نهر دجلة.
وقتل هولاكو أكثر من مئات الآلاف من المسلمين. وأدي سقوط بغداد إلى سقوط الخلافة العباسية،
بعد تدمير كافة المنشآت العمرانية الحضارية لمدينة بغداد، وقتل الخليفة المعتصم.
ومازال العرب يعيشون في العصور الوسطى رغم كافة مظاهر الحياة العصرية التي تحيط بنا

عندما كان العرب في عصر النور أخذ الغرب خطوات جادة للتحول و التطور واستفادوا
من الانتاج العلمي لدي العرب و المسلمين ثم انطلقوا الي مشروعهم النهضوي الخاص
ولكن نحن ذهبنا مسرعين الي الظلام

من القرن الخامس عشر و حتي الثامن عشر شهدت أوروبا تغيرات و تحولات جذرية
نتيجه الإصلاح الديني الذي حدث في منتصف القرن السادس عشر
وثم أتبع حركه الاصلاح هذه بمشروع نهضوي حقيقي و جاد تمثل في ترجمه الأداب اليونانيه والاكتشافات العلمية


ثم بدأ فلاسفة عصر النهضة يهتمون بفلسفة أفلاطون أكثر من أرسطو
الذي كانت أفكاره وفلسفته تدعمها الكنيسة المسيحية.
ودخلت أوروبا العصر التنويري الذي كان حجر أساسه عصر النهضة عام 1500 ومستمر حتى يومنا هذا.


*ماذا يريد منا الفكر التنويري ؟

الفكر التنويري يدعونا إلي التمرد ! نعم تمرد العقل علي حاله ليخرج من وضعيه السجين التي تسبب له عجزاً حتي نستطيع استعمال العقل بدون وصاية

هل المشكله هنا في العقل ؟
بالتأكيد لا المشكله في صاحب العقل الذي يقبل بالوصاية علي عقله الذي يقبل الكسل ، الذي يعتمد ويتكل علي غيره .


*علي ماذا يتوقف نجاح المشروع العربي النهضوي ؟
يتوقف هذا النجاح حتماً علي إنهاء حاله الإقتتال والتشابك
مابين السلفية والقيم التقليدية و النظم المحافظة وبين قيم الحداثة والمعاصرة ،
حاله الإشتباك هذه مازالت قائمه ثقافياً و فكرياً و سياسياً في أغلب أوطاننا العربيه.




*ماذا نحتاج ؟

نحتاج إلي نتفهم ذواتنا و واقعنا الذي نعيش فيه ، يجب تحقيق علاقه جيده بين المواطنين والنظم السياسية
حتي نضمن مشاركه فعاله للمواطنين في مشروع حقيقي
مشروع ثقافي و إبداعي ، نحتاج إلي تطوير القيم الأخلاقية و الإنسانية ،
ثقافة تدعوا وتحترم حرية الاختيار، تحترم وتصون الحق في المشاركة والحق في الاختلاف دون خوف.

ماهو المطلوب من المُفكرين و المثقفين و التنويرين العرب ؟

الخروج من الكهوف و كفانا شعارات نبدأ بممارسة أفكارنا نحو بناء أوطان تعددية وليست شمولية.


مراجع بعض المعلومات للتوثيق

1- البداية و النهاية لإبن كثير
2-Humanities in the Western Tradition
( Marvin Perry & Wayne Baker & Pamela )

#محمد_جابر_محمد (هاشتاغ)       Mohamed_Gaber_Mohamed#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل