أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم جمي - اليسار .. اليمين - -الديمقراطية- كقاسم مشترك بينهما.















المزيد.....

اليسار .. اليمين - -الديمقراطية- كقاسم مشترك بينهما.


ابراهيم جمي

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 00:50
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ما الفرق بين اليسار واليمين في حالة التعايش والمنافسة الديمقراطية كالقاسم المشترك بينهما؟ (بعض الدول الأوربية كنموذج). هي الممارسة الديمقراطية إن كانت تصب في اطار المصلحة العامة وفي حالة رأي عام وشعب واع مدرك لحقوقه ومصلحته، يبقى التدبير للشأن العام لا يختلف كثيرا . وهذا جانب وموضوع آخر.
الواقع ان اليسار منظومة فكرية، سياسية، اقتصادية وثقافية نقيض ومناهض للرأسمالية كمنظومة يعتمدها اليمين بكل اطيافه. كذلك نفس الشيء لكل المنظومات والمشاريع الاجتماعية تحمل في داخلها مدارس فكرية وتوجهات تختلف لحد التناقض. هناك ما هو معتدل ومتطرف ووسط إلى آخره.
ودون الرجوع إلى الصراع التاريخي والايديولوجي بين هذه المنظومات الفكرية .. السياسية، الاقتصاديةـ والاجتماعية أو إلى الفلسفات المحددة لكل منطلقاتهما التاريخية.
فقط هنا أتطرق للجانب التدبيريي، أي جانب الممارسة السياسية داخل رقعة جغرافية ما، وبالضبط إلى التنافس السياسي الحزبي في إطار تدبير للشأن العام. الذي يتم تغلفيه في كثير من الأحيان بمغالطات متعددة من كلا الجانبين، تصل فيها الامور أحيانا إلى اعتبار أن نعث شخص ما ب "اليساري" أو "اليميني" سبة قدحية .. من قببل أن فلان مثلا شتمه فلان باليساري او اليميني، أي احتقره ونقص من قيمته. بينما الأمر لا يتعدى وصف لصفة سياسية معينة لا تصل إلى التحقير. لأن الواقع نفسه أثبت بأن لا يسار في غياب اليمين والعكس أيضاً صحيح. القصد هنا هو أن نفصل بين الشتم والقدح وبين الوصف، حتى نعث الشعب بالمتخلف ليس سبة ولا نعث قدحي وانما هو وصف حالة فقط. والوقوف كذلك على أن هذه المصطلحات ليست سبة قدحية بالرغم أن كل طرف يقصد بها الشتم فعلا.
بمعنى أدق .. فلا اليميني يقبل أن تنعثه باليساري ولا اليساري يقبل أن ينعثه أحد باليميني. في الوقت الذي تعد الممارسة السياسية هي المحدد لفرز من هو اليميني ومن هو اليساري دون الدخول في تفاصيل اخرى مملة من قبيل اليمني المتطرف والمعتدل وكذلك اليساري المتطرف والمعتدل.
ما يهمني هنا هو أن هناك قاسم مشترك قد يجمع بين هذه الأطياف وتنسجم في دائرته كل تلك المصطلحات المتناقضة لحد التنافر ودون اللجوء للاساليب التقليدية لتدبير الصراع. واقصد الصراع الديمقراطي وليس الوجودي . الصراع الوجودي والتاريخي هذا شيء اخر لنفصل بين هذا وذاك. هنا اتكلم عن القاسم المشترك في المنافسة السياسية.
وهذا القاسم المشترك هو " الديمقراطي " فكثيراً ما نسمع أن فلان زعيم أو مثقف أو كاتب أو يساري ديمقراطي متنور أو يميني ديمقراطي متنور ، وفي هذه الحالة يحضى الجميع بالاحترام بغض النظر عن وصف انتمائه السياسي.
مما يجعل الديمقرطية والتنوير صفتان مقبولتان عند اليمين وعند اليسار باستثناء التوجهات المتطرفة الى ابعد الحدود. لدى كل طرف من الأطراف. مسألة أخرى وهي حذاري من الخلط الصبياني للمصطلحات التي تفرغ من مضمونها الحقيقي في إطار المزايدات والتحامل وتبخيس لكل طرف بضاعته السياسية أو الفكرية من طرف هذا الطرف أو ذاك.
وما يجب التسليم به وله هو تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغالطات والتأكيد على ان اليميني واليساري على حد سواء ليسوا مصطلحات قدحية أوقدفا كما يعتقده أغلب الناس .. وان الفرق هو من هو الديمقراطي من غيره على الأقل في هذه المرحلة التي نعيش فيها بؤس العمل السياسي وكذلك الإنحطاط في إطار تدبير الشأن العام الذي تذهب مصالح الشعوب ضحية اغراقها في وحل التصنيفات التي هي في الواقع هامشية أمام ما ينتظر هذه الشعوب من الالتفاف على ايجاد حلول لمشاكلها بدل تقمص صفات وتصنيفات تعرقل فقط مسيرتها نحو تحقيق العدالة التي لا تنتمي لا لليسار ولا لليمين وإنما إلى قوانين كونية إنسانية على الجميع صيانتها والدفاع عنها. اما الرجعية والانتهازية والفساد والخيانة والاستبداد ووو فهي خصال وصفات تتواجد في اليمين كما تتواجد في اليسار.
فليس كل اليساريين ملائكة وليس كل اليمينيين شياطيين والعكس صحيح.. ومن هذا المنطلق علينا حسب رأيي المتواضع أن يصب النقاش في المرحلة الراهنة. لأن الهدف هو تحقيق مكتسبات للشعوب وليس التيه في ما هو فلسفي لايمكن أن يستوعبه الوعاء السياسي الحالي نظرا للثقافة السلبية التي تفكر بها المجتمعات ونخبها حاليا.
اذن للنناقش بهدوء وبمنطلق سليم بعيدا عن عواطفنا وعن الذات المنهكة أصلا. الشرفاء دائما شرفاء أين ما وجدوا والتاريخ يحدثنا عن عظماء ليسوا بالضرورة يساريين. كفانا من النقاش البيزنطي الذي لا يقدم ولا يؤخر، وإنما يعرقل ويبعد المسافات أكثر لأي حوار هادئ.
لا أعتقد أن هناك مشكلة بين اليساري الذي يؤمن إيماناً حقيقيا بالديمقراطية كمنهجية لممارسته في العمل الجماهيري، وكهدف إستراتيجي لتحقيق الديمقراطية أولا في المجتمع، وكغاية لترسيخ الإختيار الديمقراطي لدى عموم الجماهير لتحسين إختياراتها بطرق وأساليب أيضا ديمقراطية تجعل من الشعب مصدرا وحيدًا للسلطة والتشريع أيضا ، قلت ليس هناك فرق بين هذا اليساري المؤمن والمقتنع قناعة تامة وصادقة بهاته المبادئ الديمقراطية وبين اليميني الذي يؤمن بنفس المبادئ فكلهما يعزز الصف الديمقراطي.
ولكن المشكلة الكبرى تقع حين نفتقد في الساحة لهذين النموذجين اللذان يتخدان من العقل والمنطق والحكمة، معيارا لممارستهم السياسية، بدل العواطف الإيديولوجية المجانية والحساسية المفرطة في الذاتية ونفي الآخر، والأنا المتضخمة عند أغلب اليساريين بكل توجهاتهم بدون إستثناء، وهذه هي معضلاتنا الرئيسية، كما أن المشكلة تكمن عندما تصبح بعض إطارات اليسار أكثر انتهازية وأكثر رجعية من اليمين الرجعي، ويمارس أعضاء وأفراد هذه الاطارات ممارسات سياسية وجمعوية إنتهازية ورجعية أكثر قبحا وأبشع من تلك الممارسة المتواجدة في أقصى اليمين الرجعي، عندها تختلط الأمور وتصبح المزايدات و(التشيار) بالمصطلحات والتسابق بالشعارات الفارغة من أي محتوى أو مضمون لا قيمة مضافة فيه للممارسة السياسية اليومية، كما أن الابتعاد عن الجماهير تساهم فيه النعرات والصراعات المستمرة داخل الحقل الجماهيري بكل أشكاله بين الاطارات اليسارية التي تسعى للهيمنة ولو بأساليب منحطة في غالب الأحيان ولا علاقة لها بالديمقراطية التي يتشدق بها خطاباتهم اليومية.
إن الإتهامات أو النعوت التي تطلق على عواهنها لم تعد أسلوبا مجدياً في عصرنا الحالي على الاقل، كما أن الادعاء بالطهرانية والتشبث بالمواقف النظرية الفخمة والغليضة لم تعد تنفع في الساحة, لأن الجماهير أصبحت تتعامل مع النتائج وليس مع الخطابات الفضفاضة التي لن تطعم جائعا، لا الأن ولا في المدى البعيد، إن الافتخار والتباهي بالتطرف اليساري وحتى اليمني لهو من علامة السطحية والاهتزاز الفكري وغياب المنطق السليم والضعف الثقافي ، وعدم إستعاب الجيد للنظرية الفلسفية التي أنتجت كل القيم الإنسانية المتطورة الحالية بكل أبعادها الحقوقية المتجلية في العدل والمساواة وحقوق الإنسان الكونية، إن اليسار الحقيقي واليمين الحقيقي يساهمان معا في ترسيخ المبادئ و الديمقراطية ونشر للافكار المتنورة التي تدعو للحداثة وللعدالة الإجتماعية والمساواة المستهدفة من طرف التطرف لليمين الرجعي وحتى التطرف المتيأسر المقوقع على نفسه ويسير عكس أفكاره التي غايتها إسعاد الإنسانية جمعاء.



#ابراهيم_جمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا نخطئ قراءة ما اسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في تونس.
- على مسؤوليتي الانحراف أصبح شاملا..
- قراءة -محايدة- لتجربة محاربة الفساد .
- البكاء على الاطلال لن يبلغ مستوى النقد الذاتي
- ليكرم الشهيد ولكن
- منزلاقات البورجوازية الصغيرة.
- الاستبداد هو الأصل لكل فساد.
- في قضية التعليم
- اليسار.. اليمين.. الديمقراطية كقسم مشترك بينهما.
- - ﺩﺍﻋﺶ - ﺃﻭ ᥻ ...
- دفاعا عن المفكرة نوال السعداوي.. ضحالة وبؤس الفكر.. وسطحيته ...
- اليسار الذي اعرفه أنا!
- دولة الحق والقانون والسؤال المشروع
- قراءة وجيزة جدا لما قبل وبعد 7 أكتوبر
- أريد ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ما أر ...
- الحركات الأصولية بين شعار -الأمة- واغتيالها للأوطان...
- ليس هناك أملس بين الأنظمة الاستبدادية.
- إلى المدافعين عن الأطلال العتيقة!
- الحظ لم يأتي بعد
- تأملات في الوضع الراهن و الحزبي بالمغرب.


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابراهيم جمي - اليسار .. اليمين - -الديمقراطية- كقاسم مشترك بينهما.