|
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 3
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 00:21
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
بعد لحظة ( أو ساعة أو سنة أو قرون ) من تشكل الجنين ، تحدث ظاهرة تشبه السحر .... تلتقي الحياة والزمن عبر الفرد وبواسطته وفيه ( داخل الجسد ) . بطريقة ما تزال مجهولة تماما . وتتكرر هذه الظاهرة الغامضة ، طوال العمر . زمن الجنين قبل لقاء الأبوين يأتي من المستقبل ( قبل تشكل الجنين لا يمكن أن يكون في الحاضر أو الماضي ) ، وحياته تأتي من الماضي عبر الأبوين ؟! كيف ولماذا وغيرها من الأسئلة الجديدة بغالبيتها ، تثيرها النظرية الجديدة للزمن ، وأعمل خلال هذا البحث على مناقشتها ، بهدف التوصل إلى أجوبة صحيحة ( منطقية وتجريبية ) . 1 الحاضر الموضوعي ، أو المشترك ، يمكنه فهمه بشكل استنتاجي فقط . على خلاف الحاضر النسبي ، أو الشخصي ، فهو ظاهرة مباشرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبدون استثناء . .... بعد ترتيب العبارات الثلاثة ، وفق تسلسلها الزمني أيضا : لا يوجد واقع بل تأويلات ( نيتشه ) . سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد ( فرويد ) . ينبغي تحليل الحاضر _ الأهم كيف يحضر الانسان في العالم ( هايدغر ) . تشير العبارات الثلاثة إلى اتجاه واحد ، بالإضافة إلى فكرة وخبرة واحدة أيضا : الواقع المجهول ، نحن لا نعرف ما هو الواقع ، ولا نعرف ما هو الحاضر خاصة . .... ما هي العلاقة بين الزمان والمكان ؟! السؤال الخطأ ، يتضمن استجابته المغلوطة غالبا . ذكرت أكثر من مرة موقف تزفتيان تودوروف من الفلسفة الكلاسيكية ، وسخريته من التركيز على أصل الانسان بالتزامن مع إهمال أصل الفرد ، بالرغم من وضوح أصل الفرد المتلازم مع الود واللذة المتبادلة خلال الجماع بين الأنثى والذكر ، وبدل ذلك يقوم التركيز على تصور ضبابي ومشوش ، حول أصل الانسان _ الذي يتعذر معرفته بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) واعتبار أن الصراع والعنف أصل الانسان . .... متلازمة " الزمان والمكان " ضللت الفكر الفلسفي لعدة قرون ، وأجيال لا تحصى . بعد فهم الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، يمكن العودة إلى متلازمة الزمن والمكان . مصطلح الزمن والمكان يمثل المستقبل الموضوعي ( قبل الانسان ، وقبل الحياة ربما ) . بالمقابل ، يمثل الماضي الموضوعي أيضا ( قبل الانسان ، وقبل الزمن ربما ) .... المشكلة اللغوية مصدر ثابت للخطأ في فهم الزمن . للتذكير بخلاصة ما سبق : الماضي بالنسبة للزمن عكس الماضي بالنسبة للحياة . الزمن يبدأ من المستقبل وينتهي في الماضي ، ويمثل الماضي مرحلته النهائية والأخيرة . والعكس تماما بالنسبة للحياة التي تبدأ من الماضي ، والمستقبل مرحلتها الخيرة والنهائية . .... مثال نموذجي على ذلك : البويضة الملقحة أو الجنين في مرحلته الأولى ... قبل / بعد خمس دقائق ، تبرز ظاهرة ، مفارقة وليست مغالطة ( تشبه ألعاب الخفة ) قبل خمس دقائق ، يكون الطفل _ة في جانبين متعاكسين بالفعل : يكون زمنه ما يزال في المستقبل ( قبل تلقيح البويضة ) ، بالتزامن تكون حياته في الماضي داخل جسدي الأبوين . هذه الفكرة جديرة بالاهتمام والتفكير ، وهي أساسية لفهم الحاضر خاصة . .... بعد خمس دقائق ، يكون الحدث ( التلقيح عبر الجنس التقليدي أو بطرق جديدة ) قد انتقل إلى الماضي ، بينما الكائن الجديد ( الطفل _ة ) يبقى في الحاضر حتى لحظة موته . حيث ينتقل إلى الماضي الموضوعي . هذه الفكرة جديرة بالاهتمام والتفكير ، وهي أساسية لفهم الواقع والحاضر أكثر . 2 المشكلة الفكرية مع اللغوية ، عائق إضافي وثابت في فهم الواقع ، والزمن والحاضر أكثر . .... الموقف العقلي المقلوب ، خبرة تتكرر معنا جميعا ، طوال العمر ( قلبة الرأس بالعامية ) . بعد فهمها ، يسهل فهم الموقف العقلي الجامد على القديم والتقليدي ، أو موقف التعصب والرفض الأعمى للجديد والمجهول وهو لاشعوري غالبا . قلبة الرأس ، سببها غفلة العقل والانتباه عن حركة دوران السيارة ( وتغيير الاتجاه بدون أن ينتبه الانسان إلى ذلك ) . بعد لحظة يكون التصور العقلي صار على العكس تماما من الواقع : نرى الغرب شرقا والشمال جنوبا والعكس . الحل سهل ، بعد فترة يصحح العقل ذلك التناقض بشكل ذاتي في الحالة العادية . في ألعاب الخفة يحدث الشيء نفسه ، يقوم ( الساحر ) بحركة مخفية ، بعد تشتيت الانتباه بشكل قصدي ثم تحويله إلى جهة أخرى ، والنتيجة تشبه قلبة الرأس ( ونعرفها جميعا وتسميتها التقليدية المعجزات ) . 3 مشكلة سهم الزمن ، والعلاقة بين الساعة والزمن حتى يومنا ، مع كل التطور التكنولوجي ، يتعذر على الكثيرين الفهم الموضوعي للواقع . المثال المتكرر ، صعوبة التمييز بين الماضي والمستقبل ! .... ببساطة الماضي خلفنا ( وراءك بالمعنى الحرفي ) ، والمستقبل أمامنا ( أمامك دوما ) . نحن في الحاضر ( أنت وأنا وجميع الأحياء في العالم ) ، المستقبل يقترب من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، والماضي يبتعد _ عن الحاضر _ بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ( سرعة الحركة التعاقبية للزمن من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر ) . لماذا يصعب فهم هذه الفقرة على البعض ، مع تقدمهم في العمر والتجربة وحصولهم على شهادات عليا علمية وفلسفية وغيرها ! لا أعرف ، ويصعب علي فهم هذا الخلل العقلي ( الموضوعي ) عند البعض . بينما غالبية الأطفال ، يميزون بشكل عفوي بين الأمس والغد بدقة بعد العاشرة . الغد أحد أجزاء المستقبل أو العكس المستقبل يتضمن الغد ( علاقة الكل والجزء ) . الماضي والأمس ، نفس الأمر تماما . ( هذان الموضوعان " سهم الزمن " و" العلاقة بين الساعة والزمن " ، نظرا لأهميتهما والموقف العلمي والعالمي الخطأ منهما إلى اليوم ، سوف يكونان محور الفصول القادمة ) . ملحق التساهل المفرط مع النفس يفسر ، كما أعتقد ، بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) عجز الفرد البالغ عن الفهم الجديد ، والذي يناقض المألوف والعادة حاصة . وبكلمات أخرى ، فشل الفرد البالغ ، في تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، والاقتصار على قواعد قرار من الدرجة الدنيا ، يفسر حالة العجز عن التفكير من خارج الصندوق ، والفشل في بلوغ الموضوعية . .... قواعد قرار من الدرجة الدنيا ، تتحدد بما يسمح الفرد لنفسه ( المجال أو الحدود والقوانين ) . والعكس قواعد قرار من الدرجة العليا ، تتحدد بما يسمح الفرد للآخر _ين . هذه مفارقة وليست مغالطة ، وسوف أناقشها بشكل تفصيلي عبر النصوص القادمة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 2
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 1
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن )
-
الجزء الثاني _ الكتاب الخامس ( الزمن )
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 2
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 1
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 مع فصوله
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 ف 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 ف 2
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 ف 1
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 الباب الأول مع فصوله
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 2
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 1
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الجزء الأول مع أبوابه الثلاثة
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 3 مع فصوله
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) _ باب 3 ف 3
المزيد.....
-
-بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل
...
-
-هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض
...
-
ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
-
بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال
...
-
مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
-
بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا
...
-
ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا
...
-
بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها
...
-
حسن البنا مفتيًا
-
وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|