أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عباس علي العلي - المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية














المزيد.....

المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 14:55
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أفضل نتيجة يمكن أستخلاصها من التجربة المرة التي أعقب سقوط نظام صدام حسين وما تلاه من تداعيات سميت بالربيع العربي , هي الحاجة الفعلية للديمقراطية بشكلها الحقيقي كحق من حقوق تقرير المصير للشعوب وليس الصورة المشوهة من قبل حركات وأحزاب وقوى لا تؤمن بالديمقراطية لا كمنهج سلمي لتبادل السلطة ولا كممارسة شعبية يعبر بها المجتمع عن إرادته , هذا ما أنتهت إليه التجربة المرة والتي يمكن حصرها بالعشر سنوات الماضية التي شهدت وتحت تأثير هزيمة المشروع القومي وتداعياته الإقليمية وفشل المشروع الماركسي والتجارب الاشتراكية في المنطقة وصعود نجم الإسلام السياسي المتجلبب بالديمقراطية وبشعارات تناقض المبدأ العقدي لديهم .
لقد خاض التيار المدني وقوى الديمقراطية في المنطقة نضالا مريرا مع إيمانها بأن المستقبل لها وللعمل الوطني التقدمي صراعا خفيا ما ظهر منه في الشارع لا يمثل إلا الصوت الخارجي أما الصراع الأعنف كان داخل المجتمع وداخل مؤسسته الفكرية وتأثيره على الرأي العام الجمعي والفردي , برغم من أمتلاك التيارات الإسلاموية السلطوية مفهوم القوة بشقيه السياسي والمادي وحضور قوي مسنود بعوامل الهزيمة السابقة وتداعياتها , مما أضطر أن ينكفئ الديمقراطيون والمدنيون قليلا , بل شكل عند البعض إحباط من التفاعل بين القواعد الجماهيرية العريضة والخطاب الإسلاموي المتزمت والمتطرف حتى في أكثر أطروحاته كما يظن بعض المراقين أنها ذات صفة أعتدال .
من الضروري جدا لمن يراقب ويدرس الوضع الإقليمي بدقة وخاصة ما أعقب سقوط بغداد في التاسع من نيسان 2003 ,أن تتبلور للشعوب العربية والإسلامية فكرة حقيقية عن تجربة نادى كثيرا فيها الإسلام السياسي بأنها البديل الحقيقي والواقعي والضروري لأن يكون ماسكا زمام المبادرة وقائدا لمرحلة التغيرات , وكان من المهم جدا أن يترجم هذا التيار كل إمكانياته التي سطرها منظروها وكتابها ومثقفوها وتحت يافطة شعارهم الدائم والمتواجد في الساحات الشعبية وبين أكثر طبقات المجتمع فقرا ((أن الإسلام قادم )) والحل لا يمكن أن يكون إلا من رحم الأمة وليس من خارجها لأنها لا تقبل أصلا أن تنتسب لنتاج مجتمع أخر وفكر أخر مناقض للعقيدة معارض لها ,وليحكم الناس أيضا على أحقية الفكرة وقدرتها على التجلي لمصلحة الشعوب ,الشيء الحسن أنها تمكنت فعلا من الوصول ولكنها وجدت نفسها أمام أستحقاق الديمقراطية التي قبلت به طريقا للوصول ورفضت باقي نتائجه التي لا تتناسب مع فكر إقصائي لا يؤمن بغير مقولة (القرآن دستورنا ومصدر شرعيتنا ) ففشلت في أمتحان الواقع وسقطت النظرية بدون بديل .
في الجانب الأخر والمقصود منه التيار المدني والديمقراطيون والعلمانيون والليبراليون فقد وجودا أنفسهم وقد تخلت الكثير من القوى التي تحسب على اليسار وعلى التقدمية وتحت ضغط المصالح وحيدون في مواجهة غوغاء تردد مقولات الإسلاميين دون فحص أو حتى وعي ذاتي بها , مع تحريض وزرع الكراهية لهذه القوى من قبل منظومة إعلامية وتثقيفية مستمرة ومتوالية وضخمة تبدأ من المدرسة والشارع والبيت وكل تفاصيل الحياة , الجامع الفضاء المفتوح الإعلام المسخر بكل قوة ومواقع التواصل بمختلف أنواعها , في الوقت الذب لا تملك العناصر المدنية إلا مساحة محدودة جدا لا يكاد أن تستوعب ما يمكن أن يجاري الضخ الإعلامي الرهيب المسنود بإمبراطورية مالية وفكرية متعددة الجوانب والتأثيرات .
في ضوء خارطة النتائج والتي تمثل في محصلتها النهائية برغم الألم والعنف المصاحب والتضحيات نقرأ خطوط سير وخارطة أمل جديدة تتمثل بحقيقتين ,الأولى أن التيار الإسلاموي بجميع ألوانه ومفردات خطابة لا يمكنه أن يصمد ويبقى في الصدارة ما لم يؤمن حقيقيا وجديا وبشكل قاطع أن الديمقراطية وحق الشعب هما مصدر إرادة السلطة , وأن الخيار الشعبي الحر هو دستور المستقبل وإلا فلا مستقبل له وسيعود لينزوي في الجوامع أو يبقى مطاردا وهو يحمل السلاح في زوايا الكهوف والأودية دون أن يكون خيارا للناس بعد التجربة المرة , الحقيقة الثانية والتي يجب أن يبنى عليها المستقبل السياسي والفكري أن المدنية والديمقراطية هي التي قوضت بقوة حجتها وأمتلاكها الأفق الإنساني الطبيعي لأقرب للإنسان ورؤيته الطبيعية للحياة , وعلى مفكريها ومثقفيها أن يواصلوا النضال الدءوب والعمل الجاد والتخلي عن السلبية المتأتية من قسوة التجربة وأن يعودوا ليقودوا الشعوب في تطلعاتها نحو الحرية والسلام لأن المستقبل يؤكد أن الشمولية والإقصائية ورفض الأخر لا يمكن أن تكون قانونا للحياة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدنية والإسلام السياسي
- يوم كنا واحد.....
- العقل في الإنساني بين التعرية أو السؤال
- مفهوم التداولية الفكرية
- موقفنا من الفلسفة بعين الزمن
- كنت أخدع القدر
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح7
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح5
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح6
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح4
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح3
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح2
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح1
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة السادسة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الخامسة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الرابعة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الثالثة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الاولى
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الثانية
- دراسة أستقصائية عن الموارد العامة للدولة (الغير نفطية) للعام ...


المزيد.....




- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عباس علي العلي - المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية