أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد جميل حمودي - تجربة الثقافة السويدية مع جسد المرأة.. يوميات من مشفى ليس اسمه الأسد..














المزيد.....

تجربة الثقافة السويدية مع جسد المرأة.. يوميات من مشفى ليس اسمه الأسد..


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 03:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تدخل عليّ فتاة طويلة القوام زرقاء العينين مع اتساعها عريضة الابتسامة خافضة الجناحين. تمارس الفتاة الجميلة عملها دون كلل، مُزَخرِفة شغفها بالكفاءة المطلوبة لمساعدة الأشخاص الذين ربما كان لديهم حظوظ سيئة، من حيث المبدأ، لأن يمروا زوارا لمكان يزوره الموت بين الفينة والأخرى وتزوره الحياة في معظم الأحيان وربما لذلك السبب سمي "مشفى" منذ أن كانت المعابد في اليونان القديمة، مكرسة للإله الشافي أسقليبيوس، والمعروفة باسم أسقيليبيا والتي كانت تعمل كمراكز للمشورة الطبية، والتشخيص، والشفاء.

المشهد لم ينتهي بعد فالمناوبات المتتالية بين اوقات مختلفة وبين ممرضات مختلفات القوام والجمال وحسن المقابلة، بالإضافة إلى أنك لا تقابل الشخص نفسه في الغالب في اليوم التالي وذلك للمحافظة على نزاهة موظفي الرعاية، الذين لا ينبغي لهم محاباة المرضى، وإنما معاملتهم سواسية بنفس العطاء والقابلية والاستقبال وتوزيع الاحترام بين كل المرضى بنفس الدرجة، لذا أطلق دائما على هؤلاء الممرضات بالملائكة البيضاء the White Angels.

ولكن لماذا لم ألمح مريضا اشرأبّت عنقه ليغازل فتاة بلمزها أو غمزها أو ترك رقم تلفونه على مكتبها أو حتى محاولة استلطاف غير بريئة؟ ولماذا هي نفسها، تلك الفتاة المتطلعة إلى الحياة، لم تختر فارس أحلامها من داخل مكان يسعى فيه جنوده إلى إحياء المرضى وعودتهم إلى الحياة من جديد؟

الجواب لقد هذبوا النفس البشرية بطريقة راقية. فمنذ أن تنمو مشاعر الغريزة عند الجنسين في هذه المجتمعات تبدأ عملية تهيئتهم إلى مفاهيم الجسد عند الجنسين او ما يطلق عليه ب "الهوية الجنسية" من خلال سعي المناهج إلى تعريف الجنسين بهويتهم الجنسية، وأنها مسألة خَلّْقية تفرض الاحترام المتبادل
عن طريق زرع مبدأ القبول بين الطرفين كوسيلة للوصول الى الحب، غير مستبعدين التجربة الجنسية والعاطفية كبوابة إلى النضج الذي سيأتي في الغالب في سن الشباب الناضج.

إنها فلسفة ذكية. لقد نجحوا بمنهج لم يستخدموا القوة فيه ولا الكبت الاجتماعي لتهذيب الغريزة الجنسية إنما زرع مبادئ وقيم بالمجتمع تقول: أن على الجنسين احترام كل منهما جسد الآخر وعدم الاستحواذ عليه دون رضا الطرفين. لذا فالاغتصاب جريمة مغلظة بعرف المجتمع هنا كذلك شراء الجنس (الدفع لفتاة ليل) والمضايقة الجنسية. لذا تجد المجتمع، القانون، والإعلام لا يرحم أولئك المشاهير الذين يقعون بخطايا كهذه! خلال عام 2017 طباخ شهير بالسويد يدعى Martin Timell ويقدم برامج شهيرة ويملك الملايين اتهمته السكرتيرة بالتحرش بها فلم يكن من القناة التي يقدم بها برنامجه الا أقالته وتوالت عليه الضربات حتى هرب من السويد وسكن في جزيرة صغيرة بسيشيل هروبا من المحاكمة. ومنذ شهرين تقريبا رجل أعمال ورياضي وطباخ شهير-لا أدري ما قصة الطباخين بالسويد- يسمىPaolo Roberto اعترف على الملأ أنه اشترى الجنس في ستوكهولم بعد أن داهمت الشرطة المكان الذي فيه فما كان من شركائه التجاريين التخلي عنه لدرجة وصلت أسهمه بالشركات إلى سعر كرونة سويدية واحدة!

لذا ألقب السويد- وربما ينطبق الحال على الدول الاسكندنافية الأخرى--بسعودية أوربا بمحافظتها نحو جسد المرأة ولكن من منطلق إنساني ومنطلق المساواة بين الطرفين. إن جسد المرأة كالرجل ينبغي النظر اليه كجسد يؤدي وظيفة انسانية منتجة وليس مفهوم يؤدي الى ان جسد المرأة فقط للمتعة.

وتبقى أخطاء هذه التجربة واردة، من وجهة نظر البعض حتى السويديين المحافظين، من بينها المثلية الجنسية والتي بنيت على نفس المبدأ وهو حرية الجسد بالإضافة إلى شطحات المراهقين في علاقاتهم والتي قد تؤدي إلى فشلهم الدراسي خاصة بين الوافدين من ثقافات غير الثقافة السويدية.

باختصار على التجربة الإنسانية أن تكون المعيار الوحيد في اختيار قيم المجتمع وهذا الاخير اي المجتمع بدوره يقوم بإعادة " تدوير" هذه القيم وانتقاء ما يصلح منها لكل زمن. اذن التجربة الانسانية هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى النضج الإنساني.



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شغف ينتهي بالموت..
- الأخوة يعنون أكثر مما نعتقد*
- أسئلة النهضة: الفرد أولاً أم الدولة؟
- السويد والنفاق السياسي والديني لحكم آل سعود
- الدولة والنظام: المواصفات المطابقة
- قراءة حول تطور العلاقات السورية المصرية: الأبعاد الجيو- سياس ...
- ثورة في التعليم أم على التعليم؟!
- -ملالة- والبروميثية الغربية
- هل هناك بوادر حرب طائفية في المنطقة ؟!
- العدالة الانتقالية والربيع العربي
- عقوبة الفئة الصامتة.. من وحي الثورة السورية
- صعود تركيا كقوة إقليمية
- جودة التعليم الجامعي في ماليزيا: دراسة حالة جامعة المالايا
- الربيع العربي: ما الذي يعني بالنسبة لنا؟
- تسمية جمعة -من جهز غازيا فقد غزا- بين تصويب اللغة وشرعية الح ...
- دعوة للحوار حول -مطالب الثورة السورية-
- عام على الثورة السورية.. الحالات الراهنة والمستقبلية
- عيد يبحث عن وردة
- ماذا بعد تفجيرات حلب؟ مستقبل الجيش الحر..
- بعد الفيتو.. البدائل الممكنة لإسقاط النظام


المزيد.....




- بريق الذهب يُغري المُقبلات على الزواج في الأردن والشباب يستد ...
- حقوق المرأة المطلقة عربيا
- «لولو يالولو وينك يالولو».. تردد قناة وناسة Wanasah TV بجوده ...
- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف
- ” سجل الآن” الشروط  المطلوبة للتسجيل في منحة منفعة الأسرة بع ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل.. المستندات ا ...
- الكويت.. حجز مواطنات ارتكبن أعمال عنف على متن طائرة قادمة من ...
- ما هي خطوات التقديم على منحة الزواج 1445؟ المؤسسة العامة للت ...
- مراكش: جثة الفتاة القاصر طفت على سطح المسبح والمحكمة المغربي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد جميل حمودي - تجربة الثقافة السويدية مع جسد المرأة.. يوميات من مشفى ليس اسمه الأسد..