أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جميل حمودي - تسمية جمعة -من جهز غازيا فقد غزا- بين تصويب اللغة وشرعية الحراك..














المزيد.....

تسمية جمعة -من جهز غازيا فقد غزا- بين تصويب اللغة وشرعية الحراك..


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشكالية تسمية الجمع مرتبطة بصفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" التي تهيمن على توجيه الحراك الثوري السوري إعلاميا على الاقل.. وحين يطلق التصويت أو الاستفتاء لتسمية الجمع القادمة فإن خيارات التسمية مرتبطة بعقلية من يدير الصفحة! وهذه إشكالية ترتبط بمدى نوعية من يعقلن هذه الصفحة أو يشطح بها بعيدا عن أهداف الحراك الثوري.. تسمية الجمعة "غدا" بـ "من جهز غازيا فقد غزا" غير منزّلة لا شرعا ولا واقعا! بمعنى أن إنزال الحديث الشريف على الحدث غير موات أو ملاءم لا من ناحية منطوق الحديث ولا من ناحية مقصوده..
أولا: لفظة غزا تعني لغة: بعث به إلى العدو يحاربه في داره أو حمله على الغزو أو جهزه للغزو.. ما يعني أن الغزو كان مقصودا به "المشركين" و"اليهود" لذلك جاء في شرح ابن حجر العسقلاني للحديث: "من جهز غازيا" أي هيأ له أسباب سفره، ولذلك حين استرجع النبي محمد عليه الصلاة والسلام مدينته المسلوبة منه هو وأصحابه أي مكة سمي ذلك "فتحا" بمنطوق القرآن لأنها كانت معركة تحرير واستقلال من هيمنة الطبقات الاقطاعية الفاسدة وهذا ما ينطبق على ثورتنا مع النظام السوري..
ثانيا: لعلنا نتفق بأن تسمية الجمع تستهدف إعلاميا مجتمعا عالميا يقال عنه بأنه بات "قرية كونية صغيرة" وبالتالي فإن هذه التسمية سوف تنقل عبر وسائل الإعلام العالمية! كيف ستكون الترجمة وكيف ستسقط على السياقات الثقافية الغربية حين تترجم؟! وحين يرتبط مفهوم الحديث بمعناه الاصولي الذي تتبناه الحركات الاصولية مثل تنظيم القاعدة- في حين إن الحراك الثوري في سوريا حراكا مدنيا وطنيا يعني كل طوائف وتيارات المجتمع على اختلاف مرجعياتهم الثقافية أو الفكرية- فإن هذا يشكل مشكلة في مدى توافق المفردات الثورية بين القائمين على الحراك الثوري ومدى قدرته على استقطاب مكونات المجتمع المختلفة والتي تسمى بـ "الكتلة الصامتة" والذي يؤدي الى جدل نحن بغنى عنه في وقت يبدو فيه النظام متماسكا في حين أن المعارضة تعاني من التشتت السياسي على مستوى الرؤية والتنظيم.
يبقى اقتراحا يمكن أن يكون مفيدا لتفادي الوقوع في هكذا أخطاء قد تؤذي الحراك.. لعلنا نتفق ان صفحة الثورة هي صفحة افتراضية لايعبر عنها من يقوم بالحراك بقدر ما هي توجه من يقوم بالحراك وبالتالي فهي فاعلة بالحراك وليس منفعلة به الى حد كبير.. لذا أقترح أن يكون تسمية الجمع مسؤولية من يقوم بالحراك عبر التكتلات الثورية السائدة مثل التنسيقيات والتجمعات الموجودة على الارض ومجالس الثورة.. تماما كما حدث في يوم تسمية جمعة "الوفاء للانتفاضة الكوردية 2004" حيث أصدر بيانا باسم التكتلات الثورية حول اسم الجمعة وإلغاء الاستفتاء الفيسبوكي.
إننا نؤدي دورا سياسيا بارعا من خلال تسمية الجمع التي تعكس شكل الحراك الثوري في سوريا، وهناك توترات وإخفاقات وتعثرات في بلاد الثورات العربية منها بروز "التيارات الدينية المتشددة" بعيدا عن التيارات الاسلامية المعتدلة التي من الممكن أن تكون نموذجا في المنطقة- كما هي في التجربة الناشئة لحركة النهضة التونسية الذي بدا عليها خطابا سياسيا متوازنا توافقيا مع كل الأطياف الوطنية- هذه "التيارات الدينية المتشددة" قد تعرقل مشروع الربيع العربي المستمر في معظم البلاد العربية، لذا لا بد من الترشيد السياسي للحراك الثوري مع التأكيد بأن السياسة ستبقى خادمة للثورة ممهدة لها كل الصعوبات.. الأسماء المدنية للجمع مهمة جدا للحراك أولا وللعالم ثانيا! لن نستطيع الادعاء بأنه ليس هناك مفاعيل اقليمية ودولية تؤثر بمسار الثورة السورية وإلا فلمَ موجة الضغوطات هذه على المجتمع الدولي من اجل حماية المدنيين في سوريا.. باختصار إننا حين نتخاطب فإننا لا نخاطب أنفسنا فقط ولكن نخاطب عالما بات أقرب من حبل الوريد.



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للحوار حول -مطالب الثورة السورية-
- عام على الثورة السورية.. الحالات الراهنة والمستقبلية
- عيد يبحث عن وردة
- ماذا بعد تفجيرات حلب؟ مستقبل الجيش الحر..
- بعد الفيتو.. البدائل الممكنة لإسقاط النظام
- هل الورقة العربية ورقة النظام السوري بامتياز؟ -رؤية تحليلية-
- سورية وسيناريوهات التغيير
- مخيم اللاجئين.. المعادلة الصعبة
- النظام السياسي في سورية بين دستور الحاكم ودستورية الحكم: نحو ...
- الله... لماذا؟ رؤية نقدية (الجزء الأول)
- النمط القيادي والاتصال الاداري بالمدارس الثانوية
- الاعتماد الجامعي في ضوء متطلبات عصر المعرفة
- جدل الهوية: اللغة في التعليم الأكاديمي
- الحرية الأكاديمية ورياح التغيير
- السياسة التعليمية في ماليزيا
- انها الضربة الحاسمة لاسرائيل على ايران
- تقرير التنمية الانسانية العربية,2009: راديكالية تحت الرماد ( ...
- ترويض النمور: كيف خرج النمو القائم على التصدير لاقتصادات آسي ...
- النموذج الماليزي للتنمية: خطوات محددة ورؤية واضحة
- ذهنية التحريم من عصر الحرملك الى عصر الانترنت


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جميل حمودي - تسمية جمعة -من جهز غازيا فقد غزا- بين تصويب اللغة وشرعية الحراك..