أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جميل حمودي - هل هناك بوادر حرب طائفية في المنطقة ؟!














المزيد.....

هل هناك بوادر حرب طائفية في المنطقة ؟!


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 09:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى قبل إعلان البيان الختامي للقمة الإسلامية كان هناك يقين بأن هناك تعليقا لعضوية سوريا بقمة منظمة " التعاون الاسلامي" (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا)! ورغم أن تعليق العضوية ليس له أي تأثير على مجريات الأحداث بسوريا خاصة فيما يتعلق بموازين القوى العسكرية بين المعارضة والنظام السوري فإن تساؤلاً يفرض نفسه هل هناك بوادر حرب سنّية-شيعية في المنطقة؟! هناك عدة مؤشرات لهذا المنحى – برأيي- منها:

أولا: يبدو أن ايران والنظام السوري بدءا بتنفيذ نقل المعركة إلى دول أخرى، وربما يعلم الجميع أن الضاحية الجنوبية في بيروت هي دولة شيعية في لبنان وبالتالي اختطاف السوريين ومَن معهم ومحاصرة السفارة السعودية بلبنان كان بتحريك من "حزب الله" ومَن خلفها أي ايران والنظام السوري، لذا فإن إعلان بأن الخاطفين هم من عشيرة آل المقداد كان بدافع تحلل حزب الله من عملية الاختطاف، لذا فإن الرد السعودي جاء سياسيا من خلال تعليق عضوية سوريا. وربما قضية "سماحة" واتهامه بنقل متفجرات من سوريا للبنان متصل بنفس السياق السابق استخدام سياسة "نقل الحرائق" وليس "عض الأصابع" بين دول المنطقة.

ثانيا: بناء على المحور الأول فإن تغيرات الوضع في لبنان بعد خطف السوريين، وبينهم سعودي وتركي، يجسد تمدد الصراع السني الشيعي في المنطقة والذي كان بمثابة رسالة إيرانية-سورية إلى السعودية، الرسالة مفادها: أن السعودية إذا حاولت إشعال الحرائق بسوريا فإنّ بإمكان ايران والنظام السوري إشعال الحرائق ليس فقط بالسعودية ولكن أيضا بالبحرين ولبنان وربما في دول خليجية أخرى مثل الكويت.

ثالثا: إن سعي دول المنطقة العربية إلى امتلاك "أسلحة الردع" دليل على أن التصعيد بين أطراف المنطقة هو السائد وليس ما جاء في عناوين القمة الاسلامية من "ضروة التعاون والحوار بين المذاهب الاسلامية". لذا لاحظنا أن الإمارات توقّع عقودا ضخمة للحصول على الوقود النووي من 6 شركات عالمية تحت غطاء امتلاك الطاقة النووية السلمية بالاضافة، كذلك سعي الولايات المتحدة لإقامة منظومة صواريخ في دول الخليج من أجل حماية المدن، ومصافي وأنابيب النفط والقواعد العسكرية الموجودة في المنطقة من أية هجمات إيرانية محتملة، وإجراءات خليجية لضمان الماء والغذاء. أيضا واشنطن تبيع الكويت صواريخ باتريوت بقيمة 4,2 مليارات دولار، وأخيرا وليس آخرا، على ما يبدو، تعزيز تركيا قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر ارسال بطاريات صواريخ ارض-جو وناقلات جند إلى جنوب شرق البلاد. وبالتأكيد إسرائيل ليس بعيدة عما يحدث خاصة من إبداء تخوفها استخدام النظام السوري للأسلحة فوق التقليدية (الكيماوية) وتهديدها ايران بضرب مفاعلاتها النووية بين الحين والآخر.

رابعا: البيان الختامي للقمة لم يرّكز على قضايا حقوق الإنسان والمواطنة والتغيير والاستجابة للتغيرات الديمقراطية الحادثة بالمنطقة وإنما ركّز على ضرورة التعاون والحوار بين المذاهب والدول الاسلامية، وهذا يعني أن الدول ما زالت الأولوية لديها هو تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وهو يعني تباعا أن هذه الأنظمة ما زالت تُبقي على خطابها التقليدي في تعاملها مع الشعوب.

كل ما سبق، وربما غيره قد يخفى علينا، يعني أن حربا إقليمية شاملة قد تلوح بالأفق تحت مسمّى "حرب المحور السني- الشيعي" وهذا يذكرنا بالصراعات الطائفية الطاحنة التي حدثت في أوربا والتي كان أوجُها الحرب العالمية الأولى والثانية، والتي أدت الى بناء السلم الدولي واستقرار ما عرف لاحقا بالحرب الباردة أو الحرب بالوكالة. بالتأكيد فإن شعوب المنطقة عليها أن تدفع الكثير من الثمن حتى يعاد ترتيب المنطقة من جديد. نعم التاريخ يكتب من جديد في المنطقة العربية والتغييرات الديمغرافية والجيوسياسية قادمة لا محالة، وأهمها تفكيك منظومة الدول القومية وبروز المطالب العرقية/الاثنية والطائفية، وربما سيكون النموذج السائد بعد زمن هو تأسيس الدول الوطنية المفرغة من الأيديولوجيات الجامعة وإقامة عقد اجتماعي جديد بين أبناء المنطقة يؤسس لشراكة حقيقية تحت التنوع الشديد البارز الذي ربما يؤدي إلى "اتحاد" بديل للجامعة العربية وفق آليات ورؤية استراتيجية جديدة. ولكن قد يبرز عكس ما سبق، أي صعود تيار الإسلام السياسي مبلورا عن نفسه بالحركات الراديكالية (السلفية الجهادية) والذي سيؤدي إلى صراع بين القوى السياسية والمجتمعية التقليدية (القوى المدنية ومؤسسات المجتمع المدني)، والذي سيؤدي أيضا إلى غربلة الحركات الراديكالية واستبقاء حركات الإسلام السياسي التي تقبل بالخيار السلمي والديمقراطي للوصول إلى السلطة.



#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الانتقالية والربيع العربي
- عقوبة الفئة الصامتة.. من وحي الثورة السورية
- صعود تركيا كقوة إقليمية
- جودة التعليم الجامعي في ماليزيا: دراسة حالة جامعة المالايا
- الربيع العربي: ما الذي يعني بالنسبة لنا؟
- تسمية جمعة -من جهز غازيا فقد غزا- بين تصويب اللغة وشرعية الح ...
- دعوة للحوار حول -مطالب الثورة السورية-
- عام على الثورة السورية.. الحالات الراهنة والمستقبلية
- عيد يبحث عن وردة
- ماذا بعد تفجيرات حلب؟ مستقبل الجيش الحر..
- بعد الفيتو.. البدائل الممكنة لإسقاط النظام
- هل الورقة العربية ورقة النظام السوري بامتياز؟ -رؤية تحليلية-
- سورية وسيناريوهات التغيير
- مخيم اللاجئين.. المعادلة الصعبة
- النظام السياسي في سورية بين دستور الحاكم ودستورية الحكم: نحو ...
- الله... لماذا؟ رؤية نقدية (الجزء الأول)
- النمط القيادي والاتصال الاداري بالمدارس الثانوية
- الاعتماد الجامعي في ضوء متطلبات عصر المعرفة
- جدل الهوية: اللغة في التعليم الأكاديمي
- الحرية الأكاديمية ورياح التغيير


المزيد.....




- -كانت تضيء الغرفة بابتسامتها-.. رصاصة تنهي براءة طفلة بعمر 3 ...
- -كمين قاتل- لجنود الجيش الإسرائيلي يُظهر تحولا جديدًا في قتا ...
- الشرع يلتقي علييف في باكو.. وحديث عن لقاء إسرائيلي-سوري على ...
- -كانوا مجرد أطفال-: أم تنعى أولادها الذين قُتلوا في غارة إسر ...
- العلاقات الألمانية الصينية بعد حادثة الليزر
- محادثة في -قمرة القيادة- تشير إلى سبب كارثة الطائرة الهندية ...
- ما حققه نتنياهو وما لم يحققه من زيارة واشنطن
- اجتماع مرتقب في بروكسل يضم وزيري خارجية فلسطين وإسرائيل
- المستوطنون يكثّفون انتهاكاتهم بالضفة وشهيد ثانٍ في رام الله ...
- أميركا تطالب اليابان وأستراليا بتوضيح دورهما إذا خاضت حربا م ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جميل حمودي - هل هناك بوادر حرب طائفية في المنطقة ؟!