شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 21:08
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 652 ، 12 جوان 2020
https://revcom.us/a/651/bob-avakian_oh-now-theyre-saying-its-fascism-en.html
لقد كان المعلّق الرياضي في المدّة الأخيرة ، ديك أنبارغ ، غالبا ما يستخدم هذا التعبير ( " آه ، الآن يقولون " ) للتغطية على أخطائه . و إليكم مثال على ذلك : خلال مباراة كرة سلّة ، كان أنبارغ يعلّق عليها ، قام لاعب بتسديدة لكن الحكم صفّر خطأ لأنّ اللاعب " حرّ: رجله من مكانها "و بالتالى لم تحتسب نقاط التسديدة . و مع ذلك ، لم يدرك أنبارغ في الحال الخطأ المقترف و قرار الحكم و ظلّ للحظات يتحدّث عن " عظمة التسديدة " ، قبل أن يتفطّن في النهاية إلى أنّ التسديدة لم تحتسب. و بدلا من الإعتراف ببساطة بخطئه ، قال" آه ، الآن يقولون إنّ التسديدة لم تحتسب "( بينما القرار قد صدر من البداية ! ).
لقد تذكّرت هذا لمّا شاهدت عددا من المقالات و التعليقات الحديثة و منها مقالات و تعليقات لأصوات من وسائل الإعلام " السائدة " حيث يتمّ عقد مقارنات بين ترامب و النازيّين و أخيرا يقع نقاش شبح الفاشيّة في هذه البلاد من طرف هكذا أناس. لسنوات الآن ، أولئك منّا الذين كانوا يشيرون صراحة إلى الطبيعة الفاشيّة و إلى الهداف الفاشيّة لترامب و إلى كامل نظام ترامب/ بانس الفاشي لم يقابلوا بالهجمات فحسب من قبل " قاعدة" هذا النظام بل أيضا بالسخرية و الإستهانة من قبل " الليبراليّين " الذين إتّهمونا بإللجوء على المبالغة و الغلوّ و إدخال الرعب في النفوس في محاولة لبثّ الفزع في صفوف الناس و التلاعب بهم ليتبعونا . الآن ، و قد صار ما تحدّثنا عنه بديهيّا أكثر بصفة متزايدة ، إلى درجة أنّ المصادر الأكثر " إحتراما " شرعت في الحديث بهذا المعنى ، فإنّ عددا قليلا من الناس قد إعترفوا بعدُ " كنتم على حقّ بهذا المضمار ، و كنّا على خطأ " . و مع ذلك معظم الذين لوقت ما قد نقدوا أو إستبعدوا تحليلنا – أخذوا الآن يعترفون ، " حسنا ، أعتقد أنّ هذه فاشيّة " – لا يملكون النزاهة و الإستقامة ليعترفوا بأنّنا كنّا على صواب طوال الوقت في تشخيص هذه الفاشيّة ، و بدلا من ذلك لجأوا إلى " آه ، الآن يقولون " النمطيّة.
لنكن واضحين ، سبب أنّه من الصائب و الضروري أن يعترف الناس بأنّنا كنّا على صواب بهذا المضمار طوال الوقت ليس مسألة ذات ، و إنّما هي مسألة مبدأ و منهج . إن كنّا على صواب بصدد شيء بهذه الأهميّة ، ربمّا هناك شيء يتعلّمونه من هذا – ليس التحليل الخاص الذى أنجزناه بل المنهج الذى يكمن وراء هذا التحليل ، المنهج العلمي و المقاربة العلمية في بحث الواقع و الإنطلاق من أساس الوقائع و الأدلّة بشأن الواقع الفعلي ، و إتّباع الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه ، بدلا من الإنطلاق من مفاهيم مسبّقة و مقاومة الإستنتاجات " المزعجة " . و هذه المسألة تحتاج كذلك إلى التعاطى معها بجدّية : ربّما أولئك منّا الذين طبّقوا هذا المنهج و هذه المقاربة لفهم ليس طبيعة نظام ترامب / بانس فقط بل، أبعد من ذلك، لفهم الطبيعة الجوهريّة للنظام الذى نحيا في ظلّه ، على صواب أيضا في إستنتاجاتنا بأنّ هذا النظام ( الرأسمالي - الإمبريالي) يضطهد و يستغلّ و ينهب الناس و البيئة بشكل فظيع و هذا مبنيّ في أسسه و في سيره العادي – و بالتالى ، مثلما أكّدنا على ذلك : لا يمكن إصلاح هذا النظام ، يجب أن نطيح به ، إذا ما كان ليوجد مستقبل يستحقّ الحياة بالنسبة للإنسانيّة .
---------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟