أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الكتاب الخامس _ الباب 1 و 2















المزيد.....



الكتاب الخامس _ الباب 1 و 2


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 15 - 13:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الكتاب الخامس
الباب الأول مع فصوله
الزمن بين الفلسفة والعلم _ مقدمة عامة

" ما الذي تقيسه الساعة "
لا أحد يعرف من طرح هذا السؤال أولا ، والمنسوب إلى هايدغر كما هو معروف ؟!
امرأة أم رجل أم طفل _ة ....
1
حكاية عمورية والمعتصم ، وأن امرأة مسلمة صرخت " وامعتصماه " ....والبقية مبتذلة .
كانت قصة حقيقية في طفولتي ، ليس بالنسبة لي كطفل دون العاشرة فقط .
....
أحد الأساتذة ( لم أعد أذكر من كان بالفعل ) سخر من القصة ومن العقل المشترك خلفها .
تخيلوا عدد النساء ( المسلمات أيضا ) اللواتي قتلن أو اغتصبن وسبينا نتيجة تلك الحرب .
هل فكرتم بمدى تفاهة هذه القصة ، وجميع قصص الفخر والتعصب ، سألنا الأستاذ .
قبل سن أل 16 تعرفت على السؤال العلمي ، بفضل الأساتذة الذين يأتون إلى مدرسة عين قيطة ، في ستينات وسبيعينات القرن الماضي .
أفضل أساتذة سوريا ( غير الحزبيين بالطبع ) كانوا يرسلون إلى الأطراف ، بعيدا عن العاصمة والمدن .
من حسن حظنا كطلاب ، ولا أعرف إن كان لسوء ( أو حسن ) حظهم كأساتذة ومعلمات .
2
الفكرة العلمية ( هي أيضا عتبة السؤال ) لها ثلاثة شروط لازمة :
1 _ أن تكون معقولة ، أن يتقبلها العقل المتوسط ، الاجتماعي والثقافي في زمنها .
2 _ أن تكون صحيحة ، أن لا تتعارض مع الملاحظة والتجربة .
3 _ أن تكون مفيدة ، ويمكن استخدامها الفردي أو الاجتماعي .
( هذه الشروط الثلاثة قرأتها في كتاب : الطبيعة في الفيزياء المعاصرة ، لفيرنر هايزنبرغ وترجمة د أدهم السمان ، وصادرة عن دار طلاس ) .
3
يمكن تصنيف عدة مستويات للسؤال من حيث درجة المصداقية والذكاء والذوق ، من الأدنى :
1 _ السؤال الطفيلي أو العدواني .
أسئلة الموقع لا الشخصية ( استجواب المحقق للمتهم ومن يمثلهم الاثنان .... السيد والعبد ، الأب والابن ، الأستاذ والتلميذ ) .
وضمن هذا المستوى البدائي والمكروه بطبيعته ، سؤال شخص عن دينه أو معتقده وغيرها من الأسئلة ( الغبية ) التي نصفها بالشخصية في هذه الأيام .
2 _ السؤال المبتذل .
وهو ما يحدث خلال الثرثرة اليومية .
3 _ السؤال العلمي .
يقترن بالدليل والحجة .
4 _ السؤال الفلسفي .
سؤال البديهيات .
5 _ السؤال الإبداعي .
أسئلة الحب ....لو كنت أعرفها ، لما بقيت وحيدا مثل ذئب الفرزدق .
4
" ما الذي تقيسه الساعة "
بقي مارتن هايدغر الفيلسوف الألماني المثير للجدل ، بدون جواب إلى اليوم .
أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن ، تقدم الجواب الصحيح والمناسب للسؤال .
5
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟!
هو سؤال ستيفن هوكينغ ، يتكرر مرات في كتابه " تاريخ موجز للزمن " .
هذا السؤال تتجاهله النظرية الجديدة للزمن ، لأنه بدون معنى .
6
مكرر من اشباه العزلة بداية تسعينات القرن الماضي :
إذا كان القمر يدور حول الأرض
وإذا كانت الأرض تدور حول الشمس
وإذا كانت الشمس تدور في الفضاء
إلى أين
يسقط
هذا العالم
....

الزمن بين الفلسفة والعلم تكملة

هذا الكتاب يشبه الكتب السابقة لجهة التنسيق ، حيث البداية مع مقدمة عامة حول موضوع الكتاب المحوري ، ثم الأبواب وعددها غير محدد مسبقا ، بل يكبر أو يصغر بحسب تطور البحث والحوار . وكل باب ينقسم إلى ثلاثة فصول مع ملحقات أحيانا ، وبحسب الحاجة . وحجم الكتاب غالبا ، بين الصغير والمتوسط أو بين 100 و 200 صفحة بصورة تقريبية وليست حتمية .
ومن ناحية الموضوع والغاية ، هذه المرة سيكون الادعاء كبيرا وبلا تواضع :
يهدف هذا الكتاب إلى استعادة كرامة الفلسفة ( العربية ) ، أو بعبارة مخففة وأقل نرجسية ، يهدف هذا الكتاب إلى نقد البديهيات لا المسلمات فقط ، عبر التوازن بين المنطق والتجربة .
....
غاية ثانية لهذا الكتاب : شرح ، وتوضيح " النظرية الجديدة للزمن " وتبسيطها أكثر من النسخ السابقة ، بدلالة الفلسفة والفيزياء الحديثة ( فيزياء الكم خاصة ) .
....
الكتاب الخامس _ خلاصة ما سبق
ما هو الزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ) ؟!
1
طبيعة الزمن
الزمن طاقة كونية ، لاتشبه أي شيء محدد أو معروف من قبل .
على المستوى الفلسفي نحن في موقف الجهل التام بالزمن ، ولا يتميز الفهم الفلسفي الحالي للزمن ، او الوقت ، عن الفكر الديني وغيره من المواقف التقليدية والأسطورية بطبيعتها .
لكن ولحسن الحظ حصل تقدم حقيقي على المستوى العلمي _ العقلي ، المنطقي والتجريبي بطبيعته .
تفترض النظرية الجديدة للزمن ، ثلاثة أزمنة ، هي مراحل أو مستويات مختلفة للطاقة :
1 _ المستقبل أولا ( الوجود بالقوة ) ، وهو يجسد الطاقة الإيجابية مجهولة المصدر ، والتي تتحول إلى الحاضر كل لحظة وكل يوم ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
2 _ الحاضر ثانيا ( الوجود بالفعل ) ، وهو مسكن الوجود والحياة خاصة ، وهو ما يزال غير معرف وغير معروف ، أو غير محدد بشكل موضوعي وواضح ودقيق .
3 _ الماضي ثالثا ( الوجود بالأثر ) ، وهو مستودع الخبرة والذاكرة الوجودية بكاملها .
....
أعتقد ، كخلاصة ونتيجة للبحث السابق ، ان المستقبل يمثل الطاقة الإيجابية والمصدر ، بينما يمثل الماضي الطاقة السلبية والنهاية ، وبينهما الحاضر حيث الطاقة الحيادية أو الصفرية .
أيضا ، يوجد استنتاج آخر أكثر جرأة ربما ، حيث أن الحاضر بالنسبة للحياة والانسان خاصة يشبه الماء بالنسبة للسمك .
كما أعتقد أن ( زمن المستقبل ) يمثل الوجود الخارجي والموضوعي .
بينما ( زمن الماضي ) يمثل الوجود الداخلي والنسبي .
وبينهما ( زمن الحاضر ) .
2
حركة الزمن
يتحرك الزمن بشكل مزدوج تعاقبي وتزامني بنفس الوقت ، وهذا يمكن استنتاجه ، ثم اختباره وتعميمه حول الكرة الأرضية بلا استثناء .
قبل الولادة يكون الطفل _ة في المستقبل .
جميع من سيولدون بعد أكثر من تسعة اشهر ، هم الآن في المستقبل بشكل بديهي .
( الأحفاد مع بنات وأبناء الأحفاد وكل الأجيال القادمة ، جميعهم في المستقبل ، ليسوا في الحاضر ولا في الماضي بالطبع ) .
حركة الزمن ( أيضا الوقت ) : من المستقبل والغد حيث المصدر والبداية ، إلى الحاضر الذي يمثل المرحلة الثانية للزمن ، وأخيرا الماضي الشخصي أولا ، والموضوعي أخيرا .
الحركة التعاقبية للزمن ( الخطية ) ، هي التي تقيسها الساعة ، وهي نفسها سرعة تقدم المستقبل إلى الحاضر ، أيضا نفس سرعة تحول الحاضر إلى الماضي ، كذلك الأمر هي نفس سرعة ابتعاد الماضي ( وجميع حوادثه وأحداثه ) في الماضي الأبعد فالأبعد .
بينما السرعة التزامنية مختلفة ، وتمثل الحركة الأفقية ، حركة الحاضر فقط ، وهي تتحدد بدلالة سرعة الضوء ( تساويها في الحد الأدنى ، لكن بشكل منطقي تفوقها سرعة ) .
3
اتجاه حركة الزمن
يتجه الزمن وفق الحركة التعاقبية من الماضي أولا ، إلى الحاضر ثانيا ، والماضي أخيرا .
بينما اتجاه الزمن وفق الحركة التزامنية من الحاضر 1 ، إلى الحاضر المجاور 2 ، إلى الحاضر الأبعد 3 ، ... وهي حركة منتظمة وذات سرعة ثابتة أيضا ، تتمثل باختلاف التوقيت على الكرة الرضية كما هو معروف للجميع .
4
سرعة حركة الزمن
لحركة الزمن نوعين من السرعة :
1 _ السرعة التعاقبية ، هي التي تقيسها الساعة .
2 _ السرعة التزامنية ، تتحدد بدلالة سرعة الضوء وتساويها على الأقل .
....
ملحق
1
خلاصات ونتائج لأبحاث سابقة
الحاضر سبب + صدفة .
الماضي سلاسل سببية بدلالة الحياة .
المستقبل احتمالات مجهولة المصدر بدلالة الزمن .
....
الرجل الذي لا يحترم قوانين الرجال والنساء أيضا ، لا يحترم أحدا ولا يحب نفسه ، والعكس صحيح أيضا بالنسبة للمرأة .
....
قانون الحياة سبب ونتيجة ، بينما قانون الزمن صدفة ونتيجة .
الماضي مصدر الحياة ، والمستقبل مصدر الزمن .
2
الالتزام والإيثار ، والعلاقة بينهما بدلالة النظرية الجديدة للزمن ؟!
الالتزام عتبة الحرية وشرطها الثابت ، والمشترك .
الالتزام أو الانتقال من اللوم ( موقف الانكار أو الضحية ) إلى المسؤولية ( الموقف النقدي ، التبادلي والموضوعي بطبيعته ) علامة النضج الفردي وماهيته .
....
الايثار سلوك مشترك بين الأحياء العليا ، يتمحور حول التنازل عن المصلحة الشخصية أحيانا ، لأجل آخر ، والتضحية بالنفس في الحالة الحدية .
سلوك الإيثار ثنائي بطبيعته ، النوع الأول والمشترك بيولوجي ولا إرادي نموذجه السلوك بدافع من الغريزة الأم ، بينما النوع الثاني ( الإنساني ) هو موقف عقلي وإرادي صرف .
وبين الحدين الغريزي والارادي ، توجد تدرجات لامتناهية في الصغر .
كما يوجد نوع آخر من الإيثار يتعلق بحب النفس والاحترام الذاتي .
....
المقدرة على التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، يسميها ستيفن كوفي بعملية الانتقال من الذكاء إلى الحكمة . بينما موقف علم النفس الكلاسيكي والحالي أيضا على خلاف ذلك :
يعتبر أن حرية الإرادة أسطورة .
أو بعبارة ثانية التضحية بالجيد والأفضل معا ، لأجل المتوسط !
....
الزمن بين الفلسفة والعلم 2

بالكاد تغير أي شيء ، بخصوص معرفتنا العلمية للزمن خلال أكثر من ألف سنة ، قبل مغامرة اينشتاين بالطبع !
1
( استعادة كرامة الفلسفة العربية ) ...
العبارة التي أثارت استياء وسخط القراء _ صديقات وأصدقاء كثر !؟
ما الذي يعرفه العالم ، الفلسفة والعلم خاصة ، عن الزمن مع بداية العقد الثالث للقرن الحالي ؟!
أعتقد أن الجواب يقارب الصفر .
عرضت سابقا موقف كلا من نيوتن واينشتاين من الحاضر ، بشكل تفصيلي وأكثر من مرة ، وبينت بوضوح أن نيوتن يركز على الحركة التعاقبية للزمن فقط ( حركة الوقت التي تقيسها الساعة ) ، بالمقابل يركز اينشتاين على الحركة التزامنية فقط ( الحركة التي تتحدد بالمسافة بين الملاحظ والحدث ، وتتحدد سرعتها بدلالة سرعة الضوء ) .
وحتى اليوم ، لا يوجد أي شكل من التوافق أو الاتفاق على الحاضر في الأوساط العلمية أو الفلسفية أو في الوسط الثقافي بالعموم ( طبيعته ، وحدوده ، وأنواعه ، وأشكاله ) ...وغيرها من الأسئلة التي يتجنبها الفلاسفة والعلماء وغيرهم .
وهذا الوضع أو الموقف العالمي ، الذي يتمثل بالجهل التام بالزمن والوقت والحاضر ، حيث يتهافت الاعلام لاجترار الرطانة العلمية أو الفلسفية ( زمن ميقاتي ، وزمن نفسي ، وزمن السرد ، ...) وهي عبارات جوفاء .
....
بالمستوى الفكري الحديث ( الفلسفي خاصة ) نعرف الزمن ، بوجوهه الثلاثة المستقبل والحاضر والماضي ، كمتلازمة فقط .
بعبارة ثانية ، لا نعرف عن أنواع الزمن الثلاثة حتى اليوم 29 / 5 / 2020 سوى ما تروجه وسائل الاعلام ، من الرطانة العلمية والثقافية من كلام _ يكاد يخلو من المعنى والخبرة معا .
وبالمستوى العلمي ليس الحال أفضل ....
نحن نعرف الزمن كعنصر في متلازمة ، بدلالة السرعة والمسافة فقط .
2
أنواع الزمن ، تسمية أكثر دقة وموضوعية من وجوه الزمن .
....
أعتقد أنه ، يمكن تقديم تصور جديد عن الزمن وأنواعه بدلالة الكرة الأرضية :
الماضي داخلي ونسبي بطبيعته ، يتجسد بالكرة الأرضية من الداخل بصورة حصرية .
( الماضي وجود بالأثر )
المستقبل خارجي وموضوعي بطبيعته ، يتمثل بالكرة الأرضية من خارجها فقط .
( المستقبل وجود بالقوة )
بينما الحاضر هو المجال ( الدينامي والمجهول إلى اليوم ) بين الماضي والمستقبل .
( الحاضر وجود بالفعل ) ...الوجود بالفعل يتضمن الوجود بالقوة والأثر .
.....
الحاضر يتضمن الماضي والمستقبل بالتزامن :
الجانب الحي من الحاضر ، هو نتيجة الماضي .
والجانب الزمني من الحاضر ، هو نتيجة المستقبل .
بينما الجانب المكاني من الحاضر ( الإحداثيات ) ، حيادي بطبيعته .
3
الرطانة الاجترارية عن الزمن ( والوقت ) ، الزمن النفسي ، أو زمن النص ، أو زمن الحدث ...وغيرها من الثرثرة الفارغة .
ملحق 1
كلنا نتذكر سؤال الطفولة : أين أذنك ؟
وعندما نشير إلى القريبة أولا ، نتلقى السخرية والهزء ، غلط .
وعندما نشير إلى البعيدة ، تتحول القهقهة إلى عربدة سفيهة .
بعدها ، مع التكرار المؤلم ، نستبدل الحاجة إلى الحب والصداقة ، بالحاجة إلى عدو .....
غالبا ما يحدث ذلك على المستوى اللاشعوري وغير الواعي ، وهو الأخطر .
بسرعة نتعلم ، عن طريق التجربة والتكرار الشك بالواقع الموضوعي وننكر خبرتنا .
وبسرعة نفقد موهبة الحدس ، ايجاد المعنى والتكامل بين الاحساسات المبعثرة .
....
التعاون والتنافس متلازمة مثل وجهي العملة ، لا وجود مفرد لأحدها .
التنافس في حده الأقصى ، يتحول إلى علاقة : مفترس فريسة .
التعاون في حده الأقصى يتحول إلى علاقة : عبد _ة وسيد _ ة ، أو علاقة سادو _ مازوشية .
ملحق 2
" يوجد كون آخر مواز ، يتحرك فيه الزمن بشكل معكوس ، ومعه تنعكس قوانين الفيزياء "
تلك العبارة الصادرة عن وكالة ناسا " الشهيرة " تذكر بالحداثة الشهيرة الموازية بين ، طالب يتقدم لامتحان القبول في قسم الفلسفة بجامعة القاهرة عشرينات أو ثلاثينات القرن الماضي .
يسأل الأستاذ التلميذ : لماذا اخترت دراسة الفلسفة ؟
الجواب : لأعرف العالم وأفهم سر الكون .
يرد الأستاذ : أنت ناجح ، اعتبر نفسك طالبا في كلية الفلسفة من اللحظة ، لأنك تقول كلمات كبيرة بلا المعنى .
الأستاذ كان اسمه طه حسين ، والتلميذ كان اسمه نجيب محفوظ .
ملحق 3
لماذا يصدق فرد _ حتى اليوم _ مطلع العقد الثالث للقرن 21 ، كلام وسرد ( بلا سند ويخالف المنطق غالبا ) من وسائل الاعلام أو الكتب الصفراء ، ويعتبرها خبرة صادقة وتقارب الحقيقة إلى درجة اليقين ، وبنفس الوقت يرفض عشرات الأدلة المنطقية والتجريبية على اتجاه حركة الزمن : من المستقبل إلى الحاضر ، وأخيرا الماضي ؟!
وقد يكون هذا الفرد أستاذا في الفلسفة أو الفيزياء أو الرياضيات وغيرها ؟
أعتقد أن الجواب الحقيقي ، في المصحات النفسية والعقلية التي تحتاجها بلاد العرب والمسلمين مثل الماء والغذاء .
.....
ملحق 1
لماذا يخاف الناس من التفكير ؟!
ملحق 2
يخطر ببالك فكرة ( خلال القراءة والكتابة أكثر ) ، باللحظة ذاتها تغيب عن بالك .
وبعدها تضيع الفكرة ( الجديدة ) إلى الأبد .
ملحق 3
علاقة الحب والخوف ، هي المشكلة والحل بالتزامن .
بين الحب والخوف _ التعاون والتنافس ، وبين الأربعة الإنسانية .
....
....
الزمن بين الفلسفة والفيزياء _ الباب 1 ف 1

1
الوقت والحاضر خاصة ، بين الفلسفة والفيزياء
الفيزياء النظرية فلسفة .
الفيزياء التطبيقية رياضيات .
الفيزياء علاقة حديثة بطبيعتها ، تتلازم مع الكيمياء بشكل موضوعي من الخارج .
....
ما هو الحاضر ؟!
لا أحد يعرف الحاضر اكثر منك .
( حتى اليوم 4 / 6 / 2020 ) .
....
غاية هذا الكتاب ( البحث ) ، أن يصل مع القارئ _ ة إلى فهم الحاضر ( طبيعته ، وماهيته ، وحدوده الحقيقية سواء النسبية منها أو الموضوعية ) ، بدلالة موقف اثنان من أبرز الفيزيائيين الكلاسيكيين ( النظريين ) من الحاضر نيوتن واينشتاين معا ، بشكل منطقي وتجريبي أيضا .
الادعاء كبير ويلامس الغرور ، ويتعذر تحقيقه غالبا ، لكنه خطوة في طريق ... أعرف واعترف من بداية الرحلة ، هي مخاطرة في المجهول .
2
الحاضر مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته ، ليست أولية أو بداية كما أنها ليست أخيرة أو نهاية .
هذه خاصية الحاضر الأساسية ، وهي ظاهرة مباشرة ، مشتركة ومتفق عليها ( بين العلم والفلسفة والدين ) .
الاختلاف حولها فقط بين الموقفين الكلاسيكيين _ المتناقضين _ العدمية والموضوعية ، حيث يعتبر أصحاب الموقف الأول أن الحاضر هو الحقيقة الوحيدة في الوجود ، بينما يقوم الموقف الموضوعي على الاعتراف بحقيقة الماضي والمستقبل بالإضافة إلى الحاضر .
( هذا الموضوع ناقشته بشكل تفصيلي وموسع في الكتاب الأول " نظرية جديدة للزمن " ) .
....
الحاضر منطقة وسطى أيضا ( او مجال ) بين الماضي والمستقبل .
يعتبر الموقف التقليدي أن حركة الزمن وحركة الحياة واحدة ، بشكل ضمني وصريح معا .
بينما تقوم النظرية الجديدة للزمن على النقيض ، حيث تعتبر أن اتجاه حركة الزمن عكس اتجاه حركة الحياة ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا وفي النهاية .
....
التصنيف الثنائي ضروري ، لكن تنقصه الدقة ، وغالبا لا يكفي .
3
المشكلة في فهم الزمن أو الوقت ( والحاضر أكثر ) ، تعود بشكل أساسي إلى الجانبين اللغوي والفكري ، بالإضافة إلى المنطق والتجربة .
حيث أن الزمن ، يعتبر عادة ملحقا بالحياة ، والبعض ينكر وجوده سوى كتركيب عقلي فقط ،أو أنه أحد عناصرها وجزئياتها .
مثلا كلمة الحاضر ، معناها الأول يدل على الوجود وليس على الزمن ، وهي تستخدم بشكل ثانوي للدلالة على الزمن .
ويتكرر الأمر نفسه بالنسبة لبقية حالات الزمن ومكوناته ( كالماضي والحاضر والمستقبل ، أنواع الزمن الثلاثة الحقيقية ) .
من الجانب المنطقي تبدو المشكلة مضحكة ، بعد فهمها بشكل حقيقي .
....
هل يمكن أن يكون الانسان أكبر من أبويه في السن ؟
قبل العاشرة يفهم الطفل _ة ، أن هذا النوع من التفكير لاعقلاني ( وغير منطقي ) .
لكن الرغبة ( بواسطة الحاجات العقلية الخاصة ، المتناقضة وغير المنطقية بطبيعتها ) تدفعنا باستمرار في اتجاه اللاعقلانية وضد المنطق .
4
العلاقة بين المطلق والنسبي ، تتكشف وتبرز بوضوح في الموقف الإنساني ( الموضوعي ) .
1 _ قبل الولادة ، يكون الفرد في المستقبل .
لنتخيل جميع من سيولدون بعد سنة ( وحتى نهاية الزمن _ إن كان له نهاية ) .
2 _ بين الولادة والموت ، يصير الفرد الإنساني في الحاضر الجديد _ المتجدد ...
يعرف الحاضر بالحضور والعكس أيضا ، يعرف الحضور بالحاضر .
( وهذا الموضوع سوف أناقشه بشكل موسع عبر الفصول القادمة ) .
3 _ بعد الموت ، ينتقل الفرد الإنساني إلى الماضي الموضوعي .
بكلمات أخرى ، يوجد الانسان عبر ثلاثة مراحل متعاقبة :
1_ الوجود بالقوة ، يمثله جميع من لم يولدوا بعد .
2 _ الوجود بالفعل ، يمثله جميع الأحياء .
3 _ الوجود بالأثر ، يمثله الموتى بلا استثناء .
....
من لا يستطيع فهم الفقرة السابقة لديه مشكلة في الفهم المنطقي .
ومع ذلك سأكمل ...
الزمن مطلق وموضوعي ومتحرك باستمرار ( كيف ولماذا !! ) .
الحياة والزمن جدلية عكسية .
المكان والزمن والحياة والمادة ( التجانس ) ، أبعاد الوجود الموضوعي الأساسية ، وهي غير قابلة للإختزال أو الإختصار .
بعبارة ثانية ، لا وجود لأحدها بمعزل عن الثلاثة المتبقية .
_ لا وجود للحياة خارج الزمن والمكان والمادة .
_ لا وجود للزمن بشكل منفصل عن الحياة والمكان والمادة .
_ لا وجود للمكان بشكل منفصل عن الحياة والزمن والمادة .
_ لا وجود للمادة بشكل منفصل عن المكان والحياة والزمن .
ربما ، من الأفضل استبدال الحياة بالوعي ، أيضا المكان بالإحداثية ، والزمن بالوقت ، أيضا المادة بالعلاقة أو التجانس .
....
المكان يتمثل بالإحداثية ، وهو مطلق وغير محدود بطبيعته .
الزمن طاقة حركية من المستقبل إلى الماضي . وينتقل بحركة وسرعة مركبة ( مزدوجة بالحد الأدنى ) : السرعة التعاقبية وهي التي تقيسها الساعة ، والسرعة التزامنية وهي تتحدد بدلالة سرعة الضوء ، حيث تساويها أو تتجاوزها كما أعتقد ( الاحتمال الذي يبدو منطقيا اكثر ) .
الحياة تمثل البعد الثالث للوجود ، وقد تكون ردة فعل على الزمن .
والبعد الرابع للوجود ، يتمثل بالمادة أو العلاقة أو المتلازمة أو درجة التجانس ، وتشرح البعد الرابع ( المادي ) الكيمياء الحديثة ، عبر تحديد العناصر الأساسية المختلفة وتصنيفها .
5
أنواع الزمن الحقيقية ، المعروفة إلى اليوم ثلاثة فقط ، الماضي والحاضر والمستقبل ، وكل نوع منها يمكن تجزئته بشكل لا نهائي وبلا حدود .
....
....
الزمن بين الفلسفة والفيزياء _ باب 1 ف 2

طبيعة الحاضر وماهيته
لنتأمل لحظة ولادة طفل _ة ،...
قبل سنة لم يكن هذا الطفل _ة في الحاضر ولا في الماضي بشكل تجريبي .
إذا ، كانوا في المستقبل فقط هي _ هو ، وجميع من لم يولدوا بعد .
لكن ، بالمقابل وبنفس الوقت هم تكملة طبيعية للأبوين عبر سلسلة ماض ، حاضر ، مستقبل .
1
علاقة الحاضر والوقت تشبه علاقة قطرة الماء والمحيط ، هي علاقة كمية وغير نوعية .
أيضا علاقة الوقت والزمن ، كمية بدورها ، مع بعض الاختلاف . حيث الوقت يمثل الجانب الإنساني من الزمن ، وهو محدد بقواعد ومصطلحات مثل اللغة . بينما الزمن خارجي ، وموضوعي ، ومطلق ( لا يمكن تحديده بمعاييرنا الحالية ، وربما في المستقبل أيضا ) .
....
ذكرت أكثر من مرة ، مواقف نيوتن واينشتاين المختلفة ، من الحاضر ( ومن الزمن أيضا ) ، إلى درجة تقارب التناقض .
يمثل نيوتن الموقف الكلاسيكي من الزمن والوقت والحاضر ، حيث يعتبر أن الزمن هو ماض يتحول إلى مستقبل كل لحظة . واللحظة وفق ذلك المنظور ، الذي يتصل بأفلاطون ، تمثل فترة لامتناهية في الصغر ، ويمكن اهمالها . والنتيجة يمكن اهمال الحاضر ( وإنكار وجوده عمليا ) .
موقف اينشتاين من الحاضر يمثل الموقف الحديث ، والحالي بنسبة مرتفعة ، وهو يعتبر أن الحاضر يجسد المسافة بين المشاهد والحدث ( المسافة بين الذات والموضوع ) ، وبالتالي الحاضر موجود بشكل موضوعي ، وحقيقي بالتزامن .
أعتقد أن كلا الموقفين ناقص ، مع أنهما يشكلان معا خطوة حقيقية لفهم الحاضر بالتزامن .
الحاضر دينامي ، ومزدوج ، بطبيعته
لنعد إلى مثال الطفل _ة لحظة الولادة ، قبل سنة كان في المستقبل ( الوجود بالقوة ) ، بالتزامن وبنفس الوقت ، كان موجودا بالقوة أيضا في جسد كلا الأبوين ، عبر سلسلة غارقة في القدم ، وتتصل بالإنسان الأول ( المزدوج ، أم وأب : الأقدم ) بصورة مؤكدة .
....
العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل ، ما تزال غير مفهومة بشكل كامل ، وواضح .
مع أن خطوة كبيرة تحققت بالفعل ، بعد فهم ومعرفة اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الحاضر ثم الماضي أخيرا ( على العكس تماما من اتجاه حركة الحياة ) .
2
الحاضر رباعي البعد في الحد الأدنى .
الحاضر الوجودي يتضمن بقية الأبعاد ( المكان ، والزمن ، والحياة ، والمادة ) .
1 _ الحاضر المكاني ( بدلالة الاحداثية ) مطلق ، وبدون اتجاه .
2 _ الحاضر المادي ( بدلالة التجانس أو الكثافة ) ، بدون اتجاه أيضا .
3 _ الحاضر الزمني ، مرحلة ثانية ، حيث المستقبل أولا والماضي أخيرا .
4 _ الحاضر الحياتي ، مرحلة ثانية أيضا لكن معاكسة ، الماضي أولا والمستقبل أخيرا .
....
بدون شك هذه الفقرة ، عسيرة الهضم وثقيلة الدم ، لكن ليس بيدي حيلة .
أمامي خيار دغمائي فقط : إما أو
الصدق المزعج أو الكذب اللطيف
اخترت الصدق ، وسوف أكمل
3
النظام الثقافي العالمي ، الحالي ( اللغوي والفكري خاصة ) غير منطقي .
يتناقض مع الملاحظة والتجربة .
....
يتمحور العلم الحالي بكامله ، حول فكرة خاطئة عن الزمن ( والوقت والحاضر ضمنا ) .
4
حدود الحاضر ، ومشكلة اينشتاين ( العودة النكوصية إلى بوذا _ عكس موقف الدلاي لاما ) ..
نفس الخطأ وقع فيه فرويد بالتزامن مع اينشتاين وغيره ، خلط الحقيقة الموضوعية بالشعور والانتباه .
بعبارة ثانية ، مشكلة الموقف الموضوعي والموقف والذاتي ، غير محلولة إلى يومنا ( بحسب معرفتي ) .
5
يكرر فرويد نفس المثال ، حول الشعور بدلالة الانتباه ، وأن من يذهب إلى عيادة طبيب الأسنان ، مثله يشبه الذهاب إلى موعد غرامي أول ، لن ينتبه إلى الأزهار في الطريق ولا تلفت انتباهه الأشياء المألوفة ، وحتى التي تؤثر فيه بشدة في الأحوال الطبيعية .
مثله أينشتاين ، يتحدث عن الزمن بدلالة الشعور ، وأن الأوقات الطيبة نشعر بها سريعة للغاية على العكس من الأوقات المؤلمة والطويلة .
....
المشكلة الشعورية ما تزال بدون حل ، وأعتقد أنها ستبقى كذلك لكونها تشكل البعد الأعمق في الشخصية الإنسانية ( مع معرفتنا اليقينية بأن الشعور مقياس مضلل غالبا ) .
لا أحد يعتمد في أيامنا على شعوره كدليل ومقياس للصحة ، بل العكس تماما ، لن يتردد أحد في اللجوء إلى المختبر والأطباء للتأكد من نوعية ورم حديث في جسده .
( لا أعرف أحدا لا يثق بالطب الحديث في حالات : حوادث الكسور أو الأورام السرطانية وفي أحسن الأحوال يكون موقف الشخص مزدوج منها ) .
....
....
ملحق 1
موضوع الحب والجنس خلال القرن العشرين ، يرتبط مع اسم سيغموند فرويد ، بشكل يشبه العلاقة بين الحاضر والوقت . لكن المؤسف الذي يدعو إلى اليأس أحيانا ، درجة سوء الفهم !
يشرح أريك فروم خطأ فهم ، وتفسير فرويد لقوة الدافع الجنسي ، مع أنه أهم اكتشافاته على الاطلاق :
كان فرويد يعتقد _ وقد بقي في موقفه المعاند طوال حياته _ أن حب الفتاة لأبيها والصبي لأمه هو رغبة جنسية حقيقية ، لكنها لاشعورية فقط .
مع أن بعض الانتباه ، يكفي ليفهم الشخص المتوسط أن الدافع الجنسي يمثل القوة الأساسية التي تبعد الفتاة عن أبيها والصبي عن أمه _ في اتجاه مرغوب فيه اجتماعيا _ حيث يحب الرجل امرأة غريبة وتحب المرأة رجلا غريبا ، بقوة الدافع الجنسي بشكل مباشر وغير مباشر معا .
نفس الأمر ( التعصب لفكرة وسوء تفسيرها ، مع عدم القدرة على فهم نواقصها ) تكرر مع أعلام التحليل النفسي مثل آدلر ويونغ على سبيل المثال لا الحصر .
.....
وضعت هذه الفكرة كتذكير شخصي لي ، ولقارئي _ت ، وكجرس للتنبيه على خطورة القراءة المتسرعة والخاطئة غالبا .
ربما أكون قد وصلت إلى درجة التعصب والانغلاق في فهمي للزمن ، والحاضر خاصة !
ملحق 2
الحب عتبة وشرط لكل ما هو حقيقي وجميل في حياتنا كبشر .
....
الحب أربع درجات ، أو مراحل ومستويات ، وعلاقتها تتام ولست تراتب .
وهي من الأدنى إلى الأعلى :
1 _ الحب بدلالة الحاجة .
2 _ الحب بدلالة الجاذبية .
3 _ الحب بدلالة الاحترام .
4 _ الحب بدلالة الثقة .
( المستوى 1 لا يتضمن سوى نفسه ، بينما 2 يتضمن نفسه مع المستوى 1 أيضا ، كذلك الأمر بالنسبة لبقية المستويات : الحب بدلالة الثقة يتضمن جميع أنواع الحب وأشكاله ، وهو المستوى الحقيقي والناجح فقط ، بينما الحب بدلالة الاحترام ، هو عتبة أو أنه مؤقت بطبيعته وسوف يتحول مع الزمن إلى الثقة أو التنافس ) .
التراتب معروف 1 أولا ، و 2 ثانيا ...الخ .
العلاقات المتتامة عكس علاقة التراتب .
علاقات التتام : الطفولة والمراهقة ، الغيم والمطر ، النار والدخان ، الهواية والاحتراف ، ... الحد التالي يتضمن الأول ، والعكس غير صحيح .
علاقات التراتب على النقيض ، الحد الأول يتضمن ما يليه ، والعكس غير صحيح .
....
علاقات التتام محور الصحة العقلية المتكاملة ، حيث البديل الثالث يتضمن الأول والثاني بينما العكس غير صحيح . أيضا البديل الخامس يتضمن الرابع والثالث والعكس غير صحيح .
....
العلاقة بين الشغف والثقة ، علاقة تتام لا ترادف ولا تناقض ولا اختلاف عادي ولا تراتب أيضا . الثقة تتضمن الشغف كمرحلة سابقة ، ويبقى العكس غير صحيح .
لهذا السبب كما اعتقد ، تفشل غالبية علاقات الحب ( الجنسي وغيره ) ، إذا لم تنجح العلاقة في النمو والنضج أو عند انهيار الثقة بين الطرفين _ الأطراف .
الشغف يمثل مرحلة العشق أو المرحلة الأولى للحب بدلالة الحاجة والجاذبية .
الثقة تمثل مرحلة الحب الناضج ، بدلالة الثقة .
ملحق 3
وضعت هذه الملحقات ، كنوع من جوائز الترضية...
أشعر بالتوتر ، ونقص الثقة بخصوص هذا البحث في الحاضر ( طبيعته وماهيته ) !؟
....
....
الزمن بين الفلسفة والفيزياء
الكتاب الخامس _ ب 1 ف 3

ما هي الحدود الطبيعية أو الحقيقية للحاضر ، ماهيتها وطبيعتها ، وهل يمكن تعريفها وتعيينها بشكل موضوعي ، ودقيق ؟!
1
يمكن تلخيص البحث السابق في طبيعة الحاضر وماهيته ، عبر بعض الأفكار المكثفة :
1 _ الحاضر مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته ، فهو ليس أولا أو البداية بل تكملة ، كما أنه ليس أخيرا أو النهاية ، سواء بدلالة الزمن أم بدلالة الحياة .
2 _ الحاضر مجال متوسط بين الماضي والمستقبل ، وهذا كل ما نعرفه إلى اليوم بشكل منطقي أو تجريبي ( علميا أو فلسفيا ) .
ما تزال طبيعة الحاضر ( والزمن أكثر ) غامضة وشبه مجهولة ، وربما تبقى كذلك حتى نهاية هذا القرن !
هل هو ( الحاضر والوقت ) طاقة ، أم فراغ ، أم نظام رمزي فقط !؟
هذه الأسئلة ، وغيرها أيضا ، ما تزال في مجال غير المفكر فيه .
ليس في الثقافة العربية وحدها للأسف .
....
بحث الزمن _ والحاضر خاصة _ الذي أقوم به بشكل أعزل وفردي ، وخارج السياق تماما ، ربما يبقى في المجال الأدبي والفكري خلال حياتي .
وهنا لا أشكو ولا أشكر .
بل أجد نفسي غالبا ، على الحياد المطلق ، شبه بوذا وربما أبعد بخطوة .
هل يوجد وسط ثقافي ( معرفي وليس أيديولوجي فقط ) عربي بالفعل !
2
" الكون صدى أفكارنا "
أعتقد أنها من أجمل العبارات في القرن العشرين ، إن لم تكن أجملها قاطبة .
عبارة الدلاي لاما ، وكنت لأضيف وأفعالنا .
....
النظام الثقافي الإنساني الحالي 6 / 6 / 2020 ليس بحالة مثالية بالطبع .
ومع تحفظي على مختلف أشكال التصنيف ، فهي وسيلة معرفية وايضاحية لا غنى عنها .
يمكن تصنيف الثقافة العالمية الحالية بالمعيار الثلاثي ، من الأعلى إلى الأدنى ( حيث الأعلى يتضمن الأدنى بالضرورة ، خلال علاقات التتام ) :
1 _ الوعي ، وهو البديل الثالث الحقيقي لثنائية الفكر والشعور .
للأسف ما يزال نخبويا في عالمنا الحالي .
2 _ الادراك وهو المرحلة المتوسطة في النظام الثقافي الحالي ( بين غريزة القطيع وبين عقل الفريق ) ، أيضا مجال ومستوى متوسط بين الوعي وبين الاحساسات العشوائية والآنية ، بصرف النظر عن مصدرها ، سواء من داخل جلد الفرد أم من الخارج الموضوعي .
3 _ الاحساسات الآنية والمباشرة ، أو الادراك في المستوى النباتي فقط .
( هذه الفكرة ناقشتها بشكل سطحي ومختصر سابقا ، وسأعود إليها لاحقا ، نظرا لأهميتها المعرفية والثقافية عموما ، وليس في بحث الزمن والحاضر فقط ) .
....
استمرارية الحاضر ، هي الظاهرة الأكثر إثارة وغموضا وتشويقا ...
وأعتقد أن النظرية الجديدة للزمن تفسرها ، بشكل منطقي وتجريبي إلى درجة مقبولة .
3
حدود الحاضر لجهة الماضي تتعين بدلالة الحياة ، بمستوى الوجود بالأثر .
وبالمقابل
حدود الحاضر لجهة المستقبل تتعين بدلالة الزمن ، بمستوى الوجود بالقوة .
....
حدود الحاضر لجهة الماضي بداية ونهاية بالتزامن ، حيث ينتهي الحاضر ويبدأ الماضي عبر الزمن ، والعكس تماما عبر الحياة ، حيث حدود الحاضر لجهة المستقبل ، يبدأ الزمن أولا .
4
يبدأ الحاضر النسبي ( الشخصي ) لحظة ولادة الفرد ، قادما من المستقبل ووضع الوجود بالقوة ، كما ينتهي الحاضر الشخصي لحظة الموت ، في الماضي ووضع الوجود بالأثر .
ملاحظة هامة :
قبل ولادة الفرد يكون في المستقبل فقط ( أو بحالة الوجود بالقوة ) ، وهذه حقيقة استنتاجية .
حيث للزمن ثلاثة أنواع فقط : الماضي والحاضر والمستقبل ، والوجود هو بالضرورة عبر أحدها وبواسطته وفي مجاله . ويكفي نفي احتمال الوجود باثنين منها بشكل قطعي ، ليكون الوجود الحقيقي في الوضع الثالث .
....
الحاضر الموضوعي يتعذر تحديده .
يولد الفرد وكل كائن حي ( الانسان وبداية الحياة أيضا ) في مرحلة تالية ، حيث يوجد ما قبلها بشكل مسبق ، وليس بوسعنا معرفة ذلك الوضع ( الماضي الموضوعي لجهة الحياة _ أو المستقبل الموضوعي لجهة الزمن ) .
في هاذ المجال الفكري _ المعرفي ، ما تزال الفلسفة تتقدم على العلم بخطوة في الحد الأدنى .
لنتأمل قليلا سؤال ستيفن هوكينغ المكرر " لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل " ، علميا يعتبر السؤال مقبولا ، بينما يعرف أي طالب _ة فلسفة مبتدئ ، أن السؤال بهذا المستوى البدائي من المنطق ، ستكون نتيجته الرسوب وإعادة السنة .
5
مقارنة سريعة مع سؤال هايدغر " ما الذي تقيسه الساعة " ؟!
السؤال الأول ( لماذا لا نتذكر المستقبل ) ، يمثل حالة نكوص إلى مرحلة فكرية سابقة .
بينما السؤال الثاني يمثل قفزة معرفية بالفعل ، للقارئ _ة والكاتب _ ة بالتزامن .
الحاضر بدلالة الساعة ، يمكن إدراكه وفهمه بسهولة .
....
تتعامل الساعة مع الحاضر بوصفه ثنائية قبل / بعد ... لحظة أو دقيقة أو سنة ( أو مضاعفاتها أو أجزائها ) ، وبهذه الطريقة يفهم طفل _ة متوسط الذكاء فكرة الحاضر ، وخبرة الحاضر .
لا أحد يجهل قيمة وقته الشخصي ، بل العكس هو الصحيح ، حيث يمكن قياس درجة الصحة العقلية المتكاملة للفرد بمدى ، ودرجة ، القدرة على منح الوقت الشخصي ( من خلال الاهتمام وحسن الاستماع ) ، أو مهارة التركيز والتأمل .
بعبارة ثانية ، إنكار الوقت يمثل العامل المشترك بين مختلف الأمراض العقلية ، النفسية لا أعرف .
6
العلاقة بين الساعة والوقت ، مثال نموذجي على العلاقة بين الفكر والسلوك أو بين النظري والعملي ، العلاقة المعقدة بطبيعتها .
لولا الساعة كجهاز تقني ، أيضا كمصطلح ورمز ، لما تغير فهمنا للوقت وللحاضر عن فهم سبينوزا أو المعري أو نيوتن أو اينشتاين .
سمحت الساعة كأداة ومعيار موضوعي بقياس حركة الوقت ، وقبل أن نفهم المعنى ، منذ عشرات القرون .
لكن وللأسف الشديد ، بسبب الرطانة الفلسفية ما يزال الفهم الحالي للوقت وللزمن وللحاضر خاصة يشبه فهم نيوتن ، وربما بدرجة أدنى لغالبية الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع !
....
لا أحد يعرف النهاية .
لا أحد يصل إلى النهاية .
....
ملحق ثانوي
يمكن تحديد الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي ، بشكل موضوعي وبدلالة النظرية الجديدة للزمن خاصة ...
المرض النفسي لا ينفصل عن المرض الجسدي ، وهو بالمستوى الفيزيولوجي أو الاجتماعي ، وغالبا ما يشترك بالمستويين معا .
بينما المرض العقلي ، ينحصر في الجانب الثقافي والفكري . حيث لا توجد عيوب أو خلل في الجانبين الفيزيولوجي ولا الاجتماعي ، فقط الخطأ فكري ( لنتذكر هتلر وموسوليني وغالبية زعماء العرب والمسلمين ) .
في التصنيف الحالي بالثقافة العربية للمرض العقلي والنفسي ، الوضع بالمقلوب .
يوجد معيار آخر ، سهل وأكثر وضوحا ، المرض النفسي _ الجسدي ( الفيزيولوجي أو الاجتماعي معا ) مصدره الماضي . بينما المرض العقلي مصدره الحاضر وتصور المريض للمستقبل اكثر .
المريض النفسي _ الجسدي ، يتأخر عمره العقلي عن عمره البيولوجي لأسباب فيزيولوجية واجتماعية .
بينما المريض العقلي ، يتأخر عمره العقلي عن عمره البيولوجي لأسباب فكرية فقط .
....
بعبارة ثانية
الفرد الذي يجسد المثال النموذجي للصحة النفسية _ الجسدية ، من تقوده غريزة القطيع .
والفرد الذي يجسد المثال النموذجي للصحة العقلية المتكاملة ، من يقوده عقل الفريق .
بعبارة ثالثة
الصحة العقلية تتضمن الصحة النفسية ، لكن العكس احتمال فقط .
....
....
الباب 2 مع فصوله _ الكتاب الخامس

الكتاب الخامس _ الباب الثاني

الظاهرة الإنسانية وحقيقة أن المجهول ( خاصة الغائب أو الغياب ) قد يكون في الماضي أو في المستقبل _ أو في الاثنين معا كما يتبين بوضوح في حالة الولادة _ هذه القضية الإشكالية ما تزال بدون حل ...
أعتقد أن حل هذه المشكلة غير ممكن بدون _ أو قبل _ فهم ( حل ) مشكلة الانسان " جدلية الحياة والزمن العكسية " وهي تمثل اللغز الأعظم بالنسبة للعلم والفلسفة حاليا وحتى نهاية هذا القرن في الحد الأدنى ؟!
هذه محاولتي الجديدة لحلها بشكل منطقي وتجريبي ، وهي محور الكتاب الخامس .
....
خلاصة الباب الأول بتكثيف شديد
طبيعة الحاضر من طبيعة الوقت والزمن ، مثل قطرة الماء والمحيط .
ويبقى السؤال المفتوح للمستقبل : حول طبيعة ( ماهية ) الزمن أو الحاضر ، واللحظة ؟!
بالنسبة لمعرفة وتحديد اتجاه حركة الزمن ، استخدمت المقارنة مع حركة الكهرباء . أيضا يمكن استخدام مقارنة جديدة مع الكثافة عبر سرعة انتقال الحرارة مثلا ، واتجاهها خاصة .
( ما أعرفه عن الحرارة أقل من معرفتي للزمن ، مثلا هل يمكن تغيير اتجاه حركة الحرارة من درجة أدنى إلى درجة أعلى ! ربما تساؤلي يشبه تساؤل ستيفن هوكينغ لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل . لا أعرف ) .
....
لا يمكن العودة إلى الماضي ، ولا يمكن القفز إلى المستقبل .
هاتان الحقيقتان ، مشتركتان بين الدين والعلم والفلسفة .
ويوجد اتفاق انساني حولهما .
لكن الدين يفتح بابا للاستثناء ( قانون طوارئ ) ، من خلال المعجزات ويصطدم بالقانون المنطقي الثاني " عدم التناقض " وهو الأهم في المجال الأخلاقي والإنساني عموما .
1
ناقشت فكرة السفر في الزمن كأسطورة ، وأعتبرها فارغة وبدون معنى ، مثلها سؤال ستيفن هوكينغ " لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل " !
هي أفكار تحت المنطق الكلاسيكي ، وقد تجاوزها الوعي الإنساني المنطقي والمشترك منذ عشرات القرون . وما يزال بعض أعلام العالم الحالي ، وفي شتى المجالات ، يقعون فيها والمشاهير مثل غيرهم .
....
الحياة والوجود في الحاضر فقط _ هذه فكرة التنوير الروحي الجوهرية .
والاختلاف الأساسي بين موقف التنوير الروحي وبين النظرية الجديدة للزمن ، يتحدد برفض فكرة الماضي أو المستقبل من قبل التنوير الروحي .
الماضي موجود ، والمستقبل موجود ، والحاضر موجود أيضا ، وهي أنواع الزمن الثلاثة .
بالتزامن هي أنواع الوجود الثلاثة : الوجود بالأثر ، والوجود بالفعل ، والوجود بالقوة .
هذه حقائق منطقية ، ومتفق عليها بين العلم والفلسفة بصورة عامة .
2
ما هو الماضي ؟!
لا أحد يشكك بماضيه الشخصي ، طبعا بين الأصحاء .
بعد التمييز بوضوح بين الماضي الشخصي والماضي الموضوعي ، يمكن فهم المشكلة الزمنية ، وخاصة ظاهرة " استمرارية الحاضر " .
أدعو القارئ _ ة إلى التأمل قليلا بالوجود الشخصي ، عبر مراحله الثلاثة :
1 _ قبل الولادة ، مرحلة الوجود بالقوة ...( الوجود في المستقبل فقط ) .
مع أن الوجود الفردي أيضا ، يمتد في الزمن إلى الوراء ، إلى الأصل ...لا نعرف ، ولا يمكن الوصول إلى هناك ( بداية الحياة ) .
لنتخيل أيضا ، من سيولدون بعد سنة ، هم _ هن الآن في المستقبل فقط ( الوجود بالقوة ) .
2 _ بعد الولادة ، مرحلة الوجود بالفعل ...( الوجود في الحاضر فقط ) نعرف بدايتها ولا يمكن معرفة نهايتها بشكل شخصي . يعرف الفرد الإنساني نهاية غيره ، ويجهل نهايته .
3 _ بعد الموت ، مرحلة الوجود بالأثر ...( الوجود في الماضي فقط ) .
البعد الروحي في الانسان ، لا يرتبط مع الدين بشكل طبيعي ومنطقي ، بل العكس غالبا .
الدين احد التفسيرات الضعيفة ( وتحت المنطقية غالبا ) .
....
يوجد الانسان والحياة بالعموم في الحاضر فقط ، ومع ذلك نعرف بوجود الماضي والمستقبل !
3
كيف ينفصل الماضي عن الحاضر ؟!
بدلالة الحياة ، الماضي مرحلة أولى ، أو مرحلة سابقة .
والعكس بدلالة الزمن ، حيث الماضي مرحلة لاحقة ، وأخيرة .
بدون فهم هذه الحقيقة المنطقية ، والتجريبية أيضا ، يتعذر فهم الواقع أو الحاضر .
....
تغيير الماضي ، عملية ممكنة بسهولة ، بعد فهم النظرية الجديدة للزمن .
....
خلال قراءتك لهذه الأفكار ، انفصل الماضي عن الحاضر ...وهو يبتعد (عنك أيضا ) بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . وهي نفس سرعة تقدم المستقبل وابتعاد الماضي .
....
ملحق 1
تغيير الماضي أو النجاح بتغيير الماضي بالفعل مصدر راحة البال .
هذه الفكرة سوف أناقشها بشكل موسع وواضح خلال الفصول التالية .
ملحق 2
تغيير الماضي ضرورة وليس خيارا...
بعد فهم مراحل الزمن الثلاثة المتعاقبة ، أو انواعه ، وتسلسلها الحقيقي حيث البداية من المستقبل ثم الحاضر تاليا ، والماضي أخيرا ....بعدها يسهل فهم مفارقة الماضي .
( ليست مغالطة _ عملية تغيير الماضي _ بل مفارقة فقط ) .
الماضي بالتصنيف الثنائي أحد نوعين : الماضي بالفعل أو الماضي بالقوة ( كاحتمال ) .
الماضي بالفعل يتحدد بالساعة والتاريخ الرسميين ( حتى هذه اللحظة الساعة الواحدة و13 دقيقة من نهار الاثنين 8 / 6 / 2020 ) ، كل ما سبق لا يمكن تغييره أو التأثير فيه ، الماضي بالفعل هو قليل الأهمية وعطالته لا تنفصل عن ماهيته الحقيقية .
على النقيض من ذلك الماضي بالقوة _ وهو كل الزمن أو الوقت الذي سوف يصل إلى العالم _ ويمكنك حساب الماضي بالقوة ( او الماضي الجديد ) الذي حدث منذ بداية قراءتك ، وهو يتحرك بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
بعد فهم هذه الفكرة الموضوعية ( والتجريبية أيضا ) ، يصير فهم فكرة تغيير الماضي منطقيا وتجريبيا أيضا .
ونظرا لأهمية هذه الفكرة ( الخبرة ) سوف أناقشها بدلالة أمثلة مختلفة ومتنوعة ، وبطرق غير تقليدية وربما تكون صادمة وخارجة عن المألوف .
....
الماضي بالفعل أو الماضي الموضوعي هو خلفنا ( ورائنا ) بطبيعته .
على العكس من الماضي بالقوة ( الماضي الجديد ) ، حيث أنه ما يزال في طور المستقبل أو الوجود بالقوة فقط ، بينما الجانب المباشر منه ( الحاضر ) يتحول كل لحظة إلى الماضي بالفعل ( كمثال مباشر ، بداية قراءتك لهذا النص صارت الماضي بالفعل _ بعدما تدرجت من الماضي بالقوة إلى الماضي الجديد ، والماضي بالفعل أخيرا وفي النهاية ) .
يمكن أن تتحدد درجة الصحة العقلية ، للفرد ، بمدى النجاح في تغيير الماضي الشخصي .
وهذه الفكرة قديمة ومشتركة بين الفلسفة والأديان ( حيث تفضيل العلاقات الثقافية والفكرية على بقية العلاقة ، كالقرابة خاصة ) .
أعتقد أن طرق تغيير الماضي الشخصي ، سوف تصير أحد المحاور الأساسية في العلوم الإنسانية المتنوعة ( وخاصة علم النفس والاجتماع ) في المستقبل القريب .
....
مثال مباشر ويعرفه الجميع
كل شخص نجح في الإقلاع عن عادة انفعالية ( إدمان ) ، يشعر بالفخر والرضا الحقيقي عن نفسه طوال فترة نجاحه بتغيير عادته السابقة .
كلنا نعرف بشكل مباشر ، او نسمع ، أحد الأصدقاء او الأقرباء والمعارف نجحا في الإقلاع عن التدخين لشهر أو أكثر مثلا !
سوف يبقى ذلك الشهر مصدر فخر ورضا حقيقيين ، لكل شخص ينجح بالإقلاع عن إدمان .
وهي نفسها عملية تغيير الماضي بشكل عملي وتطبيقي ، وسوف يتوضح ذلك بجلاء لاحقا .
....
لماذا يصعب تحقيق ذلك على غالبية البشر ؟!
أعتقد أن الجواب الحقيقي ( الموضوعي والتجريبي ) يتكون من مستويين ، الأول فكري أو عقلي ( ويتمثل بالخطة أو البرنامج الصحيح والمناسب للشخصية نفسها ) ، والثاني التطبيقي والعملي هو اسهل بما لا يقاس مقارنة بالأول ، حسب تجربتي الشخصية .
ناقشت ذلك عبر نصوص عديدة ومنشورة سابقا ، بشكل تفصيلي وموسع ، وخشية من ملل القارئ _ة ، سأكتفي بتلخيص الفكرة ( الخبرة ) الجديدة أو عملية تغيير الماضي بشكل مكثف وبالخط العريض فقط
1 _ الخطوة الأولى ، وهي الأهم والأصعب ، تتمثل بتغيير طريقة التفكير .
2 _ الخطوة التالية ، أو المرحلة التطبيقية ، وهي مجموعة خطوات متسلسلة ، وصغيرة تحقق معادلة الصحة العقلية " اليوم أفضل من الأمس " بشكل حقيقي وشعوري .
مثلا تحويل عادة التدخين من عادة انفعالية ( لاشعورية و لاواعية و لا إرادية ) إلى شعورية أولا ، ثم واعية ثانيا ، ثم إرادية في النهاية .
( وقد شرحتها بشكل مفصل وهي منشورة على موقعي الشخصي في الحوار المتمدن ) .
ملحق 3
مهما يكن ما يفعله الفرد ...
1 _ أول مرة خطر وقلق ، الخطر موجود في الجديد بطبيعته ، ولا ينفصل عنه .
2 _ بعد التكرار يتضاعف الملل ، يصير الأداء بدون شغف .
3 – بعد تجاوز التكرار المئات ، يصير الأداء مرهقا .
هذه هي الحياة
خيارات الانسان الحقيقية محدودة ، ومتعددة أيضا بالتزامن ( ليست مغالطة ولا حذلقة ) .
إما ينجح بتغيير الماضي ( الماضي الجديد بالطبع ، مثلا بقية السنة الحالية تمثل الماضي الجديد لجميع البشر ) ... أو يصير اليوم أسوأ من الأمس .
....
في هذا العالم الذي نعيش فيه ، يتزايد التجانس بين التكلفة والجودة لحسن الحظ ، يتزايد التجانس أيضا بين القيمة والسعر والعكس غير صحيح لحسن الحظ .
ملحق 3
المشكلة الإنسانية الحالية ، الأولى والمشتركة تتمثل بالتركيز والاعتماد شبه الكامل على قواعد قرار من الدرجة الدنيا .
التدخين مثال مبتذل ، مع أنه يتضمن خبرة وغريزة القطيع .
والحل على المستويين الفردي والاجتماعي ، كما أعتقد ، يتجسد بالانتقال إلى عقل الفريق .
بعبارة ثانية ، تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، وتحويلها إلى عادة انفعالية .
.....
السأم ضجر مزمن ، او كآبة مستمرة .
الاكتئاب سأم نهائي وفقدان الاهتمام بشكل كامل .
ملحق 4
الكلام والصمت ، وحسن الاصغاء ( يتجسد عبر الشعر والعلم والفلسفة والفنون والآداب مع الموسيقا بالطبع ) .
الكلام والصمت وجهان لنفس العملة .
يتعذر التمييز بينهما من الداخل ( أو الأدنى ) ، لكن العكس سهل من الأرقى والخارج ، حيث الاصغاء يتضمن إجادة الصمت والكلام بالتزامن ( كلا على حدة ، أيضا مع بعض ) .
....
ليس الصمت جيدا دوما بالطبع ، تغني عن الشرح المقولة الشهيرة :
الساكت عن الحق شيطان أخرس .
....
....
الكتاب الخامس _ باب 2 ف 1 ، 2 ...احترام الوقت والماضي خاصة

اعتذار وتوضيح
أجد نفسي مضطرا لخيارات صعبة ، مع كل مرحلة جديدة من هذا المشروع ( حوار الزمن ) ، التكرار ( والملل ) أو الغموض ( والترميز ) ، من ناحية التكرار لا مفر منه . والسبب ذاتي أولا ، حيث يتطور فهمي للزمن ومراحله مع تقدم البحث والحوار ، بالطبع في أحيان أخرى يحدث العكس ، وأفقد الثقة إلى درجة مؤلمة وأرغب بالتوقف عنه بشكل نهائي . وأما الترميز او الاكتفاء بالمصطلحات الغامضة والخاصة ( النخبوية بطبيعتها ) ، فهي المشكلة المزمنة في كتابتي ، وقد عرفت هذه المشكلة من أيام الثرثرة والفضل يعود للأصدقاء والصديقات وليس لنباهتي أو حسي النقدي ، حيث أفتقد لسرعة البديهة من طفولتي وما أزال . وربما هذا السبب الذي جعلني أصل إلى الاهتمام بالفكر متأخرا بشكل غير عادي ، في عمر 58 سنة .
1
مشكلة الحوار والقراءة الصحيحة ، مع تعلم حسن الاصغاء ، والملائمة ترافقنا طوال العمر .
وهي ليست مشكلة فردية أو ذاتية فقط ، بل اجتماعية وثقافية بالدرجة الأولى .
الثقافة العربية ، بحسب تجربتي ، ما تزال في طور المراهقة الثقافية ، الفكرية خاصة ( مثالها الضجة الفارغة التي أحدثها مقال عادي جدا ، وباهت ، للكاتب والشاعر السوري سليم بركات ، عن صديقه الفلسطيني محمود درويش الغني عن التعريف إلى اليوم ) .
في المجال الأدبي ، والشعري أكثر ، يكون من الطبيعي حدوث بعض الحركات الاستعراضية ، ربما لا لشيء ، سوى الملل والرتابة أو نزعة الاستعراض الطفلية .
لكن المشكلة التي أقصدها ، فقر الثقافة العربية المعرفي ( المزمن ) ، وافتقارها شبه الدائم للتفكير النقدي ، وأما بالنسبة للتفكير العلمي فالأمر يصل إلى حدود الكارثة .
ما يزال الجدل المنطقي شبه مفقود ، ومجهول في الأوساط الثقافية والأكاديمية والإعلامية خاصة _ الجدل المنطقي الذي أنشأه سقراط وكرسه أفلاطون ، وكان كلاسيكيا زمن أرسطو !
....
الجدل حلقة وسطى ومتوسطة بين الثرثرة والحوار ، شبه الحاضر بين الماضي والمستقبل .
الجدل المنطقي يتصل بالحوار ، والجدل الصفري يتصل بالثرثرة .
بعبارة ثانية ،
الحوار والجدل المنطقي متلازمة ، أيضا الجدل الصفري والثرثرة متلازمة مقابلة .
الجدل المنطقي يتمحور حول الثقافة والمعرفة ( يتجاوز أمراض الكلام التقليدية مثل الجدل البيزنطي أو العقيم أو حوار الطرشان وغيرها ) ، بينما الجدل الصفري يتمحور حول الرغبات النرجسية والصراع المستتر ، حيث العلاقة ليست من نوع ربح _ خسارة فقط ، بل هي من نوع الرابح يربح كل شيء والخاسر يخسر كل شيء ( مفترس _ فريسة ) .
....
ناقشت العلاقة بين الجدل والحوار والثرثرة سابقا ، بشكل موسع وتفصيلي في نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وما أرغب في اضافته _ هنا _ هو باختصار حول العلاقة من نمط المجموع الصفري ، وقد أثار الموضوع عندي قراءتي الحالية ( والمتكررة ) لكتاب " في مواجهة التعصب " للكاتب ريتشارد سينيت وترجمة حسن بحري ، صادر عن دار الساقي وذكرته من قبل .
العلاقة من نوع المجموع الصفري ، كانت سائدة خلال القرن الماضي ( مثالها الأشهر الحروب الثلاثة الأولى والثانية والباردة ) ، حيث العلاقة : ربح _ خسارة فقط .
أعتقد أن هذا النوع من العلاقات الإنسانية ، على كافة المستويات الفردية أو الاجتماعية أو الدولية تنحسر بسرعة وتسارع ، يدعوان على التفاؤل بالتخلص النهائي منها ، ربما قبل النصف الثاني لهذا القرن ؟! بالطبع هذه رغبتي ، وليست توقعي .
لم يعد يوجد سوى نوعين من العلاقة ذات المجموع الصفري :
س + ع = الصفر ( الطرفان يخسران بصورة مؤكدة ) .
وهي تمثل ، وتجسد ، عقلية الندرة والشخصية ما دون الرشد ( الأنانية ودونها ) .
أو نقيضها :
س + ع = لانهاية ( الطرفان _ الأطراف يكسبان ، أو الانفصال بدون عنف ) .
وهي تمثل وتجسد عقلية الوفرة والشخصية الناضجة عقليا وعاطفيا .
2
الماضي ينطوي على مغالطة ومفارقة معا ، وهو ضحية سوء فهم من قبل السلفية أولا .
ماضي الحياة مرحلة سابقة ، والحياة لا تعود مطلقا إلى الوراء والخلف ( الماضي ) .
ماضي الزمن مرحلة لاحقة ، والزمن لا يعود مطلقا إلى الأمام والقادم ( المستقبل ) .
ناقشت هذه الفكرة ، والخبرة ، مرارا نظرا لأهميتها وصعوبة فهمها في البداية فقط .
....
مشكلة الزمن فكرية ولغوية بالدرجة الأولى ، ومنطقية وتجريبية بالدرجة الثانية .
بدون فهم الزمن ( طبيعته ، وحركته ، وسرعته ، واتجاهه خاصة ) يتعذر فهم الماضي .
السلفيون أعداء الماضي بالفعل .
تنطوي السلفية كفكرة ، وموقف واعتقاد وسلوك ، على انكار الماضي الموضوعي ( كما حدث بالفعل ) .
زمن الماضي ينفصل عن زمن الحاضر ، بشكل حقيقي ونهائي .
وهذه الفكرة والخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
مما يرفعها على مستوى القانون العلمي .
مثال تطبيقي ومباشر : يوم أمس ( المرحلة أو الفترة الزمنية خلال 24 ساعة فقط ) ، هو منفصل عنك ، ويبتعد بشكل موضوعي بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
أكثر من ذلك ، الذاكرة غير حقيقية .
الذاكرة علاقة مؤقتة ، ولا تعبر عن الحقيقة سوى بشكل تقريبي ومضلل دوما .
وهذا الموضوع أيضا ناقشته مرارا " قضية الذاكرة " في نصوص منشورة أيضا .
....
....
الكتاب الخامس _ الباب 2 ف 2

لنتأمل هذا المشهد القصير ، في فيلم سينمائي أو تلفزيوني ، أو بعرض مسرحي :
فرد بالغ ، غير محدد الجنس أو اللون أو العرق وغيرها ، وحيدا في منزل أو مكتب كبير .
يذهب إلى المرحاض بسرعة وهرولة واضحة ليضرط ( أو لتضرط ) ، وكأن البيت ( أو المكتب ) ممتلئ بالبشر ، ثم يعود بشكل طبيعي ، وكأن البيت ( أو المكتب ) ممتلئ بالغرباء .
نقرأ المشهد بصورة عامة ( نفسره ونفهمه ) أنه كوميدي ، أو وسيلة لهدف سيأتي لاحقا .
والأهم تتمايز نوعية القراءة مع الفهم بحسب موقع القارئ _ة ( أكثر من شخصيته ا ) ، فالمخرج مثلا يقرأه كنوع من التجريب ، بينما الكاتب ينتظر الكلمة الأخيرة مع نقطة النهاية ، قبل أن يتمثله بشكل عاطفي وتجريبي .
ويختلف موقف المتفرج العادي عن الاثنين ، حيث المتعة والتسلية أولا .
....
حتى اليوم ، لا يعتبر الاشباع مشكلة فكرية ومعرفية تتطلب الحل على المستوى الفردي والاجتماعي ( المقدرة على الانتقال من حالة ومرحلة أولى إلى حالة ومرحلة ثانية ) .
مشكلة الماضي ، عكس مشكلة المستقبل ، وبينهما مشكلة الحاضر ...؟!
كلنا نعرف الزمن ( أو الوقت ) بدلالة أنواعه الثلاثة ، وليس مراحله فقط :
الماضي والحاضر والمستقبل ، مراحل الوقت المتمايزة بشكل واضح ومفهوم ومتفق عليه .
كل مرحلة منها تتضمن أكثر من 3 أنواع ، وليس مراحل فقط ، مختلفة بشكل حقيقي ...
بدلالة الحياة يكون التسلسل من البداية :
المرحلة الأولى
1 _ الماضي _ الماضي .
2 _ الماضي _ الحاضر .
3 _ الماضي _ المستقبل .
المرحلة الثانية
1 _ الحاضر _ الحاضر .
2 _ الحاضر _ الماضي .
3 _ الحاضر _ المستقبل .
المرحلة الثالثة والأخيرة
1 _ المستقبل _ المستقبل .
2 _ المستقبل _ الحاضر .
3 _ المستقبل _ الماضي .
والتسلسل نفسه بدلالة الزمن ، لكن بشكل معكوس .
....
ثلاثة مراحل زمنية لا يمكن معرفتها بشكل علمي وتجريبي :
الماضي _ الماضي ، مرحلة الوجود الحي قبل الزمن . ( الأزل ) .
المستقبل – المستقبل ، مرحلة الوجود الزمني قبل الحياة . ( الأبد ) .
الحاضر _ الحاضر ، علاقة الحياة والزمن ، المجهولة إلى اليوم ...وربما لقرون قادمة !
....
مشكلة الزمن بين الفلسفة والعلم
الزمن في الفلسفة الكلاسيكية يمثل المطلق ، مع المكان .
بينما الزمن في العلم ، عنصر في متلازمة السرعة والمسافة والزمن .
المشكلة على حالها منذ نشأة العلم الحديث ، وأكثر ما تروج له وسائل الاعلام رطانة علمية ونوع من الثرثرة الفارغة بدون سند موضوعي او تجريبي .
....
لا نعرف طبيعة الزمن وماهيته لا أنا ولا أنت ولا أحد ، بالمثل أيضا نجهل ماهية السرعة أو المسافة .
هذا النص يخالف المتفق عليه ( الموقف العالمي من الزمن ) ، وهو تكملة طبيعية للنظرية الجديدة للزمن .
1
الماضي مرحلة سابقة ، يعرف الجميع أنها لا تعود ( أو لا يمكن العودة إليها ) .
الماضي ، أو الطفولة ، أو البدايات ، أو الوجود بالأثر ...كلها تعبيرات تدل على مرحلة سابقة حدثت بالفعل .
على النقيض المستقبل ، أو الشيخوخة ، أو النهايات ، أو الوجود بالقوة ... كلها تعبيرات تدل على مرحلة قادمة ( لا أحد يصل إلى النهاية ، ولا أحد يمكنه العودة إلى البداية ) .
....
بعد فهم الواقع الموضوعي ( تشرحه النظرية الجديدة للزمن ، بشكل يكفي للفهم العملي ) ، يتضح منطقيا وتجريبيا استحالة العودة للماضي ، أيضا استحالة القفز إلى المستقبل .
فكرة السفر في الزمن ، مجرد أسطورة تشبه عشبة الخلود وغيرها من أوهام الرغبات النرجسية التي ترافق الطفولة والبدايات بصورة عامة .
الماضي مصدر الجديد أيضا .
المثال النموذجي التكاثر بالولادة .
2
مرحلة الماضي _ الماضي ، يتعذر معرفتها .
المرحلة قبل تكون الانسان ، وتتمثل بالجانب البيولوجي والغريزي لدى الفرد ، بينما تتجسد المرحلة الإنسانية بالمستوى الاجتماعي ، والمرحلة الأخيرة والأحدث تتمثل بالثقافة .
....
ملحق 1
علاقة التتام نقيض علاقة التراتب .
ملحق 2
المستويات الوجودية الثلاثة للإنسان ، المستوى الفردي والعضوي ، وتاليا المستوى الاجتماعي الذي يتمثل بالغريزة والادراك المشترك ، وحديثا المستوى الإنساني الذي يتمثل بالوعي والتفكير العلمي خاصة وهو الأهم .
....
بالعودة إلى مشكلة الماضي ،
حركة الزمن في اتجاه الماضي الأبعد ، ثم الأبعد بلا نهاية .
عكسها حركة الحياة في اتجاه المستقبل الأبعد ، ثم الأبعد بلا نهاية .
كلا الحركتين بنفس السرعة ( التي تقيسها الساعة ) .
....
....
الكتاب الخامس _ الباب 2 ف 3

الماضي أيضا مشكلة مزمنة ؟!
تذكير سريع بخلاصة خلاصة ما سبق
التفكير العلمي نتيجة ومرحلة ثانوية ، مهارة فردية ومكتسبة بالضرورة ، كما أنه فعل وعي وإرادة حرة بطبيعته . التفكير العلمي يتضمن التفكير الفلسفي ( المنطقي وغير المتناقض ) والعكس غير صحيح .
المنطق الأحادي يتمثل بالتنوير الروحي ، وخاصة رفض التقسيم بين ذات وموضوع .
المنطق الثنائي يتمثل بالأديان الكبرى ، ويتمحور حول ثنائية الخير والشر ( الله والشيطان ) .
المنطق الفلسفي يتضمن الأحادي والثنائي ، والعكس غير صحيح .
ميزة المنطق الفلسفي عدم التناقض _ تحقيق التجانس بين القول والفعل _ بالإضافة إلى أنه بديل ثلاثي في الحد الأدنى ، وتبقى مشكلته الثالث المرفوع ( السلبي خاصة ) .
المنطق العلمي يتضمن المنطق الفلسفي والعكس غير صحيح .
في المنطق العلمي ، التجربة ، والخبرة مع الدليل ، تسبق الفكرة أو تتلازمان بالحد الأدنى .
بعبارة مختصرة ، المنطق العلمي يتضمن كل ما سبقه من مختلف أنواع التفكير وأشكاله .
1
اللغة مشكلة الماضي أولا ، والتفكير العلمي تاليا .
كلمة الماضي بدلالة الزمن ، تختلف عن كلمة الماضي بدلالة الحياة ، إلى درجة التناقض .
المستقبل ماضي الزمن ، وهو يحدث أولا وليس أخيرا وفي النهاية .
والعكس بدلالة الحياة : المستقبل هو ما يحدث لاحقا ، أخيرا وفي النهاية .
....
تتضح مشكلة الزمن ، والماضي ( أو المستقبل ) مع اللغة بدلالة هناك .
في العربية هنا تعني القريب ، وهناك تعني البعيد .
لكن هناك الزمنية لها نوعان ، هناك في الماضي نقيض هناك في المستقبل .
وهذه تمثل قمة جبل الجليد في المشكلة اللغوية فقط .
المشكلة الفكرية تتضمن المشكلة اللغوية ، والعكس غير صحيح طبعا .
الفارق النوعي بين اللغة والفكر ، أن اللغة نظام اجتماعي مغلق ودغمائي بطبيعته ، بينما الفكر نظام انساني شامل بطبيعته ، يتضمن اللغة والعكس غير صحيح .
....
علاقة اللغة والفكر ، أقرب من علاقات الوسيلة والغاية ، وأبعد من العلاقة بين وجهي العملة .
تشبه العلاقة بين الهواية والاحتراف ، أيضا العلاقة بين العشق والزواج .
هي علاقات تتام لا تقبل العكس عادة ، لا علاقات تراتب ولا تناقض ولا اختلاف أيضا .
وهذا الموضوع يستحق النقاش الموسع والتفصيلي أكثر .
2
لا يوجد خلاف علمي ( أو فلسفي وغيره ) حول مراحل الزمن أو الوقت الثلاثة : الماضي والمستقبل والحاضر .
الاختلاف يتركز حول الاتجاه أولا ، ثم السرعة ثانيا .
الاتجاه هو متناقض بالفعل بين حركتي الزمن والحياة ، كما توضح بشكل منطقي وتجريبي في الكتاب الأول " النظرية الجديدة للزمن " ، أيضا السرعة التعاقبية التي تقيسها الساعة ، والتزامنية التي تتحدد بدلالة سرعة الضوء ، تمثلان السرعة المركبة ( والغامضة ) لحركة الزمن . ويبقى الموضوع مفتوحا وشبه مجهول ، على الرغم من التقدم الحقيقي _ الذي تحقق خلال الكتب السابقة كما أعتقد .
....
اقترحت سابقا فرضية ( نظرية أولية ) توضح تعاقب الأزمنة الثلاثة ، من خلال غلاف الكرة الأرضية : الفضاء الخارجي يمثل المستقبل ، بينما الكرة الأرضية تحت القشرة تمثل الماضي ، ويبقى الحاضر بينهما مجال دينامي ، ويحتاج إلى تحديد وتوافقات معقدة بدون شك .
3
هذه الفكرة تنطوي على مفارقة ( ليست مغالطة كما أتصور ) ، بحيث عندما ننظر إلى ما حولنا ، وخاصة إلى الفضاء فنحن لا نرى سوى الماضي فقط .
تتوضح الصورة الكبرى والشاملة لحركة الزمن عبر مراحل وجود الانسان :
1 _ قبل الولادة يكون في المستقبل .
من سوف يولدون لاحقا ، هم الآن في المستقبل _ المستقبل .
أعتقد أنها بديهية ولا تحتاج إلى اثبات ، والتكملة المباشرة بمثابة البرهان التجريبي .
2 _ بعد الموت يصير الانسان في ( الماضي _ الماضي ) .
3 _ بين الولادة والموت ، يكون الانسان في الحاضر _ الحاضر .
....
الماضي حدث سابقا ، خبرة ، ذكريات ، وجود بالأثر .
المستقبل سوف يحدث لاحقا ، توقع ، خيال ، وجود بالقوة .
الحاضر يمثل المشكلة وحلها بالتزامن .
....
ملحق 1
الانسان _ الفرد بدلالة دوره الاجتماعي : دور الأب _ الأم والابن _ة مثلا ، ينطوي على تناظر وتناقض بالتزامن .
الأب _ الأم يمثلان الماضي بالفعل .
الابن _ ة يمثلان الحاضر بالفعل .
الحفيد _ة يمثلان المستقبل بالفعل .
ليست القضية بتلك البساطة ...
بل ما تزل في مجال المسكوت عنه أو غير المفكر فيه للأسف .
....
ملحق 2
العلاقة بين التتام والتعاقب جدلية عكسية ، عدم إمكانية العودة للماضي ، بالتزامن مع عدم إمكانية القفز إلى المستقبل . وأعتقد أنها استحالة ، وليست مجرد صعوبة مؤقتة فقط .
في علاقات التراتب ، الأول يتضمن ما يليه والعكس غير صحيح .
في علاقات التتام بالعكس ، الأخير ( النهائي ) يتضمن ما سبق والعكس غير صحيح .
المفارقة أن علاقات الحياة ليست فقط تراتب ، وعلاقات الزمن ليست فقط تتام .
مثلا ، المستقبل أو الغد المحدد ب 24 ساعة يتضمن الحاضر والماضي .
على التوازي ، المراهقة تتضمن الطفولة ، والعكس غير صحيح ، ...حتى الشيخوخة .
....
هذه الفكرة ما تزال جديدة ، لم تأخذ حاجتها من التفكر والحوار ، وسأعود إليها لاحقا .
ملحق 3
الصورة الزائفة أو الحقيقة الموضوعية ، كمثال تقريبي ( وأولي ) على علاقة التتام
ليست الحياة نزهة في يوم مشمس .
ليست الحياة رحلة برفقة من نحب ، سوى كحالة خاصة ومؤقتة .
الحياة هي كل ما لدى الانسان .
الزمن مشكلة مقابلة ، أو الوجه الثاني لعملة الوجود .
الوقت والجهد ( الزمن والحياة ) ، التركيز والتأمل ....الكنز المشترك .
....
الموت والولادة حدود الحاضر النسبي .
....
الحياة والزمن متلازمة ، والوجه الثاني للعملة الوقت والجهد .
ليست العلاقة بين الوقت والجهد مفهومة بالفعل ، حيث الوقت يتحدد بدقة وموضوعية بواسطة الساعة . بينما الجهد يتحدد بمعيار تقريبي ( الأداء ) .
العمل ثنائي بطبيعته ( وقت + جهد ) يتعذر اختزاله إلى أحدهما فقط .
القيمة تمثل البديل الثالث الذي حدث التوافق عليه منذ عشرات القرون ، داخل المجتمعات والثقافات المختلفة والمتنوعة لكن ، كفكرة فقط ، وما يزال الاختلاف حول تحديد القيمة ( أو القيم ) على حاله منذ أكثر من ألف سنة .
يمكن ، مع حد أدنى من المجازفة أو المبالغة ، وضع الترتيب :
1 _ وقت 2 _ جهد 3 _ قيمة 4 _ سعر .
الوقت يسبق الجهد بسبب السهولة في تحديده بشكل موضوعي فقط ، حيث الوقت والجهد أو التركيز والتأمل قضية جدلية ...وقد تبقى كذلك خلال هذا القرن ، مع انني أعتقد أنها تختلف بالفعل عن القضايا الجدلية الكلاسيكية ...الدجاجة والبيضة والهدية والرشوة والشكل والمضمون وغيرها .
....
علاقة القيمة والسعر تشبه علاقة الجهد والوقت .
....
الاهتمام بديل رابع في الحد الأدنى يتضمن القيمة ، أو نظام القيم ، والعكس غير صحيح .
ويتعذر اختزاله في البديل الثالث .
البديل الرابع يتضمن البديل الثالث والعكس غير صحيح بعبارة ثانية .
الاهتمام يتضمن العناصر أربعة بالضرورة ، وكحد أدنى 1 _ الوقت ( الحاضر ) 2 _ الجهد ( النشاط ) 3 _ القيمة ( القانون والقيادة ) 4 _ السعر ( المال والملكية ) .
....
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 3
- الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 2
- الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 1
- الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الثاني
- الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الأول مع فصوله
- الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 3
- الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 2
- الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 1
- الزمن بين الفلسفة والعلم 3
- الزمن بين الفلسفة والعلم 2
- الزمن بين الفلسفة والعلم 1
- الكتاب الرابع _ الباب الرابع
- الكتاب الرابع _ تكملة الباب 3 ف 3
- هوامش الكتاب الرابع
- الكتاب الرابع _ هامش 3
- الكتاب الرابع _ هامش 2
- الكتاب الرابع _ هامش 1
- الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1 و2 بعد التعديل
- الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 3
- الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الكتاب الخامس _ الباب 1 و 2