أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الأول مع فصوله















المزيد.....



الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الأول مع فصوله


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 14:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الكتاب الخامس
الباب الأول مع فصوله
الزمن بين الفلسفة والعلم _ مقدمة عامة

" ما الذي تقيسه الساعة "
لا أحد يعرف من طرح هذا السؤال أولا ، والمنسوب إلى هايدغر كما هو معروف ؟!
امرأة أم رجل أم طفل _ة ....
1
حكاية عمورية والمعتصم ، وأن امرأة مسلمة صرخت " وامعتصماه " ....والبقية مبتذلة .
كانت قصة حقيقية في طفولتي ، ليس بالنسبة لي كطفل دون العاشرة فقط .
....
أحد الأساتذة ( لم أعد أذكر من كان بالفعل ) سخر من القصة ومن العقل المشترك خلفها .
تخيلوا عدد النساء ( المسلمات أيضا ) اللواتي قتلن أو اغتصبن وسبينا نتيجة تلك الحرب .
هل فكرتم بمدى تفاهة هذه القصة ، وجميع قصص الفخر والتعصب ، سألنا الأستاذ .
قبل سن أل 16 تعرفت على السؤال العلمي ، بفضل الأساتذة الذين يأتون إلى مدرسة عين قيطة ، في ستينات وسبيعينات القرن الماضي .
أفضل أساتذة سوريا ( غير الحزبيين بالطبع ) كانوا يرسلون إلى الأطراف ، بعيدا عن العاصمة والمدن .
من حسن حظنا كطلاب ، ولا أعرف إن كان لسوء ( أو حسن ) حظهم كأساتذة ومعلمات .
2
الفكرة العلمية ( هي أيضا عتبة السؤال ) لها ثلاثة شروط لازمة :
1 _ أن تكون معقولة ، أن يتقبلها العقل المتوسط ، الاجتماعي والثقافي في زمنها .
2 _ أن تكون صحيحة ، أن لا تتعارض مع الملاحظة والتجربة .
3 _ أن تكون مفيدة ، ويمكن استخدامها الفردي أو الاجتماعي .
( هذه الشروط الثلاثة قرأتها في كتاب : الطبيعة في الفيزياء المعاصرة ، لفيرنر هايزنبرغ وترجمة د أدهم السمان ، وصادرة عن دار طلاس ) .
3
يمكن تصنيف عدة مستويات للسؤال من حيث درجة المصداقية والذكاء والذوق ، من الأدنى :
1 _ السؤال الطفيلي أو العدواني .
أسئلة الموقع لا الشخصية ( استجواب المحقق للمتهم ومن يمثلهم الاثنان .... السيد والعبد ، الأب والابن ، الأستاذ والتلميذ ) .
وضمن هذا المستوى البدائي والمكروه بطبيعته ، سؤال شخص عن دينه أو معتقده وغيرها من الأسئلة ( الغبية ) التي نصفها بالشخصية في هذه الأيام .
2 _ السؤال المبتذل .
وهو ما يحدث خلال الثرثرة اليومية .
3 _ السؤال العلمي .
يقترن بالدليل والحجة .
4 _ السؤال الفلسفي .
سؤال البديهيات .
5 _ السؤال الإبداعي .
أسئلة الحب ....لو كنت أعرفها ، لما بقيت وحيدا مثل ذئب الفرزدق .
4
" ما الذي تقيسه الساعة "
بقي مارتن هايدغر الفيلسوف الألماني المثير للجدل ، بدون جواب إلى اليوم .
أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن ، تقدم الجواب الصحيح والمناسب للسؤال .
5
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟!
هو سؤال ستيفن هوكينغ ، يتكرر مرات في كتابه " تاريخ موجز للزمن " .
هذا السؤال تتجاهله النظرية الجديدة للزمن ، لأنه بدون معنى .
6
مكرر من اشباه العزلة بداية تسعينات القرن الماضي :
إذا كان القمر يدور حول الأرض
وإذا كانت الأرض تدور حول الشمس
وإذا كانت الشمس تدور في الفضاء
إلى أين
يسقط
هذا العالم
....

الزمن بين الفلسفة والعلم تكملة

هذا الكتاب يشبه الكتب السابقة لجهة التنسيق ، حيث البداية مع مقدمة عامة حول موضوع الكتاب المحوري ، ثم الأبواب وعددها غير محدد مسبقا ، بل يكبر أو يصغر بحسب تطور البحث والحوار . وكل باب ينقسم إلى ثلاثة فصول مع ملحقات أحيانا ، وبحسب الحاجة . وحجم الكتاب غالبا ، بين الصغير والمتوسط أو بين 100 و 200 صفحة بصورة تقريبية وليست حتمية .
ومن ناحية الموضوع والغاية ، هذه المرة سيكون الادعاء كبيرا وبلا تواضع :
يهدف هذا الكتاب إلى استعادة كرامة الفلسفة ( العربية ) ، أو بعبارة مخففة وأقل نرجسية ، يهدف هذا الكتاب إلى نقد البديهيات لا المسلمات فقط ، عبر التوازن بين المنطق والتجربة .
....
غاية ثانية لهذا الكتاب : شرح ، وتوضيح " النظرية الجديدة للزمن " وتبسيطها أكثر من النسخ السابقة ، بدلالة الفلسفة والفيزياء الحديثة ( فيزياء الكم خاصة ) .
....
الكتاب الخامس _ خلاصة ما سبق
ما هو الزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه ، وسرعته ) ؟!
1
طبيعة الزمن
الزمن طاقة كونية ، لاتشبه أي شيء محدد أو معروف من قبل .
على المستوى الفلسفي نحن في موقف الجهل التام بالزمن ، ولا يتميز الفهم الفلسفي الحالي للزمن ، او الوقت ، عن الفكر الديني وغيره من المواقف التقليدية والأسطورية بطبيعتها .
لكن ولحسن الحظ حصل تقدم حقيقي على المستوى العلمي _ العقلي ، المنطقي والتجريبي بطبيعته .
تفترض النظرية الجديدة للزمن ، ثلاثة أزمنة ، هي مراحل أو مستويات مختلفة للطاقة :
1 _ المستقبل أولا ( الوجود بالقوة ) ، وهو يجسد الطاقة الإيجابية مجهولة المصدر ، والتي تتحول إلى الحاضر كل لحظة وكل يوم ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
2 _ الحاضر ثانيا ( الوجود بالفعل ) ، وهو مسكن الوجود والحياة خاصة ، وهو ما يزال غير معرف وغير معروف ، أو غير محدد بشكل موضوعي وواضح ودقيق .
3 _ الماضي ثالثا ( الوجود بالأثر ) ، وهو مستودع الخبرة والذاكرة الوجودية بكاملها .
....
أعتقد ، كخلاصة ونتيجة للبحث السابق ، ان المستقبل يمثل الطاقة الإيجابية والمصدر ، بينما يمثل الماضي الطاقة السلبية والنهاية ، وبينهما الحاضر حيث الطاقة الحيادية أو الصفرية .
أيضا ، يوجد استنتاج آخر أكثر جرأة ربما ، حيث أن الحاضر بالنسبة للحياة والانسان خاصة يشبه الماء بالنسبة للسمك .
كما أعتقد أن ( زمن المستقبل ) يمثل الوجود الخارجي والموضوعي .
بينما ( زمن الماضي ) يمثل الوجود الداخلي والنسبي .
وبينهما ( زمن الحاضر ) .
2
حركة الزمن
يتحرك الزمن بشكل مزدوج تعاقبي وتزامني بنفس الوقت ، وهذا يمكن استنتاجه ، ثم اختباره وتعميمه حول الكرة الأرضية بلا استثناء .
قبل الولادة يكون الطفل _ة في المستقبل .
جميع من سيولدون بعد أكثر من تسعة اشهر ، هم الآن في المستقبل بشكل بديهي .
( الأحفاد مع بنات وأبناء الأحفاد وكل الأجيال القادمة ، جميعهم في المستقبل ، ليسوا في الحاضر ولا في الماضي بالطبع ) .
حركة الزمن ( أيضا الوقت ) : من المستقبل والغد حيث المصدر والبداية ، إلى الحاضر الذي يمثل المرحلة الثانية للزمن ، وأخيرا الماضي الشخصي أولا ، والموضوعي أخيرا .
الحركة التعاقبية للزمن ( الخطية ) ، هي التي تقيسها الساعة ، وهي نفسها سرعة تقدم المستقبل إلى الحاضر ، أيضا نفس سرعة تحول الحاضر إلى الماضي ، كذلك الأمر هي نفس سرعة ابتعاد الماضي ( وجميع حوادثه وأحداثه ) في الماضي الأبعد فالأبعد .
بينما السرعة التزامنية مختلفة ، وتمثل الحركة الأفقية ، حركة الحاضر فقط ، وهي تتحدد بدلالة سرعة الضوء ( تساويها في الحد الأدنى ، لكن بشكل منطقي تفوقها سرعة ) .
3
اتجاه حركة الزمن
يتجه الزمن وفق الحركة التعاقبية من الماضي أولا ، إلى الحاضر ثانيا ، والماضي أخيرا .
بينما اتجاه الزمن وفق الحركة التزامنية من الحاضر 1 ، إلى الحاضر المجاور 2 ، إلى الحاضر الأبعد 3 ، ... وهي حركة منتظمة وذات سرعة ثابتة أيضا ، تتمثل باختلاف التوقيت على الكرة الرضية كما هو معروف للجميع .
4
سرعة حركة الزمن
لحركة الزمن نوعين من السرعة :
1 _ السرعة التعاقبية ، هي التي تقيسها الساعة .
2 _ السرعة التزامنية ، تتحدد بدلالة سرعة الضوء وتساويها على الأقل .
....
ملحق
1
خلاصات ونتائج لأبحاث سابقة
الحاضر سبب + صدفة .
الماضي سلاسل سببية بدلالة الحياة .
المستقبل احتمالات مجهولة المصدر بدلالة الزمن .
....
الرجل الذي لا يحترم قوانين الرجال والنساء أيضا ، لا يحترم أحدا ولا يحب نفسه ، والعكس صحيح أيضا بالنسبة للمرأة .
....
قانون الحياة سبب ونتيجة ، بينما قانون الزمن صدفة ونتيجة .
الماضي مصدر الحياة ، والمستقبل مصدر الزمن .
2
الالتزام والإيثار ، والعلاقة بينهما بدلالة النظرية الجديدة للزمن ؟!
الالتزام عتبة الحرية وشرطها الثابت ، والمشترك .
الالتزام أو الانتقال من اللوم ( موقف الانكار أو الضحية ) إلى المسؤولية ( الموقف النقدي ، التبادلي والموضوعي بطبيعته ) علامة النضج الفردي وماهيته .
....
الايثار سلوك مشترك بين الأحياء العليا ، يتمحور حول التنازل عن المصلحة الشخصية أحيانا ، لأجل آخر ، والتضحية بالنفس في الحالة الحدية .
سلوك الإيثار ثنائي بطبيعته ، النوع الأول والمشترك بيولوجي ولا إرادي نموذجه السلوك بدافع من الغريزة الأم ، بينما النوع الثاني ( الإنساني ) هو موقف عقلي وإرادي صرف .
وبين الحدين الغريزي والارادي ، توجد تدرجات لامتناهية في الصغر .
كما يوجد نوع آخر من الإيثار يتعلق بحب النفس والاحترام الذاتي .
....
المقدرة على التضحية بالجيد لأجل الأفضل ، يسميها ستيفن كوفي بعملية الانتقال من الذكاء إلى الحكمة . بينما موقف علم النفس الكلاسيكي والحالي أيضا على خلاف ذلك :
يعتبر أن حرية الإرادة أسطورة .
أو بعبارة ثانية التضحية بالجيد والأفضل معا ، لأجل المتوسط !
....
الزمن بين الفلسفة والعلم 2

بالكاد تغير أي شيء ، بخصوص معرفتنا العلمية للزمن خلال أكثر من ألف سنة ، قبل مغامرة اينشتاين بالطبع !
1
( استعادة كرامة الفلسفة العربية ) ...
العبارة التي أثارت استياء وسخط القراء _ صديقات وأصدقاء كثر !؟
ما الذي يعرفه العالم ، الفلسفة والعلم خاصة ، عن الزمن مع بداية العقد الثالث للقرن الحالي ؟!
أعتقد أن الجواب يقارب الصفر .
عرضت سابقا موقف كلا من نيوتن واينشتاين من الحاضر ، بشكل تفصيلي وأكثر من مرة ، وبينت بوضوح أن نيوتن يركز على الحركة التعاقبية للزمن فقط ( حركة الوقت التي تقيسها الساعة ) ، بالمقابل يركز اينشتاين على الحركة التزامنية فقط ( الحركة التي تتحدد بالمسافة بين الملاحظ والحدث ، وتتحدد سرعتها بدلالة سرعة الضوء ) .
وحتى اليوم ، لا يوجد أي شكل من التوافق أو الاتفاق على الحاضر في الأوساط العلمية أو الفلسفية أو في الوسط الثقافي بالعموم ( طبيعته ، وحدوده ، وأنواعه ، وأشكاله ) ...وغيرها من الأسئلة التي يتجنبها الفلاسفة والعلماء وغيرهم .
وهذا الوضع أو الموقف العالمي ، الذي يتمثل بالجهل التام بالزمن والوقت والحاضر ، حيث يتهافت الاعلام لاجترار الرطانة العلمية أو الفلسفية ( زمن ميقاتي ، وزمن نفسي ، وزمن السرد ، ...) وهي عبارات جوفاء .
....
بالمستوى الفكري الحديث ( الفلسفي خاصة ) نعرف الزمن ، بوجوهه الثلاثة المستقبل والحاضر والماضي ، كمتلازمة فقط .
بعبارة ثانية ، لا نعرف عن أنواع الزمن الثلاثة حتى اليوم 29 / 5 / 2020 سوى ما تروجه وسائل الاعلام ، من الرطانة العلمية والثقافية من كلام _ يكاد يخلو من المعنى والخبرة معا .
وبالمستوى العلمي ليس الحال أفضل ....
نحن نعرف الزمن كعنصر في متلازمة ، بدلالة السرعة والمسافة فقط .
2
أنواع الزمن ، تسمية أكثر دقة وموضوعية من وجوه الزمن .
....
أعتقد أنه ، يمكن تقديم تصور جديد عن الزمن وأنواعه بدلالة الكرة الأرضية :
الماضي داخلي ونسبي بطبيعته ، يتجسد بالكرة الأرضية من الداخل بصورة حصرية .
( الماضي وجود بالأثر )
المستقبل خارجي وموضوعي بطبيعته ، يتمثل بالكرة الأرضية من خارجها فقط .
( المستقبل وجود بالقوة )
بينما الحاضر هو المجال ( الدينامي والمجهول إلى اليوم ) بين الماضي والمستقبل .
( الحاضر وجود بالفعل ) ...الوجود بالفعل يتضمن الوجود بالقوة والأثر .
.....
الحاضر يتضمن الماضي والمستقبل بالتزامن :
الجانب الحي من الحاضر ، هو نتيجة الماضي .
والجانب الزمني من الحاضر ، هو نتيجة المستقبل .
بينما الجانب المكاني من الحاضر ( الإحداثيات ) ، حيادي بطبيعته .
3
الرطانة الاجترارية عن الزمن ( والوقت ) ، الزمن النفسي ، أو زمن النص ، أو زمن الحدث ...وغيرها من الثرثرة الفارغة .
ملحق 1
كلنا نتذكر سؤال الطفولة : أين أذنك ؟
وعندما نشير إلى القريبة أولا ، نتلقى السخرية والهزء ، غلط .
وعندما نشير إلى البعيدة ، تتحول القهقهة إلى عربدة سفيهة .
بعدها ، مع التكرار المؤلم ، نستبدل الحاجة إلى الحب والصداقة ، بالحاجة إلى عدو .....
غالبا ما يحدث ذلك على المستوى اللاشعوري وغير الواعي ، وهو الأخطر .
بسرعة نتعلم ، عن طريق التجربة والتكرار الشك بالواقع الموضوعي وننكر خبرتنا .
وبسرعة نفقد موهبة الحدس ، ايجاد المعنى والتكامل بين الاحساسات المبعثرة .
....
التعاون والتنافس متلازمة مثل وجهي العملة ، لا وجود مفرد لأحدها .
التنافس في حده الأقصى ، يتحول إلى علاقة : مفترس فريسة .
التعاون في حده الأقصى يتحول إلى علاقة : عبد _ة وسيد _ ة ، أو علاقة سادو _ مازوشية .
ملحق 2
" يوجد كون آخر مواز ، يتحرك فيه الزمن بشكل معكوس ، ومعه تنعكس قوانين الفيزياء "
تلك العبارة الصادرة عن وكالة ناسا " الشهيرة " تذكر بالحداثة الشهيرة الموازية بين ، طالب يتقدم لامتحان القبول في قسم الفلسفة بجامعة القاهرة عشرينات أو ثلاثينات القرن الماضي .
يسأل الأستاذ التلميذ : لماذا اخترت دراسة الفلسفة ؟
الجواب : لأعرف العالم وأفهم سر الكون .
يرد الأستاذ : أنت ناجح ، اعتبر نفسك طالبا في كلية الفلسفة من اللحظة ، لأنك تقول كلمات كبيرة بلا المعنى .
الأستاذ كان اسمه طه حسين ، والتلميذ كان اسمه نجيب محفوظ .
ملحق 3
لماذا يصدق فرد _ حتى اليوم _ مطلع العقد الثالث للقرن 21 ، كلام وسرد ( بلا سند ويخالف المنطق غالبا ) من وسائل الاعلام أو الكتب الصفراء ، ويعتبرها خبرة صادقة وتقارب الحقيقة إلى درجة اليقين ، وبنفس الوقت يرفض عشرات الأدلة المنطقية والتجريبية على اتجاه حركة الزمن : من المستقبل إلى الحاضر ، وأخيرا الماضي ؟!
وقد يكون هذا الفرد أستاذا في الفلسفة أو الفيزياء أو الرياضيات وغيرها ؟
أعتقد أن الجواب الحقيقي ، في المصحات النفسية والعقلية التي تحتاجها بلاد العرب والمسلمين مثل الماء والغذاء .
.....
ملحق 1
لماذا يخاف الناس من التفكير ؟!
ملحق 2
يخطر ببالك فكرة ( خلال القراءة والكتابة أكثر ) ، باللحظة ذاتها تغيب عن بالك .
وبعدها تضيع الفكرة ( الجديدة ) إلى الأبد .
ملحق 3
علاقة الحب والخوف ، هي المشكلة والحل بالتزامن .
بين الحب والخوف _ التعاون والتنافس ، وبين الأربعة الإنسانية .
....
....
الزمن بين الفلسفة والفيزياء _ الباب 1 ف 1

1
الوقت والحاضر خاصة ، بين الفلسفة والفيزياء
الفيزياء النظرية فلسفة .
الفيزياء التطبيقية رياضيات .
الفيزياء علاقة حديثة بطبيعتها ، تتلازم مع الكيمياء بشكل موضوعي من الخارج .
....
ما هو الحاضر ؟!
لا أحد يعرف الحاضر اكثر منك .
( حتى اليوم 4 / 6 / 2020 ) .
....
غاية هذا الكتاب ( البحث ) ، أن يصل مع القارئ _ ة إلى فهم الحاضر ( طبيعته ، وماهيته ، وحدوده الحقيقية سواء النسبية منها أو الموضوعية ) ، بدلالة موقف اثنان من أبرز الفيزيائيين الكلاسيكيين ( النظريين ) من الحاضر نيوتن واينشتاين معا ، بشكل منطقي وتجريبي أيضا .
الادعاء كبير ويلامس الغرور ، ويتعذر تحقيقه غالبا ، لكنه خطوة في طريق ... أعرف واعترف من بداية الرحلة ، هي مخاطرة في المجهول .
2
الحاضر مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته ، ليست أولية أو بداية كما أنها ليست أخيرة أو نهاية .
هذه خاصية الحاضر الأساسية ، وهي ظاهرة مباشرة ، مشتركة ومتفق عليها ( بين العلم والفلسفة والدين ) .
الاختلاف حولها فقط بين الموقفين الكلاسيكيين _ المتناقضين _ العدمية والموضوعية ، حيث يعتبر أصحاب الموقف الأول أن الحاضر هو الحقيقة الوحيدة في الوجود ، بينما يقوم الموقف الموضوعي على الاعتراف بحقيقة الماضي والمستقبل بالإضافة إلى الحاضر .
( هذا الموضوع ناقشته بشكل تفصيلي وموسع في الكتاب الأول " نظرية جديدة للزمن " ) .
....
الحاضر منطقة وسطى أيضا ( او مجال ) بين الماضي والمستقبل .
يعتبر الموقف التقليدي أن حركة الزمن وحركة الحياة واحدة ، بشكل ضمني وصريح معا .
بينما تقوم النظرية الجديدة للزمن على النقيض ، حيث تعتبر أن اتجاه حركة الزمن عكس اتجاه حركة الحياة ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا وفي النهاية .
....
التصنيف الثنائي ضروري ، لكن تنقصه الدقة ، وغالبا لا يكفي .
3
المشكلة في فهم الزمن أو الوقت ( والحاضر أكثر ) ، تعود بشكل أساسي إلى الجانبين اللغوي والفكري ، بالإضافة إلى المنطق والتجربة .
حيث أن الزمن ، يعتبر عادة ملحقا بالحياة ، والبعض ينكر وجوده سوى كتركيب عقلي فقط ،أو أنه أحد عناصرها وجزئياتها .
مثلا كلمة الحاضر ، معناها الأول يدل على الوجود وليس على الزمن ، وهي تستخدم بشكل ثانوي للدلالة على الزمن .
ويتكرر الأمر نفسه بالنسبة لبقية حالات الزمن ومكوناته ( كالماضي والحاضر والمستقبل ، أنواع الزمن الثلاثة الحقيقية ) .
من الجانب المنطقي تبدو المشكلة مضحكة ، بعد فهمها بشكل حقيقي .
....
هل يمكن أن يكون الانسان أكبر من أبويه في السن ؟
قبل العاشرة يفهم الطفل _ة ، أن هذا النوع من التفكير لاعقلاني ( وغير منطقي ) .
لكن الرغبة ( بواسطة الحاجات العقلية الخاصة ، المتناقضة وغير المنطقية بطبيعتها ) تدفعنا باستمرار في اتجاه اللاعقلانية وضد المنطق .
4
العلاقة بين المطلق والنسبي ، تتكشف وتبرز بوضوح في الموقف الإنساني ( الموضوعي ) .
1 _ قبل الولادة ، يكون الفرد في المستقبل .
لنتخيل جميع من سيولدون بعد سنة ( وحتى نهاية الزمن _ إن كان له نهاية ) .
2 _ بين الولادة والموت ، يصير الفرد الإنساني في الحاضر الجديد _ المتجدد ...
يعرف الحاضر بالحضور والعكس أيضا ، يعرف الحضور بالحاضر .
( وهذا الموضوع سوف أناقشه بشكل موسع عبر الفصول القادمة ) .
3 _ بعد الموت ، ينتقل الفرد الإنساني إلى الماضي الموضوعي .
بكلمات أخرى ، يوجد الانسان عبر ثلاثة مراحل متعاقبة :
1_ الوجود بالقوة ، يمثله جميع من لم يولدوا بعد .
2 _ الوجود بالفعل ، يمثله جميع الأحياء .
3 _ الوجود بالأثر ، يمثله الموتى بلا استثناء .
....
من لا يستطيع فهم الفقرة السابقة لديه مشكلة في الفهم المنطقي .
ومع ذلك سأكمل ...
الزمن مطلق وموضوعي ومتحرك باستمرار ( كيف ولماذا !! ) .
الحياة والزمن جدلية عكسية .
المكان والزمن والحياة والمادة ( التجانس ) ، أبعاد الوجود الموضوعي الأساسية ، وهي غير قابلة للإختزال أو الإختصار .
بعبارة ثانية ، لا وجود لأحدها بمعزل عن الثلاثة المتبقية .
_ لا وجود للحياة خارج الزمن والمكان والمادة .
_ لا وجود للزمن بشكل منفصل عن الحياة والمكان والمادة .
_ لا وجود للمكان بشكل منفصل عن الحياة والزمن والمادة .
_ لا وجود للمادة بشكل منفصل عن المكان والحياة والزمن .
ربما ، من الأفضل استبدال الحياة بالوعي ، أيضا المكان بالإحداثية ، والزمن بالوقت ، أيضا المادة بالعلاقة أو التجانس .
....
المكان يتمثل بالإحداثية ، وهو مطلق وغير محدود بطبيعته .
الزمن طاقة حركية من المستقبل إلى الماضي . وينتقل بحركة وسرعة مركبة ( مزدوجة بالحد الأدنى ) : السرعة التعاقبية وهي التي تقيسها الساعة ، والسرعة التزامنية وهي تتحدد بدلالة سرعة الضوء ، حيث تساويها أو تتجاوزها كما أعتقد ( الاحتمال الذي يبدو منطقيا اكثر ) .
الحياة تمثل البعد الثالث للوجود ، وقد تكون ردة فعل على الزمن .
والبعد الرابع للوجود ، يتمثل بالمادة أو العلاقة أو المتلازمة أو درجة التجانس ، وتشرح البعد الرابع ( المادي ) الكيمياء الحديثة ، عبر تحديد العناصر الأساسية المختلفة وتصنيفها .
5
أنواع الزمن الحقيقية ، المعروفة إلى اليوم ثلاثة فقط ، الماضي والحاضر والمستقبل ، وكل نوع منها يمكن تجزئته بشكل لا نهائي وبلا حدود .
....
....
الزمن بين الفلسفة والفيزياء _ باب 1 ف 2

طبيعة الحاضر وماهيته
لنتأمل لحظة ولادة طفل _ة ،...
قبل سنة لم يكن هذا الطفل _ة في الحاضر ولا في الماضي بشكل تجريبي .
إذا ، كانوا في المستقبل فقط هي _ هو ، وجميع من لم يولدوا بعد .
لكن ، بالمقابل وبنفس الوقت هم تكملة طبيعية للأبوين عبر سلسلة ماض ، حاضر ، مستقبل .
1
علاقة الحاضر والوقت تشبه علاقة قطرة الماء والمحيط ، هي علاقة كمية وغير نوعية .
أيضا علاقة الوقت والزمن ، كمية بدورها ، مع بعض الاختلاف . حيث الوقت يمثل الجانب الإنساني من الزمن ، وهو محدد بقواعد ومصطلحات مثل اللغة . بينما الزمن خارجي ، وموضوعي ، ومطلق ( لا يمكن تحديده بمعاييرنا الحالية ، وربما في المستقبل أيضا ) .
....
ذكرت أكثر من مرة ، مواقف نيوتن واينشتاين المختلفة ، من الحاضر ( ومن الزمن أيضا ) ، إلى درجة تقارب التناقض .
يمثل نيوتن الموقف الكلاسيكي من الزمن والوقت والحاضر ، حيث يعتبر أن الزمن هو ماض يتحول إلى مستقبل كل لحظة . واللحظة وفق ذلك المنظور ، الذي يتصل بأفلاطون ، تمثل فترة لامتناهية في الصغر ، ويمكن اهمالها . والنتيجة يمكن اهمال الحاضر ( وإنكار وجوده عمليا ) .
موقف اينشتاين من الحاضر يمثل الموقف الحديث ، والحالي بنسبة مرتفعة ، وهو يعتبر أن الحاضر يجسد المسافة بين المشاهد والحدث ( المسافة بين الذات والموضوع ) ، وبالتالي الحاضر موجود بشكل موضوعي ، وحقيقي بالتزامن .
أعتقد أن كلا الموقفين ناقص ، مع أنهما يشكلان معا خطوة حقيقية لفهم الحاضر بالتزامن .
الحاضر دينامي ، ومزدوج ، بطبيعته
لنعد إلى مثال الطفل _ة لحظة الولادة ، قبل سنة كان في المستقبل ( الوجود بالقوة ) ، بالتزامن وبنفس الوقت ، كان موجودا بالقوة أيضا في جسد كلا الأبوين ، عبر سلسلة غارقة في القدم ، وتتصل بالإنسان الأول ( المزدوج ، أم وأب : الأقدم ) بصورة مؤكدة .
....
العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل ، ما تزال غير مفهومة بشكل كامل ، وواضح .
مع أن خطوة كبيرة تحققت بالفعل ، بعد فهم ومعرفة اتجاه حركة الزمن من المستقبل إلى الحاضر ثم الماضي أخيرا ( على العكس تماما من اتجاه حركة الحياة ) .
2
الحاضر رباعي البعد في الحد الأدنى .
الحاضر الوجودي يتضمن بقية الأبعاد ( المكان ، والزمن ، والحياة ، والمادة ) .
1 _ الحاضر المكاني ( بدلالة الاحداثية ) مطلق ، وبدون اتجاه .
2 _ الحاضر المادي ( بدلالة التجانس أو الكثافة ) ، بدون اتجاه أيضا .
3 _ الحاضر الزمني ، مرحلة ثانية ، حيث المستقبل أولا والماضي أخيرا .
4 _ الحاضر الحياتي ، مرحلة ثانية أيضا لكن معاكسة ، الماضي أولا والمستقبل أخيرا .
....
بدون شك هذه الفقرة ، عسيرة الهضم وثقيلة الدم ، لكن ليس بيدي حيلة .
أمامي خيار دغمائي فقط : إما أو
الصدق المزعج أو الكذب اللطيف
اخترت الصدق ، وسوف أكمل
3
النظام الثقافي العالمي ، الحالي ( اللغوي والفكري خاصة ) غير منطقي .
يتناقض مع الملاحظة والتجربة .
....
يتمحور العلم الحالي بكامله ، حول فكرة خاطئة عن الزمن ( والوقت والحاضر ضمنا ) .
4
حدود الحاضر ، ومشكلة اينشتاين ( العودة النكوصية إلى بوذا _ عكس موقف الدلاي لاما ) ..
نفس الخطأ وقع فيه فرويد بالتزامن مع اينشتاين وغيره ، خلط الحقيقة الموضوعية بالشعور والانتباه .
بعبارة ثانية ، مشكلة الموقف الموضوعي والموقف والذاتي ، غير محلولة إلى يومنا ( بحسب معرفتي ) .
5
يكرر فرويد نفس المثال ، حول الشعور بدلالة الانتباه ، وأن من يذهب إلى عيادة طبيب الأسنان ، مثله يشبه الذهاب إلى موعد غرامي أول ، لن ينتبه إلى الأزهار في الطريق ولا تلفت انتباهه الأشياء المألوفة ، وحتى التي تؤثر فيه بشدة في الأحوال الطبيعية .
مثله أينشتاين ، يتحدث عن الزمن بدلالة الشعور ، وأن الأوقات الطيبة نشعر بها سريعة للغاية على العكس من الأوقات المؤلمة والطويلة .
....
المشكلة الشعورية ما تزال بدون حل ، وأعتقد أنها ستبقى كذلك لكونها تشكل البعد الأعمق في الشخصية الإنسانية ( مع معرفتنا اليقينية بأن الشعور مقياس مضلل غالبا ) .
لا أحد يعتمد في أيامنا على شعوره كدليل ومقياس للصحة ، بل العكس تماما ، لن يتردد أحد في اللجوء إلى المختبر والأطباء للتأكد من نوعية ورم حديث في جسده .
( لا أعرف أحدا لا يثق بالطب الحديث في حالات : حوادث الكسور أو الأورام السرطانية وفي أحسن الأحوال يكون موقف الشخص مزدوج منها ) .
....
....
ملحق 1
موضوع الحب والجنس خلال القرن العشرين ، يرتبط مع اسم سيغموند فرويد ، بشكل يشبه العلاقة بين الحاضر والوقت . لكن المؤسف الذي يدعو إلى اليأس أحيانا ، درجة سوء الفهم !
يشرح أريك فروم خطأ فهم ، وتفسير فرويد لقوة الدافع الجنسي ، مع أنه أهم اكتشافاته على الاطلاق :
كان فرويد يعتقد _ وقد بقي في موقفه المعاند طوال حياته _ أن حب الفتاة لأبيها والصبي لأمه هو رغبة جنسية حقيقية ، لكنها لاشعورية فقط .
مع أن بعض الانتباه ، يكفي ليفهم الشخص المتوسط أن الدافع الجنسي يمثل القوة الأساسية التي تبعد الفتاة عن أبيها والصبي عن أمه _ في اتجاه مرغوب فيه اجتماعيا _ حيث يحب الرجل امرأة غريبة وتحب المرأة رجلا غريبا ، بقوة الدافع الجنسي بشكل مباشر وغير مباشر معا .
نفس الأمر ( التعصب لفكرة وسوء تفسيرها ، مع عدم القدرة على فهم نواقصها ) تكرر مع أعلام التحليل النفسي مثل آدلر ويونغ على سبيل المثال لا الحصر .
.....
وضعت هذه الفكرة كتذكير شخصي لي ، ولقارئي _ت ، وكجرس للتنبيه على خطورة القراءة المتسرعة والخاطئة غالبا .
ربما أكون قد وصلت إلى درجة التعصب والانغلاق في فهمي للزمن ، والحاضر خاصة !
ملحق 2
الحب عتبة وشرط لكل ما هو حقيقي وجميل في حياتنا كبشر .
....
الحب أربع درجات ، أو مراحل ومستويات ، وعلاقتها تتام ولست تراتب .
وهي من الأدنى إلى الأعلى :
1 _ الحب بدلالة الحاجة .
2 _ الحب بدلالة الجاذبية .
3 _ الحب بدلالة الاحترام .
4 _ الحب بدلالة الثقة .
( المستوى 1 لا يتضمن سوى نفسه ، بينما 2 يتضمن نفسه مع المستوى 1 أيضا ، كذلك الأمر بالنسبة لبقية المستويات : الحب بدلالة الثقة يتضمن جميع أنواع الحب وأشكاله ، وهو المستوى الحقيقي والناجح فقط ، بينما الحب بدلالة الاحترام ، هو عتبة أو أنه مؤقت بطبيعته وسوف يتحول مع الزمن إلى الثقة أو التنافس ) .
التراتب معروف 1 أولا ، و 2 ثانيا ...الخ .
العلاقات المتتامة عكس علاقة التراتب .
علاقات التتام : الطفولة والمراهقة ، الغيم والمطر ، النار والدخان ، الهواية والاحتراف ، ... الحد التالي يتضمن الأول ، والعكس غير صحيح .
علاقات التراتب على النقيض ، الحد الأول يتضمن ما يليه ، والعكس غير صحيح .
....
علاقات التتام محور الصحة العقلية المتكاملة ، حيث البديل الثالث يتضمن الأول والثاني بينما العكس غير صحيح . أيضا البديل الخامس يتضمن الرابع والثالث والعكس غير صحيح .
....
العلاقة بين الشغف والثقة ، علاقة تتام لا ترادف ولا تناقض ولا اختلاف عادي ولا تراتب أيضا . الثقة تتضمن الشغف كمرحلة سابقة ، ويبقى العكس غير صحيح .
لهذا السبب كما اعتقد ، تفشل غالبية علاقات الحب ( الجنسي وغيره ) ، إذا لم تنجح العلاقة في النمو والنضج أو عند انهيار الثقة بين الطرفين _ الأطراف .
الشغف يمثل مرحلة العشق أو المرحلة الأولى للحب بدلالة الحاجة والجاذبية .
الثقة تمثل مرحلة الحب الناضج ، بدلالة الثقة .
ملحق 3
وضعت هذه الملحقات ، كنوع من جوائز الترضية...
أشعر بالتوتر ، ونقص الثقة بخصوص هذا البحث في الحاضر ( طبيعته وماهيته ) !؟
....
....
الزمن بين الفلسفة والفيزياء
الكتاب الخامس _ ب 1 ف 3

ما هي الحدود الطبيعية أو الحقيقية للحاضر ، ماهيتها وطبيعتها ، وهل يمكن تعريفها وتعيينها بشكل موضوعي ، ودقيق ؟!
1
يمكن تلخيص البحث السابق في طبيعة الحاضر وماهيته ، عبر بعض الأفكار المكثفة :
1 _ الحاضر مرحلة ثانية وثانوية بطبيعته ، فهو ليس أولا أو البداية بل تكملة ، كما أنه ليس أخيرا أو النهاية ، سواء بدلالة الزمن أم بدلالة الحياة .
2 _ الحاضر مجال متوسط بين الماضي والمستقبل ، وهذا كل ما نعرفه إلى اليوم بشكل منطقي أو تجريبي ( علميا أو فلسفيا ) .
ما تزال طبيعة الحاضر ( والزمن أكثر ) غامضة وشبه مجهولة ، وربما تبقى كذلك حتى نهاية هذا القرن !
هل هو ( الحاضر والوقت ) طاقة ، أم فراغ ، أم نظام رمزي فقط !؟
هذه الأسئلة ، وغيرها أيضا ، ما تزال في مجال غير المفكر فيه .
ليس في الثقافة العربية وحدها للأسف .
....
بحث الزمن _ والحاضر خاصة _ الذي أقوم به بشكل أعزل وفردي ، وخارج السياق تماما ، ربما يبقى في المجال الأدبي والفكري خلال حياتي .
وهنا لا أشكو ولا أشكر .
بل أجد نفسي غالبا ، على الحياد المطلق ، شبه بوذا وربما أبعد بخطوة .
هل يوجد وسط ثقافي ( معرفي وليس أيديولوجي فقط ) عربي بالفعل !
2
" الكون صدى أفكارنا "
أعتقد أنها من أجمل العبارات في القرن العشرين ، إن لم تكن أجملها قاطبة .
عبارة الدلاي لاما ، وكنت لأضيف وأفعالنا .
....
النظام الثقافي الإنساني الحالي 6 / 6 / 2020 ليس بحالة مثالية بالطبع .
ومع تحفظي على مختلف أشكال التصنيف ، فهي وسيلة معرفية وايضاحية لا غنى عنها .
يمكن تصنيف الثقافة العالمية الحالية بالمعيار الثلاثي ، من الأعلى إلى الأدنى ( حيث الأعلى يتضمن الأدنى بالضرورة ، خلال علاقات التتام ) :
1 _ الوعي ، وهو البديل الثالث الحقيقي لثنائية الفكر والشعور .
للأسف ما يزال نخبويا في عالمنا الحالي .
2 _ الادراك وهو المرحلة المتوسطة في النظام الثقافي الحالي ( بين غريزة القطيع وبين عقل الفريق ) ، أيضا مجال ومستوى متوسط بين الوعي وبين الاحساسات العشوائية والآنية ، بصرف النظر عن مصدرها ، سواء من داخل جلد الفرد أم من الخارج الموضوعي .
3 _ الاحساسات الآنية والمباشرة ، أو الادراك في المستوى النباتي فقط .
( هذه الفكرة ناقشتها بشكل سطحي ومختصر سابقا ، وسأعود إليها لاحقا ، نظرا لأهميتها المعرفية والثقافية عموما ، وليس في بحث الزمن والحاضر فقط ) .
....
استمرارية الحاضر ، هي الظاهرة الأكثر إثارة وغموضا وتشويقا ...
وأعتقد أن النظرية الجديدة للزمن تفسرها ، بشكل منطقي وتجريبي إلى درجة مقبولة .
3
حدود الحاضر لجهة الماضي تتعين بدلالة الحياة ، بمستوى الوجود بالأثر .
وبالمقابل
حدود الحاضر لجهة المستقبل تتعين بدلالة الزمن ، بمستوى الوجود بالقوة .
....
حدود الحاضر لجهة الماضي بداية ونهاية بالتزامن ، حيث ينتهي الحاضر ويبدأ الماضي عبر الزمن ، والعكس تماما عبر الحياة ، حيث حدود الحاضر لجهة المستقبل ، يبدأ الزمن أولا .
4
يبدأ الحاضر النسبي ( الشخصي ) لحظة ولادة الفرد ، قادما من المستقبل ووضع الوجود بالقوة ، كما ينتهي الحاضر الشخصي لحظة الموت ، في الماضي ووضع الوجود بالأثر .
ملاحظة هامة :
قبل ولادة الفرد يكون في المستقبل فقط ( أو بحالة الوجود بالقوة ) ، وهذه حقيقة استنتاجية .
حيث للزمن ثلاثة أنواع فقط : الماضي والحاضر والمستقبل ، والوجود هو بالضرورة عبر أحدها وبواسطته وفي مجاله . ويكفي نفي احتمال الوجود باثنين منها بشكل قطعي ، ليكون الوجود الحقيقي في الوضع الثالث .
....
الحاضر الموضوعي يتعذر تحديده .
يولد الفرد وكل كائن حي ( الانسان وبداية الحياة أيضا ) في مرحلة تالية ، حيث يوجد ما قبلها بشكل مسبق ، وليس بوسعنا معرفة ذلك الوضع ( الماضي الموضوعي لجهة الحياة _ أو المستقبل الموضوعي لجهة الزمن ) .
في هاذ المجال الفكري _ المعرفي ، ما تزال الفلسفة تتقدم على العلم بخطوة في الحد الأدنى .
لنتأمل قليلا سؤال ستيفن هوكينغ المكرر " لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل " ، علميا يعتبر السؤال مقبولا ، بينما يعرف أي طالب _ة فلسفة مبتدئ ، أن السؤال بهذا المستوى البدائي من المنطق ، ستكون نتيجته الرسوب وإعادة السنة .
5
مقارنة سريعة مع سؤال هايدغر " ما الذي تقيسه الساعة " ؟!
السؤال الأول ( لماذا لا نتذكر المستقبل ) ، يمثل حالة نكوص إلى مرحلة فكرية سابقة .
بينما السؤال الثاني يمثل قفزة معرفية بالفعل ، للقارئ _ة والكاتب _ ة بالتزامن .
الحاضر بدلالة الساعة ، يمكن إدراكه وفهمه بسهولة .
....
تتعامل الساعة مع الحاضر بوصفه ثنائية قبل / بعد ... لحظة أو دقيقة أو سنة ( أو مضاعفاتها أو أجزائها ) ، وبهذه الطريقة يفهم طفل _ة متوسط الذكاء فكرة الحاضر ، وخبرة الحاضر .
لا أحد يجهل قيمة وقته الشخصي ، بل العكس هو الصحيح ، حيث يمكن قياس درجة الصحة العقلية المتكاملة للفرد بمدى ، ودرجة ، القدرة على منح الوقت الشخصي ( من خلال الاهتمام وحسن الاستماع ) ، أو مهارة التركيز والتأمل .
بعبارة ثانية ، إنكار الوقت يمثل العامل المشترك بين مختلف الأمراض العقلية ، النفسية لا أعرف .
6
العلاقة بين الساعة والوقت ، مثال نموذجي على العلاقة بين الفكر والسلوك أو بين النظري والعملي ، العلاقة المعقدة بطبيعتها .
لولا الساعة كجهاز تقني ، أيضا كمصطلح ورمز ، لما تغير فهمنا للوقت وللحاضر عن فهم سبينوزا أو المعري أو نيوتن أو اينشتاين .
سمحت الساعة كأداة ومعيار موضوعي بقياس حركة الوقت ، وقبل أن نفهم المعنى ، منذ عشرات القرون .
لكن وللأسف الشديد ، بسبب الرطانة الفلسفية ما يزال الفهم الحالي للوقت وللزمن وللحاضر خاصة يشبه فهم نيوتن ، وربما بدرجة أدنى لغالبية الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع !
....
لا أحد يعرف النهاية .
لا أحد يصل إلى النهاية .
....
ملحق ثانوي
يمكن تحديد الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي ، بشكل موضوعي وبدلالة النظرية الجديدة للزمن خاصة ...
المرض النفسي لا ينفصل عن المرض الجسدي ، وهو بالمستوى الفيزيولوجي أو الاجتماعي ، وغالبا ما يشترك بالمستويين معا .
بينما المرض العقلي ، ينحصر في الجانب الثقافي والفكري . حيث لا توجد عيوب أو خلل في الجانبين الفيزيولوجي ولا الاجتماعي ، فقط الخطأ فكري ( لنتذكر هتلر وموسوليني وغالبية زعماء العرب والمسلمين ) .
في التصنيف الحالي بالثقافة العربية للمرض العقلي والنفسي ، الوضع بالمقلوب .
يوجد معيار آخر ، سهل وأكثر وضوحا ، المرض النفسي _ الجسدي ( الفيزيولوجي أو الاجتماعي معا ) مصدره الماضي . بينما المرض العقلي مصدره الحاضر وتصور المريض للمستقبل اكثر .
المريض النفسي _ الجسدي ، يتأخر عمره العقلي عن عمره البيولوجي لأسباب فيزيولوجية واجتماعية .
بينما المريض العقلي ، يتأخر عمره العقلي عن عمره البيولوجي لأسباب فكرية فقط .
....
بعبارة ثانية
الفرد الذي يجسد المثال النموذجي للصحة النفسية _ الجسدية ، من تقوده غريزة القطيع .
والفرد الذي يجسد المثال النموذجي للصحة العقلية المتكاملة ، من يقوده عقل الفريق .
بعبارة ثالثة
الصحة العقلية تتضمن الصحة النفسية ، لكن العكس احتمال فقط .
....
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 3
- الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 2
- الزمن بين الفلسفة والعلم _ الباب 1 ف 1
- الزمن بين الفلسفة والعلم 3
- الزمن بين الفلسفة والعلم 2
- الزمن بين الفلسفة والعلم 1
- الكتاب الرابع _ الباب الرابع
- الكتاب الرابع _ تكملة الباب 3 ف 3
- هوامش الكتاب الرابع
- الكتاب الرابع _ هامش 3
- الكتاب الرابع _ هامش 2
- الكتاب الرابع _ هامش 1
- الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1 و2 بعد التعديل
- الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 3
- الكتاب الرابع _ الباب 3 ف 1
- الكتاب الرابع الباب 3
- الكتاب الرابع _ الباب 2 مع فصوله الثلاثة
- الكتاب الرابع _ الباب 2 ف 3
- الكتاب الرابع _ الباب 2 مقدمة مع ف 1 و 2
- الكتاب الرابع _ الباب 2 صفقة القرن الحقيقية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب الأول مع فصوله