أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - النظام الرأسمالي في وعكة صحية














المزيد.....

النظام الرأسمالي في وعكة صحية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 17:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لماذا يحاول الإعلام الامريكي إقحام تهمة "العنصرية" في احداث وفاة جورج فلويد رغم إن كل مطلع على الوضع الامريكي يعرف إن لا علاقة للأمر بالعنصرية؟
تكنيك إستخدام الركبة على مؤخرة عنق المتهم هو من ضمن التعليمات والأساليب التي تتدرب عليها الشرطة الامريكية، وهذا "التكنيك" مستخدم بشكل شائع منذ زمن، يلجأ له الشرطي "حسب التعاليم والتدريبات التي تلقاها" في حالة مقاومة المتهم لأوامر الاعتقال.
تسمى هذه الطريقة (Knee-On-Neck) وقد استخدمت في هذه المدينة وحدها حسب التقارير المكتوبة في مراكز الشرطة 237 مرة في السنين الخمس الاخيرة ضد متهمين بيض وسود، وقام بها شرطة بيض وسود كذلك.. وكان من نتائج ذلك ان 16% من المعتقلين بهذه الطريقة يفقدون الوعي وينقلون للمستشفى.
هي إذاً قضية "قوة مفرطة" وليست إعتداءاً عنصرياً.
بالعودة الى جورج فلويد فكل التقارير تؤكد ان المتهم كان تحت تأثير تعاطي جرعة من المخدرات في حينها، بالأضافة الى انه كان مصاباً بفايروس كورونا ويعاني من مشاكل بالجهاز التنفسي بالاساس.
قانونيا، كل الدلائل تشير الى عدم أي وجود دافع عنصري، وشعبياً لم تحدث اي مشادات عنصرية عقب الحادث بين البيض والسود، الاَ ان الاعلام الامريكي يصر على اضفاء طابع العنصرية على الحادث؟ وكأنه يريد أن يحرف الإنتباه عن مشكلة غير مرئية تواجه المجتمع الأمريكي وهي أكبر من المشاعر العنصرية.
بعيدا عن ذلك، نحن نعرف إن المؤسسات الاعلامية في امريكا، خصوصا كبرياتها، هي صوت رأس المال، وهي الوسيلة التي تستخدمها طبقة الأثرياء في التأثير على الشارع وتوجيهه بالشكل الذي يخدم مصالح تلك الطبقة..
وليس الإعلام وحده من يحاول إشاعة العنصرية، ففضلا عن ذلك، أخذت بعض الشخصيات النخبوية تبالغ في موضوع "الممارسات العنصرية" ضد السود وعلى رأسهم الرئيس السابق باراك اوباما. وهذا دليل على انها ليست مشكلة اعلامية طارئة بقدر ما هي توجهات اعلى من الاعلام نفسه.
نعم، من يلحظ الاحداث ما بعد وفاة فلويد لا يلمح أي إشارة لوجود تطرف عنصري في الشارع الأمريكي وانما فقط وجود جوع جماهيري كامن، ليس بداعي الفقر، وإنما بسبب الفارق الطبقي الكبير بين طبقة المليارديرات من جهة، وعموم الشعب، من بيض وسود، من جهة اخرى.
تمثل هذا "الجوع" في نهب المحال التجارية الكبرى، وبضائع الشركات المعروفة التي تجني مليارات الدولارات من المواطن الامريكي، الابيض والأسود على حد سواء. حتى إن من يدخل الى متجر كبير وينهب براحة ضمير بضاعة ما، يبدو وكأنه يسترد حاجة من حاجياته، مسروقه منه شخصيا، وعادت اليه، قد يرميها بالشارع ولا يتركها لهم، وكمثال على ذلك ما انتشر من فيديو لشاب نهب اموال من احد المصارف ثم صعد على سقف حافلة لينثر الاوراق النقدية بالهواء، فرحاً.
هذا يعني إن ما يجري في أمريكا اليوم هو ليس "شد عنصري" بين لونين من البشر، وانما "شد طبقي" بين اثرياء يمتلكون حصة الأسد من الثروة، وعموم الشعب، الذي لا يذوق طعمها سوى على صفحات المجلات نصف الخلاعية وبرامج الترفيه المرئية، ويعيش في احلام يعرف انها لن تتحقق.
وهذا "الجوع" النسبي، هو نوع من المشاعر الجماهيرية، تخلقها الهوة الطبقية، المستمرة بالاتساع، بين أثرياء المجتمع من جهة والعامة من جهة ثانية، وهي من أصعب وأهم أعراض أمراض الرأسمالية.
لذلك أرى إن ما يجري في أمريكا اليوم ليس له علاقة بالعنصرية، وانما هو حالة مرضية، او فايروس اقتصادي يصيب النظام الرأسمالي، يحاول المريض ان يتلافاه عن طريق عقار إسمه "العنصرية" (وأحياناً التدين) يعالج به هذه الوعكة الصحية.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا لم تخطئ يا سادة
- دم على اصابع البابا
- حلوة يا زلمة
- العبادي يتصرف كسلطة احتلال في كوردستان
- كوردستان اليوم اقرب الى الاستقلال من اي وقت مضى
- السبب وراء وقف اطلاق النار
- وتعاونوا على الاثم والعدوان
- يلطمون على الحسين.. ويرقصون مع يزيد
- ماذا استفاد العراق من كوردستان
- ماذا لو طالب الفلسطينيون باستفتاء
- ما سر العلاقة بين حزب الله وداعش؟؟
- ما السر.. اوربا تكافح النازية.. وتدعم الاسلام
- بين عبد الحسين عبد الرضا.. وياسر الحبيب..
- من الذي يدفع الكورد باتجاه اسرائيل؟
- سانت ليغو.. تعديل ام تحريف؟؟؟
- مقتدى الصدر في السعودية... ساعي بريد لا اكثر
- عمار الحكيم... الخروج من شرنقة الصبى
- استفتاء كردستان وحرب المياه القادمة...
- تخويف الكرد الفيليين من استقلال كوردستان.. لماذا؟
- تركيا اكبر المتضررين من عزل قطر


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - النظام الرأسمالي في وعكة صحية