أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - الغربان السود














المزيد.....

الغربان السود


بهلول الكظماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 07:05
المحور: كتابات ساخرة
    


  ( بغداديات )

يتطيّر العرب من الغراب , وخاصّة النساء تتشائم منه كثيراً , و يعتبر نعيقه نذير شؤم و خراب و دمار , كما انّ الكثير من الفرق الدينيّة تحرّم أكله لأنّه من الكواسر و آكلي الجيف .
و قصّتنا البغدادية اليوم مختصرة بمثل عراقي يقول : غراب يكول لغراب وجهك اسود .
و يضرب هذا المثل للذي لا يعترف بمعاءب نفسه , بل يفتّش عن معايب غيره ليغطّي بها النقص الموجود في داخله , ولربّما يسقط ما في نفسه على الآخرين لكي يشغل الناس عن نقصه و الهائهم بنقص غيره .
وغالباً ما يفتّش من يحسّ بهذه الضعة في النفس عن نقص حاصل , أو يفتعله إن لم يوجد في الذين هم أحسن حالاً منه لينتقصهم , فيكون بذلك متابعاً أو متسقّطاً أو صائداً لعثرات الكرام , بل حتى يقوده استغراقه في نورجسيته ان ينعت حتى الحمامات البيضاء بالغربان .
أقول مع احترامي لشعوبنا العربية والاسلاميّة , أرى الكثير ممّن فشلوا في أن ينزلوا العلم الاسرائيلي الذي يرفرف على مبنى السفارات الاسرائيلية في عمان و القاهرة و نواكشوط و فشلوا في أن يضعوا حدّاً ( ولا أقول أن يغلقوا ) المكاتب و الممثليّات الاسرائيلية في الدوحة و الدار البيضاء و تونس العاصمة , إضافة للذين فشلوا في الوصول إلى قاعدتي العديّد و السيلية ( تلك القاعدتين الّتين تحتمي بهما قناة الجزيرة _ قناة اليهودي ديفيد كمحي _ في قطر ) و غيرها من القواعد المنتشرة في خليجنا العربي أقول لجميع هؤلاء :
من كان بيته من زجاج فلا يرمي الآخرين بحجر .....!
يا أبناء عمومتنا و أبناء خؤولتنا :
الاستعمار تتعدد صوره ...! فطيلة عمر الاستعمار لم يكن احتلالاً عسكرياً فقط , قد يكون الاحتلال العسكري في كثير من الأحيان , قد يكون أهون أنواع الاستعمار البغيظ , وذلك لأنّه واضح المعالم و جليّ للعيان مثل الشمس في رابعة النهار !
و لكن الويل كلّ الويل للاستعمار الخفي .
الاستعمار الخفي مثل حرامي الليل الذي يستغفل أصحاب الدار وهم ( يغطّون في سابع نومة كما يقول المثل العراقي ) يغطّون في سبات عميق .
اوجّه كلامي هذا للذين استقطبهم الاحتلال الانكلو أمريكي وأستدرجهم من كلّ حدب و صوب بأسم السلفية الجهادية ليصفّي معهم و مع العراقيين حسابه على أرض العراق , وعلى حساب راحة وطمأنينة الشعب العراقي , أقولها لهؤلاء الغربان السود و قد طالت عملياتهم في قتل البسطاء و الفقراء من أبناء شعبنا المسالمين المدنيين لتبلغ من هؤلاء أكثر من خمسة و تسعين بالمائة من نسبة ضحاياهم , ولو كانت الغالبية من ضحاياهم من قوات الاحتلال لكانت لهم بعض اعذاراً عندنا !
أقولها لهم ( لهؤلاء الغربان السود ) و قد نصبوا العداء لكل شعبنا العراقي المظلوم , فالشيعة عندهم روافض , والأكراد خونة و السنّة مرتدّين !
فيا ترى من ستنتصرون له من الشعب العراقي الذي ادّعيتم أنكم قد قدمتم لنجدته و نصرته ؟
أقولها لهم , ( وهم المليئين بالفشل و الاخفاقات و النقص و العيوب والضعة ) مذكّراً إياهم بالحديث الشريف :
طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس !
مردّداً لهم البيت القائل : لو نظر الناس الى عيبهم ....ما عاب إنسان على الناس !
أقولها لهم : نحن أصحاب الديار , ونحن أعلم بما هو موجود في شعاب ديارنا .
فنحن نعلم علم اليقين إن أرضنا محتلّة من قبل قوّات أجنبية و نرفض هذا الاحتلال ... و لكن نحن نعلم وأنتم لا تعلمون إن بذور هذا الاحتلال قد وضعت و غرست في أرضنا صبيحة يوم 8 شباط 1963 المشؤوم , و لولا ذلك اليوم الأسود التي غرست فيه تلك البذور القذرة لما كان اليوم أي احتلال لأرضنا و اراقة لدماء شعبنا واستنزاف و ابتلاع لثرواتنا .
و كما دخلتم أنتم أيّها الغربان السود , أيها الغرباء الناقصون مع قوات الاحتلال , سبق أن دخل إلينا قبلكم الأغراب الناقصون : ميشيل عفلق , أكرم الحوراني , صلاح البيطار , محمد محجوب , عبد المجيد الرافعي , قاسم سلاّم , علي غنّام , منيف الرزّاز , زيد حيدر , شبلي العيسمي , .... الخ من الماسونيين المستعربين ( ولا أقول عرب ) لأنّ العروبة أسمى وأعظم من أن يوصف بها هؤلاء .
و كما اقتلعناهم و رمينا بهم في مزابل التأريخ , كذلك سنقتلعكم و الاحتلال الذي أتى بكم إلى عراقنا الحبيب والى أبد الآبدين بقوّة الله العزيز الجبّار و بوحدة صف شعبنا العراقي العظيم , سنة و شيعة , عرباً و أكراداً و تركمانا , مسلمين و صابئة و مسيحيين .... الخ .

تضامن :
أعلن تضامني و تأييدي للجماهير المؤمنة التي خرجت في مدينة كربلاء المقدسة وهي تندّد بعملية الاعتقال الغير قانونية و التي تجاوزت سلطات المحافظة و قامت باعتقال السيد رئيس مجلس المحافظة السيد عقيل الزبيدي بدون الرجوع الى السلطات الشرعية التي تسلمت أمور الامن في المدينة المباركة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيني
- ما بين كريّم و صديّم
- دفتر عبد كور
- السعلوّة
- صايه و صرمايه
- دكة عبسي
- الى الذين ستنتف لحاهم
- نص بيضه
- الخبز اليابس
- حارف رويسه
- طهارة الجامع
- بيضات كاكه حمه
- فحل, لو نثية
- بيت شلفاطه
- مشتهيه او مستحيه
- أتحاد خلف بن امين و عليوي خريكه
- الميّت ميّتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحه
- ملّه فطم
- بغداديات
- عملهه عملة جحا بباب الجامع


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - الغربان السود