أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - الخبز اليابس














المزيد.....

الخبز اليابس


بهلول الكظماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    


( بغداديات )
من ذاكرة الفلكلور العراقي المدوّنة شعبياً , ان اليهود في الموصل كانوا اذا انزلوا الميت الى قبره يضعون معه الى جانبه في القبر نوعين من الخبز , الاول خبزاً ( ليناً ) طازج , أي تازه باللهجة البغدادية , والنوع الثاني خبزاً يابساً .
و بعد ذلك يلقّنون ميتهم قائلين له :
لو جيكم بالهوني اعطونو خبز اللوني, وان جيكم بالعيبس اعطونو خبز الييبس.
أي إذا جاءك الملكان ( منكر و نكير ) بوجوه بشوشة و كان حسابهما ( لين ) سهلاً فاعطيه من الخبز ( اللين ) التازه, امّا اذا كان وجهيهما عبوساً ( عيبس ) وحسابهما عسيراً فاعطيه من الخبز اليابس .
و القصّة البغدادية ( أو المصلاوية ) الآنفة و المأخوذة من الفلكلور البغدادي برمتها وان جاءت واصفة التعامل النفعي ( البراكماتي ) لليهود حتى مع الملكان المقربان منكر و نكير و حساب القبر و الدار الآخرة , الا انها دائماً تضرب مثلاً لكل من يتعامل بنفعية و براغماتية مع المجتمع ككل.
و ألان عزيزي القارئ الكريم:
أنا شخصياً لا انكر وجود ( براغماتية ) مثل عليا صاعدة ( سامية ) يقابلها مثل عليا هابطة.
فهناك من طبق ما جاء في توصيات كتاب الأمير لميكافيلي من ذرائع نفعية إلى جوار من درس الفقه و الشريعة و طبق ذرائعه النفعية ( البراغماتية ) حسب مبدأ ( تزاحم الواجب ..... أو تسمية جلب المنفعة و درء المفسدة ) و كلا الطرفين يغلف مراميه حسب مسوغاته و تبريراته الذرائعية.
لكن الملفت للنظر إن كلا الفريقين كانا يتفقان على الآليات ديمقراطية لتسلّم السلطة عبر انتخابات تشريعية و قوائم تستلم المجموعة الفائزة بالأغلبية منها الحكم لادارة دفة الدولة المنهكة مقابل أن تستلم المجموعة التي لم تفز أو فازت بالأقلية تستلم المعارضة داخل الدولة عبر قبة البرلمان لتشخيص مواطن الخلل و تبيان مواقع ضعف الأداء و رصد الانحرافات ولتصحّح اتجاه مسار الحكومة و تقويم عملها و ترشيدها وفق القوانين المدونة في الدستور المتفق عليه و المصادق عليه بالاستفتاء .
كان كل هذا متفق عليه جميعاً لحد الأمس القريب قبل ظهور نتائج انتخابات الخامس عشر من كانون الثاني .
و كان الطرفان يعولان كثيراً كل منهما على الفوز الكاسح بثقة كبيرة .
و لكن الذي حصل أن فوجئ الطرف الذي لم يفز , أو كان فوزه بالأقلية بعد ان كان يحلم بالاكثرية الساحقة اذ استمد دعمه من دول خارجية اضافة لدعم القوات المحتلة له , ولكن الاصوات الشعبية خذلته و لم تصوت له اما بسبب عدم وعي التجربة الديمقراطية الحديثة العهد أو بسبب عدم قناعتهم به لتجارب سابقة فاشلة بالتعامل معه.
المحصّلة :
فوجئ الطرف الذي لم يفز بالاغلبية ليستغل هزيمته ( اليهودي الميت ) في قصتنا البغدادية آنفاً ,
و اليهودي الميت ألان كناية عن حزب البعث البائد و أيتامه الذين كانوا منتفعين من وجوده سابقاً اضافة الى اسياده الانكلو امريكان و على رأسهم السفير الامريكي زمال خليل زاد .
واتت حصيلة من ينوب عن اليهودي الميت , انهم ( اليهودي وأذنابه) لم يساوموا الفائزين إلا بالخبز اليابس فقط إذ لا مرونة و لا ليونة مع ( منكر و نكير ) وهما ( الفائزون و الشعب الذي انتخبهم ) , فلا مرونة لاهلنا مع حزب البعث البائد و ايتامه و المنتفعين منه .
لذلك لا وجود للخبز اللين في هذه المساومة .
أما مصير الخبز اللين المدفون إلى جانب هذه الفطيسة فسيأخذ طريقه هو الآخر إلى اليباس و يذهب مع صاحبه إلى غير رجعة بإذن الله .
فقدعرف الشعب العراقي طريقه و هاهو يتحرك للنزول إلى الشارع ليضع حداً لكل القتلة و الخونة و المرتدين .
وان غداً لناظره قريب .



#بهلول_الكظماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حارف رويسه
- طهارة الجامع
- بيضات كاكه حمه
- فحل, لو نثية
- بيت شلفاطه
- مشتهيه او مستحيه
- أتحاد خلف بن امين و عليوي خريكه
- الميّت ميّتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحه
- ملّه فطم
- بغداديات
- عملهه عملة جحا بباب الجامع
- عرب وين او طنبوره وين
- ديفد كمحي وشعرات الاصلع
- دعوة الى ثورة اخلاقية
- الدجاجه جوه التمن يا اعمه
- بغداديات ياهره يا هرع
- بغداديات - زغٌر ألصوره و كبٌر الصمٌونه
- كلمة لابد منها
- هذا ابٌيل
- رجٌال اللٌي يلفهه


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - الخبز اليابس