أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - حسن يوسفي: المسرح في طليعة الفنون التي برز تأثير كورونا عليها: إبداعا وإنتاجا وتلقيا















المزيد.....

حسن يوسفي: المسرح في طليعة الفنون التي برز تأثير كورونا عليها: إبداعا وإنتاجا وتلقيا


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 6587 - 2020 / 6 / 8 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


اعتبر الدكتور حسن يوسفي إننا إزاء لحظة تاريخية فارقة ومفصلية، وضعت كل شيء له صلة بنا في المحك: صحتنا، وجودنا الاجتماعي، وضعنا الاقتصادي، سيكولوجياتنا، علاقاتنا بالزمن وبالفضاء، قناعاتنا المتصلة بالواقع، الميتافيزيقا، حياتنا الطبيعية والثقافية وحميمياتنا...
وأضاف حسن يوسفي، وهو باحث وناقد مسرحي، وأستاذ بكلية علوم التربية بالرباط، خلال عرض قيم، تحت عنوان: "المسرح والجائحة: مساءلات في الجوهر والمفارقات" قدمه عن بعد، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بدعوة من جمعية أكورا للثقافة والفنون، مساء السبت 6 يونيو الحالي، (أضاف) أنه، وفي خضم هذه الجائحة الموسومة بكوفيد19 أصبح مفروضا علينا أن نستمر في الحياة وفق إحداثيات جديدة عنوانها الكبير: "أن نقنع بنصف حياة أو بربعها، بإجراءات وقائية مع الإفراط في الحذر والخضوع للحجر وإكراهاته..." موضحا أنه "في ظل شرط كورونا، تعيش الفنون بمختلف ألوانها وأشكالها أوضاعا صعبة، تتمثل في توقف الدورة الطبيعية للإبداع، وفي الانفصال القسري للمبدع عن المتلقي في الفضاءات العادية للعرض (دور السينما، المسارح، الأروقة، المتاحف وغيرها...) وتعرض مجتمع الفنانين بمهنه المختلفة للهشاشة الاجتماعية وللأزمة الاقتصادية، مؤكدا أنه، رغم أننا ما زلنا نعيش تحت وطأة الجائحة، وفي خضم تداعياتها، نستطيع أن نقول إن المسرح في طليعة الفنون التي برز تأثير كورونا على أبعادها المختلفة: إبداعا وإنتاج وتلقيا.
وأوضح الباحث أن هذه الجائحة فرضت الثبات في المكان، والتباعد الاجتماعي، والحجر الذي لم يمس الوجود الاجتماعي فحسب بل طال الحياة برمتها.
وهنا يتبين أن كل ما أفرزته الجائحة من خصائص في التجلي وفي التداعيات، يسير في الاتجاه المعاكس لطبيعة المسرح، ذلك أن جوهر المسرح، يتميز بثلاث خاصيات هي أنه: فن طقوسي، جماعي، حي.
وهي خاصيات صادرتها الجائحة بإجراءات إحترازية، حيث أغلقت المسارح، وفرضت العزلة، وفُرِّق بين الفنانين المسرحيين المنتمين للفرقة الواحدة، وبينهم وبين جمهورهم، كما تحولت العلاقة الحية المباشرة إلى علاقة عن بعد، إما في العالم الواقعي من خلال فرض "التباعد الاجتماعي" او في العالم الافتراضي من خلال التواصل عن بعد عبر الفضاء الرقمي...
ولأن المسرح، جسب الباحث، معروف بأنه فن لا يستسلم لأي نوع من الإكراهات، حيث لم تخفه الديكتاتوريات، وما أطفأ أنواره التعصب الديني، ولا أوقفت إشعاعه الحروب، وما استسلم لجبروت مجتمع الفرجة والمنافسة غير الشريفة مع الفنون الأخرى، ولم تزده الجوائح إلا رسوخا في أعماق الكينونة الإنسانية، لذلك، فقد لاذ، في زمن كورونا، بالرقميات ليستمر، وليجترح صيغا مغايرة لكي يبقى حيا.
وفي هذا الإطار، نلاحظ أن المسرح اليوم، في ظل هذه الجائحة، شأنه شأن العديد من الممارسات الثقافية والفنية الأخرى، أصبح في قبضة الفضاء الرقمي، عبر مظاهر مختلفة ارتبطت بمبادرات متعددة منها على المستوى الوطني، تجربة لفرقة مسرحية شابة من تيزنيت، هي فرقة "درامازيغ" التي أبدعت مسرحية بعنوان "بروميثيوس" اشتغلت فيها على تركيب رقمي لمشاهد مختلفة، متسلسلة ومترابطة في ما بينها، رغم أن كل مشهد منها صور في فضاء مختلف، جسدت عبرها مقاومة الفن من خلال شمعة ترمز إليه في زمن الحجر، يمررها الواحد إلى الآخر، في غرفته، وفي فضائه المغلق الذي هو فضاء الحجر. وهي مسرحية تشتغل بالصورة والضوء وحركة الممثلين وسينوغرافيا الفضاءات المغلقة، وتم تقاسمها على فضاء الفيسبوك.
كما توقف الناقد عند تجربة الممثلة المغربية فريدة البوعزاوي وهي فنانة تبدع عروضا قصيرة تحاكي شخصيات معينة من عالم الفن باستعمال الماكياج والزي بطريقة مبدعة، وهي تجربة تقاسمتها مع جمهورها عبر الفيسبوك وسمتها: "شخصيات الحجر".
أما على المستوى الدولي فاشار الأستاذ يوسفي إلى مبادرة إطلاق مسارح عالمية شهيرة لريبرتواراتها المسجلة، كي تشاهد عبر الانترنيت، منها: (مبادرة "تياتر ذو غلوب" بلندن، الذي أطلق الشكسبيريات).
ومبادرة "المسرح المسموع"، إما عبر مواقع بالأنترنيت أو عبر الهاتف مباشرة، واستشهد عليها بتجربة "في جوف الأذن" وتجربة "المسرح عبر مكالمة" (وهما تجربتان أطلقتهما فرق مسرحية من كندا)
علاوة على عروض مسرحية تقدم في فضاءات جديدة، وبطرق جديدة في العرض، مثل:
*مرآب السيارات كما فعلت فرق مسرحية ألمانية، عملت على احترام التباعد الاجتماعي، وقدمت عروضا تابعتها أعداد محدودة من الجمهور، وهم في سياراتهم، مع الحرص على ضمان وصول الصوت بشكل جيد من خلال توظيف تقنبات جديدة.
*الهواء الطلق، كما فعلت فرقة نيجيرية...
هذه المبادرات، وغيرها كثير عبر العالم، يقول الناقد، تبرز أن المسرح استطاع أن يخلق لنفسه ولجمهوره شروطا للتكيف مع المحن والازمات، وهذه الجائحة التي صادرت الأشكال الطبيعية لممارسته جعلته يخلق ممارسات مسرحية بإحداثيات جديدة ويجرب أشياء جديدة ويتجه نحو ما يمكن أن نسميه مسرحا خفيفا مثل مسرح السرد...
ولأن المسرح لا يقف عند هذا الحد، بل يستشرف اللحظة الآتية التي ستكون فيها معالم متخيل الجائحة قد اكتملت على صعيد الخطابات والأحداث والشخوص والمواقف والمفارقات، وهنا، يقول الناقد، سيتفجر أفق إبداعي مستلهم من الجائحة وتداعياتها الاجتماعية والنفسية والصحية والثقافية... ويوما ما سنقرأ عن حكايات المغاربة الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في بلدان أخرى بسبب الجائحة، بعضهم مات بالمرض أو بالإهمال... وحكايات عن الحياة الخاصة داخل الحجر، بعبارة واحدة، يوما ما سيحين الوقت لتنتقل العلاقة بين المسرح والجائحة من دائرة الشهادة إلى دائرة التخييل، ولحظتها، سنكتشف أن المسرح حوَّل هذه اللحظة المأساوية إلى لحظة إنسانية عابرة للزمان والمكان، وخلدها مثلما خلد في الماضي أحداثا وحروبا...
وعليه، يضيف الباحث، فإن المسرح، شأنه شأن أي ممارسة إبداعية، سيتفاعل بطريقته الخاصة مع الجائحة ومتخيلها وتداعياتها على الإنسان المعاصر.
ليختم بتساؤل عريض مؤداه: هل سيساعدنا المسرح الآتي على بناء قناعات جديدة للتعايش مع اختلالات العالم الجديد، والاستمرار في الإيمان بالحياة...؟ موضحا أن التجديد لا يتم إلا عبر ثورة سياسة أو طفرات فنية. وأنه حين تفشل السياسة في رعاية الحياة، ينتصر الفن في إبداع أشكال مغايرة من الكينونة، فلنثق إذن في الفن، وليبق المسرح فنا حاضرا متوهجا بيننا من أجل كينونة المستقبل.
وفي رده على تدخلات المتتبعين، اعتبر الناقد حسن يوسفي أن المسرح يخرج دائما منتصرا في اللحظات المفصلية التي يواجه فيها أزمة ما مع الجسد السياسي أو الديني أو الاجتماعي أو الثقافي، من زاوية أنه يجدد أساليبه وطرق إبداعه، ويجدد التفكير في المسرح الذي يحتاجه الناس.
وأضاف أننا لو حاولنا أن نستقرئ تاريخ المسرح منذ اليونان إلي اليوم، سنتوقف عند مجموعة من المنعطفات الأساسية التي أكد فيها المسرح أنه فن سيبقى ما بقيت الحياة.
وما نعيشه نحن اليوم من تجارب اجترحها المبدعون في كل بقاع العالم؛ تؤكد، حسب المتدخل، أن هذه المحنة أيضا سيخرج منها المسرح بأفكار جديدة؛ وتصورات وصيغ جديدة في الإبداع وفي التلقي.
ومن الناحية الإنسانية العميقة، أيضا سيخرج المسرحيون بقراءات لواقع الإنسان المعاصر في خضم هذه الحياة التي باتت مهددة بكائنات مجهرية غير مرئية، يمكن أن نقول أنها حرب غير متكافئة، كهذه التي نخوضها اليوم مع جائحة كورونا.
وبخصوص ما أسماه بعض المتدخلين "الأمية الإلكترونية" السائدة، تساءل الدكتور حسن يوسفي كيف كانت ستكون حياتنا لو أننا عشنا في ظل هذه الجائحة من غير تواصل عن بعد، أو بدون هذه الفنون التي أصبحت تأتينا إلى فضاء الحجر لكي تخفف عنا، هذه الحياة الجديدة؟!
بعدها، أشار الباحث أن الجائحة أعطت درسا للجميع على صعيد التعليم والثقافة والتواصل الاجتماعي... وأظهرت أن الكل أصبح مطالبا بأن يبذل جهودا لكي يطور علاقته بهذا الجانب، ويحاول أن يستحضر ما من شأنه أن يساعده على التواصل مع الناس ومع العالم، وأضاف أن علاقتنا بالرقميات وبالطفرة الإلكترونية؛ ستتغير، بعد كورونا، باعتبار أننا الآن مطالبون بأن نحصن جانبا من حياتنا، ونحتمي بهذا الملاذ.
وكشف المتدخل على أن الفنانين المغاربة عامة، والعديد من المسرحيين منهم خاصة عايشوا وضعية صعبة جراء الهشاشة الاجتماعية؛ والأزمة الاقتصادية التي كانت من تداعيات جائحة كورونا؛ وهذا يؤكد، حسبه، على أن الفنون كما لو أنه تم التخلي عنها في هذه اللحظة المفصلية. مع العلم (وهذه هي المفارقة) أنه لولا هذه الفنون التي أصبحنا نلجأ إليها في حجرنا الصحي؛ لكانت حالتنا اليوم في وضعية أخرى.
لذلك، أضاف، فإن الدولة مطالبة بأن تنتبه إلى أوضاع المسرح والمسرحيين، لأننا لا نعيش فقط بالأكل والشرب، بل نعيش أيضا بالفن والابداع والثقافة... لأن هذه الأشياء تحصننا في مواجهة الأزمات. لذلك، أعتقد أن الدولة كان عليها أن تفكر بشكل جاد في وضعية الفنانين المغاربة في هذه الفترة الحرجة.



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. محمد محيفيظ: تجربة الوباء أعادت طرح الأسئلة حول النظام ال ...
- الدكتور محمد محيفيظ: الوباء ليس بالقوة التي تدفع البشرية إلى ...
- المختار بنعبدلاوي: كورونا حالة ممتدة ينبغي التكيف معها والتغ ...
- السينما والرواية: خيبة الروائيين!!!
- كلميمة بلدة يحكمها من لا -كبدة- له عليها
- حتى متى تستمر -المندوبية الوزارية- في إقصاء الإبداع والمبدعي ...
- جماليات خطاب العتبات في القصة القصيرة جدا (نماذج مغربية)
- صورة المرأة في القصة القصيرة جدا وبُعْدُ النوع الاجتماعي
- نجيب العوفي و-عصابة الأربعة الكبار-
- فعاليات سردية تدعو إلى ترسيم الملتقى المغاربي للققج بالجزائر
- في -ملتقى فاس للقصة القصيرة جدا- -مسارات- تحتفي بالأديب حميد ...
- في ملتقاها الوطني الأول بفاس -مسارات- تضع القصة القصيرة جدا ...
- مقهى يعبق بأنفاس عمالقة الفكر والإبداع
- تأسيس -الائتلاف المدني من أجل الجبل- للنهوض بسكان المناطق ال ...
- فاس... محطة عبور المهاجرين نحو -الإلدورادو-
- أطفال الشوارع بفاس... ملائكة وشياطين
- تقرير أسود عن أوضاع القاصرين بسجون فاس ومكناس بالمغرب
- منة سيف: الكتابة ضد التحفظ والصمت
- ثريا نيني: الكاتبة المتمردة
- نينا بوراوي: كاتبة عصية على الترويض


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بنساعود - حسن يوسفي: المسرح في طليعة الفنون التي برز تأثير كورونا عليها: إبداعا وإنتاجا وتلقيا