أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مابين افرازات مابعد حادثتي البوعزيزي و فلويد














المزيد.....

مابين افرازات مابعد حادثتي البوعزيزي و فلويد


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان الثورة التي حدثت في العالم العربي مابعد حرق محمد البوعزيزي لنفسه في مدينة سيدي بوزيد التونسية كانت نتجية التراكمات الكبيرة للاعتراضات و ما نتج نتيجة الكبت المزمن جراء الظلم و ما اقترفته الايدي الدكتاتورية و من ثم انتشرت كالنار في الهشيم نظرا لتشابه الواقع العربي الى حد كبير من حيث السطلة و ظروف الشعوب السياسية و الاقتصادية و الثقافية والاقتصادية و نظرة الفرد الى الحياة و ثقافته الخاصة و و توجهاته و ما فرض نفسه عليه عقلا و فكرا و اخلاقا و نشأة من حيث المعيشة و التربية سواء من قبل العائلة او الشارع و ما فيه.
اما ما نراه اليوم, اي مابعد مقتل جورج فلويد في مدينة مينابولس الامريكية لم يكن حادثا عرضيا و فرديا بحتا كما يحلو للبعض تسميته بل هو ايضا نتيجة للتراكمات العقلية و النظرة الى الاخر اي من قبل الامريكي الابيض و نظرته الى الاسود كفرد او مجتمع او من قبل فئة معينة لاخرى مختلفة عنه . ربما الفرق الكبير بين الحادثتين الشرقية و الغربية هو في الارضية التي حدثت فيها, اي الواقع و الزمن و الظروف السياسية الاجتماعية مع ما هو عليه النظام هناك و ما كان عليه هنا و نظرة المجتمع الى سلطتهم و الروابط التي تربطهم, اضافة الى التشابه النسبي في مستوى المعيشة بين الشريحة الكادحة في البقعتين و مدى اختلافهما من حيث العقلية واللذان يؤديان بالفعل الى الحصول على النتيجة المختلفة.
النظام هناك الى حد ما ديموقراطي و في نسبة من الحرية التي يمكن ان تتحمل جدل واسع من حيث حقيقتها او ما فرض ما يمكننا ان نسميه المظهريات في الفعل المقصود و بشكليات تبان و كانها المفهوم الذي يروج له بينما تفرض السياسة المقضودة من قبل دائرة ضيقة و هي التي تحكم العالم و ليس الولايات المتحدة وحدها فقط، اي ان الديموقراطية التي تمر في الغرف الخاصة و توجه و يلعب بها بمن يضمن بها مصلحته هناك مع الدكتاتورية هنا و التي تنعدم ما يمكن ان نسميه غرفة الطبخ السياسي نتيجة خضوعه لمن فيها هناك او ما يُقرر لمن هو موجود هناك و ليس هناك ايضا, اي هو من يفرض نفسه في القرارات و يقف بعيدا و مخفيا عن الجميع.
الاحتجاجات التي يمكن ان نسميها ثورة الزنج العصرية مع من يشاركهم من البيض ان صح التعبير, مع الاختلاف لما حدث من قبل ابان التحرر و التطور الذي حصل و تاثيرات التقادم على واقع الحال. فيمكن ان يتوقع اي منا اخماد ما يحصل هناك في النهاية نتيجة ما يفرزه الواقع هناك و ما تفرضه اللعبة التي تدار من قبل المخفين و يفرضون ما يريدون على اللاعين و يمكن توجيه المنتوج لمسارات يخططها هؤلاء الجشعين في الغرف المظلمة.
تحدث الكثيرون عن ثورة اليسار و ما يشبهها على ما يحصل في امريكا دون ان ياخذوا بنظر الاعتبار ماهي المرحلة عليه و الارضية التي لم تتمخض فيها ما يُظهر لنا بانها نهاية المطاف او بداية ما تحدث عنه ماركس في نظريته و ما نسميه من حفر القبر المنتظرمن قبل الراسمالية نفسها. انها مقدمات لبيان الظلم و الجشع المرادف للنظام الراسمالي او ما يفرزه بشكل طبيعي ان اختصرنا ما يحصل.
حدثت تغييرات مختلفة الشكل و المحتوى فيما بعد ثورة ما تسمى بالربيع العربي و لازالت افرازاتها مستمرة و لم تستقر الحال لهذه اللحظة.
تبرز لدينا الاسئلة التي يمكن البحث عن اجوبتها لبيان ما يمكن ان نتوقعه او نستدله و نستقراه لمابعد ما يحصل في دولة راس الراسمالية العالمية، ومنها:
هل تؤدي الاحتجاجات و الخشونة التي تحصل ال ىتغيير داخلي في امريكا و بدورها يمكن ان تؤثر لدرجة و اخرى على العالم؟
هل تخمد الاحتجاجات و يمكن ان تكون سببا لما يمكن ان نعتبره تراجعا او خطوة للوراء فيما ينتظر من تقدم سير الراسمالية العالمية؟
هل توثر على الديموقراطية الامريكية و طبيعة الحرية الموجودة ام الانسانية وصلت الى حال يمكن ان تدفع الراسمالية المصلحية الى الخضوع لما تفرضه حياة الكادحين؟
هل ما يعد الاحتجاجات تختلف ولو جزئيا عما قبلها من حيث الوضع السياسي و الاقتصادي ان دعنا مؤثرات ما يخلفه فايروس كورونا على كافة الدول و منها امريكا في هذه المرحلة ايضا؟
هل طبيعة ما يحدث يمكن ان تشابه ما تسمى ثورة الربيع العربي و لكن بسلمية و تقدم نحو الامام و ليس كما حصل هنا نتيجة لما لاقته من المعوقات الكبيرة ؟
هل نحن امام انعطافة عالمية بعد كورونا و ما حدث في امريكا معه؟ و هل انها المرحلة المنتظرة و لكن بمواصفات مغايرة لما انتظرناها او توقعناها من مما يمكن ان يحدث لحياة الناس كام فهمناه في النظريات الماركسية حول التسلسل المرحلي للتغييرات و التنقل نحو ما لا يدع اي احتمال للتراجع؟
اما ما حدث في هذه المنطقة لما بعد ما سميت ثورة الربيع العربي يمكن ان نقارنها لما قبلها و نسال حولها ما يلي ايضا:
هل كانت بداية للتغييرات و لكن الواقع الاجتماعي السياسي لم يكن مهيئا ليتقبل التغييرات نتيجة الدوغمائية و الاسلام السياسي المسيطر؟
هل بات مفتاح التغييرات في جعبة من لم يكن اهلا له و اما دفنوه او غيروا مساره ما حدث به و استغلوه لهدف خبيث وغير ملائم للعصر؟
هل يمكن ان نعتبر ما حدث انعطافة و شوّه مسارها و لم يتقبلها المتشبثون بالافكار و العقائد الجمودية ؟
و اخيرا يمكن ان نسال فيما له العلاقة مابين الحتدثين سوية:
هل يمكن ان يتلاقى الحادثان اللذان يسميان ثورة هنا واحتجاجا هناك و اللذان بدءآ بشرارتين مختلفتين في الشكل و متشابهتين في المحتوى و العامل الفعال فيهما هو الواقع المزري للطبقة الكادحة؟
يمكن ان ننتظر لمدة قصيرة جدا كي نلمس الواقع المتغير و عندئذ يمكن ان نقيّم الحال و نجد انفسنا في اية مرحلة و وصلنا الى اي واقع و نصل الى اي مرحلة فيما بعد و متى و كيف تكون هذه المرحلة من كافة الجوانب.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة ماوراء مقتل جورج فلويد
- هل تنجح حكومة الكاظمي بنسبة معقولة ؟
- كورونا وكوردستان
- فوبيا الكورد لدى البعض
- ماهي الايادي الخفية التي تحكم العراق؟
- تكليف محمد العلاوي هو اصلا ترسيخ للمحاصصة و لكن..
- الكورد في العراق مابعد الاحتجاجات
- كيف يمكن التعامل مع السياسيين التجار في محاولاتهم لركوب الاح ...
- هل يخرج العراق من عنق الزجاجة؟
- بدات حرب الوكالة الان
- ان غدا لناظره قريب في العراق؟
- هل كل الثورات تاكل مبادئها؟
- ما تريده تركيا من الكورد؟
- هل يحقق اردوغان خارطة (العهد القومي)
- اثبت ترامب الشكوك التي حامت حول انتخابه
- ان لم تضمن انسانيتك لن ترسخ يساريتك
- استمعوا اليه فقط لتتاكدوا بانه ارهابي حقا
- اول رئيس امريكي من دون قيم
- هل يقرأ اردوغان التاريخ جيدا ؟
- لكي لا يسرقوا في السلام ما لم يتمكنوا منه في الحرب


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - مابين افرازات مابعد حادثتي البوعزيزي و فلويد