أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - فوبيا الكورد لدى البعض














المزيد.....

فوبيا الكورد لدى البعض


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6502 - 2020 / 2 / 29 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين اونة واخرى نقرأ و نسمع و نرى ما يعيده بعض ممن يعتبرون انفسهم بالمثقفين و لكنهم دخلاء على الثقافة و ما ورثنا من الحضارة في بلاد الرافدين، و هؤلاء ليسوا الا موتورين نتيجة التعقيدات التي حدثت في تاريخ العراق وما بدر من السلطات الطاغية التي افسدت ما كانت حتى الامس القريب شيء من التوافق النسبي بين المكونات، و اخر ما ازاح الغطاء عن الامر لحد لغاليغه هو النظام البعثي و افعاله و ظلمه الدائم. فاليوم نسمع او نقرا كثيرا اما من افرازات يتامى صدام او ممن ترعرعوا على التعنت و التعصب و تربوا على ثقافة الاستعلاء التي وردت الى العراق من الجزيرة القاحلة. فنجد اليوم الكثير ممن لديهم مرضا عضالا بكيانهم و نفسهم نتيجة ما تغذوه و تعشوه من الافكار و الايديولوجيات العرقية المبنية على الاستيلاء على ما يملك الاخر النابعة من ما ورثوه من ايمانهم بالقضاء على الاخر سواء كانت عشيرة او قبيلة او مجموعة استنادا على ما كان منتشرا من ثقافة الغزو و السبي و ما حصلوا عليه من الغنيمة نتيجة فقرهم و قحطهم و انعدام الرزق لديهم و فقر كينونتهم . و جائوا بما اتصفوا به الى العراق بلد الحضارة السومرية و الاشورية و الاكدية البعيدة اصلا عن الاعراب في تاريخه القديم او ما قبل الاسلام حقا. و كل ما نراه اليوم من تلك الترهات و العقليات التي تفكر فيما كانت عليه الاعراب في منتصف الالف الاول و لم ينسلخوا من ما تعمقت في كيانهم و شخصيتهم و توارثوه ابا عن جد.
عند التامل و التعمق في عقلية هؤلاء و ما يدعوه من التحليل حول ما يعتبرون انفسهم جورا بالحياد و هم غريبون عنه، فانهم من ورثوا عقليتهم الراسخة بما كانت عليها ابائهم بينما و هم يتكلمون بلغة اليوم التي تكن في طيات كل ما يطرحون كل ما كان تؤمن به اسلافهم. فانهم لا يستثنون في نقدهم اليسار و اليمين العرقي و الديني بل و كانهم يريدون ان يشفوا غليلهم بما يحمولن باسم التقييم، فانهم ملتزمون بشعارات واهية نابعة عن بداوتهم الخلقية و تخلفهم الثقافي.
من المحزن انهم لا يعلمون عن تاريخ الكورد شيئا بل نتيجة لرد الفعل ازاء ما حدث لهم بشكل خاص عندما لم يحققوا ما هدفوا و ورثوا الصفات البداوة و ما ترسخ في العراق من بعد الغزو و مجيء عرب الصحراء باسم الاسلام وبدر من ايديهم من ابادة سكان ميزوبوتاميا بوحشيتهم العقلية والجسمية. فلازال سلالاتهم يتكلمون و يفكرون و يتحركون و يتعاملون مع الاحداث و ما الموجود حالي كما كانوا منذ الف و نصف عام و بقيم و افكار اسلافهم.
لم يعترفوا بااتعريب و التهجير و ضرب الكيمياوي و الانفال تعنتا و ليس ايمانا منهم او نتيجةنكرانهم للحقيقة الساطعة، لم يخضعوا لما الت اليه الحال و تغير النظام السياسي في العراق و هم يتكلمون و يتصرفون و كانهم يعيشون في عصر البداوة و الصحراء القاحلة و لكن في ارض العراق، يوجد هناك من لم يقتنع بعد بسقوط الدكتاتوري البعثي و حتى لم يعترف بانه ملتزم بعقائد البعث و شعاراته واهدافه حتى اليوم، و لكنه يوضح ما يخفي في سلوكه و كلامه بشكل غير مباشر و بما يحمل من عقلية لم يتقدم خطوة عن السنين العجاف التي مر بها العراق تحت ظلم الطاغية، لم يؤمن بوجود مكونات مختلفة على ارض العراق و لا يعترف بالاختلافات الثقافية و التاريخية و الجغرافية متخيلا من ما يكنه من ايمانه و سلوكه التعالي و ما كسبه من ما جاء به اسلافه الغازين.
يتكلم عن الرؤية العقلانية و يدعي بما تحويه التقدمية في الحياة، و هو اما لايعلم فهذا مصيبة او يعلم و يريد ان يخفي ما يعلمه و هذا اكثر مصيبة، يحمل الافكار و التوجهات الخاطئة و التعصب و العنصرية، و هو صاحب هذه الصفات قولا وفعلا.
من هنا و بعيدا عن تفاضيل ما يتكلم به مثل هؤلاء و ينفون ما يحملون، فيجب منع طرح ما يدعون و ما يطرحون به من كلمة حق يريدون به الباطل فقط. فكيف يمكن اعاقتهم او على الاقل تقليل من تاثيراتهم، فهذا يحتاج الى قوى تقدمية خيرة من كافة المكونات و التعاون و المشاركة لجميع الخيرين اصحاب الكلمة الحقة و العفل المتزن النير و الحياد في القضايا المصيرية الخطرة من كافة القوى و الشخصيات المتمكنة.
انهم السبب الرئيسي لما وصل اليه العراق بمكوناته العديدة الى هذا الحضيض، فيحتاج الامر الى النخبة الخيرة المؤمنة بالانسانية و المعترفة بحقوق الاخر من اجل العمل الجاد لمنع هؤلاء في تجسيد افعالهم او طرح ما يحملون من الافكار الشريرة و ما يضرون به الجميع اليوم و غدا، و هذا يحتاج لعمل جاد و افعال جميلة من اجل سيطرة الخيرين و تقليل من تاثيرات هؤلاء المتخلفين دون ان يعلموا هم ما يحملونه بانه خطر و شاذ و لا يمكن تقبله في هذا العصر. المضحك ان الكثير ممن يتكلمون بتلك الروحية و ما يعتبرون انفسهم من الجهابذة و هم ليسوا بذلك لديهم فوبيا الكورد و يبحثون عن مناسبة او اي ظرف كان ان ينفثوا ما يحملون من السموم. فلابد ان يعمل الجميع علىى ازالة اسباب تلك الفوبيا و لماذا يحمل هؤلاء تلك العقلية و المرض و بالاخص في العراق المتغير مابعد السقوط لبدء السير في الطريق الصحيح من اجل خير الجميع.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي الايادي الخفية التي تحكم العراق؟
- تكليف محمد العلاوي هو اصلا ترسيخ للمحاصصة و لكن..
- الكورد في العراق مابعد الاحتجاجات
- كيف يمكن التعامل مع السياسيين التجار في محاولاتهم لركوب الاح ...
- هل يخرج العراق من عنق الزجاجة؟
- بدات حرب الوكالة الان
- ان غدا لناظره قريب في العراق؟
- هل كل الثورات تاكل مبادئها؟
- ما تريده تركيا من الكورد؟
- هل يحقق اردوغان خارطة (العهد القومي)
- اثبت ترامب الشكوك التي حامت حول انتخابه
- ان لم تضمن انسانيتك لن ترسخ يساريتك
- استمعوا اليه فقط لتتاكدوا بانه ارهابي حقا
- اول رئيس امريكي من دون قيم
- هل يقرأ اردوغان التاريخ جيدا ؟
- لكي لا يسرقوا في السلام ما لم يتمكنوا منه في الحرب
- لماذا يصر اردوغان على فعلته
- هل يخرج اردوغان من المستنقع كما اوقع نفسه فيه
- لا يؤسسون دولة و لا يرضون بالتقسيم !!
- غياب النساء عن التظاهرات في العراق !!


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - فوبيا الكورد لدى البعض