أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين افقير - العيد في زمان كورونا














المزيد.....

العيد في زمان كورونا


الحسين افقير
كاتب مغربي .

(Houcine Oufkir)


الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ...... بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
يخاطب المتنبي العيد متسائلًا عن الحالة التي عاد فيها، لو كان بيننا المتنبي اليوم في زمن كورونا ماذا كان سيقول ، هل كان سيبقي على نفس البيت ام انه سيضيف إليه كورونا التي فعلت فعلتها فينا، ككل مناسبات هذا العام، يجيء العيد استثنائيا تنقصه عادات كثيرة لكن تضاف إليه نكهة جديدة.
وقد أغلقت أغلب المساجد أبوابها بسبب وباء كورونا ولن تستقبل المصلين صباح العيد. الصلاة ستكون من البيوت عوض الذهاب الى المساجد، كل شيء تغير ، عيد كيف جاء ، مجيئه هذا العام استثنائيا ليس كباقي الأعياد السابقة ، فيما يتأهب اخواننا المسلمون لاستقبال عيد الفطر ولسان حالهم يقول بأي حال عدت ياعيد في زمن كورونا؟ فبين الصلاة في البيوت ووضع الكمامات والتباعد الاجتماعي وغياب الزيارات بين العائلات، سيكون عيد الفطر الذي من المتوقع أن يكون في نهاية الأسبوع قد حل في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا التي خلفت أكثر من 300 ألف وفاة حول العالم. ولسان حال المتنبي خير وصف لهذا البعد عن العائلات في بيته الشعري.
مّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيدًا دونَهَا بِيدُ
يتأسف المتنبي على بعد أحبته عنه، وكذلك نحن نتأسف لتباعد الاجتماعي المفروض علينا والواجب أن نعمل به تفاديا للعدوى، متمنين لو أن هذا العيد بعيد عنا ضعف المسافة التي بينه وبين أحبتنا الكرام وعائلتنا واخواننا، لأننا هذا العام غير مسرورين بهذا العيد مع بعد أحبتنا عنا. ولا زيارات عائلية في أغلب البلدان وأطفال كثر محرومون من اللعب مع أقرانهم ومن "العيدية" ومن تقبيل جبين والديهم والجدات.
ومهما كانت الظروف صعبة فلا بد من الفرحة، تحقيقاً لشعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، ولا ينبغي أن تمنع إجراءات التباعد الوقائي من صلة الأرحام في أيام العيد، فهي المناسبة السنوية التي يجب ان نتسامح مع من أساءوا إلينا نفعوا و نصفح عنهم ، ونصل ما انقطع من حبال المودة، ونرقع ما انفتق من ثوب المحبة، حيث وفرت وسائل التواصل الحديثة بدائل الذهاب شخصيا والتعايد يكفي من بيتك أن تعايد عائلتك من هاتفك الذكي الذي وفرا عنا عناء التنقل وطول الطريق، لكن تبقى زيارة العائلة نكهة لا مثيل لها، ، وغرف المحادثات المرئية سهلت علينا ذلك، ما نستطيع أن نؤدي به الغرض،
إنه العيد السعيد الذي جاء بعد عبادة فيها مشقة ومتعة، وصدق ابن القيم الجوزية: «وليس المقصود بالعبادات والأوامر المشقة والكلفة بالقصد الأول، وإن وقع ذلك ضمناً وتبعاً في بعضها، لأسباب اقتضته لا بد منها، هي من لوازم هذه النشأة، فأوامره سبحانه، وحقه الذي أوجبه على عباده، وشرائعه التي شرعها لهم هي قرة العيون ولذة القلوب، ونعيم الأرواح وسرورها، وبها شفاؤها وسعادتها وفلاحها، وكمالها في معاشها ومعادها، بل لا سرور لها ولا فرح ولا لذة ولا نعيم في الحقيقة إلا بذلك».
فكيف هو العيد في زمن كورونا، العيد من الناحية النفسية حالة من السرور يشعر بها المؤمن نتيجة استجابته لأمر ربه، ويقتضي الأمر الانتقال من حال إلى آخر، ولقد صدق المتنبي بقوله :

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيدًا دونَهَا بِيدُ

بهذين البيتين الشعريين يلخص المتنبي حالنا في هذا القرن كأنه يعلم ما نحن مقبلين عليه من مصاعب ومطبات، املين ان يرفع الله عنا هذا البلاء وعلى جميع الأمم بكل مشاربها بدون تمييز.














ويستفهم إن كان هذا العيد قد جاء بأمر جديد مختلف عما مضى وسبق أم أنه جاء بالهموم والمتاعب التي اعتاد عليها المتنبي من قبل.



#الحسين_افقير (هاشتاغ)       Houcine_Oufkir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم أصحاب الأعراف
- أول ليلة القدر في زمان كورونا
- سجن COVIDE 19
- مذكرات
- قال لها
- هرطقات كورونية
- تصورات مونتسكيو حول -أشكال الحكم- وفصل السلطات-
- العقد الاجتماعي من منظور فلاسفة العقد الاجتماعي
- دحرتهم كورونا
- ورقة عن مفهوم العقد الاجتماعي عند هوبز- لوك - روسو
- اللفيتان لطوماس هوبز
- محاور كتاب الامير لنيكولا مكيافيلي
- كل شيء ممكن
- كم هي الأشياء
- يرنو إلى نافذتها
- هل حقا أنا
- بذاكرتنا
- لنقول أننا انتصرنا
- في الملعب
- كنت


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين افقير - العيد في زمان كورونا