أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /6














المزيد.....

سهد التهجير /6


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


يعد الغيب و المجهول من مقدسات الطبقة المتوسطة في تلك المدينة
يستنشقون عبيره عن بعد
و يفسرون اي علامة او حادثة جديدة غير مفهومة على أنها من بركات الغيب و المجهول
من عوامل نجاح سيطرة الغيب و المجهول على عقول الطبقة المتوسطة هو إيحاءات الموتى من القبور
ترشد هذه الايحاءات طريق الإيمان للملكوت الأعلى
و تدلل على عمق العلاقات فيما بينها و تمزق السكون المفروض بقوى عليا قبل عبور الجسر الفاصل بين الطبقات
لا تتدخل طبقة الأثرياء في هذا الاستنشاق المخدر بل تتخذ طرق أخرى في غرف المزاج المستورد و الالعاب المقرصنة
ايحاءات الموتى تبعث فقط للطبقة المتوسطة كما كان التل المقدس يبعث الإيحاء للطبقة المعدومة في منطقة ( التهميش و العدم )
لكن إيحاءات التل المقدس لا تشكل سلطة مقدسة دون تفعيل طقوس التبول
تنبع قوة التل المقدس من التبول على ارضية التل
فحكاوي العجائز لا تتوقف عن قصص التل و بركات الاتصال بالعالم الآخر عن طريق إيحاءات قبور المجاهيل( كنشور و طنشور و سبطور ) ثلاثة اطفال مجهولي النسب دفعتهم الأم داخل حفرة كبيرة لطمر اثرهم عن مجتمع ( التهميش و العدم )
ظلت ارواحهم تستغيث خلال الدفن و بعده
تنشر الانوار خلال الليل
تنبعث الأنوار من مكان الدفن تكشف الظلم الواقع
هل يمكن أن تفسد الأرواح اسرار الأحياء و تكشفها؟!!
هل يمكن أن تستغيث الأرواح من القبور لإنقاذها من العدم ؟
نعم الموت هو نقطة العدم او الحقيقة المطلقة التي لا يستطيع البشر إنكارها فالراحل لا يرجع للشرح ثم يعود بل يختفي فجأة و يندثر .

تكونت الأديان عبر فلسفة الموت كي تستمر في القبول أمام معتنقيها و لا يعترض احد و هو يلامس خيوط حياة ابدية غنية و مترفه بعد الرحيل
اما حياة الجحيم فهي للمفكرين و المشككين بهذه الخيوط الرابطة بين الأديان و فلسفة الموت المقدس
لكنها فلسفة لا تقبل النقاش او الآراء الجدلية
فلسفة ثابتة ثبوت الهلال فوق التل المقدس الذي يشع نور ( المجاهيل ) داخله .

انكشف امر المرأة قاتلة الأطفال ( كنشور و طنشور و سبطور ) و اعترفت بعد أن كُتب اسمها على شاهد القبر
( فخذية بنت سموان )
نقشت ارواح المجاهيل اسم امهم القاتلة
نطقت أمام ساحة التشريفات بأنها عملت ذلك خوفا من الموت و بان عملية قتلهم تسرع لقاءهم بالملكوت و يدخلون حياة النعيم المترفة بلا حساب
اخذتها الأيادي نحو التل و هي تصرخ : انا ساعدت الإلهة في هذا العمل و عليها ان تشكرني فهذا ارثها و هؤلاء اطفالها و رجعوا اليها كي لا تتعب بحسابهم
ارسلتهم اليها هدية نحو النعيم الناعم .

و من يومها و إلى حين انتهاء الحياة ربما ستبقى قدسية التل أبدية ابد الملكوت الأعلى ذو الذات المتقلبة و المنغلقة على نفسها .

لا أحد من أبناء الطبقات المهمشة او المتوسطة يسأل عن ماهية ذات الملكوت الأعلى الحاكم الذي بيده يعطي صولجان الحكم الارضي من السماء
تمتزج ماهيته حسب الحكم الارضي اذا كان ابويا فيرمز له بالرمز الخاص بالرجال
و اذا كان الحكم اموميا يرمز له بالرمز الخاص بالنساء
و اذا كان الحكم مزيجاً ( تحكم فيه اسرة مكونة من ام و اب ) او مجهولا ( بعض المدن تحكمها احجار و أماكن و أدوات من الجماد عليها أوصياء يطلقوا عليهم اسم الخمامسه ) حينها يأخذ رمز الشجرة .

اختلافات طقوس المباركة و اخذ النصائح من القبور بين الطبقات المهمشة و المتوسطة تكاد تكون معدومة الا طريقة التبول
الطبقة المتوسطة لا تتبول على ارضية القبور بل تلعق الأرضية بلسانها و تأخذ من ترابها تذكار قدسي
لكل قبر مسؤول مرموق واسع المعرفة بالطقوس
و يدعي قسم من المجددين بقسم القبور بأن المجاهيل خاطبوا من قبورهم اجدادهم الأوائل و نمت صداقة مقدسه عبقها الإيمان و رائحة الإدمان .

يقوم الخمامسة بجني الأموال القادمة للقبور بنهم شديد ليرسلوا أبناءهم نحو المدن المرفهة خلف الجسر
و يكونوا ثروة عميقة لإنعاش استمرار الحكم السياسي بالقوة و البطش على من يشكك بضمير القبور و إيحاءات الموتى الأطهار .

- ماذا عن أطفالي هل تريدين مني ان احبس في غرفه واحده داخل بيت تتقاسمه اربع عوائل ساكنة معا
هل هذا فندق ؟ !!

- لا انه بيت كبير صاحبة البيت (سهومه البندريه ) تؤجر كل غرفه داخل البيت لعائلة واحده
اما الحمام فهو سياسه مشتركة و ملكية عاملة لجميع القاطنين .

- كم عائلة سكنت في الوقت الحالي ؟

- ستكونون ثاني عائلة .

- كم ثمنها ؟

- أقساط شهرية لا تتجاوز حدود اجره الاب .

- و من أين سيأتي بالأجرة ؟ ترك الوظيفة منذ خروجنا من بيت الجد الأغبر( سميان النحواث) و التجأنا نحو منطقة ( التهميش و العدم ) .

- لماذا لا يبيع الكتب الكثيرة التي لدية .

- فكرة جيدة لكنه يرفضها بحجه العلم و التنوير .

- هل الجوع يعرف التنوير العقلي ؟
المعدة تحتاج إلى رغيف خبز مصدرة مال و ليس كتب
و الايجار اول كل شهر يحتاج إلى ايادي تحمل اموال السكن لا كتب تتحدث عن حقوق الورق و التعليم .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير /5
- سهد التهجير /4
- أغلق الباب بقوة !!!!
- التجرد من الحواس
- سهد التهجير /3
- سهد التهجير /2
- سهد التهجير /1
- سعادة الخيال المعاصر
- الإنتاج الوطني و مقاومة الاستعمار
- باعدت بين ساقيها !!!
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل
- طقطقة الكعب العالي
- الممتلكات العامه ليست عامه
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
- النقاب و الهوية الانسانية
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
- الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3


المزيد.....




- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /6