أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابتسام يوسف الطاهر - متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال















المزيد.....

متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 11:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يشعر العراقي اليوم ان هناك احقادا متعددة تترصده، تترصد كل أمل له بالاستقرار، بل هناك حالة تشفّي بما يجري للعراقيين، فأكاد ألمس فرحاَ بعيون بعض الاعلاميين العرب او العراقيين الصداميين من الذين دربوا على الحقد والكره حتى لاقرب الناس لهم!
اكاد أرى رضا بأخبار القتل اليومي للاطفال والنساء، للطلبة والعمال، للاطباء والاساتذة، وللشرطة والجنود على حد سواء من قبل بعض العرب بشكل خاص من الذين كأن تجارتهم قائمة علىكم دماء الابرياء هناك!
أوكأن هناك حالة غيظ من العراقيين لأنهم تمنوا الخلاص من صدام بأي وسيلة؟ بعد ان فاض بهم الكيل بتواصل الحروب والقتل والسجن والتغييب والتهجير للعراقيين أمام صمت العالم والعرب بشكل خاص, الذين اليوم ماعادوا يكتفوا بالصمت بل يدعموا عمليات القتل تلك ماديا واعلاميا.
لا يستطيع أي كائن ان يزايد على العراقيين وطنيتهم وحبهم للخير ورفضهم للظلم، فليس هناك أي عراقي يتمني الحرب او الاحتلال، الا البعض القليل ربما من الذين تربوا على الطريقة الصدامية أومن التجار الذين لايهمهم غير مصالحهم الشخصية ووعود بالسلطة.
فالشعب العراقي كله يقاوم الاحتلال اليوم، ولكن بطريقة اكثر وعيا وانسانية، بعيدا عن الشعارات الجوفاء. فالمقاومة تتجلي بالعامل الذي يواصل العمل في اي قطاع، او الطبيب الذي لم يهرب ليسلم بجلده تجنبا لعمليات القتل والخطف التي تمارسها العصابات التي تكاثرت اليوم كتكاثر الذباب في المزابل.
والمقاومة ايضا تتمثل بالمعلم والمعلمة, بالمهندس، بالطالب وكل من يواصل العمل متحديا الموت بكل اشكاله البربرية .و متمثلة بصراع المرأة المتواصل ضد كل تلك الاحقاد، ضد التخلف وضد كل من يسعى لتحجيم دورها والاعتداء على حريتها وكرامتها من دعاة الدين المتخلفين.
المقاومة بالشباب المحب للخير من الساعين لحماية مدنهم او شوارعهم، لحماية الجيران وابناء الوطن من كل الحاقدين المتخلفين ومن عصابات القتل والخطف، والمقاومة متمثلة بكل المبادرات الرائعة التي تسعى لخدمة ابناء العراق والطفل العراقي بشكل خاص. كذلك تتمثل بكل الفصائل المخلصة التي ترفع صوتها عاليا لانتقاد الحكومة ومطالبتها بتحمل المسؤولية.
لكن بعض من والعرب والمسلمين الذين سكتوا بالامس وتجاهلوا مشكلة الشعب العراقي، كل سنين الحروب الاستنزافية التي قادها صدام بتوجيه من امريكا، وواصلوا دعمهم لسياسة صدام.
وسدّ الجميع اذانهم عن أي شكوي من عراقي يحاول ان يوصل صورة القتل والقمع اليومي, برروا للقاتل وواصلوا التصفيق للجريمة، ومازالوا يتهموا الضحية بالخيانة!.
ولانبالغ لو قلنا ان موقف العرب ذاك وحالة التشرذم بين صفوف العراقيين خاصة من المعارضة التي كانت بالامس تصفق لصدام. كانت أحد الاسباب التي دفعت بالعراقي ان يرضخ لحلول امريكا بالخلاص من صدام خاصة بعد احتلالهم العراق منذ عام 1991 دون ان يحرك اؤلئك العرب او المسلمين ساكنا بل بعض دولهم ساهمت بقواتها العسكرية بذلك الاحتلال.
وساهم البعض من دعاة الفكر والمعرفة بالسياسية من ( المفكرين) الذين تتسابق بعض الفضائيات لاستقبالهم باللعب على مشاعر المواطن العربي البسيط اذا لم نقل المتخلف. فبدلا من تصحيح اخطائهم السابقة والتكفير عن ذنبهم بدعم الجريمة الصدامية ، وبدلا من وقوفهم مع العراق للتخلص من الاحتلال. واصلوا دفاعهم عن الخونة والمتسبب الاول بالاحتلال فمازالوا يعتبروه بطلا! وزادوا عليه تشجيعهم لعمليات القتل اليومي للعراقي ، ويسموها (مقاومة) والتخريب للمؤسسات الحياتية يسمونه جهاد, الجهاد من اجل تشويه الدين وخدمة الاعداء!
فعناصر القاعدة (فرانكشتاين ) امريكا، صارت ذيلا لها تمارس القتل والتخريب بالنيابة. ولم يسأل اي من اؤلئك (المفكرين) لماذا تتواجد عناصر بن لادن في الاماكن التي يحتلها الجيش الامريكي؟ أحقا لقتال الامريكان كما يدعي شيخهم عميل السي اي اي ليخدع الصبيان المغرر بهم؟ أم لمواصلة القتل البربري للابرياء كما رأينا بالفضائع والجرائم البربرية التي قامت بها في افغانستان او الجزائر وماتقوم به اليوم في العراق؟.
. ورأينا كيف ان سلوك اؤلئك البرابرة المتخلفين قد أعطى سببا اخر لقوات الاحتلال للبقاء والتمادي بالقتل العشوائي والتخريب.
ربما البعض يعاني من قصور في الرؤيا والفكر، وتغليب العاطفة العمياء السطحية للبعض منهم على التفكير المنطقي الذي تتطلبه السياسة.لكن الغالب ان موقفهم ذاك يرجع الى أنانية البعض ممن لاتهمه غير مصلحته الشخصية فيلجأ لابتزاز عواطف البسطاء من خلال شعارات جوفاء لايعرف كيف يطبقها, بل يعمل ضدها. فنراهم يدافعون عن العروبة، ويمجدون من يعمل ضدها بنفس الوقت، كما بحالة دفاعهم صدام.
ويدافعون عن الاسلام (والاسلام هو الحل) ولكنهم نجد ان كل مايفعلوه او يقولوه هوضد الاسلام والمسلمين وضد الاخلاق والقيم الانسانية كما نرى في فعل عصابات القاعدة في العالم او في الجزائر حيث عادوا من المجازر التي ارتكبوها في افغانستان ضد المسلمين هناك, كأنهم مصابين بلوثة عقلية ليواصلوا القتل والذبح لابناء بلدانهم ومن المسلمين وبطريقة بربرية متوحشة ولايدرون انهم بتلك الجرائم التي تغضب السماء والارض, يشوهون الاسلام ويجعلون من المسلمين شتيمة, لهذا كانوا السبب بتخلي بعض الشباب المسلم عن الاسلام وابتعادهم عن كل مايتعلق بالدين.
وهاهم بتشجيع من بعض الاعلاميين الذين لايهمهم غير استمرار تجارتهم الاعلامية ومواصلة صحفهم بالاصدار ومحطاتهم تواصل بث الرسائل المفتعلة عن بطولات هؤلاء بقتلهم الطلبة والعمال والمصلين في المساجد , في المجازر التي يرتكبوها في العراق بحق المسلمين وغيرهم. هؤلاء المخدوعين بأنهم بهذه الجرائم سيحضون بالجنة! لايدرون "ان من قتل نفسا بغير حق كأنه قتل الناس جميعا", فمصيرهؤلاء النار باذن الله, من اتباع بن لادن والزرقاوي والظواهري وغيرهم ممن تجندهم امريكا للقتل والتخريب, مضافا لهم كل الذين يبرروا تلك الجرائم او يصبغوا عليهم ألقاب وصفات مجانية ومجانبة للحقيقة والمبادئ, من قبل تجار الكلمة والاعلام.
فهؤلاء أخطر من امريكا ذاتها. لذا لانريد مقاومتهم ولا دعمهم ولا جهادهم المشوه الذي يترصد ابناء العراق او الابرياء ممن يحاولون مساعدة الشعب العراقي من دبلوماسيين او صحفيين او غيرهم من عمال مساكين. واذا كان بن لادن يسعى للجنة حقا فليكفر عن جرائمه ويعلن توبته ويبعث بكل مريديه وفصائله لمصحات عقلية تشفيهم قبل ارتكاب جرائم اخرى.
فلانريد جهاد من هكذا برابرة متخلفين، فالعراقيين قادرين على بناء بلدهم وقادرين على دحر الاحتلال وكل الظالمين بطرق متحضرة بعيدا عن البربرية.
يعتقد البعض انه يكفي ان ترفع شعار معاداة امريكا لتصبح وطنيا حتى لو كنت السبب بتدمير الوطن (كما رأينا في حالة صدام او بن لادن وعصاباته) الذين استغلتهم امريكا.
نعرف ان امريكا لايهمها غير مصلحتها الاقتصادية. ومن حقها ذلك، ولكن ليس على حساب شعوبنا وسلامتهم. لذا نعادي سياستها إزاء الشعوب المقهورة، نعادي دعمها للظلم الاسرائيلي او للدكتاتورية المدمرة , معاداة الظلم وليس كرها لامريكا او للشعب الامريكي.
وانتقاد وشجب سياسة امريكا الغير حكيمة بالعراق، وادانة تقصيرها المتعمد عن حماية اهله والمنشآت الحيوية هناك، لايعني ابدا التأسف على صدام او من باب التضامن معه, بل ربما سقوط صدام هو العمل الوحيد الجيد الذي قامت به امريكا وان كان على حساب شعبنا مرة اخرى.

لهذا نرى ان بعض الدول او القيادات عرفت اللعبة وفكرت برد أكثر جدوى ومنطقية، من الشعارات الفقاعية، بمنافسة امريكا او الرد عليها من خلال مراعاة مصالح الوطن والنهوض به دون التعرض لهاا (شعاراتيا)، كما هو في سياسة بعض الدول الاوربية او دول الخليج التي تسعى لتوفير الرفاهية لابنائها والنهوض بالبلد اقتصاديا، بعيدا عن شعارات جوفاء تستعدي من يتحين الفرص لتدميرنا.
أما قصارى النظر فيلجأوا لاستخدام التهمة الجاهزة المعتقة، (العمالة لامريكا) لو ادنت العمليات الانتحارية في العراق. او لو طالبت بالبحث عن السبب الاساسي بتلك الكوارث التي تحصل بالعراق وطالبت بادانة كل الاعمال التخريبية وكل من عمل او يعمل على ادامتها من صداميين او عصابات القاعدة او عناصر البعث الحاقدين من فدائي صدام المتوحشين الذين تغلغل البعض منهم تحت مظلات دينية ومؤسسات اخرى. فكل هؤلاء يوازوا قوات الاحتلال او يتفوقوا عليها بحقدهم على العراق وبمواصلة التخريب والقتل اليومي.


15-6-2006



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج ليث عبد الامير وأغنية الغائبين
- المسيار، المتعة، العرفي..ثلاث اسماء لمعنى واحد مرفوض
- رامسفيلد وخططه (الذكية) لاشعال حرب اهلية!
- الرجل الذي فقد صوته
- رهينة الحصارات
- الشجاعة في الاعتذار
- خراب العراق , قدرٌ ام مؤامرة؟
- السياسة بين التجارة والمبادئ
- عن اي انتصار يتحدثون؟
- فرشاة على الرصيف
- شارع الرشيد...ضحية الحصار ام الحروب ام الاهمال؟
- اليد التي تبني المحبة هي الابقى
- الدوائر المستطيلة
- اللغة الكردية ومايكل جاكسون
- الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟
- .......وظلم ذوي القربي
- المتعاونين مع الاحتلال
- العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق
- من يرفع الراية
- الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابتسام يوسف الطاهر - متى يكون الجهاد عدوا وأخطر من قوات الاحتلال