أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علي عبد الرحيم العبودي - البريكس قاطرة الاقتصاد العالمي ما بعد كورونا














المزيد.....

البريكس قاطرة الاقتصاد العالمي ما بعد كورونا


علي عبد الرحيم العبودي
باحث عراقي مختص في الاقتصاد السياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 20:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مرّ الاقتصاد العالمي بالعديد من الازمات منذ مطلع القرن العشرين وإلى يومنا هذا، لكن أبرز هذه الازمات كانت في عام 1929 المسماة بالكساد العظيم، والثانية عام 2008 والمسماة بالانهيار المالي، حيث تم معالجة الكساد العظيم عن طريق الافكار الاقتصادية التي جاء بها المفكر الانجليزي (جون مينارد كيزي) ومن بعده مارشال، أما الانهيار المالي عام 2008، فعلى الرغم من احتواءه من قبل الحكومات بتقديم الدعم المالي للمصارف ، إلا انه لم يعالج بشكل جذري وبقيت اثاره تفعل فعلها حتى الآن.
وإلى جنب آثار الانهيار المالي 2008، تعرض الاقتصاد العالمي إلى هزه عنيفة بعد انتشار فايروس كورونا وطمست الدول انفسها داخل حدودها، إذ تم ايقاف التجارة الخارجية بشكل شبه كامل عدا المستلزمات الاساسية (الطبية والغذائية)، ما تسبب في ركود حاد في الاقتصاد العالمي. وهنا تطرح تساؤلات نفسه بقوة : إلى اي درجة سوف ينهار النظام الاقتصادي العالمي؟ ومتى سوف يتعافى؟ وما هي القاطرة التي سوف تنهض بالاقتصاد من جديد؟ .
بحسب توقعات صندوق النقد الدولي الاخيرة لأفاق الاقتصاد العالمي، وصف ما يحدث الآن بأنه (الاغلاق العظيم)، هذه العبارة تعبر عن واقع انهيار الاقتصاد العالمي، بسبب السياسات الحمائية التي اتخذتها كل الدول، متجاوزه بذلك كل الاتفاقيات التعاونية والتكتلات الاقتصادية-التجارية، لذا فهي تعّد بحق أكبر أزمة اقتصادية يواجهها العالم منذ الكساد العظيم .
حتى الربع الاخير من عام 2019، كان صندوق النقد الدولي يتوقع حدوث انتعاش ونمو في الاقتصاد العالمي في عام 2020، ولم تكن لديه أي فكرة عما حدث من كارثة وبائية، لأن القادة الصينيون كانوا متكتمون على الموضوع بشكل كبير جدا . أما بعد أن اصبح الموضوع أمر واقع، يتوقع الصندوق بأن حصة الفرد من الناتج العالمي ستنكمش إلى نحو (4.2%) أي بثلاث اضعاف ما ادت إليه ازمة 2008، التي انكمش فيها حصة الفرد لنحو (1.6%) .
ويتوقع الصندوق أن هذا العام سيبلغ مستوى الانكماش في الاقتصاد العالمي إلى نحو (3%)، ومع الربع الثاني من عام 2021، سوف يتحسن وضع الاقتصاد العالمي، ليتخذ منحى توسعي ليصل إلى نحو (4.5%) .
لكن، كيف سيتحسن الاقتصاد العالمي!، عند النظر إلى الازمة عبر منطق النظرية الاقتصادية، سوف نرى ان توقعات صندوق النقد الدولي منطقية، فهي متوافقة مع منطق النظرية، إذ ان وبفعل الدورة الاقتصادية سوف يتبع كل ركود حالة من الرواج ومن ثم الانتعاش، مع اختلاف المدة التي تحتاجها كل مرحلة، هذا في حال الوضع الطبيعي . لكن توقعات الصندوق ليست منطقية إذا لم نجرد انهيار الاقتصاد العالمي الحالي من التحديات الكثيرة والمتراكمة والمركبة التي يشهدها النظام العالمي برمته .
نبدأها بتراجع الثقة الدولية بفاعلية النظام الاقتصادي، منذ الازمة المالية 2008، مرورا بالتوترات السياسية الاقليمية والدولية والتصريحات المنفلتة، والانتقال من العولمة إلى السياسات الحمائية التي تتعارض مع قواعد منظمة التجارة، وصولا إلى المنافسة الشديدة بين الولايات المتحدة والصين-روسيا التي ليس لها قواعد محدده، انتهاءً بفايروس كورونا الذي يتوقع ان يستمر إلى فترة طويلة قد تتجاوز السنة في افضل الاحوال .
ووفقا لذلك، يحتاج الاقتصاد العالمي، ليتعافى، إلى قاطرة ضخمة، متمثلة بدولة أو مجموعة دول، تمتلك فكر اقتصادي جديد وإمكانيات مالية كبيرة، لكي تتمكن من دوران عجلة الاقتصاد الدولي من جديد . بعبارة اكثر وضوح يحتاج الاقتصاد العالمي الحالي الراكد إلى مارشال القرن الحادي والعشرين . فأي الدول أو التكتلات ستكون مارشال ابلان للقرن الحادي والعشرين.
ينحسر هذه الدور بين ثلاث دول قائدة للتكتلات الاقتصادية، هما، الولايات المتحدة، الصين، روسيا . وفي رؤية استشرافية ووفق معطيات اقتصادية، فأن الصين وتكتلها الاقتصادي (البريكس)، هي الاقرب لأداء دور مارشال القرن، وذلك لعدة اعتبارات:
أولا: المستوى الاقتصادي: يعد الاقتصاد الصيني ودول البريكس اقتصاد فتي وحيوي، لذا فقابلية نموه وتوسعه كبيرة، إذ تراوح نمو الناتج المحلي للصين بين (4-6%) خلال الخمس سنوات الاخيرة، كما يبلغ الناتج الاجمالي لدول البريكس الخمس نحو (23.5%) من حجم الانتاج العالمي .
ثانيا: حجم التجارة : برزت الصين كعملاق تجاري على الساحة الدولية، إذ تعد المصدر الأكبر في حجم التجارة الدولية، وتستحوذ الصين على نحو 28.5% من حجم التجارة العالمية، لتمثل بذلك القاطرة الرئيسة لنمو التجارة الدولية.
ثالثا: بنك التنمية : يوجد لدى مجموعة البريكس برئاسة الصين_روسيا، بنك تنمية تم انشائه لتمويل مشروعات البنى التحتية للدول النامية . فضلا عن ذلك فقد دعت الصين إلى توسيع عضوية المجموعة بضم الدول الناشئة اقتصاديا، وعقد شراكات تجارية مع الدول النامية، في خطوة ذكية جدا .
رابعا: الصعود التراكمي والإمكانيات المالية : كثير من مراكز الدراسات الاقتصادية، تُأكد ان دول البريكس سوف تكون اكبر اقتصادات العالم خلال الخمس سنوات القادمة، حيث اكدت وكالة (بلومبيرغ الامريكية) في تقريرها عام 2019، واعتمادا على تقارير صندوق النقد الدولي، سوف ترتفع حصة الصين بمعدل 28% من النمو الاقتصادي، لتكون بالمرتبة الاولى، تليها الهند بمعدل نمو 15%، على حساب الولايات المتحدة التي ستنمو بمعدل 9% . ويبلغ رأس مال مجموعة البريكس قرابة (200) مليار دولار، معده للاستثمارات .
خامسا: المستهلك الاكبر : تعد مجموعة البريكس من اكثر الدول استهلاكا في العالم، وعلى رأسها الصين والهند، خاصة الاستهلاك الطاقوي، إذ ارتفع معدل استهلاك البترول لهذه الدول نحو 185% بين الاعوام 2000-2019 .
وعلى وفق ذلك، يستشرف الخبير الاقتصادي (طلال ابو غزالة)، والذي اوافقه الرأي بشدة، ان نمو الاقتصاد العالمي بعد كورونا سوف ينطلق من الدول النامية ذات الموارد الوفيرة، ويقصد بذلك دول الشرق الاوسط، وبقيادة صينية-روسية .



#علي_عبد_الرحيم_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسعار النفط إلى اين؟
- الأمن المجتمعي في مجتمعات الرأسمالية الناجزة بين دولة الرعاي ...
- الاقتصاد العراقي في ظل انخفاض اسعار النفط
- الصراع في بحر قزوين
- تظاهرات 25 اكتوبر : اسبابها..وفواعلها..ومستقبلها
- الثورة العراقية الحالية : اسبابها..وفواعلها..ومستقبلها
- كفاءات العراق بين الإصرار والتهميش
- هاجس الحروب السيبرانية (Cyberwar)
- نظرة حول الاقتصاد العراقي
- بريطانيا ومأزق الانفصال عن الاتحاد الأوروبي
- الفساد الإداري والمالي في العارق بعد عام 2003 : اسبابه...وخص ...
- أرجوحة التنمية في العراق بين أرث الماضي وتطلعات المستقبل : م ...
- الحرب العالمية الثالثة بين الحتمية والأفول
- إيران ما بعد الانسحاب من الاتفاق النووي ما لها وما عليها
- الحشد الشعبي على خطى حزب الدعوة
- ديماغوجيا الاحزاب العراقية لانتخابات عام 2018
- سلوك الناخب في الانتخابات العراقية لعام 2018


المزيد.....




- سيلوانوف: فكرة مصادرة الأصول الروسية تقوض النظام النقدي والم ...
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلات لتل أبيب حتى 2 مايو لدواع أمنية ...
- أسهم أوروبا تقلص خسائرها مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
- اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد ...
- الأناضول: استثمارات كبيرة بالسعودية بسبب النفط وتسهيلات الإق ...
- ارتفاع كبير في أسعار النفط والذهب عقب الهجوم على إيران
- صحيفة: إسرائيل جمعت أكثر من 3 مليارات دولار منذ بداية الحرب ...
- ماذا تتضمن المساعدات الأميركية الجديدة لإسرائيل وأوكرانيا؟
- تراجع ردّ فعل الأسواق على التوترات بين إيران وإسرائيل
- -إعمار- تعلن عن إصلاح جميع مساكنها المتضررة من الأمطار


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - علي عبد الرحيم العبودي - البريكس قاطرة الاقتصاد العالمي ما بعد كورونا