أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - رفع الحجر الصحي: الدولة وأرباب العمل يستعدان للتضحية بأرواح العمال- ات لإنقاذ الاقتصاد، بقلم وائل المراكشي (كاتب بجريدة المناضل-ة الموقوفة)















المزيد.....

رفع الحجر الصحي: الدولة وأرباب العمل يستعدان للتضحية بأرواح العمال- ات لإنقاذ الاقتصاد، بقلم وائل المراكشي (كاتب بجريدة المناضل-ة الموقوفة)


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 01:08
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بدأ الإعداد الإعلامي لفرض استئناف (كلي أو جزئي) لعجلة الاقتصاد، ويجري التركيز على تداعيات الحجر على الاقتصادي. قال عبد اللطيف معزوز، رئيس رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين: "الحذر المفرط قد يؤدي إلى سكتة قلبية اقتصادية، وسيكون الضرر حينها أكثر من هذا الفيروس"، مكررا بالحرف ما سبق وقاله دونالد ترامب في بداية الوباء: "كلفة العلاج [أي وقف الاقتصاد] أكثر من كلفة المرض ذاته".
بالنسبة لأرباب العمل أرواحُ العمال- ات أقل بكثير من كلفة التوقف الاقتصادي، ما يبرر تماما التضحية بها على مذبح إنقاذ الأرباح. ليس هذا بجديد، بل استمرار لما كان قائما قبل الجائحة: تشغيل العمال- ات في ظروف تؤدي إلى إصابتهم- هن بأمراض مهنية قاتلة (المناجم، الفوسفاط، التصبير... إلخ).
لم ينتظر أرباب العمل قرار الحكومة، فقد أعلنت وحدات إنتاجية عديدة في طنجة استئناف أنشطتها منذ مدة، في حين أن وحدات عديدة لم تقم أصلا بوقف الإنتاج. فلم يكن هناك حجر صحي كامل، ما يفسر تواتر حالات الإصابة في البؤر الصناعية التجارية.
لم يتغير منظور أرباب العمل ودولتهم عن سابقه قبل كورونا، حيث كان هاجسُهما تفادي شبح الانكماش الاقتصادي وتأمينَ أقصى إنتاج، لذلك تواترت تصريحات تقلل من شأن المرض (محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، في برنامج "كرسي الاعتراف")، ثم الادعاء بأن الوضع متحكم فيه ولا داعي لارتداء الكمامات (سعد الدين العثماني)، وهي نفس تصريحات أغلب قادة البرجوازية في العالم.
ما الذي تغير إذن مقارنة بما قبل إعلان الحجر الصحي؟ لم تنخفض بعد نسب الإصابة بل تتزايد (معدل 100 إصابة يوميا بين 4 و10 ماي)، لا زال اللقاح في غياهب المستقبل، أما فرض إجراءات الوقاية على أرباب العمل، فليس مُتَوَقَّعاً بتاتا من طرف دولة أرباب العمل، خاصة إذا فرض ارتفاعُ الطلبيات الخارجية تكثيفَ وتيرة العمل.
وتُسَجَّلُ سرعة انتشار الوباء بأكثر من 1 بشأن مؤشر (R0)، بالجهات حث تتركز الأنشطة الصناعية والتجارية: الدار البيضاء سطات، وفاس مكناس، والرباط سلا القنيطرة، ومراكش آسفي، وطنجة تطوان الحسيمة، وهي المناطق التي اعتبرها وزير الصحة "بمثابة بؤر لتمركز الفيروس".
حسب تقدير الحسين الوردي (وزير صحة سابق): "لسنا بعد مؤهلين، وسيكون من المغامرة رفع الحجر الصحي... ليس هناك بعدُ اتفاقٌ بين العلماء حول تطورات الفيروس وإن كان المُعالَج سيصاب مرة أخرى أم لا، ومدى استعداد المنظومة الصحية لتطورات الوضع، كما أننا لم نصل بعد الحد الأقصى للكشوف، ولم يسجل بعدُ المغرب استقرار عدد الإصابات، ومؤشر انتقال الفيروس (RO) يجب أن يكون أقل من 0.5، ولا زال في المغرب أكثر من واحد... إن رفع الحجر سابق لأوانه... خاصة في غياب دواء فعال سواء الكلوروكين أو غيره".
ساهم رفض الدول وأرباب العمل أخذ التهديد على محمل الجد في تفشي الوباء، وها هم يعملون لإعادة نفس السيناريو، ولكن الآن بقرار منهجي متخذ بعد إمعان تفكير، وليس محض رد فعل على ظهور وباء لم تنجلي بعدُ خطورتُه.
يدعي أرباب العمل أن استئناف الإنتاج مشروط بـ"اتخاذ جميع التدابير الوقائية لضمان النظافة والسلامة الصحية لمستخدميها، وفق تعليمات السلطات المغربية". يتناقض هذا مع وقف الأنشطة الأخرى بمبرر الخوف من العدوى، فما الفرق بين استمرار الحجر على الدراسة ودور السينما والمسارح وغيرها من الأنشطة البشرية، وبين العمل في وحدات إنتاجية مغلقة؟ الفرق هو أن المعمل ضروري لتدفق الأرباح، بينما الأنشطة الأخرى الموجهة للترويح عن ضغوط المجتمع، تستطيع البرجوزية تأمينها بوسائلهم الخاصة.
كما أن استئناف العمل مع تمديد العطلة قرارٌ اتُخذ بعقلية برجوازي لديه إمكانية تتبع أبنائه أو توفير حضانة لهم- هن، ولا يستحضر أن الطبقة العاملة ستترك أبنائها وبناتها دون رعاية ما قد يؤدي إلى إصابتهم- هن بالعدوى أو مخاطر أخرى.
تريد البرجوازية تفسير الأزمة بالوباء، في حين أنه كان مجرد شرارة أشعلت ما كان معدا قبلها، أي السياسات الاقتصادية والارتباط الوثيق بمؤسسات الرأسمال العالمي: توجيه الاقتصاد نحو التصدير، فلاحة تسويقية، تشجيع الاستثمار الأجنبي، الخوصصة، نمو اقتصادي وإنعاش للطلب محفزين بالديون (ديون الدولة، ديون الشركات، ديون الأسر). هذه هي الأسباب الحقيقية وراء تفجر الأزمة بحفز من امتداد الوباء.
ستسمر الأزمة ما دامت نفس السياسات الاقتصادية قائمة، ولن يؤدي استئناف الإنتاج إلا إلى تعميق الأزمة تأثرا بالهبوط الاقتصادي العالمي، وفي أحسن الأحوال انتعاش ظرفي تعقبه أزمة عنيفة. طبعا، يريد أرباب العمل استغلال الفرصة بالإعداد لاستقبال أنشطة شركات لن تستطيع إعادة التشغيل في بلدانها، إما بسبب رفض الناس أو لقوة الحركة النقابية (مثل قطاع السيارات في فرنسا).
يريد أرباب العمل استئناف الإنتاج دون توفر الشرط الرئيس للقضاء على الوباء: اللقاح. وهو ما يتناقض مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية وخبراء الصحة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا: "ويتوقع خبراء الصحة أن تؤدي العودة للحياة العادية إلى زيادة حالات الإصابة والوفيات. ضاعف معهد جامعة واشنطن للقياس والتقييم الصحي تقديراته السابقة، في حالة العودة للحياة العادية بالولايات، ويتوقع الآن أنه سيكون هناك ما يقرب من 135 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة في بداية شهر غشت. ويقدر باحث آخر أن تتراوح حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة بين 350 ألف و1.2 مليون". [ترامب مستعد للتضحية بعشرات الآلاف من الناس. بقلم: دان لابوتز، نقله إلى الفرنسية هنري ويلنو، ونقله للعربية فريق الترجمة بجريدة المناضل-ة الموقوفة].
رغم ذلك، يؤكد عزم أرباب العمل استئنافَ الإنتاج مهما كان الثمن، على حقيقة طالما جرى تغطيتها: لا إنتاج دون عمل، ولا دور للرأسمال سوى امتصاص فائض القيمة المنتج من قبل الشغيلة.
يستوجب هذا منظورا اجتماعيا وطبقيا مغايرا لنقاش استئناف الإنتاج، من زاوية مصالح الشغيلة وصغار المنتجين- ات والحفاظ على البيئة:
+ وقف الإنتاج في جميع الوحدات غير الضرورية لاستمرار الحياة (سيارات، كابلاج، مواد تجميل، دعاية وإشهار، مراكز النداء...) والاقتصار على الأنشطة الحيوية (إنتاج الغذاء والأدوية ومواد النظافة الصحية والمطهرات والملابس والنقل العمومي...).
+ إعادة توجيه الفلاحة نحو إنتاج مواد الغذاء الأساسية (حبوب، خضر، فواكه...) وتشجيع الزراعات المعيشية المحلية خاصة بالقرى، والتخلي تماما عن الزراعات التصديرية المدمرة للبيئة والفرشة المائية.
+ اعتماد تمويل داخلي يقوم على فرض ضريبة تصاعدية على الدخل والقطع النهائي مع التمويل عبر القروض، ووقف سداد الدين (داخليا كان أو خارجيا) وافتحاصه.
+ وتعليق دفع الإيجارات، والديون الشخصية، وفواتير المياه والطاقة، وإتاحة سكن لائق لكل من يعيشون/ن في ظروف هشة أو هم/ن دون سكن، ومصادرة دور السكن الفارغة.
+ إضفاء الطابع العمومي والمجاني الشاملين على قطاعي الصحة والتعميم، وإلحاق كل مؤسسات القطاع الخاص بالقطاع العمومي.
إن أرباب العمل بعزمهم استئناف الإنتاج إنما يُغَذُّونَ نفس الشروط التي أدت إلى بروز فيروس كوفيد- 19: النزعة الإنتاجوية وأولوية الأرباح على الصحة والبيئة، ما سيؤدي إلى موجة وباء أكثر شراسة إن تمكن الفيروس من التحور.
تقع مهمة عظيمة على النقابات العمالية، وبدل "المقاربة التشاركية والاقتراحية" التي تصر عليها القيادات النقابية"، يُطرح واجب تنظيم المقاومة العمالية لأي استئناف للإنتاج في قطاعات غير ضرورية أو في الوحدات التي ترفض توفير شروط الوقاية والسلامة.
كما أنها مهمتنا كعمال- ات، فإذا كان أرباب العمل يهتمون بأرباحهم وصحتهم، فأولويتنا هي صحتنا وأجورنا وبيئتنا التي نعيش فيها. علينا تنظيم لجان داخل الوحدات الإنتاجية والتجارية ونقاش شروط استئناف العمل من عدمه، والاتصال برفاقنا ورفيقاتنا في الوحدات القريبة، وإطلاق حملات على وسائل التواصل التكنولوجي لنقاش المطالب العمالية في وجه الوباء، ولكن أيضا في وجه ما تُعِدُّهُ البرجوزاية ودولتها على حساب صحتنا.
لننقذ أرواحنا وليس أرباحهم... لن نتحمل كلفة أزمة اقتصادية وصحية هم من كان سببها.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الجزائري والمغربي اخوة لن تسممها أبواق الطغاة، بقلم أ. ...
- -من أجل العودة إلى نمط حياة ما قبل مارس، يجب تمنيع* نسبة كاف ...
- المدرسة والرأسمال: مائتا سنة من الاضطرابات والتناقضات، بقلم ...
- ترامب مستعد للتضحية بعشرات الآلاف من الناس. بقلم: دان لابوتز ...
- استئناف الإنتاج في وقت يستمر فيه انهيار المبيعات؟ ترجمة فريق ...
- العثماني: -لا أحد يملك تصورا- بلى؛ لأرباب العمل ودولتهم منظو ...
- مناورات كبرى حول أدوية علاج مرض كورونا فيروس [كوفيد-19]. بقل ...
- هل يجب الخوف من الفيروسات؟ بقلم: اللجنة البيئية الوطنية- الح ...
- كيف تحولت مختبرات الأدوية إلى آلة لصنع المال وما هي آليات تح ...
- الخروج من الحجر: بداية جديدة بشكل أفضل أم شد مكابح الطوارئ؟ ...
- أفريقيا: الإمبريالية تفاقم أضرار الفيروس، بقلم دانييل ميسكلا ...
- طبيعة القوى السياسية في ضوء مشروع قانون 22.20، بقلم، وائل ال ...
- إيدير، الحداثي، مقال مترجم بتصرف لكاتبه نادر دجرمون، فريق ال ...
- أزمة تاريخية تأتي من بعيد، بقلم، ريمي غروميل* ترجمة فريق الت ...
- بيان مختصر في زمن الوباء، 9 أبريل 2020، -ائتلاف رغم كل شيء- ...
- مشروع قانون 22.20: شتلة تخفي غابة الاستبداد، بقلم أزنزار (كا ...
- لينين: فاتح مايو، ترجمة فريق الترجمة بجريدة المناضل-ة الموقو ...
- لا بديل عن نظام المصائب الرأسمالي غير الاشتراكية البيئية، تي ...
- الأبعاد الأربعة للأزمة الرأسمالية الراهنة
- مذكرة جمعية نداء من أجل مدرسة ديمقراطية صادرة عام 2020


المزيد.....




- خبر سعيد.. موعد صرف مرتبات شهر إبريل 2024… وجدول الحد الأدنى ...
- Visit of the WFTU Palestinian affiliates in Cyprus, and meet ...
- “100.000 زيادة فورية mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية توضح ...
- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1793 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- “حالًا استعلم” .. رابط الاستعلام عن وضعية منحة البطالة في ال ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - رفع الحجر الصحي: الدولة وأرباب العمل يستعدان للتضحية بأرواح العمال- ات لإنقاذ الاقتصاد، بقلم وائل المراكشي (كاتب بجريدة المناضل-ة الموقوفة)