أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- صراحة مفرطة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- صراحة مفرطة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يعتقد أنّ اسرائيل قد أبقت على اتّفاقات مع السلطة الفلسطينيّة، فليراجع حساباته، فاسرائيل تريد التّوسّع و"سلام القوّة"، وما الحديث عن "سلام عادل" سوى هرطقة كلاميّة، فالمخطّط الصّهيونيّ طويل المدى ويجري تنفيذه بخطى ثابتة، وما تخلّت اسرائيل يوما عن أطماعها التّوسّعيّة، ولنتذكّر ما قاله اسحاق شامير رئيس وزراء اسرائيل الأسبق عندما ألزمه الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب على المشاركة في مؤتمر مدريد عام 1991 بسبب مشاركة العرب في الحرب على العراق، حيث قال شامير:"سأفاوض الفلسطينيين عشر سنوات ولن أعطيهم شيئا". وها هي اسرائيل قد فاوضت السلطة الفلسطينيّة أكثر من ربع قرن ولم تعطها شيئا، بل أخذت منها. وقد انتصرت اسرائيل على العرب مجتمعين دون حروب عندما تنازل العرب عن الذّهاب إلى مدريد ضمن وفد واحد، وقبلوا بذهاب وفد فلسطيني تحت مظلّة الوفد الأردنيّ معتمدين على حسن نوايا "الصّديقة أمريكا".
ومنذ وصول ترامب إلى الرّئاسة الأمريكيّة في العام 2016، كشفت أمريكا عن وجهها الحقيقيّ، وما عادت تتعامل مع القضيّة الفلسطينيّة من باب إدارة الصّراع، وتخدير شعوب المنطقة، وباشرت بدعم حكومة نتنياهو على رؤوس الأشهاد في تصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، الذي تتخطّى أهدافه حدود فلسطين التّاريخيّة. ولن تتوقّف هذه الأهداف عند ضمّ الجولان السّوريّة المحتلّة، بل ستتعدّاه إلى الأردّن كاملا وإلى شمال السّعوديّة، وإلى أراض لبنانيّة، وإلى سيناء المصريّة، أو كما قال هنري كسينجر وزير الخارجيّة الأمريكيّة الأسبق "ستحتل اسرائيل سبع دول عربيّة احتلالا كاملا". وسيتحقّق الحلم الإسرائيليّ "حدودك يا اسرائيل من الفرات إلى النّيل". وهذا يعني أنّ المنطقة العربيّة ستصبح كاملة تحت السّيطرة الأمريكيّة الإسرائيليّة.
وفي تقديري أنّ قادة أمريكا وإسرائيل يضحكون بملء الشّدقين عندما يسمعون تهديدات فلسطينيّة بإلغاء جميع الإتّفاقات إذا ما قامت اسرائيل بضمّ المستوطنات والأغوار، لأنّها عمليّا وعلى أرض الواقع مضمومة، وأنّ حلّ الدّولتين أصبح في خبر كان، وأنّ قانون "القوميّة الإسرائيلي" و"اسرائيل دولة اليهود" قد شطب حتّى مجرّد الحديث عن "الدّولة الواحدة".
فهل أبقت "فصعة القرن" الأمريكيّة الإسرائيليّة شيئا يمكن التّفاوض عليه؟ وبعيدا عن اللغّة الدبلوماسيّة، ولضرورة المصارحة والوقوف على الحقائق التي تنفّذ على الأرض، فإنّه ليس من باب المبالغة ولا من باب التّشاؤم، فإنّ أمريكا وإسرائيل وبتواطؤ عربيّ رسميّ "تمدّ الحبل للسّلطة الفلسطينيّة، لتشنق نفسها بنفسها"، وإلا كيف يمكن تفسير القرصنة الإسرائيليّة لأموال المقاصّة الفلسطينيّة التي تجبيها اسرائيل، والتي تمثّلت بقنص مبلغ سبعة وستين مليون شاقل شهريّا، وهي مبلغ يعادل ما تدفعه السّلطة الفلسطينيّة لأسر الشّهداء والأسرى، ثمّ تبع ذلك قنص حوالي اربعين مليون شاقل فرضتها محكمة اسرائيليّة كتعويض لأسر قتلى اسرائيليّين قضوا نحبهم بعمليّات مقاومة. والآن جاء الدّور على البنوك العربيّة العاملة في الأراضي الفلسطينيّة بإغلاق حسابات الشّهداء والأسرى، لتضع السّلطة في مواجهة مع شعبها. وهذه الإجراءات الخاصّة بالشّهداء والأسرى ليست ماليّة فقط، بل هي تعني أنّ الاحتلال مشروع، "فالأرض أرض اسرائيل جرى تحريرها من المحتلّين العرب، ومن يقاومها فهو إرهابيّ". وهذه السّياسة الأمريكيّة الإسرائيليّة المتدحرجة، ستتبعها حرب مفتعلة لتنفيذ الطّرد الجماعيّ لملايين الفلسطيّنيّين من أرضهم ووطنهم، وسيتبعها مطالبة الدّول العربيّة بدفع تعويضات عن أملاك اليهود العرب الذين هاجروا إلى اسرائيل، ودفع تعويضات عن الخسائر الإسرائيليّة في الحروب ضدّ اسرائيل "المسالمة" منذ نشوئها وحتّى يومنا هذا. فهل ما يجري يشكّل سببا كافيا لطرفي الإنشقاق الفلسطينيّ لإنهاء الصّراع على سلطة تحت الاحتلال؟ وهل هذا كفيل بصحوة عربيّة؟ والحديث يطول.
9-5-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-وقفة صدق
- بدون مؤاخذة- ما يجري أكثر من تطبيع
- بدون مؤاخذة- الحكومة الإسرائيلية العتيدة
- بدون مؤاخذة- كورونا تكشف المستور
- بدون مؤاخذة- أنا وزمن الكورونا
- بدون مؤاخذة-كورونا والغيبيات
- بدون مؤاخذة-نبوءة فلاح بسيط
- بدون مؤاخذة-امتحان كورونا
- بدون مؤاخذة-المسنّون محكومون بالموت
- بدون مؤاخذة- بيت لحم عظيمة بشعبها وبتاريخها
- بدون مؤاخذة- بين الوقاية والهلع
- بدون مؤاخذة- بين الواقع والتّنظير
- بدون مؤاخذة-العمى الثقافي في فلسطين
- نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ليس مفاجئا
- ندوة اليوم السابع تدخل عامها الثلاثين
- بدون مؤاخذة- عندما نرى الجهل علما
- رواية -وجه آخر-لبدرية الرجبي والخيال الجامح
- بدون مؤاخذة- جاهليتنا المستمرّة
- بدون مؤاخذة- العرب لن يتعاطوا مع صفعة القرن
- بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه


المزيد.....




- بيونسيه تتجاوز لحظات حرجة خلال حفلها في هيوستن ضمن جولتها ال ...
- مصر.. طلبات استجواب للحكومة بعد مصرع 19 فتاة في حادث المنوفي ...
- أسرار -لغة اليد- التي تجعلك أكثر جاذبية وإقناعاً
- أرضنا، غذاؤنا، مناخنا – معا من أجل أنظمة غذائية تواجه تغيرات ...
- هآرتس: الجيش يؤيد اتفاق أسرى والحسم عند ترامب
- مشروع سميسمة السياحي.. تعرف على أحد أضخم المشاريع الترفيهية ...
- -ذهب أيلول- يحصد الجائزة الأولى في المهرجان العربي للإذاعة و ...
- كيف تواجه الأجهزة الأمنية انتشار العصابات المسلحة في غزة؟
- شاهد.. سرايا القدس تقصف قوات إسرائيلية وتغتنم عتادا عسكريا
- -قشور السيليوم- كنز الألياف في نظامك الغذائي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- صراحة مفرطة