أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه














المزيد.....

بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6477 - 2020 / 1 / 30 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
مهزلة نتنياهو وترامب التي أعلنا عنها يوم 28-1-2020 ما كانت لتحصل لو كان موقف النّظام العربيّ الرّسميّ مختلفا، ومع ذلك فإنّ ما جرى يؤكّد من جديد أنّ قوى التّوحّش العالميّ لا تتعلم ولا تتّعظ من التّاريخ، تماما مثلما هم وكلاؤها في المنطقة العربيّة. فنتنياهو وترامب المتّهمان بالفساد وسوء استعمال السّلطة يكتبان حملتهما الإنتخابيّة بالدّم الفلسطينيّ بشكل خاصّ والعربيّ بشكل عامّ، واستغلّوا الأوضاع العربيّة المأساويّة بطريقة جيّدة. وهذا الوضع يعيدنا إلى القرن الحادي عشر الميلاديّ، حيث حروب الفرنجة على المشرق العربيّ -كما سمّاها المؤرّخون العرب- في حين سمّاها المؤرّخون الأوروبّيّون "الحروب الصّليبيّة". فملوك أوروبّا الطامعون بكنوز الشّرق، رفعوا الصّليب ليغرّروا برعاع شعوبهم بشعارات دينيّة "تحرير القبر المقدّس". واستغلّوا فرصة ملوك الطّوائف في المشرق العربيّ، حيث أقيمت "مملكة عربيّة إسلاميّة" في كلّ مدينة تقريبا، فكانت مملطة أنطاكيا، ومملكة حلب، ومملكة دمشق...إلخ. وعاشت هذه الممالك حروبا طاحنة مع بعضها البعض، وكلّ "ملك" فيها يزعم أنّه يدافع فيها عن العروبة والإسلام! وكلّما اقتربت جيوش الفرنجة من "مملكة" كان ملكها يتحالف معهم لمحاربة المملكة المجاورة، إلى أن احتلوا الممالك كافّة، وأمعنوا قتلا في رعاياها، إلى أن احتلّوا القدس في العام 1099م، وقتلوا جميع سكّانها الذين احتموا بالمسجد الأقصى وكان عددهم سبعين ألفا، بمن الأطفال والنساء والشيوخ. وأقام الفرنجة قلاعهم الحصينة، وبسطوا نفوذهم على المنطقة، حتّى أنّ ملك مدينة الكرك في جنوب الأردنّ عمل على نقل رفات النبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم إلى الكرك ليجبر المسلمين على الحجيج إليه ودفع الجزية.
وجاء صلاح الدّين الأيّوبيّ، وجنّد العرب والمسلمين، واجتاح المنطقة إلى أن حرّر القدس في العام 1187م.
وفي عصرنا هذا فإنّ الفرنجة الذين نصّبوا ملوك طوائف العصر في الخليج الذي كان عربيّا، فجيّروا البلاد والعباد لخدمة ملوك فرنجة المرحلة المتمثّلين في ترامب ونتنياهو، وإذا كانت أمريكا تسيطر على منابع البترول في دول الطّوائف، فإن ملوك هذه البلدان وفي محاولة منهم للمحافظة على عروشهم، ارتضوا أن يكونوا جنودا مجنّدة لخدمة أسيادهم الفرنجة، فتخلوا عن الشّجب والإستنكار الذي تسلحوا به، ورفعوا شعار العداء لإيران "الشّيعيّة" ولحماية "الإسلام السّنّي"!، وارتضوا أن يبيعوا فلسطين وأن يدفعوا ثمنها للمشتري! وانهالت المليارات على الخزينة الأمريكيّة. ومن هنا جاءت خطّة نتنياهو التي تبنّاها ترامب وأعلنها كصفقة أمريكيّة بوجود نتنياهو في تجاهل تامّ للنّظام العربيّ الرّسميّ، لأنّه متأكد تماما من موافقة ملوك الطوائف عليه مسبقا، بعد أن سحب منهم سلاح الشّجب والإستنكار، ليتباروا في اليوم التّالي لحثّ الفلسطينيّين على الدّخول في مفاوضات مع إسرائيل لتطبيق صفقة العار.
لكن لا الفرنجة في أمريكا، ولا ذراعهم الإسرائيلي في المنطقة، ولا سدنتهم في بلدان كانت عربيّة يدركون أنّهم يسيرون في طريق نهايتهم، ولن يكون مصيرهم أفضل من فرنجة وملوك طوائف القرنين الحادي عشر والثّاني عشر الميلادي.
30-1-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-ماكو عرب
- بدون مؤاخذة-صفقة نتنياهو
- رواية قلب الذئب والسيرة الذاتية
- بدون مؤاخذة- العلقمية والطوسيّة المعاصرة
- بدون مؤاخذة- جلد الذات فلسطينيا
- بدون مؤاخذة- صفقة القرن تفضح أمريكا والعرب
- رحلة القمر وحماس الشباب
- خيانة بالإكراه وتجارب الحياة
- رواية الخاصرة الرخوة والفكر التكفيري
- بدون مؤاخذة- مهندسو العنصرية
- حسين مهنا شاعر الإنتماء والحب والجمال
- بدون مؤاخذة- ترامب يقرع طبول الحرب
- بدون مؤاخذة-عام فارط وعام قادم
- بدون مؤاخذة-عندما تتبنى الجامعات العشائر
- بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو وشرفنا المصون
- قصّة البطة المستاءة وحماية القانون
- بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو واختلاف الثقافات
- بدون مؤاخذة- دفاعا عن الثقافة
- بدون مؤاخذة- جلد الضحيّة لذاتها
- ديوان -على ضفاف الأيام- والموهبة الشعريّة


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عندما يعيد التاريخ نفسه