أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو واختلاف الثقافات














المزيد.....

بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو واختلاف الثقافات


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 16:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يدور جدل واسع حول اتّفاقيّة سيداو الدولية لحماية النساء من العنف والتّمييز والقتل والظلم والاضطهاد، ويبدو من خلال ما يكتب في وسائل الإعلام المختلفة ومنها صفحات التّواصل الاجتماعي"الفيسبوك"، أنّ هناك سوء فهم حول هذه الإتّفاقيّة، حتّى يخيّل للبعض منّا أنّها ستطبّق بحذافيرها على الشّعوب والدّول كافّة وبالقوّة، وهذا فهم يجانب الحقيقة. فالحقيقة هي أنّ هذه الإتّفاقيّة تدعو إلى احترام المرأة كإنسان يشكّل نصف البشريّة.
وإذا ما وقفنا أمام بنود الإتّفاقيّة لتقييمنا علينا الإنتباه إلى اختلاف الثّقافات والمعتقدات والتّقاليد بين الشّعوب، فليست كلّ شعوب الأرض عربيّة ومسلمة، فلكلّ شعب معتقداته ومعتقداته، والمسلمون يشكّلون حوالي 20% من سكان العالم، ولا يفهمنّ أحد أنّ المرأة عند الشّعوب أتباع الدّيانات والمعتقدات الأخرى تحظى بالمساواة مع الرّجل، فقد كتبت الفنّانة الأمريكيّة انجيلا ديفيز قبل حوالي أربعة عقود" أنّ المرأة الأمريكيّة تعاني من تمييز يفوق التّمييز العنصريّ بين البشر في الأنظمة العنصريّة."
وما يهمّنا هنا هو المرأة العربيّة والمسلمة من منطلق أنّ الغالبيّة العظمى من شعوبنا العربيّة من أتباع الدّين الإسلاميّ. وإذا كانت بعض الشّعوب قد ارتضت في ثقافتها أن تكون علاقات جنسيّة علنيّة بين الرّجل والمرأة خارج الحياة الزّوجيّة فهذا لا ينطبق علينا، فالديانتان الإسلام والمسيحيّة -التي تدين بهما شعوبنا- وتقاليدنا تعتبر ذلك زنا وتحرّمه، ولا أحد يستطيع تغيير معتقداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، مع أنّ أحدا لم يحاول أن يفرض علينا ذلك. لكنّ السّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل المرأة في مجتمعاتنا تحصل على حقوقها التي منحها لها الله الذي نؤمن به؟ وهل نطبّق شريعتنا في حياتنا العامّة على تعاملنا مع المرأة؟ فعلى سبيل المثال: هل تأخذ المرأة في بلادنا حقّها في الرّعاية والتّعليم والعمل واختيار الزّوج أو الموافقة عليه والميراث كما دعا إلى ذلك الدّين؟ وهل قَتْلُ النّساء تحت ما يسمّى في مجتمعنا "القتل دفاعا عن الشّرف" تطبيق لشرع الله أم إرث جاهليّ؟ وإذا كان القتل واجبا بحقّ "الثّيّب الزّاني" فمن مِنْ حقّه تطبيق ذلك؟ وهل الشّرع يُطبّق على النّساء دون الرّجال؟ وهل الشّرف يخصّ المرأة دون الرّجل؟ وهناك أسئلة كثيرة تشكّل خللا في فهمنا للدّين وطريقة تطبيق شرع الله.
تدعو اتّفاقيّة "سيداو" إلى حماية المرأة من سطوة المجتمعات الذّكوريّة، ويبقى لكلّ شعب حرّيّة حماية المرأة وإعطائها حقوقها حسب دينه ومعتقداته وتقاليده. فهل نحن ضدّ ذلك؟ وهل من مصالح شعوبنا أن نقول للعالم أنّنا ضدّ إنصاف المرأة وحمايتها من سطوة العقليّة الذّكوريّة؟ وهل من حقّنا أن نطبّق أخلاقياتنا على شعوب أخرى لا تدين بديانتنا ولها ثقافات مختلفة عن ثقافاتنا؟
وهل نعلم أنّ الدّساتير في الدّول العربيّة والإسلاميّة ومن ضمنها الدّستور الفلسطيني تنصّ على: "أنّه لا يجوز سنّ قوانين وتشريعات تتناقض مع الدّين؟ فلماذا كل هذه الضّجّة على اتّفاقيّة "سيداو"؟
17-12-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- دفاعا عن الثقافة
- بدون مؤاخذة- جلد الضحيّة لذاتها
- ديوان -على ضفاف الأيام- والموهبة الشعريّة
- بدون مؤاخذة-الدولة الديموقراطية الواحدة بين الواقع والحلم
- قصة -الأرجوحة- والخيال
- بدون مؤاخذة-لمن ينتظرون صفقة القرن
- بدون مؤاخذة- أمريكا تواصل حربها على الشعب الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- انتفاضة العراق أسباب ونتائج
- الشعوب العربيّة بين الغضب والثورة
- بدون مؤاخذة- الحرب المفتوحة على قطاع غزة
- رواية -الحائط- في ندوة اليوم السابع
- الحائط رواية من لا رواية لهم
- بدون مؤاخذة- من حق الشعب اللبناني أن يعيش بكرامة
- بدون مؤاخذة-الضربة القاضية لاتّحاد الكتاب الفلسطينيين
- التّنظيم النّقابي للكتّاب الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة
- بدون مؤاخذة-أردوغان حجر شطرنج وليس سلطانا
- هل يرثي فراس حجّ محمد نفسه أم أمّته
- بدون مؤاخذة-أردوغان ينشط في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن وزيرة الصحة
- بدون مؤاخذة- فوضى إعلامنا


المزيد.....




- النيابة تطلب إحالة أشرف حكيمي إلى المحاكمة بتهمة الاغتصاب
- فرنسا.. النيابة تطالب بمحاكمة أشرف حكيمي بتهمة -الاغتصاب-
- المغربي أشرف حكيمي يواجه احتمال المثول أمام القضاء بتهمة الا ...
- المغربي أشرف حكيمي مهدد بالمحاكمة بتهمة الاغتصاب
- النيابة العامة تطلب إحالة حكيمي الى المحاكمة بتهمة الاغتصاب ...
- بيروت تخنق نساءها: نوع جديد من عنف غير مرئي
- الصين تكبح تراجع الإقبال على الزواج ومعدلات الإنجاب بالدعم ا ...
- للمرة الخامسة.. تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر بعد تر ...
- وزيرة فلسطينية: قرار الأمم المتحدة بشأن المرأة الفلسطينية يم ...
- تبلغ 73 عاما.. من هي المرأة التي خططت لاغتيال نتنياهو بقذيفة ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-اتفاقية سيداو واختلاف الثقافات