أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- دفاعا عن الثقافة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- دفاعا عن الثقافة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 12 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


قطع الإنارة المتعمّد عن مسرح عشتار أثناء عرض مسرحيّ على مسرح جامعة النّجاح في نابلس من قبل أستاذ جامعيّ، بحجّة أنّ العرض لا يتناسب وتقاليدنا يثير تساؤلات كثيرة إجاباتها ليست في صالحنا كشعب، ولا لصالح ثقافتنا، ولا لصالح قضيّتنا الفلسطينيّة خصوصا وأنّنا أخر شعب يعيش تحت احتلال بغيض أمعن فينا قمعا وقتلا وسجنا وتشريدا. وأنا شخصيّا لا أعرف اسم الأستاذ الجامعيّ، ولا أعرف أسبابه في وقف العرض المسرحيّ، لكنّه بالتّأكيد تصرّف تصرّفا فرديّا لا يليق بأستاذ جامعيّ. لكنّ فعلته التي تثير تساؤلات كثيرة حول الحرّيّات الشّخصيّة والعامّة كما تثير تساؤلات حول مدى استعداد جامعاتنا لرعاية الثّقافة في وطننا المحتلّ، كما يحضر بشكل قويّ سؤالنا حول تقاليدنا وعاداتنا، فهل هي مقدّسة؟ وهنا يحضرني ما كتبته عندما قام موظّفون في وزارة التّربية والتعليم بإعدام كتاب "قول يا طير" وممّا جاء في مقالتي" فإذا كانت " ألف ليلة وليلة " وغيرها قد دُوّنت في عصر الخلافة العباسية، مع ما تحويه من استعمالات للهجة المحكيّة، ومضامين جنسية صريحة، فمن غير المعقول ومن غير المنطق أن يتم اعدام كتاب"قول يا طير" وما يحويه من الحكايات الشعبية العربية في القرن الواحد والعشرين من قبل موظفين فلسطينيين عام 2007. واذا كان أولئك الموظفون قد أدركوا متأخرّا –بعد الضّجّة التي حصلت جرّاء فعلتهم- الخطأ الذي وقعوا فيه، فإنه لا يزال-مع الأسف- حتى أيامنا هذه من لا يدرك أهمية تراثنا الشّعبيّ، معتقدا أنّ فيه ما يخدش الحياء! غير مدرك أن مقولته هذه فيها تهمة "قلّة الحياء" لآبائنا وأجدادنا الذين ورثنا عنهم هذا التّراث، وهذا أمر غير معقول، ويجانب الحقيقة."
لم أحضر العرض المسرحيّ لعشتار، ولا أعرف مضمون العرض، لكنّني أعلم أنّ الثّقافة ومن ضمنها المسرح لا تخضع لرقابة، ويجب أن لا تخضع، فالمبدع ليس واعظا في مسجد أو كنيسة، وليس منظّرا أخلاقيّا أيضا. وما يبدعه لا يعكس شخصيّته ذاتيّا، ومن المعروف عالميّا أنّ المبدعين طلائعيّون، يعملون من خلال إبداعاتهم على التّغيير، وطرح الجديد للنّهوض بمجتمعاتهم، فقد يقوم بعض الفنانين مثلا بتجسيد شخصيّة مجرم قاتل، أو تاجر ومدمن مخدّرات، أو مومس...إلخ. ويمثّل هذه الشّخصيّة بطريقة مقزّزة ومنفّرة للمشاهد، ولا يعني هذا أنّ هذه هي شخصيّة الفنّانة أو الفنّان الذي قام بهذا الدّور.
ولا أعرف المشهد الذي استفزّ الأستاذ الجامعيّ عندما قطع الإنارة عن خشبة المسرح، لكنّني أتساءل حول الصّلاحيّات التي يتمتّع بها هذا الأستاذ لقيامه بفعلته هذه؟ ومن منحه تلك الصّلاحيّات؟ وكيف نصّب نفسه حاميّا للتّقاليد؟ وهل قطعه للإضاءة جاء من اعتباره لنفسه وصيّا على من كانوا يشاهدون العرض المسرحيّ وهم زملاؤه وطلابه الجامعيّون؟ عدا عن التّهم للفنّانة ولطاقم مسرح عشتار والتي تضعهم في الشّبهات وتدينهم دون محاكمة؟
وكيف سينهض شعبنا وسنتحرّر من الاحتلال، ما دامت ثقافتنا تخضع لقوانين العيب، وما يتبعها من تكفير وتخوين قد يؤدّي إلى إزهاق أرواح بريئة، وما جرى ويجري في سوريا، العراق وليبيا وغيرها ببعيد؟
ويبقى السّؤال حول موقف إدارة الجامعة ممّا حصل في حرمها الجامعيّ لنتبيّن الحقيقة.
12-12-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- جلد الضحيّة لذاتها
- ديوان -على ضفاف الأيام- والموهبة الشعريّة
- بدون مؤاخذة-الدولة الديموقراطية الواحدة بين الواقع والحلم
- قصة -الأرجوحة- والخيال
- بدون مؤاخذة-لمن ينتظرون صفقة القرن
- بدون مؤاخذة- أمريكا تواصل حربها على الشعب الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- انتفاضة العراق أسباب ونتائج
- الشعوب العربيّة بين الغضب والثورة
- بدون مؤاخذة- الحرب المفتوحة على قطاع غزة
- رواية -الحائط- في ندوة اليوم السابع
- الحائط رواية من لا رواية لهم
- بدون مؤاخذة- من حق الشعب اللبناني أن يعيش بكرامة
- بدون مؤاخذة-الضربة القاضية لاتّحاد الكتاب الفلسطينيين
- التّنظيم النّقابي للكتّاب الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة
- بدون مؤاخذة-أردوغان حجر شطرنج وليس سلطانا
- هل يرثي فراس حجّ محمد نفسه أم أمّته
- بدون مؤاخذة-أردوغان ينشط في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن وزيرة الصحة
- بدون مؤاخذة- فوضى إعلامنا
- بدون مؤاخذة- أراضينا المستباحة في جنجس وجوفة السّوق


المزيد.....




- عودة الثنائيات.. هل تبحث السينما المصرية عن وصفة للنجاح المض ...
- اختفاء لوحة أثرية عمرها 4 آلاف عام من مقبرة في سقارة بالقاهر ...
- جاكلين سلام في كتابها الجديد -دليل الهجرة...خطوات إمرأة بين ...
- سوريا بين الاستثناء الديمقراطي والتمثيل المفقود
- عامان على حرب الإبادة الثقافية في قطاع غزة: تدمير الذاكرة وا ...
- من آثار مصر إلى الثقافة العالمية .. العناني أول مدير عربي لل ...
- اللاوا.. من تراث للشلك إلى رمز وطني في جنوب السودان
- الوزير المغربي السابق سعد العلمي يوقع -الحلم في بطن الحوت- ف ...
- انتخاب وزير الثقافة والآثار السابق المصري خالد العناني مديرا ...
- بعد الفيلم المُرتقب.. الإعلان عن موسمين جديدين من مسلسل -Pea ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- دفاعا عن الثقافة