أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - الأزهر و الإختيار















المزيد.....

الأزهر و الإختيار


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أعاجيب هذا الزمن الردئ ببلادنا أن تتردد على ألسنة الطرفين المتحاربين (الجيش الوطنى و التنظيم الإرهابى) ذات الشعارات من ذات المنبع ، فقتلى الطرفين - من منظور القيادات - هم شهداء أبرار مثواهم جنات النعيم ليفوزوا بالحور العين و الغلمان المخلدين و أنهار الخمر و العسل !! ، كما أنه من مفارقات القدر أن يقطع البيان الحزين للمتحدث العسكرى أحداث المسلسل الجديد (الإختيار) الذى يزهو بدحر الجيش المصرى للإرهاب الأسود بسيناء و إستئصال شأفته ، و ذلك ليعلن عن مقتل عشرة من أفراد الجيش المصرى تفجرت المدرعة التى كانت تقلهم بفعل عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون الإسلاميون على الطريق الذى إعتادت المدرعة المرور به . كان المسلسل الرمضانى الذى قُطعَ لتوه يخلد ذكرى بطولة ضابط الجيش الراحل ( أحمد المنسى ) الذى لقى مصرعه إثر هجوم إرهابى على وحدته العسكرية منذ ثلاث سنوات . تلقى السرد الفنى للمسلسل صفعة قوية من الواقع الآتى عبر نشرة الأخبار بصوت المتحدث العسكرى ليعـلن من جديد أن المعركة ضد الإرهاب لم تصل بعد لنهايتها ، و بأن النصر المرجو لن يتحقق فى المدى المنظور . مثل كل مرة سابقة يتوالى صدور بيانات التنديد و الإدانة للإرهاب



أما العجب العُجاب فهو إقتفاء مؤسسة الأزهر خطى مؤسسات الدولة فى إرسال برقيات العزاء لأسر الشهداء دونما أدنى شعور

بالخجل بوصف الأزهر شريكاً (بالتحريض) فى مقتل هؤلاء الشهداء بما يحويه تراثه من نصوص يجرى تلقينها لطلبة الأزهر


ألا يعلم شيخ الأزهر أن الكثيرين ممن أزهقت أرواحهم راحوا ضحايا لفتاوى و أسانيد و أحكام شرعية يقوم الأزهـر حتى اليوم بتدريسها لتلاميذه ؟! . لماذا يغض شيخ الأزهر الطرف عن الفكر البغيض الداعى إلى القتل و المتمثل فى فقه الجهاد

و كذا فقه الولاء و البراء المنكر للمواطنة ومصالح الأوطان ؟؟ . أن الأزهر لا يزال متشبثاً بهذا التراث العفن الذى يعتبره ثلاثة أرباع الدين . مما سبق يجوز لنا وضع الأزهر -دون مواربة- فى نفس الخندق مع التنظيمات الإرهابية و منظِّريها و قادتها ممن أدمنوا قتل أبناءنا من ضباط و جنود الجيش المصرى ، فبأى وجه يتجاسر الأزهر على تلقى المليارات من خزانة الدولة المصرية سنوياً فى حين تعادى نصوص تراثه هذه الدولة و تتعاطف مع أعدائها ؟! . نحن لا نقبل أن يتصدر شريك القاتل جنازات ضحـايـاه مقدماً العزاء لذويهم بدم بارد



لقد قرأت يوم السبت الموافق 2 - 5 - 2020 مقالاً رمضانياً عجيباً للدكتور إبراهيم نجم - مستشار (دار الإفتاء المصرية) التى تعد أحد روافد الأزهر - و فيما يلى رابط المقال



https://www.youm7.com/story/2020/5/2/%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%89-%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/4753421



يعود الرجل فى مقاله بالأمور إلى نصابها و بالأزهر إلى حقيقته و إلى عقيدته الحقيقية التى يلقنـها للدارسين لديه و للمصلين خلف شيوخه و المتلقين لتعاليمه عبر كل الوسائل و الوسائط ..... ( شهر الجهاد فى سبيل الله ) هذا هو عنوان المقال فى إشارة إلى شهر رمضان ...... و ماذا يفعل الإرهابيون الإسلاميون إلا ( الجهاد فى سبيل الله) - من وجهة نظرهم و بحسب اعتقادهم - بقتل جنودنا فى الشهر الفضيل و نيل البركات و الفوز بالجنان بحورها و غلمانها و خمرها و عسلها و أسطبرقها ؟ .. الطرفان يعتمدان نفس الأسانيد الشرعية و يرجعان لذات المرجعيات الدينية ، و كل فريق يعتبر أنه جند الله وصاحب فسطاط الإيمان الذى يقاتل الكفار أعداء الله ، و أنه يجاهد فى سبيل الله و أن قتلى فريقه فى الجنة و قتلى الآخرين فى النار



يحدثنا الدكتور الأزهرى عن الصيام فيقول (( يعلمنا رمضان الصبر على الطاعة لنكون أقدر على الصبر عن المعصية ، نضحى بشهوة البطن و الفرج و فضول اللسان لنفوز بموفور الجزاء من الحنان المنان )) .. آثــر الرجـل الكذب منذ البداية ، فلا أحد يضحى بأى مما ذكــر و لا دينه أمـره بهكذا تضحية ، كل ما هنالك هو تعديل مواعيد الأكل و الشرب و التدخين و تعاطى المخدرات و الجماع مع مضاعفة الكم و الكيف من كل شيء ، و التاريخ و الواقع شاهدان بذلك ، ماعلينا من هذه الكذبة البيضاء



و عن الجهاد يقول (( و أما الجهاد فليس أشق على النفس من التضحية بها و إيرادها مورد التهلكة ، إنه إجهاد للنفس قبل جهاد العدو ، و لكن الإرادة الواعية توجه هذه التضحية الثمينة لحماية المقاصد الشرعية من صيانة للدين و حماية للنفوس و ذود عن الأعراض ، الجهاد ظاهره التضييع و باطنه الحفظ و الصيانة ، و سمو غايته و نبل مقصده مقدم على خطورة الوسيلة إلى تلك الغاية )) .. هكذا يوضح لنا الدكتور الأزهرى مستشار المفتى ( المقاصد الشرعية ) التى يتوجب على المسلم السعى لتحقيقها و التضحية بالنفس من أجل ذلك ، و التى أجملها حصرا فى ثلاثة مقاصد : صيانة الدين - حماية النفوس - الذود عن الأعراض ، أمــــا الوطن فلا ذكـر له ولا قيمـة عند الأزاهرة و لايدخل ضمن مقاصدهم الشرعيــة ، و كأننا مازلنا إزاء معارك قبلية وصراع على كلأ و ماء بين بدو الصحراء تغير فرقة على الأخرى فتقتل و تسرق و تنهب و تأخذ الأسرى و السبايا ، و كان هذا هو الجهاد فى سبيل الله فى غابر الأيام التى لا يريد الأزهر أن يغادرها ، بل يجاهد فى سبيل إعادتنا إليها منكفئين ، تكريما و تقديسا للتراث المسطور فى الكتب الصفراء المنسوبة للقابعـين فى قبورهم ، التى تستخدمها عصابات الإرهاب الإسلامية كما يستخدمها أساتذة الأزهر و تلاميذه سواء بسواء ، الإرهابيون الإسلاميون أيضا يدعون أتباعهم إلى تحقيق ذات الغايات/ المقاصد الشرعية : صيانة الدين - بحسب فهمهم - و حماية نفوس أتباعهم و الذود عن أعراض نسوانهم ، و لا قيمة للوطن عندهم أيضا ، فهو ليس من مقاصدهم الشرعية

أما باقى المقال فهو إسهاب و إطناب و سرديات تؤيد ما أوردناه من متنه ، فلا جديد يستدعى الوقوف عنده



و عـودة إلى المسلسل التلفزيونى ( الاختيار ) حيث أود ذكر عدة ملاحظات



واضح بجلاء الدعم الذى يحظى به المسلسل من الإعلام الموالى للدولة و الاحتفاء به و بأبطاله و بأحداثه و التنويه عنه يوميا بمقالات صحفية و برامج حوارية و غير ذلك ، مع سعى دؤوب لاستثمار النجاح الذى كان قد تحقق من قبل للفيلم السينمائى ( الممر ) الذى كان قد طرق موضوع مشابه حظى أيضا بدعم كبير من الدولة و احتفاء ملحوظ من الإعلام



واضح أيضا أن العمل قد تم إنتاجه بهدف تخليد سيرة ( أحمد المنسى ) كـرمز للعسكرية المصرية ، و إضفاء هالة من المثالية الكاملة على كل جوانب شخصيته ، فهو الشجاع الشهم الخلوق المتفانى فى خدمة الآخرين المضحى من أجلهم ، المحبوب من الجميع فى بيئتيه العسكرية و المدنية ، الملتزم دينيا ... و السعى عبر الدراما إلى زرع هذه الصورة الرومانسية فى وجدان الجمهور المتلقى ، كمعبر لتعزيز تلك الصورة و ذلك الانطباع عن المؤسسة العسكرية بكل مكوناتها ، و ليس فى ذلك ما يعيب

أما ما يعيب حقا فـهـو اللغــة الغالبة على الحـوار المنطوق على لسان المنسى و على ألسنة باقى الممثلين ، و التى أحالت الأحداث و دوافعها إلى مقاصد شرعية / دينية / إسلامية ، أكثر من كـونـها مهام وطنية أو إنسانية ، رغم أن الأمر برمته يخص الجيش المصرى المدافع عن الوطن ، لا جيش الإسلام المنافح عن راية الإسلام ، و رغم أن جنودا غير مسلمين منضوون ضمن تلك التشكيلات العسكرية خاصة فى الخطوط الأمامية شديدة السخونة ، و أسماء القتلى و الجرحى فى العمليات شاهدة بذلك


لم يكن الخطأ خطأ المنسى و أقرانه ، و لا كان خطأ المخرج و السيناريست والممثلين ، فهم يصورون الواقع الذى آلت إليه الأمور و يستخدمون أدواته شائعة الاستخدام و نافذة ابتغاء الوصول إلى عقول و أفئدة الجمهور المتلقى .. أمـا الخطأ الجسيم فهو خطأ الدولة ، الذى ترتكبه منذ عقود و دون انقطاع ، و هو السماح بتديين المجال العام ، و إفساح الطريق أمام شيوخ السلفية و الإخوان ( و معظمهم أزاهرة ) للظهور بكثافة و الإدلاء بدلوهم فى كل شيء ، وغض الطرف عن تلقيهم أموالا مشبوهة من الداخل و الخارج لا يعلم أحد مقدارها و أوجه إنفاقها على وجه التحديد ، و دعمت الدولة توجه مؤسسة الأزهر نحو التوسع و الانتشار باعتبارها المؤسسة الرسمية ، و أصبح معتادا أن نرى الشيخ إماما لرئيس الدولة ورئيس الحكومة و رئيس البرلمان و رؤساء الجيش و الشرطة مجتمعين ، فأصبح معتادا - بالتبعية - ألا تخلو البيانات و الخطابات ( الرسمية ) من التعبيرات ( الدينية ) و الآيات القرآنية و كأننا فى دولة الخلافة ، و هو ما لا يليق و لا يتسق مع إدارة دولة مدنية قابلة للتطور و النمو و قادرة على دحـر الإرهاب ..... و لتلخيص التشخيص أهديكم مقال ( حقنا لنزيف الشهداء ) بقلم الأستاذة سحر الجعارة
https://www.elwatannews.com/news/details/4734798



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - دامى- . . . ( داعش لاحقاً )
- جاهلية الإسلام فى القرن الحادى و العشرون
- أهى صفقة القرن أم هو قرن الصفقة ؟
- كُفر مُطبِق الشريعة إذا لم يكن عربياً . . ما أشبه الليلة بال ...
- أيها الآخر : لا ترانا بعينيك و لا تفهمنا بعقلك !
- وجد إسلاماً و لم يجد مسلمين ، ياللهول !
- الإفتاء فى شئون الإطفاء
- فقه الكراهية
- الغزوة التركية لأكراد سوريا
- فى ذكرى نجيب محفوظ
- صرخة صاحب الزنج
- صفقة إبليس
- الأزمة و المأزوم
- قراءة فى كتاب القوة الناعمة
- البخارى تحت المجهر
- فى مثل تلك الأيام منذ ثمانى سنوات
- العبودية باقية !
- تاريخنا الذى نباهى به الأمم
- ( الإنسانيون )
- فى المسألة الانتخابية


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - الأزهر و الإختيار