أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - جاهلية الإسلام فى القرن الحادى و العشرون














المزيد.....

جاهلية الإسلام فى القرن الحادى و العشرون


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 04:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن المتابع المدقق و الموضوعي لواقع الإسلام والمسلمين فى القرن الواحد والعشرين يجد العديد من أوجه التشابه بين أحوال مسلمي اليوم وأحوال المجتمع الجاهلي الوثني عند البدايات الأولى لظهور الإسلام فى موقف كلا الفريقين من القدرة على التطور والاستجابة لدعوات تجديد الفكر الدينى و التخلى عن الموروث القديم الذي أصابه الجمود والتكلس .



تفوق النص القرآني فى وصف الموقف المتعنت الذي يخلو من المنطق لأهل الجاهلية من عرب مكة و الطائف من الدين الجديد الذي دعاهم الرسول لقبوله و الدخول فيه ، فسمع منهم حججاً تعكس تعنتهم و ضَعف عقولهم أبرزتها آيات القرآن كالتالى :-



- أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ - سورة ص : ( ٥–٧ ) .



- و إذا قِيل لَهُم اتَّبعوا ما أَنزَل اللهُ قالوا بل نتَّبِع ما أَلفَينَا عَليهِ آباءنَا * أَوَلَو كان آبَاؤُهُم لا يعقِلُون شيئاً و لا يَهتَدُونَ - البقرة : 170 .



بذل نبى الإسلام كل ما بوسعه من جهد و صبر مع العرب من أهل الجاهلية بلا طائل ، و لما يئس منهم نزلت عليه الآيتين التاليتين :-

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا - الفرقان : 44 .

وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ، أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ الأعراف : 179 .


أما العرب المسلمون فى القرن الواحد و العشرين فتتلقى مؤسساتهم الدينية دعاوى التجديد بإعمال العقل فى النصوص الإسلامية الناتجة عن إجتهادات بشرية فى كتب التراث السُنِّى يكون رد فعل كبار مشايخهم أن يصدوا عن سبيل ذلك بكل ما أوتوا من عنت و ضعف عقل متعللين مثلهم فى ذلك كمثل أسلافهم الجاهليون بذرائع واهية مثل أن هذا التراث هو ثلاثة أرباع الدين ، و بأنه الرأى الصائب وفقاً لآراء صحابة الرسول و التابعين ، متجاهلين الحديث النبوي الصحيح : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يجدد لها دينها .

لذلك فقد أنتج هذا الموقف المعاند العجيب و المعادى للتجديد و إعمال العقل تجمد و تكلُّس الفكر الدينى الإسلامى منذ نحو ألف عام عندما قرر كبار المشايخ و الفقهاء توقف الإجتهاد عند نهاية القرن الرابع الهجرى ، مما كان له أبلغ الأثر فى تخلف المسلمين عامة و على وجه الخصوص منهم أهل السُنَّة و الجماعة عن ملاحقة العصر و مستحدثاته ، لذلك كرهوا العلم و بيئته و الفن و منتجه و صاروا عالة على البشرية بتبوئهم المراكز الأخيرة فى العلوم و الفنون و الآداب حتى إحتلت الأمة الإسلامية موقعها فى ذيل قائمة الأمم

بعد أن فرغ شيوخ الإسلام من الرضا و التسليم بالتجمد و التخلف عن مسايرة العصر ، فقد أطلقوا على عوام المسلمين فى بلداننا العربية و بخاصة فى مصر بلد الأزهر الدعاة و المفتين يحرمون على المسلمين الإستمتاع بكل آلاء الله و نِعَمه التى لا تحصى ، ثم يشرعنون للإرهاب الأسود الذي يزهق مئات الأرواح يوميا فى بلاد المسلمين من مشرقها فى أفغانستان حتى مغربها فى سوريا و العراق و اليمن و ليبيا ، ثم تخطى الإرهاب حدود دولنا الإسلامية ليخترق بلاد المهجر فى أوروبا حتى تدفع دولها المتقدمة ثمن ضيافتها للمسلمين .



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهى صفقة القرن أم هو قرن الصفقة ؟
- كُفر مُطبِق الشريعة إذا لم يكن عربياً . . ما أشبه الليلة بال ...
- أيها الآخر : لا ترانا بعينيك و لا تفهمنا بعقلك !
- وجد إسلاماً و لم يجد مسلمين ، ياللهول !
- الإفتاء فى شئون الإطفاء
- فقه الكراهية
- الغزوة التركية لأكراد سوريا
- فى ذكرى نجيب محفوظ
- صرخة صاحب الزنج
- صفقة إبليس
- الأزمة و المأزوم
- قراءة فى كتاب القوة الناعمة
- البخارى تحت المجهر
- فى مثل تلك الأيام منذ ثمانى سنوات
- العبودية باقية !
- تاريخنا الذى نباهى به الأمم
- ( الإنسانيون )
- فى المسألة الانتخابية
- الحالة المصرية : مخاوف مشروعة
- حزب مصر الحضارة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - جاهلية الإسلام فى القرن الحادى و العشرون