أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إستراتيجية البيجيدي الإجهاز على دولة الحق والقانون.














المزيد.....

إستراتيجية البيجيدي الإجهاز على دولة الحق والقانون.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 01:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ تحمل حزب العدالة والتنمية مسؤولية قيادة الحكومة في 2012 وهو يعمل جادا على وضع تشريعات قانونية تستهدف أسس دولة الحق والقانون وفصل السلط التي ناضل وضحى من أجلها الشعب المغربي منذ فجر الاستقلال. فالحزب إياه ترأس الحكومة وله برنامجان : برنامج حكومي مُعلَن ومتوافق بشأنه بين مكونات الأغلبية ، وهو برنامج ظرفي وجزئي بالنسبة له ، وبرنامج خَفِي تمت صياغته في دائرة حركة الإصلاح والتوحيد ثم إقراره في أدبيات الحزب وأجهزته التقريرية كإستراتيجية ثابتة تحكم مواقف الحزب وخططه وبرامجه داخل الحكومة (أطروحة المؤتمر السابع 2012).
وتتوخى هذه الإستراتيجية الإجهاز على المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي والانقلاب على أسسه القانونية والقيمية والحقوقية. فالحزب يحمل مشروعا مجتمعيا وسياسيا مناقضا للمشروع الذي يحمله الشعب المغربي ويناضل من أجله وتوافق بشأنه مع ملك البلاد الذي التزم في خطاب 29 ماي 2003 (وسيظل المغرب وفيا لالتزاماته الدولية مواصلا بقيادتنا مسيرة إنجاز مشروعنا المجتمعي الديمقراطي الحداثي بإيمان وثبات وإصرار). ومن أجل شرعنة وأجرأة هذه الإستراتيجية ، نصت أطروحة الحزب على توفير الغطاء الديمقراطي وآلياته من داخل المؤسسات المنتخبة ، ليس للدفاع عن الحريات والحقوق ، بل للإجهاز عليها باسم الدفاع عن "المرجعية الإسلامية والهوية" اللتين جعلتهما أطروحة الحزب (من قضايا تدبير الشأن العام مما يقتضي التركيز على مقاربتها تشريعيا ورقابيا وترجمتها إلى إجراءات عملية واقعية في إطار برامج سياسية تطرح ديمقراطيا ضمن المؤسسات المنتخبة ذات الصلاحية) .فكل القرارات التي أجهز بها الحزب على الحقوق والحريات والمكتسبات الاجتماعية مرّرها عبر الآلية الديمقراطية داخل المؤسسة التشريعية . والحزب يدرك جيدا أثر الحريات الفردية والعامة على الرأي العام والارتقاء بوعي المواطنين ، وهو ما يشكل تهديدا لإستراتيجيته .لهذا استهل ولايته الأولى على رأس الحكومة بتقديم مشروع المدونة الرقمية التي طرحتها الحكومة في 2014 ، لكن ، وأمام المعارضة القوية التي واجهته ، عملت الحكومة على تجزيئه وتمريره عبر أقساط حتى تُضعف المقاومة وتُقسِّم الكتلة الرافضة .ومشروع 22.20 هو جزء من المشروع الأصلي .ومن مخاطره أنه :
1 ــ خرق سافر للدستور الذي ينص في ديباجته على احترام وضمان حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا ،فضلا عن الإقرار والالتزام بسمو المواثيق الدولية على التشريعات الوطنية . والمشروع يصادر الحريات التي تقرها المواثيق الدولة التي صادق عليها المغرب ، وفي مقدمتها الحقوق المدنية والسياسية والحريات الفكرية والثقافية .
2 ــ يقيم تمييزا بين المواطنين أمام القانون من حيث العقوبات على نفس الفعل مما يضرب مبدأ المساواة الذي ينص عليه الدستور. فالمادة 4 من المشروع تنص على عقوبتين مختلفتين لنشر نفس المادة الإعلامية "المخافة للقانون" من طرف شخصان أحدهما صحفي ؛ إذ تتابع الصحافي بقانون الصحافة ما يجعل عقوبته مخففة ، بينما تتابع الفاعل الثاني بالقانون الجنائي ما يجعل عقوبته مشددة .وهذا يتعارض مع مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون الذي تنص عليه المادة 6 من الدستور .
3 ــ يجعل عقوبة الدعوة إلى مقاطعة المنتوجات أخطر من التحريض على ارتكاب الجنايات .فالمادة 17 تنصت على عقوبة تتراوح بين 6 أشهر و 3 سنوات سجنا في حالة الدعوة إلى المقاطعة ، بينما في الحالة الثانية تتراوح العقوبة بين 3 أشهر وسنة.
4 ــ يستهدف مقاومة المجتمع السلمية لأساليب الغش والتزوير والارتشاء والفساد والاستبداد بعد أن أثبتت مواقع التواصل الاجتماعي فعاليتها في التصدي لها مما فرض ، مرارا ، على الحكومة التراجع عن بعض قراراتها أو فتح التحقيق حول خروقات وتجاوزات معينة في حق مواطنين .
5 ــ يبعث الروح في قانون "كل ما من شأنه" البغيض الذي ارتبط بسنوات الرصاص ، وكان عنوانا للقهر والاستبداد . فالحكومة، بهذا المشروع ، تعاكس التطور السياسي والحقوقي والمجتمعي للمغرب الذي جعل النظام والقوى الحية يتوافقان على المصالحة وطي صفحة الخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتريد الزج بالمغرب في صراعات داخلية هو في غنى عنها ، بل ما أحوجه إلى كل الجهود التي تقوي لحمته الداخلية وتعضد إجماعه الوطني الذي بلورته المعركة ضد جائحة كورونا .
6 ــ يُدخل الدولة في معارك إدارية وقضائية دونكيشوتية ضد شبكات التواصل الاجتماعي بحيث ينص مشروع القانون في المادة 6 على فرض الوصاية عليها باشتراط حصولها على الترخيص من الإدارة أو الهيئة المعنية علما أن هذه الشبكات لا وجود مادي لها بالمغرب ويستحيل على الدولة المغربية أن تفرض سلطتها خارج ترابها الوطني .الأمر الذي سيبدد جهود الدولة المادية والبشرية ويشوه صورة المغرب عالميا .
إذن ، سيظل حزب العدالة والتنمية يعرقل إرساء أسس دولة الحق والقانون بكل الأساليب بما فيها توظيف المؤسسات الدستورية .فكل المشاريع القانونية التي قدمها تخدم إستراتيجية الإجهاز على المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي وتعطيل الدستور(مشروع القانون الجنائي الذي يتعارض مع الدستور والتزامات المغرب الدولية ) . لهذا لا يكفي أن تعيد الحكومة مشروع قانونها هذا إلى مساره التشريعي المؤسساتي عبر مناقشته في لجنة التشريع وعرضه للمصادقة على البرلمان ،بل لا بد من التشاور بشأنه مع الأطراف المعنية وفق ما ينص عليه الدستور (مؤسسات حقوق الإنسان ، نقابة الصحافة ،المهنيين والمتدخلين في القطاع ، المنظمات الحقوقية ..)، وتأخذ في الاعتبار تطلع الشعب المغربي إلى الحريات والحقوق والعيش الكريم. فيكفي معاناة المغاربة من التهميش والفقر والبطالة والجهل والأمية ،وهي القضايا التي تستوجب من الحكومة بذل وسعها في التفكير والتخطيط والاجتهاد للقضاء عليها وتوفير مستلزمات الكرامة والإمكانات المادية والتقنية لإنجاح التعليم عن بعد الذي كشفت الجائحة أن جزءا مهما من المغاربة يعيشون خارج العصر الرقمي.حكومة النكوص والإفلاس تصر على تخييب آمال الشعب في مغرب أفضل ما بعد كورونا .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا تفضح مخططات الإسلام السياسي.
- الفايد شجرة تخفي خطورة مشروع الإسلاميين .
- على الفايد أن ينشغل بالبحث الزراعي بدل بول البعير.
- الفايد الذي يضر ولا يفيد.
- المواطنون بحاجة إلى الأفعال لا الدموع يا رئيس الحكومة.
- نأسف لما فعله السفهاء يا حماة الوطن والأرواح.
- صمت الوزارة عن العنف الزوجي في زمن الكورونا.
- أبعدوا العثماني عن تدبير أزمة كورونا .
- الجماعة تختار أسلوب الابتزاز وتصفية الحسابات في زمن كورونا.
- المغرب الذي نريد ما بعد جائحة كورونا.
- حِكمَة الملك وغباء رئيس الحكومة .
- قفّتُكم فرصتنا .
- تفشت كورونا فعلّق العثماني الموظفين.
- كورونا يكشف عن كورونات بشرية أخطر.
- الخطر الوبائي والتوظيف الإخواني.
- أوقفوا مؤامرات الإسلاميين ضد الدولة والشعب.
- كورونا يفضح مصاصي الدماء وعديمي المروءة والوطنية.
- الإرهاب في زمن الكورونا.
- أوقفوا الإرهابي-أبو النعيم- فقد تجاوز المدى.
- يا ليت رئيس الحكومة ما نطق.


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إستراتيجية البيجيدي الإجهاز على دولة الحق والقانون.