أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل عبد الزهرة شبيب - كلمن يطالب بالعمل گالوا شيوعي بالعجل















المزيد.....

كلمن يطالب بالعمل گالوا شيوعي بالعجل


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 12:31
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


( كلمن يطالب بالعمل گالوا شيوعي بالعجل ))

عانى ويعاني العراق من البطالة بأشكالها المختلفة والتي تعتبر من أهم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ومن اهم التحديات التي تواجه العراق , واصبحت البطالة في العراق ظاهرة واسعة شملت معظم شرائح المجتمع وخصوصا اصحاب الشهادات العليا وخريجو الكليات والمعاهد وغيرهم. ومما لا شك فيه أن تفشي البطالة في المجتمع تترتب عليه آثارا اقتصادية واجتماعية سلبية تتركها على فئات المجتمع بشكل عام وعدم حلها ووضع حد لها يعبر عن سوء الادارة وعجز الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم ويعبر عن انعدام الرؤى الاقتصادية والبرامج والخطط الاقتصادية وبالتالي يعبر عن افلاس هذه الحكومات . وتعتبر مشكلة البطالة محور مشاكل وازمات المجتمع وما يعانيه من تفشي العديد من الظواهر السلبية كالعنف والجريمة بكافة انواعها وعدم الاستقرار الأمني والسياسي , فضلا عن انها تعيق عملية النمو الاقتصادي وانتشار الفقر .
ومنذ تأسيسه دافع الحزب الشيوعي العراقي ويدافع عن جماهير الشعب بمختلف شرائحهم وخصوصا العمال والفلاحين وكافة شغيلة اليد والفكر مدافعا عن حقوقهم ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية دون تعرضهم للفصل الكيفي ولرفع مستوى معيشتهم وضمان حياة لائقة للمتقاعدين منهم وكبار السن . كما يولي الحزب الشيوعي العراقي اهمية استثنائية للعلاقة مع الجماهير عموما والكادحة والمحرومة منها بشكل خاص. ومنذ تأسيسه استطاع الحزب الشيوعي العراقي كسب شعبية واسعة بين الجماهير واستطاع ان يتغلغل في صفوف العمال والفلاحين في المدينة والريف ويدافع عن مصالحهم ويبث فيهم الوعي السياسي والطبقي ويكسبهم الى صفوفه . وبسبب التصاق الحزب بالجماهير الشعبية فإن أي شخص يطالب بتوفير فرص العمل قالوا عنه شيوعي, وبسبب تشابه موقف الامام علي ( ع) وموقف الحزب الشيوعي العراقي في دفاعهم عن الفقراء والمحرومين , دعا شاعرنا الكبير مظفر النواب الى القول في قصيدة له :
(( اُنبيك علياً لو جئت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعياً ...)) .
في العراق تتزايد المعدلات السنوية للبطالة لضعف امكانية معالجتها وسوء الادارة وعجز الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم في معالجتها ووضع حد نهائي لها نتيجة تأثير المؤسسات المالية الرأسمالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين وما تفرضه هذه المؤسسات من شروط على العراق مقابل حصوله على القروض لمعالجة ما تواجهه من مشاكل اقتصادية واجتماعية , مما ادى الى تحجيم دور الدولة في الحياة الاقتصادية واعطاء دورا اكبر للقطاع الخاص في النشاط الاقتصادي .
وعموما فإن القطاع العام والقطاع الخاص في العراق يعانيان من ضعف امكانياتهما المادية والفنية لذلك فإنهما لم يسهما بشكل جدي في امتصاص معدلات البطالة واستيعاب الأعداد المتزايدة من القوى العاملة العاطلة عن العمل .
ان سوء الادارة الذي تميزت بها الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم وتفشي الفساد الكبير بكافة اشكاله وعدم وجود سياسات اقتصادية ناجحة وسوء التخطيط الاقتصادي واعتماد نظام المحاصصة المقيت والاعتماد على الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب واهمال بقية القطاعات الاقتصادية , ادى الى تفاقم مشكلة البطالة , اضافة الى عدم وجود نمو اقتصادي حقيقي قادر على توفير فرص عمل جديدة .
ومما زاد من مشكلة البطالة في العراق هو :-
1. ريعية الاقتصاد العراقي واعتماده الكلي على تصدير النفط الخام حيث تشير الاحصائيات لعام 2013 أن ايرادات النفط الخام تساهم بنسبة (91,4% ) من مجموع الايرادات في تمويل الموازنة العامة .
2. تشكل الصادرات النفطية نسبة (99,5 %) من مجموع الصادرات .
3. اعتماد العراق على الاستيرادات بشكل كبير وعدم وجود مشاريع تخلق فرص العمل .
4. تراجع الأنشطة الانتاجية المولدة لفرص العمل كالزراعة والصناعة وغيرها .
5. محدودية دور القطاع الخاص وضعفه .
6. انخفاض النسب المخصصة للاستثمار من مجمل نفقات الموازنة العامة للدولة وتناقص برامج التنمية الاقتصادية وتوقف النشاط الاقتصادي في اغلب القطاعات الاقتصادية مما فاقم المشكلة .
7. زيادة عدد السكان في سن العمل مقارنة بمحدودية فرص العمل .
8. تراجع معدلات الالتحاق بالتعليم وازدياد معدلات التسرب وارتفاع نسبة الامية وتدني المستوى التعليمي وتخلف برامج التدريب والتأهيل ,
9. النزوح الجماعي للسكان بسبب الأوضاع الأمنية .
10. تبني اقتصاد السوق والدعوة الى الخصخصة بدون دراسة علمية وما يخلفه من تغييرات هيكلية في الاقتصاد وقد لا يصب ذلك في مصلحة البلاد لكونها مفروضة من المنظمات الرأسمالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين .
11. بطء عملية الاصلاح الاقتصادي وخاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة القطاع العام وتطوير القطاع الخاص وخلق المناخ الاستثماري المناسب واجتذاب الاستثمارات الاجنبية وتحرير التجارة الخارجية والاصلاح الشامل لقطاع البنوك الحكومية .
12. تلكؤ برامج اعادة الاعمار وتوجيه قسم من المنح نحو النشاطات غير الانتاجية وعدم حصول تحسن ملموس في البنى التحتية .
13. الافتقار لاستراتيجية اقتصادية واجتماعية واضحة المعالم في ظل عدم وجود توزيع عادل للدخل وزيادة عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر .
14. سياسة اغراق السوق العراقية المتبعة من دول الجوار وما يتبعها من توقف الصناعات المتوسطة والصغيرة وتأثر الصناعات الشعبية .
15. ضعف القطاع الخاص العراقي وهروب رؤوس امواله الى الخارج خوفا من الأوضاع الأمنية الغير مستقرة .
اصبحت البطالة في العراق نتيجة عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية استشرت وتعمقت جذورها في الاقتصاد العراقي بعد 2003 , واصبحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها او تركها لآليات سوق العمل , اذ أن ارتفاع معدلاتها يمثل احد المؤشرات الدالة على تدهور الوضع الاقتصادي وغدت مشكلة ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية تعبر بوضوح عن عجز في البنى الاقتصادية وعن خلل اجتماعي على الصعيد الوطني وتمثل آفة اجتماعية خطيرة تعطل القدرات البشرية وتبدد فرص النمو والرفاه الاقتصادي , وهذا ما دعا الجماهير الشعبية وخصوصا الشباب العاطلين عن العمل الى الانتفاضة في البصرة ومدن الجنوب وفي مختلف محافظات العراق مطالبين بتوفير فرص العمل من قبل الدولة بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية .
تشير احصائيات وزارة التخطيط والتعاون الانمائي / الجهاز المركزي للإحصاء الى تذبذب معدلات البطالة في العراق للفئة العمرية 15 سنة فأكثر وللفترة من 2003 -2008 حيث بلغت في عام 2003 ( 28,1 % ) وفي 2004 ( 26,8%) وفي عام 2005 ( 17,79 % ) وفي 2006 (17,7% ) , اما في عام 2007 فبلغت معدلات البطالة (11,7% ) , في حين بلغت في عام 2008 (15,39% ), كما تشير الاحصائيات الى انه في عام 2014 بلغ حجم بطالة الشباب (7,3 ) ملايين مشكلا نسبة قدرها (20%) من حجم السكان و( 35,1 % ) من حجم السكان في سن العمل . وحسب بيان الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية اعلن ان نسبة البطالة بين الشباب في العراق بلغن 22,6 بالمائة . في حين اعلن صندوق النقد الدولي في عام 2018 ان معدل بطالة الشباب في العراق تبلغ اكثر من 40% من اصل تعداد سكان العراق البالغ 37 مليون نسمة . وفي عام 2019 و2020 ساهم ايقاف العديد من المشاريع والفعاليات الاقتصادية على زيادة نسبة البطالة خاصة بعد انخفاض العائدات المالية النفطية بسبب انخفاض اسعار النفط نتيجة تفشي فيروس كورونا .
وللبطالة العديد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية التي تتركها على فئات المجتمع بصورة عامة حيث تعتبر محور مشاكل وازمات المجتمع وما يعانيه من تفشي العديد من الظواهر السلبية في المجتمع كالعنف والجريمة بكافة انواعها وعدم الاستقرار الأمني والسياسي اضافة الى انها تعيق عملية النمو الاقتصادي والمؤدية الى الفقر .
ومن الضروري مكافحة البطالة باعتبار ذلك من الاهداف الرئيسية للسياسة الاقتصادية واعطاء الأولوية الى البرامج الاستثمارية والى خلق الحوافز للمناطق والقطاعات التي عانت التمييز ولا بد من تنمية الموارد البشرية ورفع كفاءة العاملين عبر الارتقاء بالنظام التعليمي ووضع برامج لإعادة التأهيل والتدريب المستمرة واشاعة استخدام التقنيات الحديثة وتشجيع البحث العلمي والابتكار وتخصيص الموارد المالية اللازمة لذلك وتشجيع القطاع الخاص ومبادراته والوقوف بوجه الخصخصة حسب وصفة المؤسسات المالية والنقدية الدولية الرأسمالية باعتبارها قادرة على حل مشكلات الاقتصاد وتحقيق التنمية في مطلق الاحوال , اضافة الى ضرورة محاربة الفساد بكافة اشكاله ودعم الهيئات الرقابية المختصة والحفاظ على استقلاليتها وحماية المال العام واستعادة الأموال المنهوبة وتطوير القطاعات الاقتصادية من زراعة وصناعة وتعدين وسياحة ونقل والتي يمكن ان تجذب الايدي العاملة .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنغرس ثقافة احترام القانون اذا اردنا هزيمة الفساد
- (ساخت) ايران وتركيا الأكثر شهرة في تجارة العراق
- السياسة الاقتصادية – الاجتماعية في ضوء برنامج الحزب الشيوعي ...
- الاصلاح في العراق يبدأ من الاقتصاد
- هل استفاد فقراء العراق من عائدات النفط عندما كانت اسعار النف ...
- هل باتت وزارة الصناعة العراقية عبئاً على الدولة؟!!
- بمناسبة الأول من ايار عيد العمال العالمي .. ياعمال العراق وي ...
- تعزيز البنية التحتية في العراق ضرورة لتحقيق النمو الاقتصادي
- دور البحث العلمي في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم
- ابرز التحديات التي تواجه القطاع الخاص العراقي
- التعليم في العراق الى أين وهل هو بحاجة الى اصلاح وتغيير ؟
- العنف الأسري في العراق وغياب القانون المناهض...كفى عنفا
- هل نجحت الحكومات المتعاقبة في العراق من تحقيق التنمية المكان ...
- انجازات الحكومات المتعاقبة في العراق
- هل ينبغي أن تكون الدولة المدنية ... ديمقراطية ؟
- هل يوجد تفاوت طبقي في العراق ام تحققت العدالة الاجتماعية على ...
- دور الاستثمار الأجنبي في عملية التنمية الاقتصادية وموقف الحز ...
- أزمات الرأسمالية وتداعياتها الفكرية والاقتصادية والسياسية
- كيف يمكن الاستفادة من تجربة سنغافورة التعليمية في النهوض باق ...
- حقوق الانسان في ضوء وثائق الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- مسيرة احتجاجية من المستشفى الجامعي بوجدة الى مقر ولاية الجهة ...
-  الى الإخوة أعضاء المكاتب النقابية للمؤسسات التكوينية والمدي ...
- “يا فرحة كل العمالة” .. رابط تسجيل منحة العمالة الغير منتظمة ...
- صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون ...
- “وزارة المالية” تُعلن أكبر زيادة في رواتب المتقاعدين 500 ألف ...
- إضراب عمالي جديد في اليونان يؤثر على النقل العام
- ميلوني في تونس: 3 اتفاقيات وسعيد يجدد التاكيد على موقف تونس ...
- “وزارة المالية” سلم رواتب المتقاعدين والعسكريين في العراق 20 ...
- “صرف 25 مليون دينار الان”.. مصرف الرافدين يُعلن خبر هام لجمي ...
- المرصد العمّالي يستهجن اعتقال النقابي أحمد السعدي ويطالب بال ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل عبد الزهرة شبيب - كلمن يطالب بالعمل گالوا شيوعي بالعجل