أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عادل عبد الزهرة شبيب - دور البحث العلمي في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم















المزيد.....

دور البحث العلمي في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 15:23
المحور: الطب , والعلوم
    



يعتبر البحث العلمي من بين أهم الاليات لتحقيق التنمية والتطور في جميع الميادين ,حيث يساعد على امكانية الاستغلال الامثل للموارد , وله دور مهم في نهضة الشعوب وحل مشاكلها, ويزيد من القوة الاقتصادية للدول من خلال مساهمته المباشرة في زيادة الانتاج وتحسين نوعيته, ويسهم ايضا في دفع عجلة التقدم للمجتمعات. وتشير التجارب بانه لا يمكن لأي دولة تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون وجود باحثين ومهندسين ومختصين يأخذون على عاتقهم مسؤولية القيام بالبحث الاساسي والتطبيقي الذي تحتاجه الدولة.
البحث العلمي هو نشاط علمي يعتمد على عملية جمع وتحليل البيانات بهدف الاجابة عن مشكلة بحث محددة, وانه ذلك التحري والاستقصاء المنظم الدقيق الهادف للكشف عن حقائق الاشياء وعلاقتها مع بعضها البعض وذلك من اجل تطوير او تعديل الواقع. والبحث العلمي عبارة عن نشاط هادف ومنظم يسعى الى دراسة الظواهر دراسة علمية من اجل ازالة الغموض عنها وتفسيرها والتحكم فيها وتوجيهها وتسخيرها بما يخدم ويساهم في تنمية المجتمع وتطويره واشباع حاجات الانسان ورغباته.
ان تطور البلدان ورقيها مرتبط ارتباطا وثيقا باعتمادها البحث العلمي وتوسيع نطاقه حيث يساعدها على احتلال الصدارة ضمن البلدان المتقدمة ,والتقدم الذي وصلت اليه البلدان الاوربية والدول الصناعية الكبرى يعود الى تشجيع حكومات هذه البلدان للبحث العلمي وقيامها بإنشاء مراكز بحثية واعداد ميزانية خاصة بها والتعاقد مع الباحثين لتطوير المراكز البحثية. كما بدأت المنشآت الصناعية العملاقة بإنشاء مراكز بحثية خاصة بها للنظر في احتياجات الصناعة من تطوير وايجاد الحلول للمشاكل التي تظهر خلال تطور العملية الصناعية. وكذلك الحال بالنسبة للبحوث الزراعية. ويلاحظ زيادة الانفاق على البحث في تلك الدول فعلى سبيل المثال تحتل الولايات المتحدة المرتبة الاولى في الانفاق مقارنة مع الدول العربية وتصل نفقاتها حسب منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي الى (330) مليار دولار لعام 2001 تليها الصين 136 مليار دولار ثم اليابان 130 مليار دولار ,بينما لا تتجاوز نسبة انفاق الدول النامية 4% من الانفاق العام في العالم.
العراق مازال متخلفا في مجال البحث العلمي وتسخيره لتطوير صناعته وزراعته واقتصاده . بعكس الدول المتقدمة التي مرت بتجارب هامة في اعتماد البحث العلمي ويمكن الاستفادة منها لتحقيق التنمية الاقتصادية الاجتماعية في بلادنا ,وملخص هذه التجارب:
1. توفير المراكز العلمية والبحثية والجامعات بما يتناسب مع عدد السكان.
2. توفير الميزانية اللازمة لهذه المراكز على ان يكون الانفاق وفق خطة مدروسة ومعدة مسبقا واستحداث مراكز بحثية وجامعات جديدة تواكب التطور العلمي والتكنولوجي.
3. الاستعانة بالخبرات الداخلية والخارجية في عملية البحث العلمي.
ان البحث العلمي والتنمية يواجهان مشكلة واحدة الا وهي مسألة التمويل وقناعة المسؤولين, والسؤال الذي يطرح نفسه هل لدى البلد موارد مالية وبشرية تمكنه من الخوض في مضمار الابحاث والدراسات والتي تعمل بدورها على تحقيق التنمية المستدامة.؟
العراق يمتلك الموارد المالية الكبيرة ولكنه بالرغم من ذلك لم يخرج بعد من دائرة التخلف ويعود السبب في ذلك الى عدم اعطاء الاهتمام الكافي للبحث العلمي ومعالجة المعوقات التي تواجهه ,في حين ان اليابان مثلا تتميز بشح مواردها ولكنها حققت تطورا صناعيا وتكنولوجيا كبيرا وغزت بمنتجاتها المختلفة اسواق العالم . اذن الثروة الحقيقية تأتي من الاستثمار في البحث العلمي حيث ان عطاؤه مستمر وهو لا ينفذ مثل المال ,وهكذا اصبح تقدم الدول يقاس بحجم انتاجها العلمي والتكنولوجي وبعدد علمائها وباحثيها وبدرجة الاهتمام بالبحث العلمي والاستثمار فيه وفي الموارد البشرية.
العراق اليوم يفتقر الى مراكز البحث العلمي في جميع المجالات فصناعتنا متوقفة وزراعتنا متدهورة وثرواتنا الطبيعية مازالت غير مستثمرة ورغم العوائد المالية الكبيرة التي يحصل عليها العراق من تصدير النفط الخام الا انها لا تستثمر في تطوير قطاعاتنا الاقتصادية وتحقيق الرفاهية لشعبنا وللفساد حصة كبيرة فيها . في العراق العديد من العلماء والمبتكرين الا انهم لا يجدون الرعاية والدعم من الدولة فتضيع ابتكاراتهم ويصيبهم الاحباط وتتلقفهم الدول الاخرى لتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي وتوفر لهم كل المستلزمات لتطوير ابتكاراتهم لتخدم اقتصادهم.
اما بالنسبة لجامعاتنا فدورها مازال محدودا جدا في مجال البحث العلمي التطبيقي وهي تفتقر الى الموارد المالية والبنى التحتية اضافة الى دور التداعيات الامنية والطائفية التي ادت الى هجرة العديد من العقول العراقية الى الخارج بحثا عن الامان والتقدير.
ان تقدم الشعوب اصبح مرتبطا بالبحث العلمي وبتحكمها في التكنولوجيا واصبح البحث العلمي مؤشرا على درجة تقدمها .
المطلوب اليوم في العراق ولغرض الخروج من دائرة التخلف وتحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم لابد من :
1. اعتماد سياسة واستراتيجية واضحة للبحث العلمي.
2. زيادة الانفاق على البحث العلمي وتشجيع القطاع الخاص للمساهمة في التمويل.
3. مساهمة البحث العلمي في عملية التنمية وحل مشكلات المجتمع.
4. الاهتمام بالباحثين وتحسين ظروفهم المادية والاجتماعية.
5. تشجيع الاختراعات والابتكارات المتطورة والعمل الى ترجمتها الى الواقع.
6. تشييد البنية التحتية للمعرفة العلمية والتقانة وتطويرها.
7. استحداث مجالس اوهيئات او مؤسسات خاصة بالبحث العلمي.
8. ربط البحث العلمي بالتنمية الصناعية والزراعية والاقتصادية عموما.
9. العمل على تحويل الافكار الخلاقة الى سلع ومنتجات متميزة سهلة التسويق.
10. دعم الجامعات العراقية وتشجيعها على البحث العلمي المرتبط بالواقع الاقتصادي للبلد.
11. تحقيق الاستقرار الامني والقضاء على الارهاب والطائفية وتشجيع العلماء العراقيين المهاجرين والمهجرين على العودة الى ديارهم.
ان اهمية البحث العلمي تزداد يوما بعد يوم خاصة امام التغيرات المتسارعة بفعل ثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الاعلام والاتصال واستناد الاقتصاد الحالي الى راس المال الفكري. ويهدف البحث العلمي الى زيادة معرفة الانسان ورفع قدرته على التكيف مع بيئته والسيطرة عليها واكتشاف الحلول للمشكلات التي تواجه المجتمعات والافراد وهو ضروري لبناء دولة عصرية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 284 - 71 في أبريل 2017، باعتبار يوم 21 أبريل اليوم العالمي للإبداع والابتكار، حيث يهدف هذا اليوم للتوعية بدور الإبداع والابتكار في حل المشكلات والامتداد، وفي تنفيذأهداف التنميةالمستدامة،
واليوم العالمي للإبداع والابتكار هو مناسبة يمكن من خلالها تعزيز الأمثلة على أفضل الممارسات وتسليط الضوء على استخدام التفكير المبدع والتكنولوجيا نحو تحقيق أهداف التنميةالمستدامة.
كما يمكن للابتكار والإبداع والريادة التجارية أن تتيح جميعها زخما جديدا للنمو الاقتصادي وإيجاد فرص للجميع، بمن فيهم النساء والشباب، وإيجاد الحلول الملحة مثل القضاء على الفقر وإنهاء الجوع.
وبهذا الصدد فقد اكد الحزب الشيوعي العراقي في وثائقه على تشجيع البحث العلمي والابتكار وربط العملية التعليمية بعملية التنمية الشاملة في البلاد واهدافها الكبرى وادراج تعليم المعلوماتية ضمن المناهج في مرحلة مبكرة واشاعة استخدامها في المدارس وتأمين مستلزمات التقدم التقني والمادي وارساء قاعدة تعليمية متطورة .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابرز التحديات التي تواجه القطاع الخاص العراقي
- التعليم في العراق الى أين وهل هو بحاجة الى اصلاح وتغيير ؟
- العنف الأسري في العراق وغياب القانون المناهض...كفى عنفا
- هل نجحت الحكومات المتعاقبة في العراق من تحقيق التنمية المكان ...
- انجازات الحكومات المتعاقبة في العراق
- هل ينبغي أن تكون الدولة المدنية ... ديمقراطية ؟
- هل يوجد تفاوت طبقي في العراق ام تحققت العدالة الاجتماعية على ...
- دور الاستثمار الأجنبي في عملية التنمية الاقتصادية وموقف الحز ...
- أزمات الرأسمالية وتداعياتها الفكرية والاقتصادية والسياسية
- كيف يمكن الاستفادة من تجربة سنغافورة التعليمية في النهوض باق ...
- حقوق الانسان في ضوء وثائق الحزب الشيوعي العراقي
- تفعيل الضرائب العادلة التصاعدية في الموازنة العامة الاتحادية ...
- في العراق ..محاصصة أم تعزيز نهج الكفاءة والنزاهة والفاعلية ؟
- لاتعطني منتجات , علمني كيف انتج
- ابرز التحديات التي تواجه حركة التحرر الوطني العربية واليسار ...
- دور الاعلام في دعم مشاريع التنمية السياسية والاقتصادية والاج ...
- قادة قمة العشرين في قمتهم الاستثنائية الافتراضية في الرياض : ...
- العمال والشغيلة في ضوء برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- العراق في قبضة صندوق النقد الدولي
- رد على تعقيب السيد فؤاد النمري


المزيد.....




- مرض الصرع.. أسباب التعرض للنوبات وطرق إدارتها
- أهمية فحوصات الأسنان المنتظمة فى اكتشاف المشاكل مبكرًا
- ارتفاع ضغط الدم..ما أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه؟
- محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بسماح دخول المساعدات الغذائ ...
- نصائح لتعزيز إنتاج هرمون السعادة السيروتونين بطرق طبيعية
- -بلومبيرغ-: مصر تخطط لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لتجنب الن ...
- السباق على المعادن المهمة يغذي نزاع الهيمنة على أعماق البحار ...
- حافظ على عينيك من العمى بهذه الأطعمة
- موسكو: اتفاق منع استخدام تكنولوجيا المعلومات لأغراض إجرامية ...
- دراستان: النوم الجيد والكافي قد يكون مفتاح الشباب الدائم


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عادل عبد الزهرة شبيب - دور البحث العلمي في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم