أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - بعد كل هذا الإرهاب...هل تريد إسرائيل السلام؟















المزيد.....

بعد كل هذا الإرهاب...هل تريد إسرائيل السلام؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الجرائم الإسرائيلية على مستوى إرهاب الدولة المنظم والمخطط له سلفا مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وقد توجت هذه الجرائم الإسبوع الماضي باغتيال القيادي في لجان المقاومة الشعبية جمال أبو سمهدانة والمجزرة البشرية على شاطىء غزة حيث راح ضحيتها ما يزيد على خمسة عشر فلسطينيا من بينهم أطفال ونساء، ويفتخر الإرهابي عمير بيريتس وزير الدفاع الإسرائيلي بأنه كان يتابع شخصيا عملية اغتيال أبو سمهدانة مع طيار الطائرة الحربية، وإذا كان هذا هو مستوى إرهاب بيريتس الذي يرئس حزب العمل ويعتبرونه من الحمائم ، فما أدراك بإرهاب الليكود وغيره من الأحزاب المتطرفة ؟ وهذا ليس غريبا ولا مستهجنا فأبشع الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تم ارتكابها في زمن حزب العمل ومنها مجزرة قانا في جنوب لبنان التي ارتكبها جيش الاحتلال في زمن رئاسة ( بطل السلام النوبلي شيمعون بيريز ) ويفتخر بأنها من إنجازاته الإرهابية .. ولا يستطيع أحد من الإرهابيين في دولة إسرائيل أن يعتبر وصول حركة حماس لرئاسة الحكومة الفلسطينية هو السبب في هذا التصعيد المجرم، لأن حركة حماس وصلت لذلك عبر الخيارالديمقراطي للشعب الفلسطيني، ومنذ أكثر من عام ونصف وهي ملتزمة بالهدنة والتهدئة رغم عدم التزام جيش الاحتلال الإسرائيلي يوما واحدا بهذه الهدنة ، وقد زاد انضباط حماس وإصرارها على التهدئة بعد تسلمها رئاسة الحكومة الفلسطينية، بدليل أنها لم ترد على أية جريمة إسرائيلية...لذلك يصبح منطقيا السؤال: هل تريد دولة إسرائيل السلام فعلا؟؟ وبأي إسرائيل يريدون حماس والشعب الفلسطيني أن يعترف، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا حدود نهائية لها؟.

إن الوقائع اليومية للسياسة الإسرائيلية والجرائم المتواصلة لجيش الاحتلال منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، لا تعطي أي دليل يطمئن على نية الجانب الإسرائيلي في إقامة سلام عادل وشامل، لأن الشعب الفلسطيني عبر المجلس الوطني عام 1988 إعترف من طرف واحد بدولة إسرائيل ضمن حدود عام 1967 وذلك من خلال اعتباره الدولة الفلسطينية ضمن هذه الحدود بما فيها القدس، وفي نهاية ولاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وبحضور الرئيس عرفات وأعضاء المجلسين الوطني والتشريعي تم شطب البنود التي تطالب بإزالة دولة إسرائيل في الميثاق الوطني الفلسطيني. وهذا يعني أن السلطة الفلسطينية قدمت كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة، ورغم ذلك يصرّ الجانب الإسرائيلي على شروط من المستحيل وجود أي خائن فلسطيني يقبل بها، وهي: الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل، وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والقبول ببقاء ما يريد جيش الاحتلال من مستوطنات في الضفة والقطاع، بما يعني إعطاء الفلسطينيين جيتوات معزولة مقطوعة الصلة ببعضها، لا تشكل مشروع دولة حسب أية مقاييس. إن هذا الواقع البشع الذي تريد دولة الاحتلال فرضه لا يمكن أن يجلب أي سلام دائم في المنطقة، ويوما وراء يوم يضعف أصوات السلام الفلسطينية مصداقيتها، ويقلص تأثيرها في الحياة السياسية والاجتماعية الفلسطينية ،لأن الممارسات البشعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تجعل أصوات السلام الفلسطينية كمن يطحن في الهواء، فيسمع الشعب الفلسطيني جعجعة دون أن يرى طحينا في الميدان!!!. وبصراحة شديدة لا يستطيع أي فلسطيني ولا يملك الحق بما فيهم الرئيس محمود عباس ، بعد هذه الجرائم الإرهابية البشعة أن ينتقد أي تنظيم فلسطيني يقوم بالرد على هذه الجرائم لأن الجرائم الإسرائيلية لا تستثني في المناطق الفلسطينية لا البشر ولا الحجر، وهي فعلا إبادة جماعية منظمة و مدروسة، لا يفيد فيها اعتذار الرئيس الإسرائيلي لمقتل أبرياء، لأن قتل هؤلاء الأبرياء لم يتوقف يوما واحدا منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 ...وماذا بعد؟.

إن المطلوب وسط هذه المجازر البشعة والحصار التمويني والطبي والإنساني الذي يكاد يوصل الشعب الفلسطيني إلى حدود المجاعة، هو توحيد الرؤيا الفلسطينية تحديدا بين رئاسة السلطة و رئاسة الحكومة خاصة بعد توقيع الرئيس محمود عباس المرسوم الخاص بإجراء الاستفتاء على وثيقة الأسرى في السادس و العشرين من تموز القادم، ورفض حركتي حماس والجهاد ومنظمات أخرى لهذا الاستفتاء وسط تهديدات متبادلة علنية، أسفرت عن إشتباكات مسلحة ظهر يوم السبت الموافق العاشر من الشهر الحالي بين عناصر من جهاز الأمن الوقائي والقوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية الفلسطيني، أسفرت عن جرح أربعة أشخاص، وهذا قمة المأساة فلا يكفي الشعب الفلسطيني جرحى وقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيضاف إليهم قتلى وجرحى بالسلاح الفلسطيني أيضا. وينبغي الوصول إلى اتفاق حول هذا الموضوع لأن تشبث كل طرف برأيه ينذر بعواقب وخيمة لا يحتاجها الشعب الفلسطيني في هذا الوقت بالذات، وحساسية الموقف وخطورته لا تترك أي منطقية لمناقشة من معه الحق في هذه المسألة: رئاسة السلطة أم رئاسة الحكومة، فالمنظرين من الطرفين سودوا عشرات الصفحات للدفاع عن حجههم بالموافقة على إجراء الاستفتاء وعدم الموافقة على إجرائه، مما يعني عدم جدوى المرافعات القانونية في هذا الصدد....إن الحل هو أن تدرس رئاسة السلطة مع رئاسة الحكومة هذا الموضوع بشرط أن يضع كل طرف ( عقله في رأسه ) كما يقول المثل الشعبي ، وصولا إلى حل ( أهل القطاع والضفة أدرى بشعاب تفاصيله )، هذا بالإضافة إلى موضوع مركزي آخر وهو كيفية الرد على إرهاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد آن الأوان لمواجهة هذا الإرهاب برؤية موحدة أيا كانت هذه الرؤيا، فما عاد مفيدا لحركة النضال الفلسطيني أن يجتهد ما لا يقل عن عشرة تنظيمات في القطاع والضفة ، ليجد الشعب الفلسطيني نفسه أمام العديد من الأجندات والممارسات، مما يعطي الجانب الإسرائيلي الذريعة لتكرار مقولته ( لا يوجد طرف فلسطيني مؤهل لمباحثات السلام )، وتأتي التناقضات و بعض الممارسات الفلسطينية لتكسبه بعض التفهم الدولي لهكذا أطروحات....يستطيع أي كاتب أو مفكر أن يقترح رأيه في الأجندة المناسبة لمواجهة الإرهاب الإسرائيلي، يرى البعض أنها المقاومة المدنية السلمية ويرى آخرون أنها المقاومة المسلحة، ولكن أفضل الآراء ما ينبع من داخل أهل المعاناة، فمن يده في النار ليس كمن يده بالماء، ولم يعد مقبولا ولا لائقا هذا التناقض بين الرئاستين في كل الرؤى والمواقف...هل يرتقي الجميع إلى مستوى المسؤولية احتراما لدماء الضحايا وسماعا لبكاء الطفلة هبة أبو غالية وصراخها وهي جانب جثة والدها ( وينك يا بابا )! وهي طفلة السنوات السبع لا تعرف في تلك اللحظة أنها فقدت والدها إلى الأبد نتيجة إرهاب الدولة الإسرائيلية المنظم والمقصود!!!.




#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت للزرقاوي والعزائ لبعض الفضائيات العربية
- هزيمة حزيران في أدب غالب هلسا
- السلاح الفلسطيني في لبنان..مهمة نضالية أم مخابراتية سورية؟
- صراع فتح وحماس على ملف التمثيل الخارجي
- حروب فتح وحماس وحوار الطرشان
- الأكراد والعرب وإسرائيل..متى تنتهي الحكاية؟
- مقالة تجريبية لقياس نوعية تفكير القراء
- على خلفية لقاء الملك عبد الله مع قناة العربية
- وعود القذافي بدعم حكومة حماس..أمل إبليس في الجنة
- نقابة المحامين الأردنيين ورفع الغطاء عن الأرهابيين
- العلاقة الفلسطينية مع الأردن محمودعباس أم حماس
- التضليل الإعلامي خوفا من النظام السوري
- حماس والأردن...العلاقة الملتبسة
- السلطة تدين..حماس تبارك..وماذا بعد؟
- من المختل عقليا في الاعتداءات على الكنائس القبطية في الإسكند ...
- حماس : السياسة والمقاومة لا يلتقيان
- فتح ملف الوليمة الحيدرية
- انتبهوا..وصلت طالبان إلى القاهرةانتبهوا : وصلت طالبان إلى ال ...
- هل هناك داع لعقد القمة العربية؟
- التعايش بين الأديان في الأقطار العربية..واقع أم وهم؟؟


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - بعد كل هذا الإرهاب...هل تريد إسرائيل السلام؟