أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - الموت للزرقاوي والعزائ لبعض الفضائيات العربية














المزيد.....

الموت للزرقاوي والعزائ لبعض الفضائيات العربية


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العملية العسكرية الأمريكية الأردنية التي أوصلت إلى مقتل المجرم الزرقاوي، شكلت ضربة أليمة للقوى الإرهابية التي وجدت ضالتها في العراق الجديد بعد اندحار النظام الديكتاتوري البائد، ومن المهم عربيا دراسة نموذج الزرقاوي وكيف تم خلقه وتكريسه و تعميمه ، ليصدر الفتاوي والبلاغات لما يزيد عن مليار من المسلمين ، بعد مبايعته لسيده الإرهابي أسامة بن لادن الذي سبق أن نصّب نفسه أميرا للمؤمنين كافة بعد اندحار أمراء طالبان، وخلافتهم في كهوف أفغانستان معتقدا أنه مؤهل لقيادة الأمة الإسلامية كافة، متدخلا حتى في الانتخابات الفلسطينية ، ناقدا مشاركة حركة حماس فيها مستعينا بتنظيرات مساعده الإرهابي أيمن الظواهري، وقد ردّت حركة حماس في حينها على تدخلهم في الشأن الفلسطيني ، وهم غير مؤهلين لأي شأن سوى الإرهاب والجرائم التي عمّت القطر العراقي ووصلت إلى الجوار الأردني. كيف يتم التأسيس لمثل ظاهرة الثلاثي المجرم : ابن لادن ، الظواهري، الزرقاوي؟.

إن هذه الظاهرة ليست غريبة على الثقافة العربية التي تحتل عبادة الفرد فيها حيزا كبيرا، يصل بالأشخاص إلى مرتبة تقترب من الألوهية، ولا أعتقد أن شعار وهتاف ( بالروح بالدم نفديك يا...) له وجود لدى شعوب غير العربية، ومن وسط هذه الثقافة وبدعم من عوامل و مؤثرات أخرى يتم خلق هذه الظاهرة،ومن أهم هذه العوامل:

أولا: فتح باب الفتاوي في الشأن العربي و الإسلامي إلى كل من يريد بدون التدقيق في مؤهلاته، فمجرد وجود ( اللحية الطويلة والدشداشة القصيرة ) يصبح الشخص له تأثير في وسط الستين بالمائة من الأميين العرب أكثر من تأثير العلماء المتخصصين، بدليل أن ابن لادن والزرقاوي لم يكملا تعليمهما الثانوي، والزرقاوي أساسا خريج السجون ومحكوم في العديد من القضايا، ورغم ذلك يصدر هذا الإرهابي المجرم ما يطلق عليه فتوى بقتال المسلمين الشيعة، وابن لادن يعرض الهدنة على الولايات المتحدة الأمريكية وكافة الدول الغربية، وهو بهذا يخدع الجماهير الغفيرة التي تربت على الخطابات والتهديدات الفارغة، وكأنه يملك من القوة غير رشاشه الصدىء في الكهوف الأفغانية، والظواهري من طبيب فاشل إلى منتقد لكافة المسلمين شعوبا ومنظمات وحكومات، ويضع البرامج لنهضة الأمتين العربية والإسلامية...هل هناك دجل وكذب ونفاق أكثر مما هو لدى هذا الثلاثي المجرم؟؟!.

ثانيا: تطبيل وتنظير نسبة من الكتاب والصحفيين العرب لهذا الثلاثي وأعماله الإرهابية وسط تخبط يندر مثيله. فعند البعض كل ما يرتكبه الإرهابيون من قتل وخطف وقطع للرؤوس هو مقاومة ، بما فيها قتل ألآف المدنيين العراقيين بحجة أنهم يعملون في خدمات لقوات التحالف، بينما كل التنظيمات الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد لم تخون مائة وخمسين ألفا من العمال الفلسطينيين في دولة إسرائيل ، ونسبة منهم يعملون في بناء المستوطنات الإسرائيلية التي يطالب المفاوض الفلسطيني بتفكيكها.و ينظر في الصحافة المصرية العديد من الصحفيين للإرهاب في العراق ويسمونه مقاومة، وعندما ضرب نفس الإرهاب مصر في طابا وشرم الشيخ وغيرها، أصبح هذا إرهابا غير شريف...فهل هناك أفضل من هذا التضارب والنفاق لنمو ظاهرة تأييد إرهابيين جهلة مثل الثلاثي المذكور؟؟. وضمن السياق الإعلامي لا بد من الإشارة إلى دور بعض الفضائيات العربية في تغذية الإرهاب من خلال تسابقها على نشر بيانات الإرهابيين بما فيها قطع الرؤوس أمام الكاميرات، وقد ثبت أن بعض الفضائيات تدفع المال من خلال مراسليها لبعض الإرهابيين كي تفوز دون غيرها بالأشرطة المرئية والصوتية، وهذه الفضائيات بموت المجرم الزرقاوي قد خسرت منتجا مهما لأشرطة رواجها وسط الجماهير الغفيرة!!.

ثالثا: سكوت يشبه التواطىء من علماء المسلمين المؤثرين في الرأي العام العربي، وعلى سبيل المثال لم نسمع أية إدانة لبيان أو فتوى المجرم الزرقاوي بقتال المسلمين الشيعة،أو خطف وقتل المدنيين الأبرياء بما قيهم العاملون في مؤسسات الإغاثة والخدمات الطبية...فهل يؤدي هذا السكوت إلى غير المزيد من هذه الجرائم؟. رغم أن أعمال هؤلاء الإرهابيين أساءت للإسلام والمسلمين أكثر من أي عدو للإسلام، لأن كل أعمالهم الإجرامية يرتكبونها باسم الإسلام ويتخذون تسميات إسلامية لمجموعاتهم الإرهابية.

رابعا: لا يمكن التغاضي عن دور الأنظمة الإرهابية المستبدة في المنطقة، فإرهابها ضد شعوبها وارتكابها لكافة أنواع الجرائم بحق شعوبها، ينتج عنه يأس لا يميز لدى العامة بين الجريمة والنضال، كما أن بعض هذه الأنظمة المستبدة من مصلحته تغذية الإرهاب وتشجيعة في العراق وغيره، لأن قيام أنظمة ديمقراطية مجاورة يهدد وجود هذه الأنظمة المستبدة.

إن موت المجرم الزرقاوي يشكل أكبر تعزية لأهالي ضحاياه خاصة في العراق والأردن، كما أن الدور الأردني في تنسيق عملية قتله، رسالة واضحة لكل الدول العربية المجاورة للعراق وغير المجاورة من أجل تنسيق جهودها ضد هذا الإرهاب الذي لن يستثني أحدا. مات الزرقاوي ، إلا أن العوامل السابقة التي خلقت ظاهرته الإرهابية وجعلتها عند الجهلة نضالا و مقاومة، سوف تخلق زوقاوي جديد، وربما يكون اسمه ( الحمراوي ) فلا بد من اسم يسهل رواجه وتعميمه...ومن خلال تغطية بعض الفضائيات العربية لموت المجرم، ثبت أنها حزينة عليه أكثر من المجرمين أنصاره...لذلك فالعزاء في موته من المستحسن تقديمه لتلك الفضائيات!!.



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة حزيران في أدب غالب هلسا
- السلاح الفلسطيني في لبنان..مهمة نضالية أم مخابراتية سورية؟
- صراع فتح وحماس على ملف التمثيل الخارجي
- حروب فتح وحماس وحوار الطرشان
- الأكراد والعرب وإسرائيل..متى تنتهي الحكاية؟
- مقالة تجريبية لقياس نوعية تفكير القراء
- على خلفية لقاء الملك عبد الله مع قناة العربية
- وعود القذافي بدعم حكومة حماس..أمل إبليس في الجنة
- نقابة المحامين الأردنيين ورفع الغطاء عن الأرهابيين
- العلاقة الفلسطينية مع الأردن محمودعباس أم حماس
- التضليل الإعلامي خوفا من النظام السوري
- حماس والأردن...العلاقة الملتبسة
- السلطة تدين..حماس تبارك..وماذا بعد؟
- من المختل عقليا في الاعتداءات على الكنائس القبطية في الإسكند ...
- حماس : السياسة والمقاومة لا يلتقيان
- فتح ملف الوليمة الحيدرية
- انتبهوا..وصلت طالبان إلى القاهرةانتبهوا : وصلت طالبان إلى ال ...
- هل هناك داع لعقد القمة العربية؟
- التعايش بين الأديان في الأقطار العربية..واقع أم وهم؟؟
- مقام عراقي بألحان فلسطينية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - الموت للزرقاوي والعزائ لبعض الفضائيات العربية