|
دافيد بروكس – مدّعى غير كبير جدّا – و الإختلافات العميقة بين ترامب ، سندارس و الإشتراكية الفعليّة مقال لبوب أفاكيان
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 17:35
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
دافيد بروكس – مدّعى غير كبير جدّا – و الإختلافات العميقة بين ترامب ، سندارس و الإشتراكية الفعليّة بوب أفاكيان جريدة " الثورة " عدد 637 ، 2 مارس 2020 https://revcom.us/a/637/bob-avakian_david-brooks-the-not-so-great-pretender-en.html
في مقال بجريدة " النييورك تايمز " مؤرّخ في 21 فيفري 2020 و عنوانه " لماذا على الأرجح سندارس هو الذى سيحصل على التحيّة " ، يسعى دافيد بروكس إلى عقد مقارنة بين برنى سندارس و دونالد ترامب ذلك أنّ، حسب بروكس ، كلّ واحد منهما يمثّل على طريقته أسطورة كاذبة لكن " ناجحة " – أسطورة شعبويّة يمينيّة في حال تراب ، و أسطورة شعبويّة يساريّة في حال سندارسو هذا سخيف . و هكذا محاولة لجعل سندارس مساوى لترامب ( أو " الوجه العكسي لذات المرآة " أو " شبح يساري " بالنسبة لترامب ) يمكن دحضه بمجرّد النظر إلى الواقع البديهي . و مثلما سيقع النقاش هنا ، يتقاسم سندارس فعلا ، في نهاية المطاف ، مع ترامب واقع أنّه عمليّا مدافع عن النظام الرأسمالي و ممثّل و مدافع عن مصالح رأسماليّة إمبريالية الولايات المتّحدة . بيد أنّ هذا لا ينفى الإختلافات الحقيقيّة و الحادة جدّا بين سندارس و ترامب ، ضمن ذات الإطار في نهاية المطاف . هل أنّ سندارس يشجّع على العنصريّة و التعصّب و كره النساء و الأفكار المسبّقة الفظيعة والعنف تجاه المتحوّلين جنسيّا، مثلما يفعل بنشاط ترامب و من لفّ لفّه؟ هل أنّ سندارس ، مثل ترامب ، يتحدّى علم تغيّر المناخ ، منكرا وجود أزمة مناخيّة جدّية و متسارعة فيها النشاط الإنساني هو العامل الأهمّ ، بينما يشجّع و يسهّل التدمير اللامحدود للبيئة ؟ هل أنّ سندارس عمل على تقويض مبادئ الجمهوريّة الدستوريّة الرأسمالية و حكم القانون ، مثلما يستمرّ ترامب في فعله ، و بصفة متصاعدة ؟ و بالمناسبة ، هل أنّ ما يشخّصه بروكس على أنّه " أسطورة " سندارس له أي قاسم مشترك مع ما يروّج ترامب ؟ ألا توجد حقّا أيّة حقيقة في زعم سندارس بأنّ الأغنياء إلى أقصى الحدود – أصحاب البنوك أو مؤسسات ماليّة أخرى ،و شركات تقنيّة ، و مصالح تجاريّة واسعة أخرى ، و ما إلى ذلك – يمارسون تأثيرا غير مشروع على الشؤون السياسيّة و الإجتماعيّة عموما ؟ هل يصنّف ذلك حقّا في نفس خانة الأكاذيب المنهجيّة و المؤامرة الجنونيّة التي يكرّرها بإستمرار ترامب و يشجّعها ، وهي طافحة بالعنصريّة و التعصّب و كره النساء و رهاب الأجانب ؟ إنّ بروكس ، بالتسوية بين سندارس و ترامب يسمح لنفسه بتشويه الواقع و السقوط في " الخداع الرخيص " الديماغوجي الذى سيحرج حتّى رجل غليظ مخادع . بروكس معلّق " محافظ " ، يعارض دونالد ترامب و يصوّر نفسه على أنّه ضمن نوع من الفلاسفة الذين يبحثون عن تسليط الضوء على المصلحة الإجتماعيّة العامة التي يمكن أن توحّد الناس أبعد من النزاع الحزبي " القبلي " . لكن ، في الواقع ، بروكس لا يعدو أن يكون مروّجا لأكبر أسطورة مطلقا – أسطورة أنّ الرأسمالية أفضل نظام ممكن و سيرها و فعلها يجلبان أكبر المنافع ، ليس إلى الطبقة الرأسماليّة الصغيرة فحسب بل لجماهير الإنسانيّة ،و أنّ الرأسماليّة الأمريكية هي المثال اللامع و النموذج لهذا . و الحقيقة هي أنّ الرأسماليّة اليوم نظام عالمي للرأسمالية – الإمبرياليّة التي تحافظ على نفسها من خلال الإستغلال و الإضطهاد بلا رحمة لمليارات البشر عبرالعالم و من خلال العنف الدائم ضد الجماهير الشعبيّة و تدمير البيئة . و يصحّ هذا قبل كلّ شيء على رأسماليّة -إمبريالية الولايات المتّحدة ، و جرائمها ضد الإنسانيّة ، و التي كان بروكس أيضا من المروّجين النشطاء لها و من مادحيها . فعلى سبيل المثال ، عندما غزت الولايات المتّحدة العراق سنة 2003 ، في دوس فاضح للقانون الدولي و إنطلاقا من أكاذيب متكرّرة و منهجيّة تقول بأنّ الحكومة العراقيّة برئاسة صدّام حسين تملك أسلحة دمار شامل ( و كانت نوعا ما على صلة مع الذين نفّذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتّحدة ) ، كان بروكس متبجّحا و عدوانيّا في الدفاع عن تلك الحرب التي أطلقت دوّامة قتل و دمار في ذلك الجزء من العالم ؛ و إستمرّ في صنع الأعذار و عقلنة تلك الحرب ماضيا بوضوح ضد الوقائع المثبتة . واقع الرأسماليّة و حدود الديمقراطية الإشتراكية و جوهرها بالنسبة ل" المنافع الكبرى " التي تمثّلها الرأسماليّة و تغدقها على العالم ، مثلما أشرت ، في عالم يهيمن عليه هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي : " تعيش أجزءا كبرى من الإنسانيّة في فقر مدقع ، و يفتقر 2.3 مليار إنسان حتّى إلى مراحيض بدائيّة ،و أعداد هائلة تعانى أمراضا قابلة للوقاية منها ، و ملايين الأطفال يموتون سنويّا جرّاء هذه المراض و جوعا بينما 150 مليون طفل في العالم مجبرون على أفشتراك في شغل إستغلالي بلا رحمة ، و مجمل الاقتصاد العالمي يقوم على شبكة واسعة من المعامل الهشّة التي تشغّل أعدادا كبيرة من النساء اللاتى تتعرّضن إلى الهرسلة و الهجمات الجنسيّة ، عالم حيث 65 مليون مهاجر تركوا اوطانهم و ديارهم بسبب الحرب و الفقر و القمع و إنعكاسات ارتفاع حرارة الكوكب ..." ( " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " ، نصّ و فيديو هذا الخطاب متوفّرين على موقع revcom.us) و لا يمثّل برنى سندارس و ما يدعو إليه لا يمكن أن يجلب حلاّ حقيقيّا لكلّ هذا فالحلّ لا يمكن بلوغه إلاّ عبر ثورة تتحرّك للإطاحة بالنظام الرأسمالي و للإجتثاثه و لإنشاء مجتمعات مغايرة كلّيا ، إشتراكية هدفها النهائي إيجاد عالم شيوعي . يمكن نعت سندارس بصفة أدقّ بانّه " ديمقراطي إشتراكي " يدافع عمليّا عن تغيّرات صلب النظام الرأسمالي تحقّق بالعمل من خلال السيرورة السياسيّة القائمة . و يُعبّر عن هذا ، من جهة ، كوعد هلامي بإيجاد عدالة إقتصادية و إشتراكية و عرقيّة و بمعالجة الأزمة البيئيّة ؛ و عندما يكون ملموسا أكثر يركّز على أشياء من قبيل الترفيع في أداءات الأغنياء جدّا و المؤسّسات لأجل تمويل برامج الحكومة لخلاص الرعاية الصحّية للعموم ، و التعليم بالمدارس ، و إيجاد طاقة متجدّدة . و سيمضى هذا ضد واقع كيف تسير الرأسماليّة عمليّا ، تدفعها المنافسة الفوضويّة بين الرأسماليين المتنازعين – وهو ما يحدث ليس في بلدان معيّنة و إنّما بصورة متزايدة على الصعيد العالمي – و ، بالأخصّ في ما يتعلّق برأسمالية –إمبريالية الولايات المتّحدة و ما تتطلّبه من نفقات عسكريّة ضخمة للحفاظ على إمبراطوريّتها عبر العالم ( و جيشها أكبر مؤسّسة تستهلك النفط في العالم ) ، و كذلك كامل التطوّر التاريخي لهذه البلاد ، وصولا إلى يومنا هذا ، على قاعدة العبوديّة و تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و علاقات إضطهاديّة أخرى . كلّ هذا ، ممزوجا مع واقع السيرورة السياسيّة في هذه البلاد – " ديمقراطية " تهيمن عليها الطبقة الرأسمالية التي تمارس عمليّا دكتاتوريّة ( إحتكار السلطة السياسيّة ، مكثّفا في إحتكار العنف " الشرعي " ) لفرض حكمها ، وهي تتميّز اليوم بإنقسامات " حزبيّة " عميقة في صفوف الممثّلين السياسيين للطبقة الرأسمالية – سيعنى انّ الإصلاحات التي يدعو إليها سندارس ستكون عسيرة التحقيق . و حتّى إن أمكن بصورة ما تحقيقها ، لن تسفر عن عدالة إقتصادية و إجتماعيّة و عرقيّة و أيضا لن تحقّق تفاعلا عقلانيّا مع البيئة أو عالم دون النزاعات العنيفة المتجذّرة في ذات طبيعة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و بالفعل ، بينما قد يتّخذ سندارس موقفا أقلّ عدوانيّة معبّرا عن أكثر تردّد في شنّ حروب مقارنة بالسياسيين التقليديين للحزبين الديمقراطي و الجمهوري – و بينما لم يهدّد صراحة و مباشرة بإستعمال الأسلحة النوويّة و تحطيم بلدان ، كما فعل ترامب – أوضح سندارس أنّه ينظر إلى القوّة العسكريّة للولايات المتّحدة و تحالفاتها العسكريّة ، على غرار حلف الناتو ، على أنّها حيويّة و ضروريّة ( و قد مدح جيش الولايات المتحدة على أنّه الأفضل في العالم ). و الإصلاحات ذاتها التي ينادى بها سندارس ، في نهاية المطاف ، ستستند إلى و سترتهن بمواصلة رأسمالية – إمبريالية الولايات المتحدة إحتلال موقع مهيمن في العالم ، و ستتطلّب إستخدام و / أوالتهديد بإستخدام العسكريّة للولايات المتّحدة صيانة لهذا الموقع. و الحقيقة هي أنّ الطيين الإشتراكيين في بلد إمبريالي يجب أن يكونوا في نهاية المطاف و جوهريّا موالين للإمبريالية . هذه ميزة أساسيّة و احدة من متطلّبات الديمقراطية الإشتراكية في بلد مذل هذا . ثورة إشتراكية فعلية فى كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة "، [ عرّبه و نشره على موقع و بمكتبة الحوار المتمدّن شادي الشماوي ] شدّدت على كيف أنّ كارل ماركس ، مؤسّس ( إلى جانب فريديريك إنجلز ) الحركة الشيوعيّة ، أشار إلى أنّ : " المظاهر المميّزة للإصلاحيين - بمن فيهم " الإشتراكيين " الإصلاحيين - هو أنّهم بقدر ما يشخّصون الاقتصاد كمصدر للامساواة و غيرها من الأمراض الإجتماعيّة ، بقدر ما ينزعون نحو تحديد المشكل في مجال التوزيع بينما المصدر الأساسي للإضطهاد و اللامساواة الذى يميّز مجتمعا إستغلاليّا كالرأسماليّة يكمن في مجال الإنتاج و بالأخصّ في علاقات الإنتاج . " هذا " المظهر المميّز " ينطبق على شخص مثل سندارس ، بتنديداته المعهودة بطبقة " أصحاب المليارات " و القسمة غير العادلة للثروة و الهيمنة غير العادلة على السيرورة السياسيّة ( لاحظوا : نقد " طبقة أصحاب المليارات " ، ليس في تعارض مع كامل النظام الرأسمالي ). الهدف النهائي لثورة إشتراكية فعليّة هو بلوغ الشيوعيّة عبر العالم ، مع القضاء على كلّ العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة و النزاعات العدائيّة التي تفرزها . و يتطلّب هذا تغيير النظام برمّته – التخلّص من النظام لرأسمالي و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا – و ليس مجرّد إدخال بعض التغييرات ضمن النظام الرأسمالي القائم . و في كامل هذه السيرورة ، تغيير نمط الإنتاج جوهري. و يحيل " نمط الإنتاج " على النظام الاقتصادي الذى يجسّد بعض علاقات الإنتاج ،و أكثرها أساسيّة ملكيّة وسائل الإنتاج – الأرض و المواد الأوّليّة و الهياكل الماديّة كالمصانع و التقنية – و التي هي في ظلّ هذا النظام ملكيّة خاصة و يتحكّم فيها الرأسماليّون ، أو التجمّعات الكبرى لراس المال كالشركات و البنوك إلخ . هذا هو أساس إستغلال الرأسماليين للجماهير الشعبيّة – في كافة أنحاء العالم – التي لا تملك وسائل إنتاج وهي بالتالى مضطرّة إلى العمل لمصلحة الرأسماليين الذين يحتكرون وسائل الإنتاج . و هذا هو أساس تكديس الرأسماليين للأرباح الخاصة ، في منافسة محمومة مع غيرهم من الرأسماليين . و تهدف الثورة الإشتراكية الفعليّة إلى تغيير ملكيّة وسائل الإنتاج إلى ملكيّة جماعيّة من قبل المجتمع ككلّ ، ما يمكّن من فعل ما لا يمكن فعله في ظلّ الرأسماليّة : إنجاز الإنتاج على قاعدة مخطّط عام ، إنطلاقا ليس من الإستغلال بل من الإنخراط الواعي و النشيط للجماهير الشعبيّة ، في تفاعل مع بقيّة الطبيعة تفاعلا بطريقة مستدامة " بينما تتمّ تلبية الحاجيات المادية و كذلك الثقافيّة ...و الفكريّة للشعب – و ليس مجرّد جزء من العالم و إنّما في نهاية المطاف في العالم ككلّ – و التحرّك للتخلّص التام من الفقر و الحرمان و الخزي و كافة العذابات غير الضروريّة التي تعانى منها الجماهير الشعبيّة عبر العالم في ظلّ هيمنة النظام الرأسمالي . و في الوقت نفسه ، يجب أن يحصل تغيير نمط الإنتاج في علاقة جدليّة ( سيرورة تأثير و تأثّر متبادلين ) مع تغيير العلاقات الإجتماعيّة الإضطهاديّة ( كالعلاقة بين الرجال و النساء ) و الأفكار و الثقافة الموطّدين للإضطهاد و الإستغلال . و من الأهمّية بمكان هو أنّ كلّ هذا مرتهن – و لا يمكن بلوغ ذلك دون – إلحاق الهزيمة بجهاز الدولة الرأسماليّة و تفكيكه ( و خاصة ، القوات المسلّحة و الشرطة ، و أيضا المحاكم و البيروراطيّات ، و السلطة التنفيذيّة ) التي تفرض حكم المستغِلّين ( الطبقة الرأسماليّة ) و تعويضه بسلطة دولة إشتراكية يكون هدفها و سيرها في خدمة و تشجيع التغيير الجذري للمجتمع ، و العالم ككلّ ، بإتّجاه القضاء على كافة الإستغلال و الإضطهاد . (1) و في عدد من كتاباتى ،و حديثا في الفقرة التالية من كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " السالف الذكر ، تحدّت عن العلاقة بين تغيير نمط الإنتاج و تغيير العلاقات الإجتماعيّة فقلت : " في نهاية المطاف ، نمط الإنتاج يحدّد أساس التغيير و حدوده ، بمعنى كيفيّة معالجة أي مشكل إجتماعي ، مثل إضطهاد النساء ، أو إضطهاد السود أو اللاتينو ، أو التناقض بين العمل الفكري و العمل اليدوي ، أو وضع البيئة ، أو وضع المهاجرين و ما إلى ذلك . و في حين أنّ لكلّ هذه الأشياء واقعها و ديناميكيّتها الخاصة و ليست قابلة للتقليص إلى النظام الاقتصادي ، فإنّها جميعا تسير في إطار و ضمن الديناميكيّة الجوهريّة لذلك النظام الاقتصادي ؛ و ذلك النظام الاقتصادي ، ذلك النمط من الإنتاج ، يحدّد أساس و في نهاية المطاف حدود التغيير في ما يتعلّق بكافة المسائل الاجتماعية . ومن ثمّة ، إذا أردنا التخلّص من جميع هذه الأشكال المختلفة من الإضطهاد ، ينبغي علينا أن نعالجها في حدّ ذاتها ، لكن ينبغي علينا كذلك أن نحقّق هذه التغييرات بالمعنى الجوهري . و لوضع ذلك بصيغة أخرى : يجب أن يتوفّر لدينا نظام إقتصادي لا يمنعنا من إحداث هذه التغييرات ، و بدلا من ذلك لا يسمح لنا فحسب بل يمدّنا بأساس مناسب للقيام بهذه التغييرات " [ التشديد في النصّ الأصلي ]. ( " الشيوعية الجديدة " ، الجزء الأوّل ، " المنهج و المقاربة ، الشيوعية كعلم "، ص 77 ، التسطير في النصّ الأصلي ، ذكر في " إختراقات ... " وهو متوفّر أيضا على موقع http://www.revcom.us) الخطر المباشر و الحلّ الجوهري مثلما عُرض في خطوط عامة أعلاه ، الغشّ بصورة تستوقف الإنتباه في تصوير دفيد بروكس لبرنى سندارس هو الطريقة التي يعامل بها بروكس سندرس في الأساس على أنّه مساوى لترامب . و في حين أنّ ما يقدّمه سندرس ،و كذلك ترامب ، يظلّ في إطار النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، فإنّ داخل هذا الإطار هناك إختلاف حقيقي جدّا بين الديمقراطية الإشتراكية التي يروّج لها سندرس و فاشيّة نظام ترامب / بانس .فهذا الأخير نظام فاشيّ يمثّل في حدّ ذاته الخطر المباشر بالنسبة للمجتمع و للإنسانيّة جمعاء ، بينما بالمعنى الجوهري هو حكم رأسمالي مهما كان الشكل ، و نظام الإستغلال و الإضطهاد الوحشي الذى يفرضه بعنف قاتل و مدمّر على نطاق واسع ، هو الذى يجب كنسه و تعويضه بمجتمع و عالم مختلفين راديكاليّا . --------------- (1) " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " من تأليف بوب أفاكيان يتضمّن نظرة شاملة و في الوقت نفسه ، هو مخطّط ملموس من أجل مجتمع مختلف راديكاليّا – بلد إشتراكي فعلا غايته الأسمى عالم شيوعي. [ هذا الدستور متوفّر باللغة العربيّة ، ترجمة و نشر شادي الشماوي على صفحات موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته ضمن العدد 10 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " و الحامل لعنوان " الثورة البروليتارية في أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و في البلدان الإمبرياليّة – تركيا و الولايات المتّحدة " ). -------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدّمة الكتاب 36: تقييم علمي نقدي للتجربتين الإشتراكيّتين ال
...
-
نظريّات المؤامرة و - اليقين - الفاشيّ و الشلل الليبرالي ، أم
...
-
المنظّمة الشيوعية الثوريّة ، المكسيك : ما الأثمن، حياة البشر
...
-
أيديهم ملطّخة بالدماء : تسعة أشياء فعلها و قالها ترامب و نظا
...
-
نحتاج إلى عالم مختلف تماما : كيف تتعاطى الثورة مع الأوبئة
-
أزمة صحّية مثل أزمة كوفيد-19 في مجتمع إشتراكي حقيقي : حاجيات
...
-
فيروس كورونا – التدابير المضادة العالمية : تسونامى من العذاب
...
-
فيروس كورونا ... و اللامساواة الوحشيّة في أمريكا
-
سؤال : لماذا لا يزال العالم يفتقر على كمّامات وقاية صحّية ؟
...
-
حول إقالة الرئيس و الجرائم ضد الإنسانيّة و الليبراليين و الأ
...
-
- المساومة مع الشيطان - – فاشيّة ترامب ، - تقديس أوباما - و
...
-
بواء كورونا فيروس – كوفيد - 19 : نظرة شيوعية ثوريّة
-
الولايات المتّحدة الأمريكية تغادر أفغانستان عقب قتل أكثر من
...
-
عالم متورّم بكره النساء و الفقر و الحروب و هجرة البشر ... كف
...
-
اليوم العالمي للمرأة ، 2020- النضال من أجل تحرير النساء قوّة
...
-
فيروس كورونا و الهيمنة الإمبرياليّة على العالم
-
نداء عالمي : بصدد 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة ، يوم النضال
...
-
الشيوعية الجديدة : مزيد الإختراق بفضل الخلاصة الجديدة - مجتم
...
-
بيان للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )
...
-
مجلس الشيوخ يبرّر دونالد ترامب ، دائسا حكم القانون و دافعا ب
...
المزيد.....
-
Israel’s war on Iran and the region must stop.
-
التطبيع بين المغرب وإسرائيل: من المستفيد؟
-
هجوم إسرائيل العسكري على إيران: هاوية مرعبة للشعب الإيراني و
...
-
سقوط الدكتاتورية الأسدية. ماذا بعد؟ الوضع الراهن في سوريا
-
الموظفون//ات العاملون//ات بالتعليم العالي: بين مطرقة الإصلاح
...
-
تيسير خالد : القصف الاميركي للمنشآت النووية الايرانية عمل إج
...
-
حكومة الحيتان تحاصر المستأجرين لتمرير قانون الطرد بالقوة
-
هل يحلق صائد الطائرات الصيني في سماوات إيران قريبا؟
-
مقالات الاخبار..اراء فيما حصل وما يحدث، كتاب جديد للدكتور كا
...
-
مشاركة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي
...
المزيد.....
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
-
أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا
...
/ بندر نوري
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
المزيد.....
|