نحتاج إلى عالم مختلف تماما : كيف تتعاطى الثورة مع الأوبئة

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 02:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

https://revcom.us/a/641/how-the-revolution-would-deal-with-epidemics-en.html
في هذا الوقت بالذات ، تحدث مشاهد مفزعة عبر العالم قاطبة .
في نيويورك ، يتكدّس المرضى في غرف أقسام الإستعجالي . و يموت الكثيرون لإنعدام أجهزة تنفّس حين لا تعود الرئتين قادرة على العمل . الأطبّاء و الممرّضون و الممرّضات و العاملين و العاملات بالمستشفيات يصابون بالعدوى و حتّى يموتون لفقدان كمّامات الحماية الأساسيّة التي يحتاجون إليها . و في السجون الشبيهة بسفن العبيد و مراكز إيقاف المهاجرين ، حيث يتكدّس الناس في فضاء صغير ، يلوح الفيروس في الأفق قادم كالإعصار. و قد خسر الملايين في أمريكا مواطن شغلهم و الأطفال يعرفون الجوع.
و يواجه مليارات البشر الآخرين حول العالم خيار الجوع أو القمع ، و لهم القليل و القليل جدّا من الحماية ضد المرض و من الرعاية الصحّية إن تمكّنوا من الحصول عليها أصلا .
حكّام العالم و حكّام أمريكا يتصارعون و ليست لديهم أجوبة حقيقيّة في الوقت الذى تعانى فيه الجماهير معاناة فظيعة .
لكن هذا لا يجب أن يكون الوضع على ما هو عليه ّ و نحن بصدد تنظيم القوى من أجل الثورة الفعليّة – الإطاحة بهذا النظام و ليس تحسينه. و نحن نناضل من أجل سلطة دولة جديدة تماما – الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا . و إليكم ما يترتّب على المجتمع الإشتراكي القيام به :
1- ستستعدّ السلطة الثوريّة لمثل هذه الكوارث و لن تترك المجتمع بلا دفاعات .
يؤكّد دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا ، الذى ألّفه بوب افاكيان ، التالى :
" ستقام البحوث و الأعمال لتوقّع قدر الإمكان ، إندلاع أمراض و أوبئة و منع هذا الإندلاع بأكبر قدرة ممكنة ، و إكتشاف مثل هذه العدوى و الأوبئة و معالجتها بأسرع و أكثر فعالية ممكنة أينما و كلّما لا يمكن منع إندلاعها."
و فقط قارنوا ذلك بما فعله النظام السائد. فالحكومة تعلم منذ سنوات بأنّ فيروسا كهذا قد يضرب بسولة . و قد أنجزت حتّى دراسات تقول لهم ما الذى سيحتاجونه : المزيد من الأسرّة للمستشفيات و أقسامها الإستعجاليّة ؛ العمل على إيجاد لقاحات جديدة ؛ اتوفير التجهيزات الوقائيّة كالكمّامات و ما يتطلّبه التدخّل الإستعجالي من مثل أجهزة التنفّس ؛ و التخطيط لكيفيّة التعاطى مع الناس في وضع طارئ دون أن يعرف الملايين الجوع أو أكثر منه . لكن لم ينجز من هذا غير النزر القليل .
لماذا ؟ لأنّ النظام الذى نعيش في ظلّه – الرأسمالية – الإمبريالية – ليس قائما على تلبية حاجيات البشر بل هو نظام للتنافس القاتل بين الذين يملكون وسائل خلق الثروة ، نظام لا يحدث فيه شيء إلاّ إذا كان شخص ما يحقّق الربح بواسطته.إنّ التخطيط لحالات طوارئ و تخزين مؤن حيويّة و إنتاج اللقاحات التي يمكن أن يتمّ الإحتياج إليها في المستقبل ببساطة " ليست مربحة " على المدى القصير . و على عكس ما يقوم به ترامب و الحكّام الديمقراطيين المتنافسين من أجل الموارد كما نرى ذلك اليوم ، ستنسّق الدولة الإشتراكية بين الموارد و يكون ردّها شاكملا للبلاد بأسرها – بإقتصاد موجّه نحو تلبية حاجيات الشعب و ليس الربح .
2- ستعوّل الدولة الإشتراكية الجديدة على معرفة العلماء و على الناس العاديين عبرالعالم قاطبة لإلحاق الهزيمة بالوباء
و لنقتبس مرّة أخرى فقرة من دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا :
" متشبّثين بالمقاربة العلمية و كذلك بالتوجه الأممي ، يجب تقاسم البحث و التطوير، والتطويرات العملية، فى الحقل الطبّي، أتمّ تقاسم ممكن مع الناس فى هذا الحقل ( و الحقول المرتبطة به) فى نواحي أخرى من العالم ، و يجب تشجيع التعاون و تفعيل إكتشاف و مواجهة إندلاع أمراض و أوبئة و الوقاية منها ".
لكن أنظروا إلى ما يقوم به النظام السائد : شركات تسيّج المعرفة لتستخدمها للربح ، و القوى الإمبرياليّة تقاتل للحصول على لقاح جديد قبل غيرها لتوظّفه ضد منافسيها ... بينما سيموت الناس جراء نقص في اللقاحات.
3- لن يقع الإعلام الحقيقي للجماهير الشعبيّة بكامل الوضع فحسب بل سيجرى أيضا تشجيع ذكائها و إبداعها و روح تضحيتها بالنفس
و من جديد مقتطف من دستور المستقبل :
" وفى معالجة المرض و فى مظاهر أخرى من الطبّ يجب أن تأخذ بعين الإعتبار الأحاسيس و كذلك تجارب معرفة المرض لدى الناس بصورة أوسع و إعتمادها تماما كأساس لازم و مصدر أساسي فى ممارسة الطبّ و تطوّر علم الطبّ و تطبيقه."
قارنوا هذا بالنظام الذى نعيش في ظلّه الآن حيث معظم الناس يبقون في جهل بالعلم و يبقون سلبيّين أثناء أزمة من مثل هذه التي نشهدها الآن .
و أخيرا و ليس بالكاد آخرا ، لأنّ الإنتاج الاجتماعي سيوجّه نحو تلبية حاجيات الشعب ، و ليس لتحقيق الأرباح لهذا الرأسمالي أو ذاك ، بالإمكان تخزين الحاجيات الضروريّة مسبّقا و تقسيمها بإنصاف حينما تضرب جائحة مثل هذه .
أعقدوا مقارنة لذلك بهذا النظام السائد حيث لا يملك الملاييم الإمكانيّات الماليّة لتسديد الكراء أو لشراء بضائع من البقالة و سيتعرّضون إمّا إلى أن يصبحوا بلا مأوى أو إلى الجوع .
إنّ العالم الذى يرتئيه هذا الدستور ممكن . لكن لإيجاد مثل هذا العالم نحتاج إلى ثورة فعليّة . هناك قيادة لهذه الثورة مجسّدة في بوب أفاكيان . و هناك إستراتيجيا طوّرتها القيادة يمكن ، عبر صراع ضاري ، أو توصلنا إلى هناك .
واقع أنّ لدينا مثل هذا القائد و هذه الرؤية و الإستراتيجيا ميزة كبيرة . ما نحتاج إليه الآن بالذات أكثر من أي وقت مضى هو أنت .
تعرّفوا على و كونوا جزءا من هذه الحركة . توغّلوا في دراسة أعمال بوب أفاكيان . توجّهوا إلى موقع أنترنت revcom.us
و إكتشفوا المزيد . و عدّلوا برامجكم على يوتيوب على برنامج الثورة و لا شيء أقلّ من ذلك !
The RNL Show
و تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مقالات في منتهى الأهمّية
في العدد 641 من جريد " الثورة "
revcom.us
• Communique #3 from the Revcoms: The Coronavirus and the Attacks on Immigrants: We Need a Revolution!

https://revcom.us/a/640/the-corona-virus-and-the-attacks-on-immigrants-we-need-a-revolution-en.html

• Communique #2 from the Revcoms: The Coronavirus… and the Savage Inequalities of America

https://revcom.us/a/640/the-corona-virus-and-the-attacks-on-immigrants-we-need-a-revolution-en.html

• Communique #1 from the Revcoms: Real Truth on the Coronavirus: What It Is and How to Confront It

https://revcom.us/a/640/the-corona-virus-and-the-attacks-on-immigrants-we-need-a-revolution-en.html

• Letter from a Reader: A health crisis like COVID-19 in a genuinely socialist society: The Needs of Humanity First, Not the Drive to Profit and Capital Accumulation

https://revcom.us/a/641/a-health-crisis-in-a-genuinely-socialist-society-needs-of-humanity-first-en.html

• Coronavirus — and Global Countermeasures: A Gathering Tsunami of Pain in a World of Savage Inequalities

https://revcom.us/a/641/coronavirus-international-roundup-en.html

• Prisoners Speak Out On Current Situation: “Can you not see how a capitalist-run society make such emergencies (like this epidemic) even worse!”

https://revcom.us/a/641/prisoners-speak-out-on-current-situation-en.html

• The Coronavirus Pandemic — A Resource Page
https://revcom.us/a/641/coronavirus-frequently-asked-questions-en.html


• The Coronavirus Pandemic: Frequently Asked Questions
• How the Revolution Would Deal with Health Care, Including Epidemics
Excerpt from the Constitution for the New Socialist Republic in North America
https://revcom.us/a/639/how-the-revolution-would-deal-with-health-care-including-epidemics-en.html
• Viruses and Natural Disasters Happen in Every Society...How They Are Dealt with Depends on the System in Power
Michael Slate interviews Lenny Wolff on KPFK Radio Pacifica
https://revcom.us/a/640/viruses-and-natural-disasters-how-dealt-with-depends-on-system-en.html
• The Language of Genocide: Trump Seizes on Coronavirus Crisis to Intensify Attacks on Immigrants
https://revcom.us/a/641/language-of-genocide-trump-seizes-on-coronavirus-crisis-to-intensify-attacks-on-immigrants-en.html
• Research Notes on the -dir-e Situation Facing Medical and Healthcare Workers in the U.S.
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل